أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - مُضر آل أحميّد - وداعا ً للسياسة














المزيد.....

وداعا ً للسياسة


مُضر آل أحميّد

الحوار المتمدن-العدد: 4752 - 2015 / 3 / 18 - 16:14
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


تأثرت بشدة عند قراءتي الأولى لكتاب "طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد" للمفكر عبدالرحمن الكواكبي. وكانت كل قراءة جديدة للكتاب تُرسخ فيّ القناعة بأن آفة الشعوب هو استبداد الحكّام، وأنّ الاستبداد السياسي، كما يرى الكواكبي، هو أصل باقي انواع الاستبداد، وهو المظلة التي يُمارَس تحتها الاستبداد الفكري، والديني، والاقتصادي. فشرعتُ منذ ذلك الحين بالتركيز على الجانب السياسي من حياتي وحياة الآخرين، فلم أكن لأترك محفلا او جلسة الا وأثرت فيها المواضيع السياسية وأسباب تسلط الحكومات رابطا اياها بكارثة الاستبداد السياسي. ولمّا كانت السياسة من العلوم التي تتناول شتى مفردات حياة الناس وعلاقتهم بالأنظمة السياسية من جهة، وعلاقاتهم ببعضهم البعض من جهة اخرى؛ كانت نقاشات السياسة تتفرع الى مواضيع الدين، والاقتصاد، والاجتماع وغيرها. وقد كان الهمّ ذلك الحين لفت نظر الناس الى حقوقهم المغيبة، وأصواتهم الصامتة، واراداتهم المسلوبة، وقواهم الخائرة. فبالإضافة الى سذاجة الشعوب، كان جهلهم بأصول السياسة وعدم ادراكهم، أو قلته، لقدراتهم الكامنة في قلب موازين القوى، وتسلم مقاليد السلطة يجعلهم يخافون السلاطين ويَرهبونهم، ويرقصون فرحا أمام "كرم" المسؤول إن أعطاهم بعض حقوقهم.
بقيتُ على ذلك المنوال حتى ثورات الربيع العربي وما أفرزته في ليبيا، وسوريا، واليمن؛ ولا ننسى ما يحدث في العراق. فبعد ان غابت، أو خفت، قبضة السلطات السياسية المستبدة عن شعوبها، رأينا قابلية تلك الشعوب الجبارة –ولا اعني ذلك بشكل ايجابي- في قلب الدنيا. حين زالت قبضة السلطة اخرجت تلك الشعوب سيوفها وفؤوسها وأخذت تقطّع أفرادها وتحرّقهم. لبثتُ اسابيع طويلة ً اعيد حساباتي، كيف يمكن أن نثقّف سياسيا من فقد ثقافة الإنسانية؟!
ليس أني تفاجأت بمدى قدرة الجنس البشري على اجتراح الشرور، وحتى بالنسبة لشخص يحمل فلسفة هوبز في طبيعة البشر، فإن ما عرضته علينا وسائل الإعلام من أفعال تتبرأ منها حتى الطبيعة الحيوانية كانت أكبر من قدرتنا على التخيّل، الى درجة جعلتني اتخلى عن فكرة التنوير السياسي. يحتاج إنضاج الفكر السياسي عند الناس الى عبورهم بعض مراحل التطور الفكري، أن يرتقوا عن مستوى الجنس البيولوجي (البشر) الى مستوى الكائن الواعي (الانسان).
في خضّم تلك الأحداث قدم فكر الإمام محمد عبده نفسه بديلا عن سابقه (فكر الكواكبي). ان عبقرية الإمام محمد عبده تجلّت في إدراكه لعدم جدوى محاولات الإصلاح السياسي دون بناء انسان يتقبل الآخرين، فشرع في مسيرة الإصلاح الديني، والذي أراه أنه كان محاولة بناء فكري ممنهج لم يلقى سبيلا له الا تحت مظلة الدين، ومحاولة الانقلاب على الفكر الهمجي الأنبوبي الواحد. وكذلك حاول تلميذه، رضا، صاحب مجلة المنار. وأظننا اليوم في وقت نحتاج الى مثل تلك الثورة، ثورة لصناعة الإنسان. فمن الخَبلِ أن نحاول تثقيف الإنسان سياسيا، او اقتصاديا في الوقت الذي ليس لدينا إنسان لنبدأ تثقيفه.
إنّ للسياسة، باعتبارها علم جامع لغيره من العلوم والاهتمامات، لغة خاصة لا نستطيع الكلام الا بها، هي لغة الحوار وقبول الآخر. ومن دون تلك اللغة لا يمكننا الحديث في السياسة، إلا مع من يوافقنا الرأي بالطبع، ولكننا لن نستطيع بأي حال من الأحوال مصارعة قرد يحمل فأسا لنأخذ فأسه ونعطيه قلما!



#مُضر_آل_أحميّد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لأنكِ بنت!
- انتهى زمن الفلسفة؟!


المزيد.....




- رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز ...
- أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم ...
- البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح ...
- اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
- وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات - ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال ...
- أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع ...
- شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل ...
- -التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله ...
- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - مُضر آل أحميّد - وداعا ً للسياسة