أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - صلاح بدرالدين - انفصالية المركز ... ووحدوية الأطراف ... العراق نموذجا 3















المزيد.....

انفصالية المركز ... ووحدوية الأطراف ... العراق نموذجا 3


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 1324 - 2005 / 9 / 21 - 11:10
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


مازال القسط الأكبر من الشتائم والاتهامات التي تنهال على مكوّنات العراق" الطرفية" ذات الأغلبية الشرعية في البرلمان المنتخب والسلطة التنفيذية بمناسبة صياغة مسودة الدستور من نصيب الكرد وأخطر ما في هذه الحملة الظالمة جنوحها العنصري الذي أصاب الأغلبية العربية الرسمية ( الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي ) كما أصاب النخب الثقافية والسياسية في المشرق العربي , ومن باب الحرص على سلامة العلاقات الكردية العربية في الحاضر والمستقبل وتصحيح مسارها وبدافع الوقوف أمام الحقائق المجردة وتمييز الصالح من الطالح نورد بعضا من مضمون الخطاب الذي ساد في الأونة الأخيرة وتصدر القنوات الفضائية والصفحات الأولى من منابر الاعلام العربي :
( الدستور حيلة لتغطية حرمان العرب من السلطة والثروة في آن والتقاسم الكردي الشيعي – الفارسي – لم يقم فقط على توزع مناطق النفوذ بل استند الى تقاسم الثروة – الحكم المركزي سيصبح مسخا مهلهلا يخضع لمشيئة الأقاليم وميليشياتها كما في أيام الدويلات أيام الحروب الصليبية – صفقة الأكراد مع شيعة ايران رمت بالاطاحة ليس بالعراق فحسب بل بعروبته – الفدرالية هي الاسم المضلل للتقسيم – مخطط صهيوني قديم جديد ينكر وجود هوية عربية واسلامية للمنطقة ويعتبرها فسيفساء من طوائف وأثنيات وجهويات وقد أصبح هذا من أهداف الشرق أوسطية ولو من دون اعلان صريح كما يجري في العراق الآن – العراق العربي صار بلدا متعدد القوميات واللأديان والمذاهب – امريكا أهدت العراق برمته للأكراد – الدستور نقل الأكراد من دور المظلوم الى دور الظالم ويمارسون دور التآمر – الحسنة الوحيدة للدستور هو تنظيم المقاومة العراقية – امتعاض أحد الملوك العرب من ثقافة الفدرالية ومن مصطلحات كانت محرمات فيما مضى – الرافضون لفكرة الفدريالية هم المدافعون عن العراق العربي الموحد وموقفهم ايجابي وتقدمي من الواجب حمايته والدفاع عنه – الشعوبية الحديثة تحاول تمزيق جسد العراق – الفدرالية تخرج العراق من هويته التاريخية – الفدرالية خصخصة أشرف عليها الاحتلال – ليس اجتثاث البعث بل اجتثاث عروبة العراق - ... ) .
وهكذا نفهم من مضامين هذالخطاب العربي أن القضية ليست اجتهادات وابداعات في فلسفة الدستور وفقه القانون ومقاربات في تجارب ديموقراطية لحل المسألة القومية وتعزيز الوحدة الوطنية ومساهمات بنيات صافية في استكمال بناء العراق الجديد بل أن كل ما يقال نابع من نظرة استعلائية القومية السائدة تجاه الآخر المقابل المتمثل بكرد العراق خصوصا والمنطقة عموما واصرار دون أسانيد في تجاهل الحقائق الموضوعية ومواصلة السير – الآيديولوجي – على نهج مصادرة حقوق الآخرين أقواما كانوا أم طوائف الى درجة أن أحدهم أصر على انتهاء صلاحية مبدأ حق تقرير المصير ما دام الأمر يتعلق باالكرد وأن النظام الفدرالي اصبح بدعة وعلائم هزيمة الحداثة ( وهو سائد الآن في أكثر من خمسين بلد متطور ) وأن الفدرالية العراقية هي تجربة صراع القبائل والامارات , في حين أن القيادة السياسية الكردستانية وكما هو معلوم للقاصي والداني منهمكة في عملية حوار واسعة وعميقة وبشعور عال من المسؤولية الوطنية وحرص كامل على الوحدة والاتحاد مع أطياف الجانب العربي بما فيها مجموعات من – العرب السنة – بهدف التوصل الى قواسم توافقية مشتركة في بنود مسودة الدستور وهيكلية دولة العراق الجديد .
