اسماعيل الواو
الحوار المتمدن-العدد: 4753 - 2015 / 3 / 19 - 08:36
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
المظلومية عقدة تاريخية قديمة قدم التاريخ نفسه عانى منها عبيد اثينا القديمة، كما عانى منها فلاحو الرومان، لكنهم استطاعوا الخروج من أسرها عندما تغيرت الظروف والأحوال.
عندما تصبح المظلومية ثقافة وأيديولوجية تهيمن على الفكر والوجدان، نصبح أمام حالة جماعية تحتاج إلى علاج نفساني ثقافي فكري يحفر هناك، حيث استقرت هذه الإيديولوجية وشرخت بوصفها ثقافة وبوصفها منظومة فكرية قد نقرأها قصائد شعرية بكائية مطولة، وقد نراها في مسرحية تراجيدية حزينة تعزف على المظلومية عزفا نازفا يفتح جروح التاريخ السحيق، ويحيلها إلى مشاكل الحاضر في خلطة تؤكد باستمرار على تجذير عقدة الشعور بالاضطهاد.
لم تنجح مجتمعات وشعوب سكنت الماضي .. وعلى العكس من ذلك فالشعوب التي تسامحت وتجاوزت الماضي هي التي حققت التقدم والبناء والاستدامة واستطاعت أن تأخذ مكانتها المتقدمة في الحاضر، ولعل اليابان وجنوب افريقيا نموذجا ومثالا لتجاوز الماضي والذي مازال البعض يحاول توسله أسلوبا واستخدامه وسيلة لتقويض الحاضر وهدم أركانه.
وعلى الرغم من عدم اليقين من سلوك الأشخاص والمجتمعات بعد المرور بتجربة المظلومية لفترات طويلة إلا أن الغالب أنهم يعودون لممارسة الثقافة التي تعرضوا لها... فثقافة التسامح وقبول الآخر تؤدي إلى ثقافة التسامح وقبول الآخر... وثقافة الظلم والمظلومية ...في الغالب تؤدي لممارسة العنف والظلم والإقصاء والانتقام ضد الآخرين..
ربما لاتكون الفكرة الأخيرة صائبة بالمطلق أو قد تكون صحيحية نسبياً؛ إلا أنه من المؤكد -على الأقل- أنه بإعادة نشر ثقافة التسامح والمحبة والديمقراطية نصل بالضرورة إلى ممارسات سوية وقبول للآخرين.
أما اجترار ثقافة العنف والمظلومية وندب الماضي، فإنها لن تبني وطناً وعلينا أن ننتظر نتائجها عنفاً وإقصاءً وظلماً وانتقاماً.
فبأيدينا نختار مستقبل أبناءنا.
#اسماعيل_الواو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