فوضى صليل السيوف القديمة

حمدى عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 4756 - 2015 / 3 / 23 - 09:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

المواقف الخليجية على تنواعاتها وتغيراتها المتوقعة والأحداث التى تجتاح كامل القسم الأسيوى من الدول العربية وتؤثر على قسمها الإفريقى ..
لايمكن قراءتها إلا على ضوء أنها أحد أهم نتائج حرب الخليج الأولى والثانية وانتهاءا بالإحتلال الأمريكى للعراق وتمزيقه ..
وهو ماأسفر فى محصلته عن (فوضى إستراتيجية ) تحكم المواقف والتحالفات فى كامل شرق العالم العربى ..
وأحد مظاهر هذه الفوضى الإستراتيجية هو أنه لأول مرة فى التاريخ الحديث نجد أن أولوية الصراع العربى الصهيونى كقضية ظلت القضية المركزية للعالم العربى لمدة تدخل فى حساب السبعين عاما ( ولو بحسب التناول المختلف كل نظام عربى لها )
هذه الأولوية قد أزيحت لتحل محلها أولوية الصراع السنى الشيعى .. وهذا مؤشر خطير يهدد بأن تعصف هذه الفوضى الإستراتيجية بثروات الشعوب العربية وثوراتها من أجل الحفاظ على مااكتسبته عقب أشكال التحرر المختلفة من الإستعمار التقليدى ومحاولات تقليص التبعية لإستعمار مابعد الحرب العالمية الثانية وتفكيك أواصرها والسعى نحو تحقيق الإستقلال الوطنى والتحديث المجتمعى والثقافى والنهوض الإقتصادى وموازنة توزيع الدخل العام وصولا إلى العدالة الإجتماعية المقبولة ..
ولايمكن قراءة مواقف قطر أو قراءة تحولات وتبدلات الموقف السعودى الحادثة والمحتملة ولا ارتباك مواقف باقى انظمة الخليج والتناقض الذى يبدو أحيانا مابين جوهرها المتفق مع داعش وتيارات الإسلام السياسى المختلفة ودعمها التأسيسى لها وما بين موقفها المتضامن داخل التحالف الدولى الذى أعلن لمحاربة داعش والتناقض والإرتباك الذى ظهر فى صفوف مجلس التعاون الخليجى إلا على ضوء تلك الفوضى الإستراتيجية التى ادخلت الجانب الأسيوى من العرب فيما يشبه استدعاء واستحضار سيف معاوية بن سفيان فى مواجهة سيف على بن ابى طالب ..
فى حين ترى قوى دولية أنه لامانع من أن يحدث هذا طالما أن سيتوظف فى اتجاه إخماد إمكانات التقدم والنهوض المستقل لهذه المنطقة التى تنعم بالموارد الطبيعية وتتموضع فى صرة العالم وتحتضن أهم ممراته المائية من الناحية الإستراتيجية وتحوى أضخم إمكانية بشرية ممكنة على الأرض لتسويق وتجريب السلاح وزيادة أرباح المجمعات الصناعية العسكرية وتجار وسماسرة الحروب والصراعات المختلفة ، وسوقا ضخما للمنتجات المدنية ومضخ انعاش لأزمات إقتصاد دول المركز الرأسمالى ..

#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات