أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - يوسف يوسف - نجيب سرور .. والجلد الدموي للذات















المزيد.....


نجيب سرور .. والجلد الدموي للذات


يوسف يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4753 - 2015 / 3 / 19 - 21:54
المحور: سيرة ذاتية
    


" كلّكم تضحكون منّي لأنني مختلف عنكم ، وأنا بالمُقابل ، أضحك منكم لأنكم متشابهون " ( جون دافيس )
تنويه :
الكثير لا يعرف من يكون الكاتب و الشاعر والمسرحي و المخرج و الممثل المصري نجيب سرور / الذي عاصر عهدي جمال عبد الناصر ومحمد أنور السادات ، ولكن من جانب اخر الكل مثلا ، يعرف من يكون الكاتب العالمي نجيب محفوظ ، هذا المقال / في بعض من جوانبه ، يبين بعضا من المؤشرات لهذه العلاقة بين الأثنين ، علاقة قد تعتبر مثيرة للجدل والأهتمام ، وقد يجوز أن تكون هذه العلاقة للبعض غير متوقعة ، بل مفاجئة ولا تصدق !! وما خفي كان أعظم !!
المقدمة :
كانت فترة حكم جمال عبد الناصر ، لمصر 1956 – 1970 ، تتميز بمد قومي فريد ومتزايد مع تدخل بشؤون دول عربية منها ، العراق ، اليمن وسوريا.. ، أضافة الى أن هذه الحقبة تميزت بأحداث عظام منها ، العدوان الثلاثي 1956 على مصر ، وحدة مصر وسوريا 22 فبراير / شباط 1958 ، ونكسة / هزيمة 1967 ومن ثم حرب الأستنزاف ..، ولاجل ذلك ترك ناصر مقاليد محورين مهمين في الحكم ، وهما الجيش / بيد المشيرعبد الحكيم عامر لغاية 1967 ، و المخابرات / بيد صلاح نصر 1957-1967 ، لكي يتفرغ هو لقيادة المرحلة .. ، وخلال هذه المرحلة وما عقبها / مرحلة السادات 1970- 1980 ، كانت تعتبر من الأنشط و الأميز و الأفعل مخابراتيا ، حيث ضمت السلطة / في هذه المرحلة ، الكثير من الفنانين الذين حسبوا عليها ، منهم المطربين مثلا ، من اجل بث الروح الوطنية وتفعيل الشحن المعنوي الشعبي ، أمثال / كوكب الشرق أم كلثوم و عبد الحليم حافظ ...، وبنفس السياق / ولكن على نقيضه ، عانى الكثير من المثقفين ، الغير محسوبين على السلطة ، من القهر و الظلم و التهميش والنهش بنفس الوقت ، ومن هؤلاء " نجيب سرور " / موضوع المقال .
محطات :
- ولد نجيب سرور ، في عام 1 يونيو 1932 في قرية فلاحيـة صغيرة ، تقتات بجني ما يزرع أهلها ومـا يربون من الدواجن والمواشي بعيدًا عن أية رعاية حكومية ، وترسل أبنـاءها إلى المدارس الحكومية المجانية المكتظة بالتلاميذ ، يتعلمون بشروط بائسة القليل من المعرفة والعلم بعكس مدارس المدن الكبيرة أو المدارس الخاصة المكلفة .. وما تعلمه / نجيب ، الفتى المرهف الإحساس والكبير القلب الإنساني المواقف ، من أدب وشعر ولغة وتاريخ وفلسفة خلال المرحلة الثانوية ، كاف لخلق الشاعر والفنـان الذي يتحدى الظلم والاضطهاد / السلطوي .
