أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فاطمة ناعوت - شارعُنا














المزيد.....

شارعُنا


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4754 - 2015 / 3 / 20 - 18:04
المحور: المجتمع المدني
    


ماذا يقول المرءُ حين يشاهدُ سيدةً مصرية جميلة تحمل مِكنسة من القشّ وتجوب شوارع القاهرة المكدّسة بالقمامة والمخلّفات، ثم تجمعُ كلَّ هذا "العداء البصريّ والبيئي" الذي ينحر في كبد مصر، وتنقله إلى مكانه الصحيح، الذي ينساه المواطنون دائمًا: صندوق القمامة؟! سنقول: "سيدة محترمة ونظيفة، تحبُّ بلادها”. وماذا لو عرفنا أن تلك الشابّة المليحة تعمل أستاذًا للنقد الأدبيّ بأكاديمية الفنون، بعدما درست الأدب الآيرلندي في القرن التاسع عشر بجامعة ترينيتي دبلن/ أيرلندا العريقة، التي تأسست في القرن السادس عشر؟ سنقول: “مثقفة فاعلة، تقرنُ النظرية بالتطبيق، ولا تكتفي بترديد الشعارات الإعلامية حول حب الوطن، غير المقرون بالعمل. وماذا لو عرفنا أن سلوكها الحضاريّ هذا جعلته ثقافةً دائمة، بل مشروعَ حياة، وليس رمزًا يؤدَى مرةً واحدة، لكي يحتذيه الناسُ، ثم "شكرًا، أكملوا الدرسَ وحدكم"؟ سنقول: “السيدةُ الجميلة تُمثّل نموذجًا حضاريًّا للمواطن كما ينبغي أن يكون.” وماذا لو عرفنا أنها لم تكتف بيديها النحيلتين، بل أغرت مئات الأيادي من تلاميذها بالأكاديمية لكي يجعلوا من هذا السلوك النبيل مشروعًا أسبوعيًّا، لا يكتفون خلاله بتنظيف الشوارع والميادين، بل ينظمون حلقات توعية وتنوير للبسطاء في الأحياء الفقيرة والعشوائية حتى تغدو النظافةُ نهجًا وأسلوبًا للعيش الآدمي الذي يليق بمواطن مصري؟! هنا سنعترف بأنها مثقفة عضوية، حسب وصف الإيطالي أنطونيو جرامشي، تخلق مشروعًا حضاريًّا ينهض بثقافة البنية التحتية ليرتبط بالبنية الفوقية؛ خالقًا كتلة مجتمعية صلبة تعلو بالإنسان.
إنها د. سُمية يحيى رمضان، الأكاديمية المثقفة، والكاتبة والمترجمة المرموقة، التي يعرفها كلُّ مثقف وأديب في مصر وخارجها.
خرجت فكرة مشروع "شارعنا" من خلال صفحة على فيس-بوك أسمتها "كتيبة الفنون". تجسدّت عبر نقاشات فى محاضرات النقد الأدبى بالمعهد العالى للنقد الفنى بأكاديمية الفنون. في البدء كان السؤال: "كيف نستعيد روح الإرادة التى تفجّرت خلال الأعوام الأربعة الماضية رغم دموية الأحداث؟ وماذا يعوّق استمرار العمل الطيب؟" وجاء الرد من أستراليا، حيث ابنها الأصغر وقد عاد لتوّه للوطن بعد سنوات خمس من الدراسة فى ملبورن. أجاب: "ليس المهم الاتفاق على فكر، بل الشروع في العمل ومعاجلة المشاكل بمجرد ظهورها”. واجتمع الشباب و كأن بينهم لغة سرية يفهمونها. نزلوا الشارع بهدف القضاء على تل القمامة الرابض أمام بوابة المعهد. ثم أصبح "للكتيبة" صفحةٌ على فيس-بوك و"لوجو" وملفٌّ موثق بالصور والڤ-;-يديو وخطابٌ موقّع من شباب الأكاديمية. وانخرط الجميعُ فى العمل وخرجت الفكرة للنور. وكما السحر، توفرت المقشات والجواريف وأكياس القمامة والقفازات الطبية بمبادرة المؤسسة المصرية النوبية. وفتح مقهى "سيد درويش" أبوابه للكتيبة لعقد الاجتماعات، وتبرع البعضُ بشجيرات للغرس ودهن الحائط المقابل لسور الأكاديمية كما تبرع عابر سبيل بالطلاء! وجُهزت تي-شيرتات تحمل لوجو المشروع، وبدأ سكان شارع اليابان بالعمرانية يترقبون الكتيبة كل سبت الساعة الثانية عشرة ظهرًا، ويرافقونهم حتى الرابعة عصرًا. وبدأت الفكرة تنتعش في العمرانية والطالبية، وهما من أكثر أحياء الجيزة حاجة للرعاية. وتعاونت نائبة المحافظ د. منال عوض لتزويد الحي بصناديق القمامة والدعم اللوچيستي.
هنا نموذجٌ محترم لمجموعة من الشباب المثقف آمن بضرورة "العمل" والمبادرة. وبأن على كل مواطن "فرض عين" في مساندة مصر على الترقّي كما يليق باسمها العريق الخالد، وعدم الركون للكسل وانتظار الحلول الفوقية من دولة مثقلة بالمشاكل، ومواطن غير متعاون.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تذكرون لوزة وتختخ؟
- مفتاحُ الحياة في يدِ مصر
- لأنها مصرُ، احتشد العالم
- قطط الشوارع
- مصرُ على بوابة الأمل
- لو كان بمصر هندوس!
- زوجة رجل مهم
- قُل: داعش، ولا تقل: ISIS
- ماذا قال السلفُ القديم
- العالمُ يفقدُ ذاكرتَه
- العالم في مواجهة داعش
- دواعشُ بلا سكين
- الذهبُ على قارعة الطريق
- آن للشيطان أن يستريح
- المرأةُ الأخطر
- حبيبي الذي جاء من سفر
- الأقباط الغزاة
- ما أدخل داعش حدّ الحرابة؟!
- عزيزي المتطرف، أنت مالك؟!
- بجماليون بين البغدادي ومورتون


المزيد.....




- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...
- ممثل حقوق الإنسان الأممي يتهرب من التعليق على الطبيعة الإرها ...
- العراق.. ناشطون من الناصرية بين الترغيب بالمكاسب والترهيب با ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فاطمة ناعوت - شارعُنا