|
الغرب المضروب على القفا .. متى يفيق؟!!
ارنست وليم شاكر
الحوار المتمدن-العدد: 4755 - 2015 / 3 / 22 - 15:02
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
سيتعلم الغرب حتما بحكم التجربة والتكرار أن مَن يأتي اليوم جريحا جائعا حافيا يتوسل الغطاء واللقمة والعطف والحماية .. ويُقبل اليد لأجل فتات ساقط، ومأوى دافئ، وسترا لأبناء وزوجة .. وملجئا ولو كان خيمة، يقيهم عذاب المهانة في بلاد عرفت الدين وحفظت النصوص ولكنها أنكرت معنى الرحمة والعدل فأذلت النفوس ... فخرجوا منها منكسين الرأس مضروبين بركلة غير قانونية "شلوت" من حذاء منعول .. يتوسلون الرضى والقبول ، وهم ركع سجد والدمع على الخدين من شدة الحرقة على الضنى .. يسألون باسم الإنسانية وحقوق الإنسان وحال الأطفال والرضع، وحال من بقي منهم على قيد الحياة لم تزهق روحه بطعنة سكين أو بتجويع...
فيمسح الغرب دموع عيونهم المنكسرة ، ويجبر كل ضلع مرضوض ، ويضمد كل جرح غائر، ويطهر كل قرح نتن .. ويرفعهم من مذلتهم ويقول : هل تحني الركب أمامي، هل علموكم السجود عند الحاجة وعند الضرورة..؟!! كم أنتم تعساء حقا..!! لست بربك ولا أريد أن أكون إلها .. قف يا أخي وشد الركب ، أنت أخي في لون الدم، وما كان للون العين أن يصنع فرقا بين إنسان وإنسان ... أذلك الدهر وهمجية شعوب عرفوا الله ولم يعرفوا الإنسانية .. فهل أغلق أحشائي وقد جئتني مستغيثا مستجيرا متوسلا..؟!! لا وحق الصدق والقيم والأخلاق لا .. لا أقدر أن اردك خائبا وقد جئتني لاجئا وشريدا .. . يتسلم الطريد الفقير الملهوف المأوى والطعام ومصروف الجيب .. وزيارة طبيب ورعاية ممرضة ..حلوى للأطفال "وجتوه" على العيد.. وقد يعمل ويكسب ويتملك بيتا ومتجر ، فينسى الأصل ومن أين أتى وأين حل .. ومَن رمى ومَن لمّ، مَن قسى ومَن حن ، مَن ضرب ومَن ضم .. مَن ضيق وخنق ومَن فك وأطلق .. مَن بتر وجرح ومن ضمد ووضع البلسم ... ينسى وينسى وينسى .. ولكنه لا ينسى الاستغفار والحوقلة ودعاء دخول الحمام ، وعدل "الشبشب" المقلوب .. فهل الإنسان إنسان إلا لنسيانه في عرف ناكري الجميل..؟!!
فتأخذه العزة بالنفس، والغيرة على الدين والعصبية القبلية ، وجمال السجود خلف إمام من مصر من السعودية من باكستان ....... خريج أزهر خريج أم القرى خريج أي داهية تحولت لنبع تخلف وإرهاب وظلام... يعلمه الدين وعزة الإسلام بإذلال المشركين، فمالهم غنيمة .. ومتاعهم لنا حلال بغير شكرا ولا حبور .. فلله الأرض وما حملت والبنوك وما خبأت وهو الغني المغني .. هو العاطي له الحمد والمنة هو أعطى وستر وأعان وبارك .. ولم يكن الغرب إلا أداة سخرها الله لنا ، كما سخر لنا الأنعام ....
فقوام العقيدة يقوم على البراء البراء يا أمة محمد !! البراء من الكفار من المشركيين والذين أوتوا الكتاب وهم الصاغرين .. والولاء لأهل الدين أخوة الإيمان وصحبة المسلم في الدنيا وفي الأخرة على أرائك متكئين .. ومن والى نصرانيا فهو معهم يوم القيامة في النار .. فالولاء والبراء أصل من أصول الإيمان ناقضه خارج عن الملة، باجماع أهل السنة..