من الواضح أن الهجمة – العنصرية – هذه لا تتمتع بأدنى شروط الموضوعية والمنطق السوّي وبالتالي تفتقر الى الصدقية , انها خطاب جاهلي قروسطي يعاد طرحه في غير أوانه في زمن تلاقي الشعوب والحضارات وانحسار رقعة أنظمة الاستبداد وفي كيانات تعددية بالتوافق والتكافل والتضامن , وفي مواجهة – الردة الثقافية هذه يحمل الكرد مشروعهم الاتحادي الشامل ويمدون أياديهم لاتمام المصالحة الوطنية بكل تسامح ومقابل الهجمة الظلامية ولغة التهديد والوعيد من شاغلي المركز – سابقا – ينطلق الكرد من" الطرف " العراقي الكردستاني في- هجوم – سياسي سلمي مضاد نحو المركز الاتحادي بغداد حاملين مشروعهم الاستراتيجي لعقد الشراكة التاريخية العادلة مع النظير العربي وترتيب البيت العراقي الجديد ليتسع لجميع أفراد العائلة الوطنية بقومياتهم وأديانهم ومذاهبهم دون تمييز , وليفندوا بذلك كل المزاعم الباطلة بأنهم لم يكونوا يوما من الأيام – انعزاليين – بل دفعوا دفعا نحو مواقع التجاهل والنسيان عندما أعلن حكام المركز – سابقا - كردستان منطقة عسكرّية محرّمة وأهلها ممنوعون من العيش بسلام , أما وقد آل الكرد على أنفسهم بعد تحرير العراق التعايش الحر الاختياري مع الشريك العربي والقيام بدور ناشط في تنظيم علاقة " الطرف " ( اقليم كردستان ) با المركزالفدرالي ( بغداد ) اداريا واقتصاديا وأمنيا وبشريا بعد أن كان شبه مستقل خلال اربعة عشر عام الى درجة شاء البعض ان يسمي وضع الاقليم ب – دولة الأمر الواقع – يواجهون في الحالة هذه أيضا بتهمة التآمر واستخدام المركز للوصول الى الانفصال والدعوة " لحرمانهم من شرايين الحياة " كما جاء في مقالة أحد المثقفين العرب أي ابادتهم ! ؟ .
مازالت نخب واسعة في المجتمع السياسي الكردستاني تطمح في معاصرة – حل عربي – منصف للقضية الكردية في منطقة الشرق الأوسط تؤسس لارساء علاقات الصداقة المتينة بين الشعبين وتقدم للعالم نموذجا حضاريا عادلا في حل المسألة القومية ولا نغالي بالقول ان كل الكرد الحريصين على التعايش السلمي مع العرب قد أصيبوا بالاحباط والذهول من ذلك الموقف العدائي السافر من فدرالية كردستان العراق ومن حق الكرد في تقرير المصير وتجريدهم من هويتهم القومية مقابل التشديد على – عروبة – العراق بمن فيه من كرد وتركمان وكلدان وآشوريين , لقد مارس نظام صدام عملية تغيير القومية حسب استمارات خاصة في بعض المناطق أما هؤلاء فانهم يقومون بالمهمة نفسها في كل العراق !! .
لماذا الطعن بين الحين والآخر- بعراقية – أهل كردستان والتشكيك – بوطنيتهم - ؟ خاصة وأنهم منفتحون على المركز دون تردد وهم آخر من يفكر بالولاء لأي نظام مجاور بدواعي قومية أو دينية أو مذهبية على حساب الولاء للوطن لسبب بسيط ومعلوم وهو وقوف معظم أنظمة الجوار العراقي وخاصة التي تقتسم الشعب الكردي في موقع الخصومة للحق الكردي ان لم نقل العداء أما العمق القومي الكردستاني لكرد العراق فهو من حقائق التاريخ والجغرافيا المعبر عن امتداد بشري شعبي ومشاعر انسانية تفيض بالاعجاب بما تم انجازه في جنوب كردستان كساحة مؤهلة لاستقطاب العمل القومي بدون أي تدخل أو مداخلات بالشأن العراقي أو ارسال الانتحاريين والسيارات المفخخة أو الانجرار نحو مرجعيات دينية أو مذهبية كتعبيرات لأزمنة ما قبل الحداثة ومراحل تسبق ظروف تشكل الدولة – الأمة وهي تشوهات مجتمعية اجتازتها الحركة القومية الديموقراطية الكردية منذ عقود وأصبحت غريبة عن تقاليدها .