- بدأُ نجيب سرور في كتابة أولى تجاربه الشعرية ، متأثراً بسقوط الكثير من الضحايا المصريين من الطلبة والعمال ، أثناء الاحتجاجات والمظاهرات الشعبية الحاشدة المناهضة للأحتلال البريطاني لمصر ، والمناهضة كذلك لـ " مشروع صدقي ـ بيفن " بين الحكومتين المصرية والبريطانية ، 1952 قيام الجيش المصري بانقلاب عسكري فى يوليو ، وانفعال نجيب بالحدث ... ثم نزوح نجيب إلى القاهرة للالتحاق بكلية الحقوق تلبية لرغبة والده ، والتحاقه فى الوقت نفسه بالمعهد العالي للفنون المسرحية ، مع زميله وصديقه المخرج والممثل الراحل كرم مطاوع ، لمدة أربع سنوات ( نقلت بتصرف من http://www.goodreads.com/book/show/6274667 ) .
- إدراك نجيب ، أهمية عالم المسرح بالنسبة له ، التي كانت قضيته الأولى ، أضافة للنضال من أجل كشف الحقيقة ، سعيًا للحرية والعدالة ، التي جعلته يترك دراسته الجامعية في كلية الحقوق قبل التخرج بقليل والالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية ، الذي حصل منه على الدبلوم في عام 1956 وهو في الرابعة والعشرين من العمر ... حياة البؤس والحرمان واضطهاد بقايا الإقطاعية من مالكي الأراضي والمتنفذين للفلاحين البسطاء في الدقهلية ، حيث نشأ نجيب سرور ، تركت بذورًا ثورية في نفس الفتى الذي امتلأ قلبه حقدا ً على الإقطاعيين وسلوكهم غير الإنساني تجاه الفلاحين .. بتركه كلية الحقوق ، ودراسته وتخرجه من المعهد العالي للفنون المسرحية ، تبدأ علاقات نجيب المتميزة مع الكتاب والأدباء والمفكرين والمناضلين والفنانين من خلال أعمـال مسرحية شعبية برز فيهـا كمؤلف وممثـل ومخرج لافتــا ً الأنظـار إلى عبقرية نـادرة ، فكان أي موضوع عند نجيب سرور هو مادة يسخرها لربط الأمور وتسليط الضوء على أسباب معاناة الناس والظلم والاستغلال والتخلف . هذه البراعة عند نجيب سرور أساسها دراسته لفن التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية .
- أخفى نجيب بداية انتماءه إلى جماعة حدتو الشيوعية قبل سفره في بعثة حكومية إلى الإتحاد السوفييتي لدراسة الإخراج المسرحي من عام 1958 وحتى عام 1973 ، حيث أعلن هناك تدريجيًا ميله للماركسية ، مما كان له أثر سلبي لدى مجموعة الطلاب الموفدين الذين حرضوا السفارة المصرية ولفقوا التقارير ضده ، وفي نفس الوقت تحول تساؤل الشيوعيين العرب عن كونه يحمل الفكر الماركسي في حين أنه موفد ضمن بعثة حكومية إلى شكوك أقلقته وأثارت في نفسه اكتئابا ، وراقب عن كثب بطش المخابرات المصرية بالطلبة فتحول إلى (معارض) سياسي في الخارج وسحبت منه البعثة والجنسية فزاد اقتراباً والتحاماً بامميته وأصبح أحمر اللون عن (حق وحقيق) وليس عن ترف !! .. وسرعان ما اصطدم سرور بتنظيمات الحزب الشيوعي في الاتحاد السوفييتي نفسه فهرب إلى المجر ومنها إلى مصر عام 1964.
- كانت مخابرات " صلاح نصر " في عام 1964 في اوج تألقها وسطوتها وكان من الطبيعي ان يحل نجيب سرور ضيفاً على زنازين صلاح نصر فيعذب وينفخ ويصلب وتمارس عليه كل أنواع التعذيب التي أبدع صلاح نصر في ابتكارها... ومع ذلك كانت بصمة نجيب سرور على الحياة الثقافية في مصر واضحة للعيان حتى يوم وفاته في عام 1978 فقد شارك في الحياة الثقافية شاعراً وناقدا وباحثا وكاتبا مسرحيا وممثلاً ومخرجاً حتى أصبح أحد اعلام المسرح العربي المعاصر.. ( نقلت فقرات المحطات بتصرف من : الويكيبيديا ، http://www.kutub.ktaby.com/c735-735 ، http://www.arabworldbooks.com/authors/naguib_sorour.htm / د.حازم خيري) . - اكتشاف رواية للشاعر نجيب سرور يحكي فيها عن اختطافه عام 1969 ، وأعتقاله في مستشفى المجانين ( نقل بتصرف من موقع المستقبل في 1.12.2012 ) .
- من أقوال نجيب سرور:
* أنا لست أُحسب بين فرسان الزمان / إن عد فرسان الزمان / لكن قلبى كان دوماً قلب فارس / كره المنافق والجبان / مقدار ما عشق الحقيقة .
* وآدى حكمة بالفصحى / يا شعب فوق واصحى/ واقرا وقول أحَّا / دا إحنا بقالنا قرون/عايشين فى عيد أضحى .
* والشعب غنم متباعة / بالراس ولا فيها شفاعة / والخطف علينا مقاولة / والقبض علينا مقاولة / والقتل علينا مقاولة / وعصابه واسمها دولة .
* إسمعيني فقد أخرستني فى المولد ضجة الدروشة/ حقنتني شنقتني / حطمتني جوعتني شردتني / دمرتني لأني صرختُ يوم / الهزيمة / الصمود .. الصمود / يا بلادي العزيمة .
( نقل بتصرف من https://twitter.com/Naguib_Sror ) .
– قصيدة الحذاء / شعر فصحى :
أنـا ابن الشـــقاء
ربيب ( الزريبــة و المصطبــة )
وفى قـريتى كلهم أشـــقياء
وفى قـريتى (عمدة) كالاله
يحيط بأعناقنــا كالقــدر
بأرزاقنـــا
بما تحتنــا من حقول حبــالي
يـلدن الحيــاة
وذاك المســاء
أتانـا الخفيـر و نـادى أبي
بأمر الالـه ! .. ولبى أبي
( نقلت بتصرف من : موقع أنفاس ) .
- مقطع من قصيدة " الترجيديا الانسانية " للشاعر: نجيب سرور. والتي كان مطلعها لافتا و جاذبا:
كانوا قالوا: إن الحب يطيل العمر ..
حقا، حقا.. ان الحب يطيل العمر!
حين نحس كأن العالم باقة زهر،
حين نرق كبسمة فجر،
حين نشف كما لو كنا من بلور،
حين نقول كلاما مثل الشعر،
حين يدف القلب كما عصفور،
يوشك يهجر قفص الصدر،
كى ينطلق يعانق كل الناس...
( نقلت القصيدة من / موقع " معكم " من مقال بعنوان – نجيب سرور مأساة العقل / د. أبو بكر يوسف ) .
المرأة في سيرة نجيب سرور :
لعبت المرأة دورا مهما ومحوريا في حياة هذه الشاعر والكاتب الفذ ، حيث أنها غيرت حياته ، التي كانت أصلا غير مستقرة ، الى حياة ملؤها القهر و الأذلال والفقر والظلم ، (( ونهته بأيداعه في مستشفى الأمراض العقلية في العباسية 1969 ، فور عودته من سوريا ، حيث عمل هناك لبضعة شهور ، خرج من المصح ، بعد ذلك حدثت الكثير من التنقلات بين القاهرة والاسكندرية ... ثم عين أستاذا في المعهد العالي للفنون المسرحية ، وهى الوظيفة التى فقدها نجيب بعد عامين .. 1978 سفر زوجة نجيب سرور الروسية إلى روسيا بصحبة ولديها ، شهدى وفريد ، لالحاق شهدى بمدرسة ثانوية داخلية فى روسيا ، ووفاة نجيب فى منزل أخيه ثروت بمدينة دمنهور. وحصول أسرته على معاش له ! / نقل بتصرف من كتاب / حازم خيرى دون - كيخوته المصري " دراسة علمية وثائقية لحياة وفكر نجيب سرور " )) . مصادر أخرى تشير (( الى انه توفى بتاريخ 24 أكتوبر 1978 في مستشفى للامراض العقلية التي أودعته فيها المخابرات المصرية عن ستة وأربعين عاماً .. / الويكيبيديا ))..
لعب زواجه من الممثلة المصرية " سميرة محسن " / المتوقع بعد عام 1964 ، دورا مأساويا بحياة الشاعر والكاتب المرهف ، أضافة الى تأثير دور عمها المأساوي عليه " منير محسن " رئيس مكتب مكافحة الشيوعية بفرع القاهرة على قهر و أضطهاد نجيب سرور ! ( نقل بتصرف من موقع العاصفة ) .. و يشير الكاتب كمال العيادي - في موقع قربى العلم والثقافة و الادب في مقاله / فضائح من العيار الثقيل في الوسط الأدبي…ونصوص ممنوعة بتواطؤ عام (( ما لا يعرفه تسعين بالمائة من الكتاب العرب ، فضلا عن القراء ، أنّ زوجته الفنانة " سميرة محسن " إختفت نهائيا من الساحة بعد انتشار قصيدة كتبها نجيب سرور زوجها وتسربت من مصحته بعنوان / ك... أمّيات ، يبين بها كيف خانته مع الكاتب العالمي نجيب محفوظ في غرفة الكمياج ، وما لا يعرفه الأغلبيّة أنّ نجيب محفوظ زار نجيب سرور في مصحته ، واعترف له بعلاقته بزوجته ، معللا ذلك ، بأنه كان قد نصحه منذ البداية ان لا يتزوّج من شابة طموحة وعلاقاتها مشبوهة ، وأنه هوّ نفسه كان على علاقة بها أي نجيب محفوظ ، قبل أن تتزوج بالعبقري السيئ الحظّ الفنان المسرحيّ العربي الأهمّ والأخطر شأنا عبر كلّ العصور….الشاعر المبدع نجيب سرور )) ، وبخصوص قصيدة " الأميات " ‏‏((( فهذه القصيدة الطويلة تقوم من البداية إلي النهاية علي تجريح الشاعر لنفسه ولمجتمعه ولبعض الأفراد المعروفين بأسمائهم ممن كان الشاعر نجيب سرور يشعر بالغضب عليهم‏ ،‏ ويعتبرهم سببا من أسباب أزمته ومحنته وانهيار صحته ،‏ بل وانتهاك عرضه كما يقول‏ ،‏ وقد انساق الشاعر الكبير الموهوب وراء إحساسه العميق بالمرارة ،‏ وانه مجروح في كل ما يحبه ويعتز به‏ ،‏ إلي استخدام كل ما لا يجوز ولا يصح من الألفاظ والصور البذيئة ، فجاءت القصيدة عارية تماما من أي ستار شفاف يواري ما فيها من بذاءة‏ ،‏ لم تترك لفظا من الألفاظ الجارحة والخارجة إلا واستخدمته دون تردد ،‏ وقد أخذت هذه القصيدة البذيئة تنتقل من يد إلي يد عن طريق نسخها أو عن طريق الكاسيت ،‏ حيث سجلها الشاعر بصوته المؤثر وأدائه المسرحي ،‏ فقد كان نجيب سرور إلي جانب موهبته العالية في الأدب والشعر مخرجا وممثلا مسرحيا‏ ... ‏والحقيقة أن هناك ضرورة للتحذير من هذا اللون من الأدب السري البذيء‏ ،‏ ولا أدري ما الذي دفع " جريدة الإندبندنت " البريطانية وهي جريدة محترمة وجادة إلي الاهتمام بقصيدة نجيب سرور والدعوة إلي نشرها علنا ،‏ والقصيدة لاتعدو أن تكون قاموسا للبذاءة وفيها تمزيق لنفس الشاعر بما يشبه ما يسميه علماء النفس باسم مرض تعذيب الذات أو الماسوشية كما يقول الاصطلاح العلمي الخاص بهذا المرض‏ / نقل بتصرف من مقال لرجاء النقاش من موقع العاصفة ))) .‏ ويضيف الكاتب كمال العيادي (( ..