أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد جميل حمودي - السويد والنفاق السياسي والديني لحكم آل سعود














المزيد.....

السويد والنفاق السياسي والديني لحكم آل سعود


أحمد جميل حمودي

الحوار المتمدن-العدد: 4755 - 2015 / 3 / 22 - 09:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بدأت الأزمة السياسية بين الحكومة السعودية والحكومة السويدية مع وصول الحزب الاشتراكي الديمقراطي السويدي للسلطة في نهايات عام 2014، حين زاد تداول وسائل الاعلام السويدية لمسألة صفقة السلاح المزمع عقدها مع السعودية ومدى توافقها مع الدستور السويدي. والسويد كبلد ديمقراطي لديها قواعد ومبادىء تؤكد عدم توريد الأسلحة إلى دول النزاع أو الدول الديكتاتورية. زاد الضغظ الشعبي والإعلامي على الحكومة الحالية لإلغاء صفقة السلاح، حيث تربط السويد بالسعودية علاقات اقتصادية جيدة. ولكن الصراع سيبقى دائما، خاصة في دولة مثل السويد حيث حكم القانون، بين ركائز القيم الانسانية والديمقراطية واحترام حقوق الانسان كمبدأ لتوجيه العلاقات السياسية الخارجية للدول أو ركائز المصالح ومنطق الارباح الاقتصادية التي تحكم العلاقات بين معظم الدول.

من هنا وعقب الحكم بالجلد على المدون السعودي رائف بدوي لاتهامه بـ "الاساءة للدين" جاء تصريح وزيرة الخارجية السويدية "مارغوت فالستروم" بأن هذا الحكم ينتمي الى القرون الوسطى. وبدأت تدهور العلاقات السعودية السويدية بمنع وزيرة الخارجية السويدية من إلقاء كلمة في الجامعة العربية، ثم استدعاء السعودية لسفيرها بالسويد، وكذلك فعلت الإمارات، فضلا عن تصريحات الكويت لمواقف شبيهة بالسعودية، وإجراءات أخرى اتخذتها السعودية، ووصل الأمر لاستصدار بيان ل 57 دولة عضو بمنظمة التعاون الاسلامي يستنكر الموقف السويدي، وهذه المنظمة تتأثر، كما الجامعة العربية، بمواقف السعودية التي تضخ لها الأموال الممنوحة من ثروة النفط السائبة لآل سعود!

حمي وطيس الحكومة السعودية ومن والاها من دول الخليج، الامارات والكويت، لان وزيرة خارجية السويد انتقدت حالة حقوق الانسان بالسعودية، التي رأت من وجهة نظرها الثقافية الاوربية أن الجلد ينتمي الى العصور الوسطى! ما الفرق بين قادة هذه الدول وبين داعش؟! داعش تقطع رؤوس مخالفيها والسعودية تقطع العلاقات السياسية وتغطي أهدافها السياسية بالحفاظ على هيبة ال سعود تحت مسمى الاساءة للاسلام! وتقدم هذا الرأي إلى الرأي العام السعودي والعربي من أن موقف الوزيرة السويدية موقف معاداة للاسلام! وبالتالي تهيىء "العقل الجمعي" وتدفعه الى التطرف والتعبير بالعنف لرد اعتبار هيبة الاسلام! بينما الحوار والتواصل مع هذه الدول هو الحل لسد الفجوة الثقافية بين الغرب والعالم الاسلامي.

لم يغفر وقوف هذه الحكومة السويدية، ذات التوجه الاممي، الى جانب قضية فلسطين واعترافها بدولة فلسطين، رغم غضب الولايات المتحدة من هذا القرار الذي اتخذته السويد، لم يغفر لها هذا الموقف الشجاع من قبيل "أن تعبير الوزيرة السويدية كان تعبيرا عن حالة ثقافية تؤمن بها"، التي ربما لا يناسب موقفها الموقف الرسمي للسعودية ومن والاها كالامارات والكويت!

