أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حمزة الحسن - احتجاجات المثقف والارهاب وغياب تقاليد التضامن - التضامن مع الدكتور والمناضل هشام البستاني














المزيد.....

احتجاجات المثقف والارهاب وغياب تقاليد التضامن - التضامن مع الدكتور والمناضل هشام البستاني


حمزة الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 351 - 2002 / 12 / 28 - 14:49
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

لم يكن المفكر والمناضل حسين مروة صاحب عقارات أو بائع شقق سكنية أو صاحب مزرعة أو رئيس مصرف لكي يطلق عليه الرصاص بسبب منافسة تجارية أو عقارية، بل قتل لأن  حسين مروة كان يجب أن يسكت كصوت وكمساحة للحرية وكمفكر، وكان عليه ان يموت وكالة عن الذين لا صوت ولاحرية ولاخبز ولا أمل لهم...ولم يسقط فرج فودة مضرجا بدمه، في حين يسقط كثيرون هذه الايام من كتبة وانتهازيين وسماسرة مضرجين بالمال والنهب والقتل والارهاب والتخمة، لم يسقط لأنه كان صاحب عقار بل لأنه صاحب راي وفكر، ولم يكن بائع أوهام في سوق بيع وشراء الاوطان، بل كان بائع  أمل.ولم يسقط المفكر مهدي العامل إلا للسب نفسه، ولم تحز رقبة نجيب محفوظ، ويطارد نصر حامد ابو زيد بسبب الاختلاس أو الرشوة بل لأنه صاحب رؤيا...والقائمة طويلة ولا تتسع لكل جوقة الكتاب والمفكرين والشعراء العرب الذين قتلوا ولوحقوا وطوردوا عبر عصور تاريخ القمع ومؤسسة البربرية...

واليوم يصل سيف الارهاب للمناضل والكاتب  الاردني هشام البستاني ليدخل السجن ليس لأنه تاجر مخدرات في الساحة الهاشمية، ولو كان الامر كذلك لكان في مكان أفضل، وليس لأنه غش في بناء أو عمارة أو زور عملة، بل للسبب نفسه الذي مات من
اجله مروة والعامل وفودة ونحر من اجله محفوظ.ان المؤسسة العربية الحاكمة وقد تغوّلت بعد حقبة الهيمنة المطلقة على مفاصل
السلطة والمجتمع، تحولت من مرحلة مهادنة المثقف الى مرحلة السحق بعد ان صارت تستمد شرعيتها من مناطق اخرى غير شرعية المثقف وتسويقه لوجودها في السابق.وكما يذكر الاستاذ عبد الاله بلقزيز في كتابه القيم" نهاية الداعية" ان المؤسسة العربية الحاكمة، وبعض المؤسسات الحزبية المحكومة ايضا، لم تعد تأخذ شرعيتها السياسية في السلطة وفي خارجها من مواقف المثقف واحتجاجاته، بل صارت تستمد هذه الشرعية من مصادر اخرى وهي:

اولا: شرعية العدو أو الخطر الخارجي.

 ثانيا: الشرعية الدينية.

ثالثا: شرعية القوة العسكرية.

 رابعا: شرعية دستورية شكلية.

وخامسا: شرعية العائلة سواء في الاسر الملكية او في الاسر الجمهورية الحاكمة وحتى في صفوف الاحزاب.

ولم تعد الاحزاب هي الاخرى تستمد شرعيتها كما في السابق من مواقف المثقف أو من مشروعه الفكري وتنظيراته ودعواته، بل صارت تستمد هذه الشرعية من المقاول أو صاحب العقار أو مدير المصرف أو الجنرال أو من المثقف الدمية...وفي العشر سنوات الاخيرة تبدلت ادوار وظهرت مواقف وبرزت مسارح جديدة، ولعل أخطرها انتقال عدد من مثقفي اليسار  الى صفوف من كانوا يعدونه العدو الرئيسي، وصار هؤلاء خدما في مؤسسات الاعلام النفطي والمشايخي، وتحول بعضهم الى وشاة الى رؤساء تحرير صحف كانوا يسمونها صفراء، وانتقل القسم الاكبر من هؤلاء الى مرحلة اخطر وهي تقديم خطاب الندم والاعتذار والاسف عن خطه القديم في الوطنية واليسار وسنوات السجن ودخل في مرحلة سباق مع الزمن من اجل الربح السريع انقاما من مرحلة الالتزام الوطنية وتخليا عن هوية المثقف والمناضل في تحمل الاهوال والمصائب وحروب الثقافة.وهذه الهزيمة الاخلاقية قبل اي شيء قادت كنتيجة الى غياب أحد اهم التقاليد الثقافية في الوطن العربي وفي العالم ، وهي تقاليد التضامن بين المثقفين، فصار المثقف العربي يمضي الى السجن ـ كما هو حال هشام البستاني وغيره ـ كما لو انه ذاهب هناك لحسابه الخاص.وهذا الاستفراد بالمثقف جعل مؤسسات الارهاب في السلطة وفي خارجها، طليقة في التنكيل بالمثقفين، وتغييب اصواتهم، لأن المطلوب ليس اخفاء جسد المثقف، بل اخفاء صوته، وهذا الصوت هو كل ما يمملكه المثقف احتجاجا على وحشية المؤسسة...  حين منعت سلطات الاردن دخول روايتي" سنوات الحريق" من دخول الاردن، لم يرتفع صوت اردني أو عراقي بالاحتجاج، وكان الثمن باهظا بعد ذلك لكثيرين، حين تمت مصاردة حريات وكتب ومواقف أخرى في مناخ الصمت نفسه. ان مصادرة حرية مثقف بحجم البستاني هي مصادرة لحريتنا جميعا، واخفاء جسد البستاني هو اخفاء للصوت الحر، وسجنه هو سجن لحق انساني وثقافي وادبي وسياسي في الاختلاف وشرعية الاختلاف.والصمت هنا أو هناك عن كل اشكال المصادرات، وعمليات التنكيل بالمثقفين في اي مكان، هو صمت يشبه القبول وهو مشاركة في جريمة ستطول الجميع.

ان الوطنية والحرية لا تنفصلان ابدا والعلاقة بينهما عضوية.والدفاع عن حرية مفكر أو كاتب أو انسان هو جزء جوهري من وطنية المثقف، والصمت عن هذا الحجر والمصادرة هو مصادرة للحرية.ولا تكتمل وطنية المثقف بدون رفع الصوت دفاعا عن حرية الاخرين حتى الذين لا نعرفهم لأن هؤلاء يدخلون السجون بإسمنا جميعا.ان شرعية المثقف اليوم لا تستحصل من الكتب فحسب بل من شرعية المواقف العملية والجريئة في الدفاع عن حرية الاخر، المختلف، وغير الشبيه، والذي يرفض ان يكون في الكتلة والقطيع.

لنعيد لاخلاق التضامن بين المثقفين نقاوتها.
ولنرفع الصوت احتجاجا على سجن الدكتور والمناضل هشام البستاني..

 

 



#حمزة_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقد المثلث الأسود / رجل واحد شجاع يشكل أغلبية !
- وثيقة التوجهات السرية!
- صرخة تضامن مع مروان البرغوثي


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حمزة الحسن - احتجاجات المثقف والارهاب وغياب تقاليد التضامن - التضامن مع الدكتور والمناضل هشام البستاني