أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حيدر علي سلامة - ما وراء لوغوس الكلامنجية...في نقد مثقف القدسنة وقدسنة المثقف














المزيد.....

ما وراء لوغوس الكلامنجية...في نقد مثقف القدسنة وقدسنة المثقف


حيدر علي سلامة

الحوار المتمدن-العدد: 4757 - 2015 / 3 / 24 - 14:52
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


*

إن المتأمل في فينومينولوجيا مؤلف الأستاذ الدكتور محمد عبد الحميد المالكي، المعنون: بـ"سلطة الكلام...إرادة القوة...في تقنيات محترفي الالقاء...مشروع بيان السيميايئات السردية"**، سيلحظ كيف انعرج هذا النص في تحويل بيان مشروع "السيميائيات السردية" الى مقدمة ابستمولوجية وانثروبولوجية في طرح قضايا وإشكالات المثقف وسؤال وماهية الثقافة في واقعنا المعاصر. فما أن نطيل النظر في المسكوت عنه بين صفحات ومتون هذا الكتاب، حتى نجد أنفسنا عند عتبات نهاية سرديات المثقف الأسطوري؛ والكوني؛ والكامل؛ والحافظ لأسرار الأولين والآخرين؛ والجامع لأفكار الراحلين والقادمين. فهذا الكتاب، هو بأختصار، يمثل رحلة ماورائية لتتبع الآثار والدهاليز الأسطورية/والحكائية القبلية - أي السابقة على ظهور وولادة المثقف - والتي تشكل في مجملها ابستمولوجيا التمائم والتعاويذ السحرية التي يتبخر معها "المثقف" يوم مولده التاريخي/والميتا-تاريخي، حيث يتحول ذلك "الكائن العادي" إلى كائن خارق وفوق العادة في كل أقواله؛ وأفعاله؛ وكلامه؛ وحركاته وجسد كتاباته. هكذا يتحول المثقف إلى كائن ايقوني/لامرئي، فبيده اليمنى يحمل سلطة القول والكلام، وبيده اليسرى سلطة الخضوع المطلق لسحر أقواله وطقوس عباراته وكرامات كتاباته وتجليات أحباره المقدسة، فلا يمكننا أن نتخيل أو أن نتصور بعد كل ذلك، أننا أمام كائن عادي، بعدما تحول ذلك المثقف إلى حكاية سردية/عجائبية وغرائبية مترسخة في بنية ومخيّال ولاشعور المتلقي العادي الذي يقضي الشطر الأكبر من حياته تحت سحر وتقنيات "لوغوس الكلامنجية" وشعوذة إنتاج المثقف، وعلى مدار ذلك تتكاثر الصور وتتضخم المجازات والعلامات والكرامات حول أفكار ذلك المثقف وأطروحاته وانجازاته الثقافية والعلمية، لتتحول جميعها إلى "حقائق ميتافيزيقية مطلقة" حتى وان لم يكن لها ثمة وجود حقيقي؛ وذات "صلاحية أبدية" حتى وان لم يثبت صحة مفعولها، فالمهم انه –أي المثقف – يمثل وحدة وجود الثقافة وثقافة الوجود الواحدة. فما يشغله ليس الثقافة، بل الأشكال الخطابية والدعائية/السحرية والأيديولوجية والمؤسساتية التي ترافق موكب ظهور هذا المثقف...في النهاية مات مؤلِف حكاية "المثقف" بعد أن تحول إلى مظهر "simulacre" زائف/وهمي غير حقيقي، يكمن معيار وجوده في العالم من خلال تطابقه التام مع انطولوجيا النسخ والطبع واللصق الأفلاطونية الأبدية لاسطورة أيديولوجيا المثقف...
من هنا تتأتى أهمية القيمة الابستمولوجية اللامفكر فيها للمنجز الثقافي والنقدي للمشروع اللساني والسردي لمشرف "مختبر بنغازي للسيميائيات السردية وتحليل الخطاب" الأستاذ محمد عبد الحميد المالكي، والذي يتطلب عملية قراءة وتأويل جديدة، تساعدنا على الإلمام بمجمل تفرعات وتمفصلات القضايا الإشكالية الراهنة والمطروحة في هذا المؤلَف اللساني الذي عمل على تقويض أستذة وأيديولوجيا "اللسانيات اليمينية" المسيطِرة والسائدة في كل حقبة زمنية حاضرة متحولة ومقبلة. فنجح بذلك في تقديم "لسانيات ثقافية تطبيقية" جديدة لم تألفها أوساطنا الأكاديمية من قبل، تلك الأوساط التي لا زالت متقوقعة ومنشغلة في عمليات "شكلنة اللسان" و "صورنة المتكلم" و "قدسنة علم النحو المعياري grammaire normative الأرثوذكسي" على حساب الوقائع والإشكالات الثقافية التاريخية. لهذا، نلحظ كيف ركز هذا المؤلف على تناول وطرح ومساءلة كل ما تم نسيانه "والسكوت عنه" ،كطرح قضية "نقد وعاظ الكلامنجية" وتفكيك "تابو قداستهم" الزائف/والمزيف، الذي أصبح يمثل الأساس الثابت والقار في الدراسات الثقافية واللسانية الأكاديمية التقليدية. بأختصار شديد، تمكنت المحاولات اللسانية الرائدة للأستاذ المالكي من تسليط الضوء من جديد على طبيعة العلاقة الخفية بين كل من: ظاهرة تشكيل المثقف في الخطاب اللساني؛ وظاهرة تحوله إلى فينومينولوجيا صوتية واشهارية مجردة ومتعالية، ووجهت الأنظار أيضا إلى كيفية تحول هذه الظاهرة إلى "نظام تراتبي وقيّمي وسلطوي" يعمل على سستمة وتحديد وتوجيه أفكارنا وأحكامنا، لأنه أصبح يمثل سلطة "السحر الثقافي وميثولوجيا المثقفين" التي تنتج/وتعيد إنتاج بطريقة لاشعورية أشكال تنميط قراءاتنا وصناعة أذواقنا الثقافية...


