أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - امال طعمه - ست الحبايب ..حبيبة أمها ..وزمن الفقر!















المزيد.....

ست الحبايب ..حبيبة أمها ..وزمن الفقر!


امال طعمه

الحوار المتمدن-العدد: 4753 - 2015 / 3 / 19 - 16:30
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


تنتابني موجة حنين ...الى ما قد كان...الى أشياء عشتها بطفولتي ومراهقتي ..الى تلك الأيام التي كنت فيها صبية صغيرة!
صرت أشاهد المسلسلات القديمة بل واستمع الى مقدمات تلك المسلسلات ..فرق كبير..بين اليوم والأمس الذي صرت أراه بعيدا بعيد!
صرت أحب أن أتحدث عنها وكأنها تبث لأول مرة ...وكأنها احدى مسلسلات رمضان النارية هذا العام!
فرق كبير ..في الكلام ..في اللباس..في حبكة القصة...في التصوير...في المؤثرات المستخدمة والتقنيات..في الممثلين...والممثلات... وحتى في عدد الحلقات...!
في المسلسلات القديمة تكثر الحكم والمواقف النبيلة والأحزان...
بسيطة في تصويرها وملابسها واستديوهاتها...لكنها أكثر تأثيرا في النفس..
رغم أن مسلسلات اليوم مليئة بالمؤثرات والديكورات والمشاهد الخارجية ..لكنها تفتقر الى تلك الروح الحلوة!!
كصورة ملونة زاهية لامرأة ممشوقة القوام جميلة ...غير انها ليست حية!
تبهرنا تلك الصور الجديدة لكننا سرعان ماننساها ...
لست أدري لماذا بت اشاهد من جديد تلك المسلسلات التلفزيونية القديمة والتي هي اشبه بالإذاعية فقد كانت تعتمد على الحوار فقط!
ممتع أن نرى أنفسنا من خلال شي ء فات ! تمر تلك المشاهد ونتذكر معها كيف كنا وكيف صرنا! وكيف كانت أمالنا وأحلامنا وتطلعاتنا! وكيف اختلف واقعنا عن ما كنا قد رسمناه بمرحلة الأمل والتأمل!
مسلسلات اليوم تبهرك بالأزياء والمؤثرات وتلك الديكورات ....اتذكر ان ابنتي سألتني ذات مرة هل الممثلين كلهم اغنياء ؟ كانت قد شاهدت بعض المشاهد من اكثر من مسلسل رغم أني احاول أن لا تراها!
... المسلسل مليء بالسيارات الفارهة والبيوت الكبيرة والازياء الفاخرة!
ضحكت .....نعم بالمسلسل كلهم اغنياء!
قديما كان حتى من يمثل دور الغني في المسلسل فقير بالنسبة لليوم!
عشنا أياما حلوة ونحن صغار فنحن من زمن الفقر!!
**************
تذكرتك وهل في يوم نسيتك؟؟
تذكرت بسمتك...طلتك...حديثك
تذكرت دندنات الأغنيات ...من زمن أخر
تلك التي كنت تغنيها
تذكرت حبيبة أمها...ياخواتي بحبها
وأمورتي الحلوة بقت طعمه
هل تعرفين مازال صوتك يرن في داخلي..كم أحببت سماع تلك الدندنات.
هل تعلمين حين رحلت الصبوحة..بكيت ...بكيت لإني تذكرت أغنياتها منك..أحسست أن كل ماضيي يموت..ذلك الماضي الذي نحن اليه..
جلست لوحدي استمع لتلك الأغنيات ..وأبكي بحرقة هل كنت أبكي لرحيلك وفقدانك أم كنت أبكي على كل ما ذهب الى غير رجعة...هل كنت أبكي تلك الصور والذكريات ...هل كنت لأبكي على حالي؟! على جزء مني ذهب ولن يعود ؟!
هل تعلمين ...كثير من الأشياء راحت ..ذهبت ...تلك أشياء تذكرني بك ..مرتبطة بك..أشياء وأشخاص...
اشتقت أن أراك فبحثت بين الصور أردت رؤيتك كما كنت قديما وكما كنت أعرفك، بحثت عن تلك الصور ...بالأبيض والأسود تلك التي تبدو وكأنها مأخوذة من فيلم قديم جميل!
من زمن أخر..لم يعد له أثر!
تأملت تلك الصور الأنيقة ...والتي تشبهين فيها فاتن...حقا ...
فاتن رحلت ..كما رحلت ... رحلت كما ترحل كل الأشياء الحلوة..
رحلت سيدة الشاشة...كما رحلت أنت سيدة قلبي...
تذكرت كلامك عن أفلام عبد الحليم وشادية وفاتن ..تذكرت كيف كنت تحدثينا عن تلك الأفلام وكيف كنتم في زمنكم ترتادون السينمات...وكان الأمر شيئا روتينيا ...كانت اشيائكم غير اشيائنا
وأحلامكم ربما غير أحلامنا...كانت حياتكم ربما صعبة لكنها ايضا سهلة!
بسيطة هي حياتكم كانت...أما حياتنا فتفتقد نكهة البساطة... حين أصبح كل شيء بمتناول اليد ..أصبح كل شيء مملا..وأصبحنا نركض... نلهث خلف لاشيء انما هذا أصبح نمط حياتنا...

