رضوان بلفقيرة
الحوار المتمدن-العدد: 4754 - 2015 / 3 / 20 - 15:23
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
وانا أتتبع المناظرة التي نظمتها وزارة الصحة حول الاجهاض ,والتي تحولت الى تجاذب وصل حد القذف والشتم وخرج عن اصول الحوار الرزين خاصة من طرف أعلام من طينة مصطفى بن حمزة والاستاذ الديالمي ,تجاذب زاده إعلام الفرجة والرؤية السطحية تاجيجا وادلجه الى حد دفع بالدكتور الديالمي لان يصدر بيانا للحقيقة ,هو أصلا اعتراف ضمني بانتصار الطرف الاخر المتمثل في الخطاب الديني المتشدد الرافض لاعمال العقل ولاي تجديد في هذا الخطاب الديني ليواكب التغيرات الكبيرة التي عرفها ويعرفها المجتمع المغربي والتي خلخلت بل احدثت رجة كبيرة في بنياته التقليدية ,لكن مع تغلغل الفكر الديني للفقيه العالم ا و ما يعرف باسلام الفقيه والذي عبر عنه بوضوح إرنيست غيلنر حين فرق بين الاسلام كمعتقد والاسلام كسلوك وممارسة ,إن تاريخ السوسيولوجيا وانتصاراتها العظيمة في الدول الغربية ,والتي كانت سببا في الثورات الثلاثة : الفكرية ,السياسية والصناعية ,يشهد أن عالم الاجتماع كان دائما يبتعد عن سم الاعلام ويشتغل في الميدان الم يقل بول باسكون ان السوسيولوجيا تخرج من رحم الميدان ,ولم يكن عبثا ان نرى كبار مفكرين يجتنبون الاعلام خاصة المرئي ,ولنا في المرحوم عابد الجابري قدوة ومثالا فقد حضر فقط في برنامج وحيد ولاول واخر مرة في برنامج في الواجهة حيث نبه الاعلامية الى غير مامر انه كان يرفض الظهور في القنوات التلفزية وانها الحث عليه كثيرا قبل ان يقبل وبشروط ,شروط تحفظ له قيمته كمفكر وعالم له وزنه في الساحة الوطنية والعربية والدولية , وكان له ما اراد ,وانا اذكر جيدا استاذنا الحوزي في مادة السؤال الفلسفي انه غير مامر نبه الى تدني تكوين الاعلامي ومحدودية ثقافته ,وانه خطير رغم ذلك لانه يملك سلاح الصورة التي غزت البيوت دون استئذان فخذر العقول وغيبها ونمطها وادلجها كيف شاء ولمصلحة من يشاء ... وإذا كانت السوسيولوجيا في المغرب ولا اقول السوسيولوجيا المغربية لانها لاتوجد اصلا ولازالت تبحث عن ولادة حقيقية ,أقول انها عانت الحصار والمنع والتهميش من طرف السياسي والجهات التي تعاقبت على حكم المغرب لا لشيء سوى انها لا تستكين الى الخنوع والخضوع ولا يمكن لها ان تتطور في بؤرة الفساد ومصادرة الراي وغياب الديمقراطية والحرية الفكرية , وماان باتت ملامح التغيير تهب على مغرب اليوم حتى بثنا نرى التيار اللاهوتي الذي يابى التغيير ويخافه مسنودا من اعلام سطحي يمارس التطبيع والتضبيع على حد وصف المرحوم جسوس(يريدون خلق جيل من الضباع) وفعلا قد افلح اعلام المسلسلات المدبلجة الرديئة في خلق جيل من الضباع متسمرا حول ماستؤول له نهاية مسلسل طويل اطول من الازمة الاقتصادية للبلد .
في كتابة الشهير ( المسيحية الجديدة ) يعرف سان سيمون الدين بأنه :
" جملة تطبيقات العلم العام التي يمكن بواسطتها أن يحكم الرجال المستنيرون غيرهم من الجهلة " .