هذا كلّ ما يعرفه الوسط البعيد والقريب عن هذا المبدع العبقري الذي إنتهى نهاية بشعة ، مجنونا ومحبطا يجري في الشوارع بجلباب ملطّخ " بالغائط ومبللا بالبول " وفي منتهى القذارة ، بعد أن خانه الجميع ونفروا منه ، حين كان يصيح بأعلى صوته في الشوارع ، بأنّه ضبط زوجته الفنانه " سميرة محسن " في وضع زِنا كامل مع صديقه الكاتب المصري العالمي نجيب محفوظ بغرفة المكياج الخاصة بها…فسحلوه وزجّوا به بعد ذلك وأودعوه في أقذر المصحات ، بأمر من المُخابرات المصريّة وأمن الدولة ، وشخصيات أدبيّة رفيعة المُستوى .. )) أما حول العلاقة المشحونة بين نجيب محفوظ و الكاتب د. يوسف أدريس ، فيشير الكاتب كمال العيادي (( .. مات الكاتب العبقري د. يوسف أدريس وهو يترنّح بين حانة ستيلا ومطعم ريش ومقهى البُستان ، وهو ينوح ويخبط رأسه ، محاولا شرح سبب خصومته مع نجيب محفوظ ، وكان يصرخ فيهم ، بأن نجيب محفوظ كاتب درجة ثالثة ، وأنه نال جائزة نوبل بأمر من جهات عليا ، تبنتها جهات أوروبية مشبوهة ، وأن في مصر وفي العالم العربي عشرات أفضل من هذا الحكّاء الذي يغني بدون ربابة ، المُسمى نجيب محفوظ ))...
- هكذا أرى أن المرأة هي السبب الرئيسي والمحوري لأن ينتقل هذا الفذ من أستاذ أكاديمي وكاتب وشاعر الى مجذوب يجول الشوارع و الأزقة صارخا بقهر و ألم وحزن ليس بعده من قهر حول خيانة زوجته / سميرة محسن له ، مع صديقه الكاتب نجيب محفوظ !
مثقف السلطة والمثقف المتمرد :
كان نجيب سرور ، مثقفا خارج نطاق الدولة بحاكميتها وسلطتها وقوتها وأجهزتها ، فهو المتمرد عليها ، المنتقد لها علنا ، لذا وقف المحسوبين على الدولة ، من مثقفين وفنانين .. أضافة الى رجال الدولة المؤسساتية من مخابرات و أمن ومسؤولين حكوميين .. على الضد منه ، فنحن أمام فرد يجابه دولة ، لذا النهاية المأساوية كانت منطقية ، هي أما الجنون او الأنتحار ، فكان الجنون ، أن نجيب سرور هو مثقف حر ، كغزال البراري ، يشرد حينا ، ويغفو حينا اخر ، كل حياته متمردة ، غريبة ، والذي فجر الأمر سلبيا على وضعه النفسي و السلوكي ، هو وضع زوجته الثانية الفنانة سميرة محسن / الخياني .. نجيب سرور لم يكن يوما من الأيام مسيرا أو محكوما أو موجها ، فهو كان مثقفا حرا ، لا يعترف بأي سلطة تحده أو تقنن كلماته ، أما " مثقف السلطة " فهو طبقة أخرى من المثقفين ، ويقول الكاتب " صلاح بوسريف " في مقال له بعنوان / سُلطَة المُثقَّف ومُثقَّف السُّلطَة في / موقع القدس العربي (( .. أن مثقف السلطة ، هو مثقف يتنازل عن رأسماله الثقافي ، ورأسماله الاجتماعي ، أي عن كل سلطاته الرمزية ، وعن فكره ، ووعيه النقدي ، ليستبدل النقد بالتبرير ، ولِيَصْهَر الرمز في المادَّة ، أو يقْهَر الرمزيَّ ، بهيمنة الماديّ عليه ، وامتصاصه ، أو شَلِّه ، حتى لا يكون له أي تأثير ، أو كما يقول " بورديو " ، دائماً ، فإحدى وسائل التخلُّص من الحقائق المزعجة ، هي القول إنها غير علمية ، أي أنَّها «سياسية» تُحَرِّكُها «المنفعة» و «العاطفة» . وهذا ، في حد ذاته ، إفراغ للرمزي من رمزيته ، وشحنه بالمادي الذي هو سلطة ، التي تعمل باستمرار على قهر سلطة المثقف ، وابْتِذَالِها ، وليس احتواء المثقفين ، ووضعهم رهْن الإشارة ، سوى طريقةٍ من الطُّرُق التي تعمل الدولة ، من خلالها ، على إفراغ الثقافة من «علميتِها».. )) .