ان ما يجري الآن في العراق من تجاذبات حول صياغة الدستور واعادة بناء الدولة تعكس الصورة الحقيقية لواقع حال منطقة الشرق الأوسط برمتها وهي حالة متقدمة في عملية الاقبال على التغيير والاصلاح التي ستطال الأنظمة والحكومات وأساليب الحكم والادارة والاقتصاد والبناء والعلاقة بين مكونات الدول والأوطان ومضامين الشراكة العادلة ومجمل الصلات والتفاعلات على المستويين الاقليمي والدولي . وفي ظل هذه التحولات المرتقبة من المفيد فهم وتفهم الاتجاه العام لحركة التاريخ والأحداث وقبول نتائجه العراقية وفي المقدمة بداهة وضرورة تفكيك الصلاحيات المركزية لتوزيعها على الأقاليم واعادة الاعتبار لوجود واستحقاقات " الأطراف " ديموقراطيا والضمانات الدستورية لمستقبلها بعد عقود من الاذلال والاضطهاد والتهميش والابعاد والتجاهل
وهي أهل للمساهمة في بناء العراق الجديد الاتحادي التعددي .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انفصالية المركز ... ووحدوية الأطراف ... العراق نموذجا - 2
- نداء الى الجميع حول مؤتمر باريس نعم للقاء نعم للحوار
- انفصالية المركز ... ووحدوية الأطراف العراق نموذجا ...
- وأخيرا شرب المستوطنون من بحر - غزّة -
- - طلاق فوري أو زواج كاثوليكي -
- عودة الى- ثلاثيّ- زمن الردة
- ماذا يجري في كردستان ايران ؟
- في ذكراه السنوية الاربعين ماذا عن صرخة كونفرانس آب المدوية أ ...
- كيف السبيل لمواجهة ارهاب جماعات - الاسلام السياسي - في كردست ...
- موقع الارهاب في خارطة الصراع ( 2 ) الارهاب كرديا : - شيخ زان ...
- موقع الارهاب في خارطة الصراع-1
- رسالة مفتوحة الى - نخبة المجددين الكرد السوريين -
- قراة في مقال ( نبذةتعريف ) - للمجلس الوطني للحقيقة والعدالة ...
- جورج حاوي ذلك القائد الطليعي المتواضع
- رئاسة اقليم كردستان العراق ( 3 ) ردود فعل واصداء
- رئاسة اقليم كردستان العراق ( 2 ) خطاب القسم او البرنامج السي ...
- رئاسة اقليم كردستان العراق ( 1 ) خصوصية مميزة وشرعية كاملة
- مؤتمر البعث ... اصلاح .. ام - اصلاحية -
- شهداء التغيير الديموقراطي من - قامشلو - الى - بيروت -
- تتويج رئيس اقليم كردستان انتصار للعراق الجديد


المزيد.....




- -فريق تقييم الحوادث- يفنّد 3 تقارير تتهم -التحالف- بقيادة ال ...
- ترامب: إيران تقف وراء اختراق حملتي الانتخابية لأنها -لم تكن ...
- في ليلة مبابي.. الريال ينتزع كأس السوبر على حساب أتلانتا
- وسائل إعلام: الهجوم الأوكراني على كورسك أحرج إدارة بايدن
- طالبان تنظم عرضا عسكريا ضخما للغنائم الأمريكية في قاعدة باغر ...
- عبد الفتاح السيسي يستقبل رئيس جمهورية الصومال
- إعلام: قد تهاجم القوات الموالية لإيران البنية التحتية الإسرا ...
- السجن لمغني راب تونسي سعى للترشح لانتخابات الرئاسة
- الأخبار الزائفة تهدد الجميع.. كيف ننتصر عليها؟
- هل تنجح الوساطة الأميركية بين لبنان وإسرائيل؟


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - صلاح بدرالدين - انفصالية المركز ... ووحدوية الأطراف ... العراق نموذجا 3