أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - قاسم طلاع - الدستور وجبهة اليسار الديمقراطي














المزيد.....

الدستور وجبهة اليسار الديمقراطي


قاسم طلاع

الحوار المتمدن-العدد: 1324 - 2005 / 9 / 21 - 11:05
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


بعد نقاش طويل في الجمعية الوطنية العراقية الذي تمخض عن شبه اتفاق على مسودة دستور عراقي بين الاحزاب الاسلامية والكردية والرغبة في طرحها على الشارع العراقي للاقتراع واقتراب موعد الانتخابات نرى أن القوى اليسارية الديمقراطية لا زالت بعيدة في طرح برنامج جبهوي عريض والتعاون سوية لخوض هذه الانتخابات التي سيتقرر فيها مصير العراق وشعبه مستقبلا.

ورغم مرور سبعة أشهر أو أكثر على الانتخابات الأولى، التي لم يتذوق التاخب العراقي حلاوتها، وإنما العكس من ذلك نرى: " الفساد المتزايد في أجهزة الدولة. انعدام الحالة الأمنية. الحالة الاقتصادية المتدهورة على المستويين العام والخاص. العنف اليومي المتواجد على الشارع العراقي بشقيه ( جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) وأخرى ما تتناقله أجهزة الاعلام العالمية حول الانفجارات التي تحدث كل يوم والتي راح ضحيتها آلاف من الأبرياء، نرى ، على الرغم من هذا، أن قائمة الإسلام السياسي في حكومتها الانتقالية لا زالت متمكنة ولها القدرة بالتلاعب بعواطف الشارع العراقي المنهوك، رغم فشلها الذريع في أي انجاز بارع يخدم مصلحة الشعب العراقي. والجدير بالذكر هنا أن مثل هذا التلاعب لا يتم من قبل الأحزاب الدينية مباشرة، وإنما من قبل المرجعيات وتدخل رموزها في الامور السياسية وبالشكل الذي يخدم مصلحة هذه الاحزاب.

لقد تمكنت هذه الأحزاب بفرض مسودة دستور يحمل صيغته الدينية/الطائفية بعيدا عن أي مضمون ديمقراطي ( سوى التلاعب بالالفاض ). لاحظوا المادة ( 2 ) ومجمل التناقضات التي تحملها:
أ. لايجوز سن قانون يتعارض مع ثوابت أحكام الإسلام.
ب. لايجوز سن قانون يتعارض مع المبادئ الديمقراطية.

فما معنى هذا...؟
وكيف يمكن تفسير أو شرح هذه المادتين بحيث لا تتعارض واحدة مع الأخرى من الناحية النظرية أولا وتطبيقها على الواقع العملي ثلنيا...؟
ثم... أين هي ، في هذه المسودة، حقوق وحريات الفرد والجماعة، وكيفية العلاقة بين الدين والدولة والربط بينهما، إذا أكدت المادة الثانية ( أ ) وبشكل غير واضح ومعمم يمكن تفسيرها بالشكل الذي لا يتناسب ومقومات الشعب العراقي ومعتقداته الدينية، حينما تؤكد أن الإسلام دين الدولة الرسمي وهو كصدر أساسي للتشريع. لماذا هذا الغموض ( إذا لم يكن تلاعبا لغويا ). ألم يكن من الأفضل الأخذ بالصيغة السابقة التي أكدت " على أنه واحد من المصادر الرئيسية " بدلا عن هذا التعريف الذي سيترك ظله على استقلالية السلطات الثلاثة من هذا التشريع.

أن أهم ما أفرزته نقاشات الجمعية الوطنية حول مسودة الدستور حو الكشف عن وجود خلافات مبدئية!!! داخل مجموعة الائتلاف، التي لا زالت تسيطر على أكثرية المقاعد والتي ظهرة بوادر تصدعها عندما أعلن عن خروج بعض من الأحزاب من هذا الائتلاف والبحث عن تكتلات جديدة تضمن لها مقاعد في الانتخابات القادمة. وهذا يعني أن التغير الآني في هذه العلاقات سيؤشر على شكل الخارطة السياسية، إلا أنه سوف لا يأتي بشيء جديد، سوى الاسماء، سعيا منها في الحصول على صكوك غفران جديدة تحاول فيها ( غش ) الشارع العراقي بعد أن فشلت فشلا ذريعا في وضع حد لهذه المحنة التي يعانيها العراق وشعبه.

ومن هذا المنطلق أود أن أشير أن هناك مسؤلية تاريخية وأخلاقية وإنسانية تقع على عاتق القوى الديمقراطبة/اليسارية في هذا الظرف الذي سقطت منه أبسط مقومات الاستقرار وأصبح فيه الفرد مهددا في أي لحظة بالفناء، أن تأخذ على عاتقها مسؤولية الخروح من هذه الازمة القاتلة، وهي أقدر على ذلك في إعادة الأمور الى نصابها، إذا اتفقت مع بعضها البعض على صيغة عمل جبهوي، وأن استمرار الوضع على هذه الشاكلة ( المذهبية/الطائفية ) و ( محاصصة مجموع كراسي السلطة )، فإننا سنكون أمام كارثة.... معروفة.

لقد كان من الأولى من حكومة الجعفري أما الاستقالة، وخصوصا بعد مجزرة جسر الأئمة، أو توسيع قاعدة المشاركة في السلطة وإدارتها، وتوسيع قاعدة المشاركة ، أيضا ، في صياغة مسودة الدستور، ليس على أساس قاعدة ـ المذهبية/الطائفية ـ وإنما على أساس مشاركة جميع القوى السياسية، التي تعكس أو تمثل مكونات الشعب العراقي، كي تتمكن السفينة من الوصول الى ( جرف ) الأمان سالمة.



#قاسم_طلاع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هكذا تمخض الجبل ـ مسودة ( مشروع ) الدستور العراقي ـ
- اليسار العراقي والتعامل مع الواقع
- اشكالية اليسار العراقي
- الدولة التى يستمد العنف منها شرعيته أسئلة موجهة الى مؤسسة ثق ...
- الإنتخابات العراقية كانت الطريق الصائب .... ولكن
- بوادر الحركة اليسارية في العراق - القسم الثاني -
- بوادر الحركة اليسارية في العراق - القسم الأول -
- شيوخ مدينة الفلوجة هم مأساتها
- المعتزلة بين المثقف والسياسي ( العراق نموذجا ) الجزء الثاني
- المعتزلة بين المثقف والسياسي ( العراق نموذجا ) الجزء الأول
- شرعية الاختطاف والقتل عند الاسلام السياسي السلفي
- بدعة الاحتجاج والكذب المبطن
- المعطف - بيرتولد بريخت
- من أين تستمد الانتخابات العامة شرعيتها ...؟
- الثأر من التاريخ


المزيد.....




- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - قاسم طلاع - الدستور وجبهة اليسار الديمقراطي