الرحيل المبكر :
رحل القمر المصري / نجيب سرور هادما المعبد على كهنة السلطة ، وحيدا مقهورا بائسا شاردا ، الكل أبتعدوا ، الأهل / الى حد ما ، الأقرباء و الاصدقاء ، الزوجة المصرية / سميرة محسن ، باعته ، وهو قامة لا يمكن أن تباع أو تشترى ، الدولة بكل بأجهزتها حاربته ، فأستقال من الحياة طوعا ، فهرب الى حالة خيارية من اليأس الى الجنون ، رجل الكلمة الصادقة / نعم كانت كلمة بذيئة فاضحة جارحة ساخرة ، ولكنها كانت رد فعل لوضع مأساوي تراجيدي ، لا يتحمله أكبر الرجال ... وهو شاردا تائها في دروب مصر ، لم يتعلم أن يكون أخرسا أو صامتا ، فكان يصرخ من الوجع و الألم الذي طغى على كينونته ، لم يكن نجيب سرور شاعرا او أديب صالونات بل كان ، مثقفا كلمته بحرا من الثورة والوجع ، كلمة ، تشعر بتعب وعرق الفلاح المصري في ارضه ، وتحس بقلم المفكر الحر في صومعته ، وتشعر بالمقهورين و المضطهدين في الأرض ، كان فيضا من العطاء ، منتقدا لكل مظاهر السلطة التي نهشت من أنسانية الفرد المصري ، الحالم بلقمة خبز ، بعيدا عن أغلال أجهزة النظام السلطوية ، فأنعكس كل هذا وذاك لتكون بالنتيجة حالة من الجلد الدموي للذات ! التي لم تصمته ، لأن صدى أهاته وصرخاته لا زالت تتردد في طرقات وساحات مصر ..



#يوسف_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 2. أهل الجنة .. ومشكلة اللغة العربية !
- 1 . تركيا و قطر .. الى أين !
- من يوميات ... ( الفتاة X )
- قراءة للحديث النبوي - لقد جئتكم بالذبح - .. مع أشارة لذبح دا ...
- سلوك داعش .. في ميزان التحليل النفسي / مع أشارة الى حرق الطي ...
- الأخوان المسلمين ... صعود مثير و سقوط مدوي
- السعودية تجلد الكلمة الحرة / الناشط - رائف بدوي
- قراءة في ... الجهاد و الديمقراطية
- تساؤلات في الألحاد / الجزء الثاني
- تساؤلات ... في الألحاد / بحث مختصر - الجزء الأول
- العراق يصرخ صرخة يوليوس قيصر / حين أغتياله .. - حتى أنت يابر ...
- الأميرة و الطوق
- قراءة ... في منشور داعش لأهالي الموصل / 12.12.2014 ( شرعنة أ ...
- دعوة لقيام .. - ثورة للمقهورين - في العراق
- داعش و البعث .. تكتيك خريفي لم يرى الربيع
- تركيا العلمانية ... تلد أردوغان الأسلامي
- المنظمات الجهادية ... وثقافة القتل
- أبجدية الصبر
- مفهوم الحياة .. بين خليفة داعش و الأم تريزا
- الشيوخ و الدعاة السعوديين .. والدور المطلوب من المملكة !!


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - يوسف يوسف - نجيب سرور .. والجلد الدموي للذات