(*)باحث من العراق- مختص في فلسفة الدراسات الثقافية/ومابعدها
(**)صدر هذا الكتاب عن دار البيان للنشر والتوزيع والإعلان بنغازي – ليبيا، عام 2005



#حيدر_علي_سلامة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إشكالية المنهج الأوتوبيوغرافي في الفلسفة... في مقامات السرد ...
- ماوراء أسلوبيات النص الفلسفي العراقي قراءة ابستمولوجية للملح ...
- في جدل خراب الفلسفة و إصلاح التفلسف، نحو ابستمولوجيا عدمية م ...
- جدل الخطاب المادي/الثقافي في مدرسة بغداد الفلسفية - دراسة اب ...
- إشكالية نظرية البلاغة الجديدة في مدرسة بغداد الفلسفية
- مقدمة في بلاغة المنشور الفلسفي العراقي...أو نحو تأويل سوسيو- ...
- في نقد إيديولوجيا الأجيال الميتافيزيقية* في الخطاب الفلسفي/و ...
- نقد إيديولوجيا الأجيال الميتافيزيقية* في الخطاب الفلسفي/والث ...
- نحو مادية شعرية في قصيدة (ليالي زفافنا السّبْع) للدكتورة أسم ...
- حينما يتخثر الشعر ، يرتجف اليومي.... نزول سقراط الشعر في قاع ...
- من نظرية المعرفة الى فلسفة المنطق في مدرسة بغداد الفلسفية (ا ...
- نحو تأويل سوسيو-ثقافي لنظرية المعرفة* في مدرسة بغداد الفلسفي ...
- في جدل التراث والأيديولوجيا ، قراءة ابستمولوجية في فلسفة الا ...
- هيرمونطيقا الخطاب الفلسفي العراقي : في جدل اللاهوت والوجود - ...
- التأبين الفلسفي للاستاذ الدكتور حسام محي الدين الآلوسي - نحو ...
- من العقل والحرية الى سيرة حارة بغدادية، قراءات في لوحة التنو ...
- -في نقد وعاظ الثقافة والمثقفين- نحو تحليل فلسفي ولغوي للمشرو ...
- -خمسة الآف عام من أنوثة النهرين- قراءة في موسوعة الأنوثة الع ...
- خمسة الاف عام من كلام النهرين قراءة في موسوعة اللغات العراقي ...
- فلسفة الأنوثة بين الحرام السياسي والحرام الجامعي


المزيد.....




- لثاني مرة خلال 4 سنوات.. مصر تغلظ العقوبات على سرقة الكهرباء ...
- خلافات تعصف بمحادثات -كوب 29-.. مسودة غامضة وفجوات تمويلية ت ...
- # اسأل - اطرحوا أسئلتكم على -المستقبل الان-
- بيستوريوس يمهد الطريق أمام شولتس للترشح لفترة ثانية
- لندن.. صمت إزاء صواريخ ستورم شادو
- واشنطن تعرب عن قلقها إزاء إطلاق روسيا صاروخا فرط صوتي ضد أوك ...
- البنتاغون: واشنطن لم تغير نهجها إزاء نشر الأسلحة النووية بعد ...
- ماذا نعرف عن الصاروخ الروسي الجديد -أوريشنيك-؟
- الجزائر: توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال
- المغرب: الحكومة تعلن تفعيل قانون العقوبات البديلة في غضون 5 ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حيدر علي سلامة - ما وراء لوغوس الكلامنجية...في نقد مثقف القدسنة وقدسنة المثقف