فلنظهر لهم المودة ولكن قلب المؤمن صحيح الإسلام يدعو عليهم بالخراب .. نبتسم في وجوههم ما داموا كثرة ولهم شوكة، ولكن عند أول فرصة نقلبها على رؤوسهم نار وحرق ودمار وإرهاب ... نرفض عاداتهم الكفرية وتقاليدهم المنحلة، مناهجهم الضالة وطرقهم المغضوب عليها، فهم الضالون إلى يوم الدين ... وهم لكم بالمرصاد وبالحيلة حتى تقبل كفرهم .. فلن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم ، فهم عليك بغير راضين، أنه قرآن كريم .. وبشرى للقانطين الصادقين ، وحقائق كونية لا راد لها ، تنزيل عزيز مكين... وبالمسلمين يمكرون، وفي الخفاء يكيدون وبحيلة ينصبون الشباك ليوقعوك في الكفر بأغراء من عرض الدنيا ، ويسرا في العيش السهل والله بغير غافل عما تخفي الصدور .. ومكروا ومكرنا والله خير الماكرين ... . يتعلم الجاهل الدرس ويعي العبرة ويعيد صياغة الخبرة .. فيتحول لداعية منافق حينا ، وأخرى مهددا ونذيرا .. وفي كل الأحوال يطالب بقبول المجتمع له، ويطالب بحقوقه المبخوسة وقد جاء عريان معرى أو عليه هلاهيل من قماط تُظهر مؤخرته الحمراء .. وكأنهم لم يقبلوه وقد جاءهم يتوسل الغطاء، ولم يطعموه من بعد جوع كافر، ولم يسقوه أمنا وسلاما فكتبت له بهم حياة، وقد كان قبلا موتا ..
ولكنه بعد درس الشيخ الوهابي أنقلب حاله أو وجد من يسقي بذور النذالة في خياله المريض وقلبه العفن من بلاء التقاليد .. وكلهم على ما يبدوا وهابيين إلا مَن رحم ربي فلا يذكرون في معرض الحديث، فالقياس على القاعدة .. والقاعدة تتسع والفجوة تتعمق إلى ما لا قرار.. . يطالب ببناء الجوامع، فتبنى الجوامع.. فلا مانع في الغرب الكافر أن يجتمع الناس للصلاة تحت راية أي عقيدة وأي مذهب .. تبنى الجوامع فيصطف الناس خارج المساجد للصلاة .. خوفا على أن يتسخ فرش المسجد وإظهار التدين والعزة بالدين للعيان..
يطالبون بالطعام الحلال في المدارس وفي المستشفيات وحتى للمعونة التي تصرف لهم وقد تصلهم حتى البيوت .. لا مانع ، هذا حقهم يأكل الإنسان ما يريد ويحبس عما أراد ... لست عليهم بوكيل .. ولكنهم يعلمون الأطفال السخرية من الأوربي الصغير الذي إذا أكل الحلوف صار ديوس ... وصار بلا أنفة، ورائحته عفنة ، تسد الأنوف ولو لم يشمها فلأنه نكرة لا يعرف معنى عزة الإسلام ...
يطالبون بالحق في الحجاب وإظهار هويتهم الدينية في كل شيء فيتمايزون عن الكفرة فلا يختلط الأمر.. فلا مانع من التنوع الثقافي داخل المجتمع العلماني .. هكذا يفكر العلماني الأوربي .. ولكن تصدير الهوية الدينية يضرب مدنية الدولة في مقتل .. قد يقبل الحجاب ولكن النقاب للمرأة أو للرجل فيه نكران للإنسان .. فيه غبن، فيه احتقار، فيه إذلال، فيه خروج عن القانون العام .. يتخفى الإنسان وهو بين البشر لماذا ؟؟ خوفا من الخطيئة؟؟ لقد صار العقل عند من يفكر بهذه الطريقة، هو الخطيئة؟؟ .. أنهم مرضى، أنهم مهووسين أنهم من جنس آخر لم يمر علينا قبلا ؟؟ .. أخيمة تسير على قدم ولها يدان وأصابع قد تحمل سكين وقد تضغط على زناد؟؟ ويسمون هذا دين .. اللعنة على هذا أن كان هذا هو الدين!!
كيف نقيم هذه التخاريف وكيف نوصفها فنضع على الشيء أسم يحمل معنى : الصهاينة يقتلون الفلسطينين العزل .. فهم ينقضون على جارهم اليهودي في أوربا ويفجرون معبدهم ويهدمون متاجرهم ومدارسهم !! .. كيف نسمي هذا وكيف نثمنه؟!!
