أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد بهلول - نتنياهو فاز واسرائيل خسرت














المزيد.....

نتنياهو فاز واسرائيل خسرت


محمد بهلول

الحوار المتمدن-العدد: 4753 - 2015 / 3 / 19 - 21:55
المحور: القضية الفلسطينية
    



مفاجئة كانت نتائج الانتخابات الاسرائيلية، ودلالة واضحة حول مدى الاضطراب والتردد الذي يواجهه الرأي العام الاسرائيلي، فكل مراكز الابحاث وقياس اتجاهات الرأي العام أصيبت بفاجعة التردد و التغيير اللحظوي للأراء والتي انعكست بالنتائج المذهلة، وهناك محطّتين يمكن التوقف امامهما، الأولى تخطي اليمين العلماني والديني عتبة (56) مقعداً مقابل (50) للوسط واليسار ، والثانية حصول الليكود أي اليمين العلماني (30) مقعداً مقابل المعسكر الصهيوني الوسطي (24)، علماً أن كل المؤشّرات واتجاهات الرأي العام كانت تشير الى تساوي ان لم نقل تقدّم الوسط والمعسكر الصهيوني على اليمين والليكود.
استخلاصان بارزان يمكن الخروج بهما ازاء هذه النتائج، الأول عدم قدرة الوسط واليسار على تقديم بديل مقنع من خلال الخيارات السياسية والاكتفاء بنقد سياسات اليمين ونتنياهو والثاني والاهم والذي يجب التوقف امامه هو تراجع دور وتأثير الولايات المتحدة على الرأي للعام الاسرائيلي بمؤسساته السياسية والاجتماعية والاعلامية، وفي حين استخدم نتنياهو ببراعة مدهشة العلاقات المتوترة الأميركية- الإسرائيلية بشأن الإتفاق الإيراني- الأميركي مركزاً على الخطر الذي تواجهه إسرائيل ورافعاً من عصب الحسّ القومي الإسرائيلي ومستهتراً بتاريخيه وأساسيّة العلاقات الأميركيّة- الإسرائيلية، بهت اليسار والوسط في الدفاع عن هذه العلاقات ودورها المصيري والحاسم في احتضان ودفع قوة الردع الإسرائيلي.
انجذاب الناخبون الإسرائيليون نحو اليمين، يعطي انطباعاً بحاجة إلى دراسة وتحليل معمّق حول تقدّم الوطنية الاسرائيلية والشعور القومي اليهودي الصهيوني الى مدايات مرتفعة - حتى ولو على حساب العلاقة مع الولايات المتحدة- وهو ما يؤشر الى التقدم خطوات ملموسة نحو تشكل الوطنية الاسرائيلية والشعب الاسرائيلي، ومزيداً من التبرؤ من التاريخ الوطني والقومي السابق للاسرائيليين.
اليوم وامام النتائج المحققة للانتخابات الاسرائيلية، فإن الامكانية الواقعية لتشكيل حكومة يمينيّة ضيّقة تتطلب جذب حزب "كولانو" من الوسط وهي امكانية إذا ما أصرّت الولايات المتحدة على التدخّل ولو بطريقة غير مباشرة تصبح غير قابلة للتحقيق، وبالتالي فإن الحديث المتسرّع عن انتصار اليمين الذي ملأ الشاشات والإعلام هو حديث مبالغ به.
أما وفي حال، التمكن "وان بدا برأيي المتواضع مستحيلاً- من تشكيل حكومة يمين متطرّف، فإن هذا سيعرّض إسرائيل الى مزيد من الأخطار وبالتالي يصبح- كما هو أكيد- انتصار نتنياهو الباهت- هو خسارة محققة لاسرائيل.
أولى هذه المخاطر، هو عدم الإستقرار الداخلي في الحياة السياسية والبرلمانية الاسرائيلية، وبالتالي عدم الثبات والقدرة على اتخاذ مواقف ذات طابع مصيري، سواءً على المستوى السياسي أو العسكري.
ثاني هذه المخاطر، هو إعادة انتاج سياسة الصوت العالي والفعل الباهت، وهو ما اتّسمت به سياسات نتنياهو على مدار السنوات الماضية، من ارتفاع في النبرة والوصول بالاحداث الى حافّة الانفجار، ثم العودة الى نقطة الصفر، مع ما تحمله هذه السياسة من خسائر واثمان باهظة على صورة اسرائيل الخارجية وعلى حماس مواطنيها وما تؤثره على معدّلات الهجرة والهجرة المعاكسة التي تشهد توازياً غير معهود في السنوات الستّة الاخيرة والتي تجعل من دعوات استدعاء يهود أوروبا التي نادى بها نتنياهو اكثر من مرة في الفترة الاخيرة بعيد أحداث "فرنسا والدنمارك" مدعاة للسخرية.
هذه السياسة النتنياهونيّة ستؤدي بلا أدنى شكّ الى مزيد من التهميش في سياسة الردع الاسرائيلية وتثبيت معادلة انتقال اسرائيل من الردع الى الدفاع.
ثالث هذه المخاطر، هو الانتقال النهائي للعلاقة مع الفلسطينيين من مرحلة المفاوضات والمرواحة الى مرحلة التصادم والمواجهة، مع ما سيثيره ذلك من تأثير "وهو رابع المخاطر" على مكانة اسرائيل الدولية وازدياد العزلة عليها.
اما خامس هذه المخاطر، وهو شديد الارتباط بكل ما سبق، والأهم والحاسم التأثير على المستقبل الإستراتيجي هو تراجع حميميّة العلاقات الأميركية الإسرائيلية، سيما مع توقيع الاتفاق الاميركي- الايراني، وانعكاس هذا التطور على مكانة اسرائيل في شبكة المصالح الأميركية واستخدام التهوّر والجنون في السياسة الإسرائيلية في المعركة الإنتخابية الأميركية الداخلية، من أجل إعادة التجديد للإدارة الديمقراطية من خلال وجه آخر.
مع الفوز الباهت لنتنياهو والضجيج الاعلامي المتهوّر والمتسرّع، خسرت اسرائيل وربح الفلسطينيّون سواء داخل اسرائيل بوحدة ا لجهود والنتائج المحققة ، او على الصعيد الوطني، فمقابل التراجع في المكانة والعزلة الاسرائيلية يتقدم الفلسطينيون ليملؤا الفراغ.
ليس أمام إسرائيل إلا إنتاج حكومة توافق واعادة لملمة الاوضاع، ساعتئذٍ سيخسر نتنياهو دون اعلان وضجيج.
ملاحظة اخيرة، اليمين (56) مقعداً، اليسار والوسط(50) والقائمة العربية (14) فكيف فاز نتنياهو؟؟



