أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - آدم يس مكيوي - ثقافة الإنجازات و الصروح














المزيد.....

ثقافة الإنجازات و الصروح


آدم يس مكيوي

الحوار المتمدن-العدد: 1324 - 2005 / 9 / 21 - 08:20
المحور: حقوق الانسان
    


أينما تتلفت حولك في مصرنا الحبيبة تداهمك كلمات من نوعية إنجازات, صروح, تنمية..... ولكنك كمواطن عادي ممن ليس لهم نصيب في الكعكة, أي مواطن متوسط أو محدود الدخل لا تلمس هذه الإنجازات و لا تشعر بها في حياتك اليومية فهي مجرد فقاعات كلامية من دكاترة السلطان كما وصف هيكل منظرو مبارك الجد.
و لا أظن أن في أي دولة من دول العالم المتقدم يشيد الكتاب و المثقفين ببناء كوبري ما و افتتاح مركزا ثقافيا فهذه أمورا بديهية لا يتفضل بها السادة القائمون و يمنحوها للشعب المسكين القابع في الظلام كهدايا و منح إلهية
بقراءة سريعة لحادثة بني سويف, سوف تري عزيزي القاريء كيف يسير السادة المسئولين الأمور:

كتب في الأهرام ما مفاده أن الرئيس محمد حسني مبارك أبدي اهتماما بما حدث. و لم يفسر كيف اهتم ؟ هل مثلا بدأت علي وجهه إمارات التأثر؟ و لماذا لم يدلي ببيان للشعب يعزيه و يشرح ما سوف يحدث من محاسبة للمسئولين و تعويضات ....الخ. و لم يقم سيادته بزيارة المصابين كما فعل في حادث شرم الشيخ رغم إن ضحايا هولوكوست بني سويف كانوا من خيرة عقول مصر و لكن لم يكن هناك أجنبي واحد .

السيد حبيب العادلي وزير داخلية مصر و المسئول عن تقصير الدفاع المدني الممثل في سيارات الإطفاء التي وصلت متأخرا و عدم قابليتها للتصدي للكارثة مما ضاعف من عدد الضحايا و عن اعتداء عساكر الأمن المركزي علي أهالي الضحايا و المصابين لم يحرك ساكنا و يبدو إنه كان مشغولا في تأمين كرنفال الانتخابات و ملاحقة معارضي الرئيس. و لم يصدر بيانا مثلا عن محاسبته للمقصرين أو ما تفوه به مدير أمن بني سويف علي الهواء في برنامج القاهرة اليوم من أكاذيب , فقد قال نيافته مثلا إن الجثث لم تكن متفحمة تماما و إن الأمن المركزي لم يعتدي علي أحد مع أن ذلك مثبت في محاضر رسمية

السيد عوض تاج الدين وزير الصحة ذهب إلي المستشفي ليلتقط صورا و يبدي انزعاجه علي طريقة الرئيس مبارك ثم قفل راجعا إلي العاصمة ولم يصدر البيانات المتتالية التي عهدناها من سيادته عندما يتعلق الأمر بصحة احدي الشخصيات من ذوي الحظوة و المقام الرفيع , و توالت وفيات المصابين أما بسبب النقل الخطأ أو عدم كفاءة مستشفيات الأقاليم التي تعاني من ضعفا شديدا في الإمكانيات مثلما حدث في حالة الراحل المرحوم صالح سعد.

السيد وزير الثقافة أعلن مسئوليته عن الحادث و فشل في إقصاء رجل جمال مبارك الدكتور مصطفي علوي الشهير بمصطفي علاوي فوضع استقالته تحت تصرف الفرعون الأكبر الذي لم يوافق عليها , و اتهم المعارضون بالسادية و بأنهم أنصاف مثقفين و لوح لهم بإنجازاته و صروحه العملاقة.
أصطف طابور طويل من المثقفين المستفيدين من بقاء حسني في الوزارة و قدموا له فاصلا مخزيا من النفاق و المداهنة الرخيصة و ذكروا الناس بالإنجازات و الصروح و بأن الثقافة ستصبح يتيمة بدون أبوها الروحي فاروق حسني كأن مصر قد عقمت من أبنائها الذين يصلحون لتولي المناصب

مصطفي علوي كان غارقا حتى أذنيه في برامج التلفزيون المصري بصفته محللا إستراتيجيا لا يشق له غبار مدافعا صنديدا عن الإنجازات و الصروح و التنمية التي لولا مبارك و بطانته ما كانت ستري النور و تقاعس عن أداء مهام منصبه كمدير عام للهيئة العامة لقصور الثقافة التابع لها قصر بني سويف الذي احترق.
و ذهب سيادته متأخرا لمكان الحادث ثم انصرف سريعا للعودة للقاهرة ليعتلي منبر المحلل و يصدع رؤؤسنا المنهكة بهراء المبايعة مرتديا كرافته حمراء و كأن شيئا لم يحدث

تظل كلمات مثل صروح تنمية رخاء إنجازات تقدم مبايعة تدوي في أذني كلما استدعيت صور شهداء المسرح الذين ذهبوا بحثا عن الفن بعيدا عن عاصمة الصروح و الإنجازات , في صعيد مصر الذي عاني من فقر الإمكانيات في ظل دولة الصروح و الإنجازات.



#آدم_يس_مكيوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموت فنا


المزيد.....




- السفير عمرو حلمي يكتب: المحكمة الجنائية الدولية وتحديات اعتق ...
- -بحوادث متفرقة-.. الداخلية السعودية تعلن اعتقال 7 أشخاص من 4 ...
- فنلندا تعيد استقبال اللاجئين لعام 2025 بعد اتهامات بالتمييز ...
- عشرات آلاف اليمنيين يتظاهرون تنديدا بالعدوان على غزة ولبنان ...
- أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت.. تباين غربي وترحيب عربي
- سويسرا وسلوفينيا تعلنان التزامهما بقرار المحكمة الجنائية الد ...
- ألمانيا.. سندرس بعناية مذكرتي الجنائية الدولية حول اعتقال نت ...
- الأمم المتحدة.. 2024 الأكثر دموية للعاملين في مجال الإغاثة
- بيتي هولر أصغر قاضية في تاريخ المحكمة الجنائية الدولية
- بايدن: مذكرات الاعتقال بحث نتانياهو وغالانت مشينة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - آدم يس مكيوي - ثقافة الإنجازات و الصروح