يأتي العيد، وهم الآن أصحاب مال وفير أخذوه بحيلة كغنيمة من سذج أصحاب عيون زرقاء وشعور صفر ووجوه كالحة لا تعرف زبيبة العزة على الهامة الشامخة للشيخ السلفي .. فيقول الواحد لصاحبه: هلما معي، فنشتري الخراف والماعز والجداء وننحر على أعتاب البيوت فيسيل الدم في الطرقات ويهلل أطفالنا وتزغرد النساء ...
ويستنكر آخر .. ويحهم !! يريدون لبناتنا التعليم والذهاب لحمام السباحة مع الصبيان، ويتعلمون نظريات صهيونية عن قردية الإنسان ودوران الأرض الكروية ويكفرون بالعلاجات النبوية.. يعلمونهم كتب النصارى والشيوعية والصهيونية فيمحون الدين من رؤوس فلذات الاكباد تسير على الأرض اللينة وينسون خشونة الجهاد في سبيل الله وقتل الكفار حيثما ثقفتموهم..؟!! فلتكن لنا مدارسنا وكتاتيبنا والسعودية خير المانحين ..
أنهم يا رجل يسمحون بالتعري ويبيحون الدعارة في بعض بلدانهم فكيف نصمت؟!! لتكن لنا في الشريعة المطهرة قدوة حسنة .. نشكل مجموعات أمر بالمعروف ونهي عن المنكر .. في المانيا وبلجيكا وانجلترا .. ولما لا نأخذ مقاطعة "أندرلكت" ببروكسل فتكون مغاربية خالصة يطبق فيها شرع الله وسنة رسولنا الكريم صلوات الله عليه وسلامه.. ونحن والحمد لله أغلبنا يعمل بالجزارة ... ولما لا تكون لنا في لندن ولاية باكستانية يجلد في ساحاتها من يترك صلاة الجماعة .. وتضرب بالعصي أو تقذف بماء النار السافرة التي لا تحتجب بحجاب شرعي .... .... ..... .... . هذه صرخة لابد وأن ينتبه لها الجميع .. المعتقد الديني يمكنه أن يحول الإنسان لقنبلة تنفجر في وجه كل مَن يُحسن إليه ... العلاج النفسي قبل التبني والاحتضان ... وإلا لا يلمن الغافل إلا نفسه ... العلاج النفسي والتأهيل العقلي قبل الطعام والكساء .. ومن لا يتجاوب فعقابه العيش في دار الإيمان، وسط شعوب متدينة بالخرافة فصارت متدنية بالفطرة.. .
#ارنست_وليم_شاكر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مَن يريدها بردا وسلاما ، وادخلوها آمنين ... لا يلعب بالنار..
...
-
رائف بدوي .. المُمات كل يوم، كيف ننساه..؟ مملكة إبليس وصليب
...
-
حلمنتيشيات قرضاويه // عاش الرجل الذي قال : ومالو..!!
-
نعم القرضاوي مجرم حرب .. ونعم ، يجب أن يحاكم ولو كان في أرذل
...
-
هرطقات إيمانية // يكفي الإنسان أن يلقى ربه وهو نزيها، ولو كا
...
-
يا أماه : بيعي شرفك... وأشتري لي كفنا..
-
الكلمة المغموسة بالسم ذبحت، والسيف بريء..
-
لو ثقلت عليك رأسك، فأقلعا وألقها عنك .. ومت كريما..!!
-
الخروج من مستنقع -المتفنقهين-..
-
الأزهر والوسطية الداعشية .... حتى أنت يا -طيب-..!!
-
هرطقات إيمانية // تقيؤنا يرحمكم الله .. تقيؤنا تصحوا .. !!
-
هرطقات إيمانية // إما السعادة .. إما الموت !!
-
هرطقات إيمانية // مصر المولد والميلاد
-
على مَن وماذا، ولماذا نثور؟؟
-
اليوم الذي كذبت فيه السماء..!!
-
عندما أخطأ البابا.. وأصابت امرأة !!
-
هل يذوب الورق في الماء، ويحترق بالنار ؟!!
-
بالضحكة أنتصر المصري على القهر ، وبالنكتة سيهزم الحنبلي
-
في فقه -اللوع-
-
وسطية الأزهر ، نكته مصريه !!
المزيد.....
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|