بهذا المضمون فان الديانة عند سان سيمون هي أداة مدنية للحكم المستنير لغير المستنيرين . وبما أن الدين يلعب دورا في التربية لذا فان التربية هي العنصر الذي يساعد على توطيد المشاعر الديموقراطية وتحقيق القيم الأساسية .
لنتامل المفاهيم التي اشتغل عليها سان سيمون في مقاربته الوضعية :
• مفهومي " السياسة " و " الديموقراطية = الحرية "
• السياسة هي علم الانتاج .
• الحرية هي نبذ التميز العرقي والثقافي والسياسي .
فما الذي يحدث عندما يلتقي المفهومان ؟ سنلاحظ تغييرا في مفهوم الأمة. وإذا أعطينا هذين المفهومين مدلولا وضعيا وتصورا موضوعيا ( أي محاكمة المفهومين وتحليلهما علميا وليس دينيا ولا تجريديا ). فالذي سيحدث أن أمة جديدة ستنبثق .هذه الأمة متحررة من الميز الديني والانغلاق مثلما ستكون متحررة من تبعات الإقطاعية . ومثل هذه الامة الجديدة يسميها سان سيمون بـ " الأمة العاملة.
هذا ماينقص المشتغلون في حقل السوسيولوجيا في بلدنا الحبيب , هو هو وجوب جبر الهوة الفاصلة بين النظري والتطبيقي للوصول إلى علاقة تكاملية بين المستويين ، ودون ذلك سيظل هناك ازدواجية تحافظ على استمرارية الهوة الفاصلة لذا لابد من إنجاز منظومة ابستمولوجية ومعرفية جديدة تقوم على التكامل بين البعدين النظري والتطبيقي ولعل أوضح مثال هو ما طبقه سان سيمون على نفسه تعلق في دعوته إلى تحقيق العدالة تخليه عن لقب الكونت وإعلائه لشأن المواطنة ( لم يعد بيننا أسياد…).
هذه المقاربة الوضعية الباحثة عن العدالة السياسية والاجتماعية هي التي نقلت فرنسا من امة تعيش في ظلال وتحت رحمة صكوك غفران الكنيسة الى امة عالمة متنورة .
إن مجتمعنا اليوم يعيش فعلا صراعا بين:
- معرفة لاهوتية ومعرفة علمية.
- سلطة اقطاعية وسلطة صناعية.
والفرصة امامنا اليوم بعد التحكيم الملكي الذي اعطى اشارات قوية ودعما لا مشروطا للمعرفة العلمية ولاعمال العقل , على السوسيولوجيا ان تلتقط هاته الاشارات وان تبلور مشروعا مجتمعيا حداثيا يخرج الامة من مازقها ويقلع بها في ركب التطور الفكري والصناعي بعيدا عن بهرجة الاعلام والاعيبه وسطحية ثقافة السياسي وايديولوجيته ,
• التاريخ يشهد للسوسيولوجيا بوطنيتها وغيرتها على الشعوب ,فكما فعل اوكست كونت واخرج فرنسا من تخلفها علينا ان نتبع الاثر باستحداث سوسيولوجيا تنطلق من هموم الشعب والى الشعب لاحداث التغير المنشود وهو ممكن بالاعتماد على ثلاث فئات هي ركيزة المجتمع مع التأكيد على أن النظام الاجتماعي يستند عليها :
أ. الفنانون لأنهم يفهمون قيم التغير ويشكلون أداة تشجيع للمجتمع حتى يغير أوضاعه القائمة .
ب. العلماء الذين يقترحون تصورات وبدائل ووسائل عامة يمكن استعمالها لتحسين حال الأغلبية.
ت. الصناعيون الذين يشجعون المجتمع على القبول بالمؤسسات الجديدة .
#رضوان_بلفقيرة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