في الوقت الذي تغزو فيه إيران المنطقة بعدّها وعتادها وتحتل أربع عواصم عربية، بيروت وصنعاء ودمشق وبغداد، ولا نسمع سوى تصريحات باردة ولا خطوات جدية من السعودية والدويلات الخليجية الصغيرة لوقف المد الايراني في المنطقة!
فعلا كما قال اهل المثل: أبي لا يستطيع السيطرة الا على امي! وكلنا يعلم القنوات الخفية والعلاقات الاقتصادية المعلنة بين الامارات وايران على سبيل المثال! فلماذا لا تقطع هذه العلاقات الخليجية مع ايران رغم أنها تصيب الامة العربية كل يوم في مقتل؟!
لو كانت هذه الحمية للاسلام لكنا قدّرنا ذلك، فنحن قوم أعزنا الله بالإسلام، ولكن هذه الحمية للحفاظ على السلطة الابدية لال سعود، الذين يحكمون باسم الدين ولكن ليس لهم، كقادة وامراء على خلاف الشعب الذي ينتمي الى هذه الامة دينيا وثقافيا، ليس لهم من الدين الا اسمه! الا من رحم ربي من أمرائهم الصالحين...

أما التعمق في التفسير الديني والسياسي لهذا الموقف السعودي فربما يعالج في مقال آخر. ولكن من المعلوم أن إحدى ركائز الحكم السعودي طويل المدى هي المؤسسة الدينية، منذ عهد تأسيس الدولة السعودية التي لا تريد أن تغضب هذه المؤسسة، وتريد أن تظهر لها بمظهر الدولة الذائدة عن الدين وحامي حمى الاسلام!



#أحمد_جميل_حمودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة والنظام: المواصفات المطابقة
- قراءة حول تطور العلاقات السورية المصرية: الأبعاد الجيو- سياس ...
- ثورة في التعليم أم على التعليم؟!
- -ملالة- والبروميثية الغربية
- هل هناك بوادر حرب طائفية في المنطقة ؟!
- العدالة الانتقالية والربيع العربي
- عقوبة الفئة الصامتة.. من وحي الثورة السورية
- صعود تركيا كقوة إقليمية
- جودة التعليم الجامعي في ماليزيا: دراسة حالة جامعة المالايا
- الربيع العربي: ما الذي يعني بالنسبة لنا؟
- تسمية جمعة -من جهز غازيا فقد غزا- بين تصويب اللغة وشرعية الح ...
- دعوة للحوار حول -مطالب الثورة السورية-
- عام على الثورة السورية.. الحالات الراهنة والمستقبلية
- عيد يبحث عن وردة
- ماذا بعد تفجيرات حلب؟ مستقبل الجيش الحر..
- بعد الفيتو.. البدائل الممكنة لإسقاط النظام
- هل الورقة العربية ورقة النظام السوري بامتياز؟ -رؤية تحليلية-
- سورية وسيناريوهات التغيير
- مخيم اللاجئين.. المعادلة الصعبة
- النظام السياسي في سورية بين دستور الحاكم ودستورية الحكم: نحو ...


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة-إيفن مناحم-بصلية ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تعلن استهداف مستوطنة كتسرين بصلية ...
- المواجهات الطائفية تتجدد في شمال غربي باكستان بعد انهيار اله ...
- الإمارات تشكر دولة ساعدتها على توقيف -قتلة الحاخام اليهودي- ...
- أحمد التوفيق: وزير الأوقاف المغربي يثير الجدل بتصريح حول الإ ...
- -حباد- حركة يهودية نشأت بروسيا البيضاء وتحولت إلى حركة عالمي ...
- شاهد.. جنود إسرائيليون يسخرون من تقاليد مسيحية داخل كنيسة بل ...
- -المغرب بلد علماني-.. تصريح لوزير الشؤون الإسلامية يثير جدلا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف حيفا ومحيطها برشقة صاروخي ...
- خبير يتحدث لـRT عن قرار السيسي بشأن الإخوان المسلمين


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد جميل حمودي - السويد والنفاق السياسي والديني لحكم آل سعود