أحن اليك ...وأحن إلى نكهة زمن أخر...أحن الى كل ما قد مضى!


*********************
في عيد الأم سنشتري هدايا ...والحلويات...مالذ وطاب
قد لا نختار الهدية بأنفسنا ..قد نشتريها عبر الإنترنت...وقد تصلنا لحد الباب!
فما علينا سوى ايصالها لست الحبايب!
والبعض منا سينشر على الفيسبوك كلمات للأم ولست الحبايب ويضع أغاني للأم..
وهناك من سيترحم على أمه التي فقدها ...مثلي ...
اليوم بالذات قرأت منشورا لإحدى الصديقات على الفيس بوك تقول فيه فلنتروى حين ننشر عبارات التهنئة في عيد الأم على الفيس فهنالك من فقد أمه وهنالك أم فقدت ابنها ...
من ناحية أعجبني الكلام ومن ناحية اخرى ..!
تختلط الأحزان بالأفراح في أيامنا !
ففي نفس اللحظة التي نحتفل بها قد يحزن أخرون !
حين تصبح الأيام التي من المفروض أن تكون فرحا من أشد الذكريات ألما...

ويصبح القلب قليل الإستجابة لها ...فمنظر الحزن يطغى على المشهد!
قبل أيام قرأت على الإنترنت أن احدى النادلات في مطعم امريكي تلقت بقشيشا كبيرا لقاء وجبة نقانق من أحد زبائن المطعم مع ملاحظة تقول تعودت أن أخرج لأكل وجبة أخي المفضلة في يوم ميلاده وأن أدفع بقشيشا بقدر عمره لو كان حيا...اليوم أخي كان سيبلغ ستا وثلاثين عاما..
وقد كتبت احداهن تعليقا بأنها لا تسمح لاحد الاحتفال بعيد ميلادها كون عمها توفى بنفس ذكرى ميلادها!
من المحزن أن ترتبط ذكرياتنا الخاصة بالحزن وأن تصبح مؤطرة بالسواد!
العام الماضي كتبت موضوعا عن الأم ،اتذكر تعليق الأستاذ سامي لبييب الحزين على المقال ..كونه لم يعد يحتفل بعيد الأم بعد أن فقد في ذلك اليوم بالتحديد أخيه بحادث أليم !

يتداخل الحزن والألم مع الفرح والسعادة وقد يطغى الألم وتصبح الأشياء ليس لها معنى كما ذي قبل!
أتذكر اني كنت أحب أن أسمع أغنية فايزة أحمد للأم ست الحبايب ... وكنت احب ان استمع اليها في يوم الأم ...
أحيانا تلك الأغنية تؤلمني ...خاصة حين أرى الأخرين يدندونها بالذات في عيد الأم


في العيد الماضي ...كانت زميلاتي يرغبن بسماع الأغنية على الهاتف الخلوي فأرسلنها لبعضهن البعض ..وقد أحسست بحزن شديد ...كن فرحات وكنت أنا مقهورة..
ولم أهتم أن يرسلنها لي...فلمن سأرسلها؟!
لكني في حزني ... شعرت بأمي بداخلي...وشعرت أن حبها لي أعطاني طاقة كبيرة للأمام..
وأن تلك الصور الجميلة في مخيلتي لن تموت...وستبقى تمدني بالأمل ..وتشعرني بالحب... وابتسمت حينها بدلا من البكاء...

في عيد الأم ...بعد رحيل أمي ...لم أعد أهتم بالهدايا ....فقط اتذكر حبها لي...وأعانق ذكراها..وأغفو على صوت قلبها يدندن.. حبيبة أمها... وأغني أنا بصمت ست الحبايب يا حبيبة...








#امال_طعمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حفاظاً على الهوية.. الإحتفالات ممنوعة
- يوميات أنثوية ..(رحلة تحرش)
- ضجيج من النافذة ..وشعر غير موزون
- يوميات أنثوية (8)
- يوميات أنثوية (7)
- روبن ويليامز.. وكارثة الأمة الكبرى
- يوميات أنثوية (6)
- يوميات أنثوية (5)
- يوميات أنثوية (4)
- من قلب أم ..لإبنتها الصغيرة
- يوميات أنثوية 3
- غرامة البيكيني!!
- يوميات انثوية (2)
- يوميات انثوية (1)
- إنك للمأسورين محرر
- اشتقت إلى صلواتك
- عادي!
- البيدوفيليا في الفضاء العقائدي المسيحي .. مجرد علامات استفها ...
- ثقافة التحرش الجنسي!!
- أمي.. يمَه..يامو..


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - امال طعمه - ست الحبايب ..حبيبة أمها ..وزمن الفقر!