أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حامد الحمداني - أوهام المنْ والسلوى














المزيد.....

أوهام المنْ والسلوى


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 351 - 2002 / 12 / 28 - 14:12
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



 

واهم من ينتظر نزول المن والسلوى على شعبنا من وراء الحرب التي تزمع الولايات المتحدة وبريطانيا شنها على العراق ، وأكثر وهماً من وضع عنبه في سلتها، ومن يزرع الريح لا يجني سوى العاصفة ، هذا ما تؤكده أحداث التاريخ وتجاربه المريرة مع الإمبرياليين ، ومن لا يصدق ذلك فلينظر بإمعان إلى ما تفعله إسرائيل وقائدها شارون وجيشه الفاشي بالشعب الفلسطيني بدعم مباشر من الولايات المتحدة على جميع المستويات العسكرية والسياسية والاقتصادية ، فكيف نصدق أقولها وادعاءاتها في نشر الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان ، ونتجاهل أفعالها في دعم الطغيان الصهيوني بكل الوسائل والسبل ؟
هل تنفق الولايات المتحدة مئات المليارات من الدولارات ، وتدفع بشبابها إلى محرقة الحرب التي أعدت  لها آخر ما أنتجته مصانعها الحربية من تكنلوجيا الأسلحة المدمرة كي تنقذ شعبنا من النظام الدكتاتوري الصدامي ؟ وهي التي ابتلت شعبنا به وبنظامه لكي تدع شعبنا يتنسم نسيم الحرية والديمقراطية ويتمتع بحقوقه الإنسانية ؟
إن الولايات المتحدة لا تسعى إلا وراء مصالحها الاقتصادية ، وعلى رأسها النفط ، ولقد سال لعابها بعد أن تأكد لها أن العراق يطفو على خزين هائل من هذه المادة الحيوية ، ومن أجل ذلك ستحرق العراق وتدمر ما تبقى من بنيته التحتية ، وتزهق أرواح مئات الألوف من أبنائه ، وكأن ما سببته له من ويلات ومآسٍ وخراب ودمار ، ومن حصار ظالم جلب الفقر والمرض لشعبنا على الرغم من إدراكهم أن هذا الحصار لم يمس النظام العراقي قيد أنملة ، وإنما وقع كابوسه على أبناء شعبنا فقط.
إن الولايات المتحدة لو كانت صادقة في دعواها لكانت قد أسقطت النظام العراقي منذ أمد طويل ،منذ انتفاضة الشعب في آذار عام 1991،وهي التي تنكرت لدعوتها الشعب العراقي للثورة على النظام الدكتاتوري الفاشي ، وسمحت له باستخدام كافة الأسلحة المتاحة لقمع الانتفاضة ، وهذا في واقع الأمر خيانة لشعبنا ، وإمعاناً في إذلاله .
 إن الولايات المتحدة  اليوم قادرة بكل تأكيد على إسقاط النظام من دون حرب ولا احتلال ، فهناك وسائل عديدة بيد الولايات المتحدة تستطيع بواسطتها إجباره على الرحيل لو هي شاءت ، لكنها في واقع الأمر ترمي إلى إبقاء سيطرتها العسكرية والسياسية على العراق لأمد طويل ، وهي بكل تأكيد ستأتي بحكومة صنيعة تنفذ كامل أهدافها وترعى مصالحها .
إن الذين وضعوا عنبهم في السلة الأمريكية ثلاثة أصناف ، صنف يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالولايات المتحدة ومستعد لرعاية مصالحها وتنفيذ مأربها ، وهذا الصنف لا يلام بوضع عنبه في السلة الأمريكية ، وهو الذي تعول عليه في حكم العراق مستقبلاً
أما الصنف الثاني فهو الذي يعتقد أن باستطاعته أن يضمن له دوراً في حكم العراق إن هو وضع عنبه في السلة الأمريكية متخلياً عن كافة شعاراته في معادات السياسة الأمريكية !! ، ولا أخال هذا الصنف سيحقق ما يصبو إليه وسيخرج صفر اليدين من هذه الشراكة بعد أن يكون قد فقد مصداقيته السياسية وشعاراته التي تتعارض وهذه الشراكة على طول الخط وستكون خسارته جسيمة جداً .
أما الصنف الثالث فيمثل العناصر التي حملها حسن النية في سعي الولايات المتحدة لإحلال الديمقراطية وأشاعة الحرية ولسان حالهم يقول فلنجرب الولايات المتحدة ونصدق دعواها فلربما تغيرت وآمنت حقاً وصدقاً بحق الشعوب في الحرية والاستقلال وتطبيق شرعة حقوق الانسان ، ويقيني أنها ستصاب بخيبة أمل كبير.
إن الولايات المتحدة إن هي أرادت حقاً وفعلاً خير شعبنا فعليها إن تقدم له المساعدة السياسية والمادية والسلاح كما فعلت مع قوات الكونترا في نيكاراكوا وسيكون الشعب العراقي قادراً على اسقاط النظام الدكتاتوري الفاشي المعادي للشعب من دون حرب واحتلال ودمار وخراب لا يبقي ولا يذر .     



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بين الواقع والطموح
- خياران أحلاهما مـُر
- الحوار المتمدن عام من النجاح والتطور ،وأمل بالمزيد
- ناقوس الخطر يدق أبواب العراق!!
- في الذكرى الخمسين لوثبة تشرين المجيدة عام 1952
- لماذا أُجهضت الانتفاضة ؟
- أضواء على انتفاضة آذار المجيدة
- واقع الأسر، وتأثيره على تربية الأطفال
- أمريكا وعالمها الجديد!!
- أهداف الهجوم الأمريكي المرتقب على العراق
- الأسرار الخفية وراء انقلاب 17 تموز 1968
- هذا هو الطريق نحو عالم جديد
- الأهداف الخفية وراء الهجوم الأمريكي المرتقب على العراق
- انقلاب 8 شباط 1963 الفاشي
- في ذكرى وثبة كانون المجيدة عام 1948:
- الهجوم الرجعي في الموصل وهجمة الاغتيالات
- أضواء على محاولة انقلاب العقيد الشواف
- هل يستحق (نيبول) جائزة نوبل ؟


المزيد.....




- أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن ...
- -سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا ...
- -الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل ...
- صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
- هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ ...
- بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
- مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ ...
- الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم ...
- البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
- قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حامد الحمداني - أوهام المنْ والسلوى