#محمد_بهلول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل من خيار سوى تدويل قضية الحقوق المدنية والانسانية أمام الل ...
- نتنياهو خاسراً ولو جاء رئيساً للوزراء
- المركزي الفلسطيني... والانتخابات الاسرائيلية
- أبو مازن: رجل ثورة بثوب رجل الدّولة
- القائمة العربية في الانتخابات الاسرائيلية: من الاعتراض.... ا ...
- نعم، الفلسطينيّون معنيّون بالإنتخابات الإسرائيليّة
- لماذا تورطون حماس في أحداث مخيم عين الحلوة
- ادانت منظمة التحرير الارهاب في مصر ، لماذا لا تدينه حماس!! ا ...
- محمّد أبو خضير قبل الكساسبة إسرائيل أوّل الحارقين
- تهمة الإرهاب من غزة الى عين الحلوة / عصبة الأنصار والدور الإ ...
- الدبلوماسية الفلسطينية: ردّة فعل ام سياسة دائمة
- قوة فتح والتوافق الفلسطيني أساساً راية منظّمة التّحرير تحمي ...
- مستقبل نتنياهو السياسي ... بيد أوباما وحسن نصرالله
- نتنياهو وإسرائيل .... مسيرة تراجع
- الانروا ايضاً..... تبرر لاسرائيل
- الأخوان المسلمون والعدوان على غزة: عود على بدء
- المبادرة المصرية للتهدئة استعجال اسرائيلي وتمهلّ حمساوي
- أميركا: تحالف ضد الإرهاب، أم تحالف غير معلن مع الأرهاب
- اقرار الحقوق المدنية للاجئين الفلسطينيين: أولوية لبنانية اسا ...
- المال الأوروبي يغزو مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان... ...


المزيد.....




- تحقيق CNN يكشف ما وجد داخل صواريخ روسية استهدفت أوكرانيا
- ثعبان سافر مئات الأميال يُفاجئ عمال متجر في هاواي.. شاهد ما ...
- الصحة اللبنانية تكشف عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على وسط بي ...
- غارة إسرائيلية -ضخمة- وسط بيروت، ووسائل إعلام تشير إلى أن ال ...
- مصادر لبنانية: غارات إسرائيلية جديدة استهدفت وسط وجنوب بيروت ...
- بالفيديو.. الغارة الإسرائيلية على البسطة الفوقا خلفت حفرة بع ...
- مشاهد جديدة توثق الدمار الهائل الذي لحق بمنطقة البسطة الفوقا ...
- كندا.. مظاهرات حاشدة تزامنا مع انعقاد الدروة الـ70 للجمعية ا ...
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في ...
- مصر.. ضبط شبكة دولية للاختراق الإلكتروني والاحتيال


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد بهلول - نتنياهو فاز واسرائيل خسرت