|
انقلاب كوني يستدعي إلى اعادة ترتيب المنطقة
مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 4749 - 2015 / 3 / 15 - 23:28
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
انقلاب كوني يستدعي إلى اعادة ترتيب المنطقة مروان صباح / والمرء يتمنى مجدداً ، عودة العلاقات التركية السعودية إلى سياقها الطبيعي ، بالمستوى الحيوي الذي يستطيع أن يحاكي ، تطورات وظروف أخرى ، معاً ، مازالت تعصف بالمنطقة ، وبالرغم ، أن التعويل السعودي على مصر ، أولاً ، هو ، نوع من الاتكاء على قوة عالقة في أزماتها المحلية ، حيث ، اتضح بعد عمليات مكثفة من الضخ المالي خلال السنة الفائتة والمتوالي من المليارات التى اُقرت في هذه السنة ، الجديدة ، بالإضافة ، إلى الدعم المعنوي والسياسي ، مازالت تعاني من حقيقة لا يمكن إغفالها ، هو البطء الشديد في معالجة ما تراكم خلال العقود السابقة ، يضاف إلى ذلك تطور مربك ، هو ، الوضع الأمني وما يحيطها من تهديد يصيب جغرافيتها عبر حدودها الغربية التى تمتد على طول يزيد من 1000 كم ، ليس جديداً ، بل ، للتذكير ، بأن العلاقة السعودية التركية لم تكن ، تاريخياً ، على ما يرام ولم ترتقي إلى المستوى الحليف منذ انفكاك الدولة العثمانية عن الجغرافيا العربية ، وذلك ، بالتأكيد ، يعود إلى الإرث التاريخي في أوائل القرن الماضي ، ترك ، لغزاً عميقاً ، كان طيلة الوقت من الصعب تفكيكه أو غير مرغوب لأسباب تنافسية ، بالإضافة ، إلى سياسات وضعتها الكمالية ، كمحددات سير خط للجمهورية الحديثة ، حيث ، راهنت بالكامل على الغرب وعلى الأخص ، حلف الناتو ، لدرجة تحول الانقطاع ليس فقط على الصعيد السياسي ، فحسب ، بل ، جغرافياً ، إلى حد شُبهت بجغرافية إسرائيل ، المعزولة عن محيطها ، لكن ، التغيير بدأ ، تحديداً ، عندما تولى السيد احمد أغلو وزارة الخارجية ، كان قد طرح في السوق السياسي كتابه ، حول ، عمق تركيا الاستراتيجي ودورها في الساحة الدولية ، وهو الرجل لا سواه ، نادى بأعلى صوته ، بضرورة الاستجابة إلى تعريفات جديدة لسياسة تركيا ، شريطة ، أن لا تبقى حبيسة اطرها السابقة ، بل ، لا بد لها أن تنفتح نحو العرب وتزيح ، بدبلوماسية محصنة من الإنزلاقات ، أجواء وأسباب الخلافات كي يحل مكانها أرضية تضامنية ذات محور تعاوني . هناك وقائع صلبة على الأرض يجعل كل من السعودية وتركيا ومصر أن يعيدوا تقيم نقاط الخلاف والتقاطع في ظل غموض سياسي في استراتيجية واشنطن اتجاه مناطق النزاع ، وعلى وجه الخصوص العراق ، وهذا ، يتطلب بالضرورة وضع الخلافات التاريخية والمتجددة وراء المستجدات ، بشرط ، قبل رحيل الرئيس اوباما من البيت الأبيض ، لأن ، الكونغرس الأمريكي بأغلبيته الجمهورية قد بعث من خلال استضافة نتنياهو ، لإلقاء خطابه المكرور ، رسائل ذات دلالات واضحة وبليغة ، تبلغ عن إجراءات قادمة تهدف بإعادة ترتيب خطوط القتال بين إيران والعرب ، وإذ ، افترض المرء بأن الرئيس القادم في 8 / نوفمبر / 2016م من الحزب الجمهوري ، وهذا ، ما اشار له المزاج الشعبي من خلال الانتخابات الأخيرة ، للبرلمان ، أي أن ، التقاطع الإسرائيلي العربي التركي حول برنامج إيران النووي بالإضافة إلى نفوذها الحاشدة بقوة في خدمة تمدد مشروعها في المنطقة ، سيلاقى ، بدعم كبير من الجمهوريين ، الذي يترجم اندفاع أخر إسرائيلي غير مشهود ، حيث ، ترغب في أتمام صفقة سفينة مرمرة كي تعيد علاقاتها المتجمدة مع تركيا ، بأي ثمن ، لأنها تدرك خطورة تنامي الفكر الجهادي المسلح ، وبالتحديد ، دولة داعش ومن جانب أخر ، التمدد الإيراني ، خلف خطوط قد رسمت دولياً ، على حد سواء ، الذي يظهر تقاطع من نوع أخر ، بل ، يفضح ، تبادل أدوار بين الولايات المتحدة وإسرائيل ، مع اشتداد التلاطم الذي يعصف بالجميع . منذ أن تولى الأمام الخميني حكم إيران عام 1979 م تحولت إلى جمهورية إسلامية ، الحكم فيها ، عن طريق الاستفتاء ، أية الله أو الأمام ، ومنذ ، أن أصبح لإيران إمام ، إلى يومنا هذا ، لم يستجد أي تغيير بخصوص السلوك الداخلي أو الخارجي ، بل ، بالعكس ، هناك تطورات ميدانية من المفترض ، أن تثير قلق مجلس الأمن القومي الأمريكي ، بقدر الذي يثير تخوف إسرائيل من البرنامج النووي ، يلاحظ ، أن التخوف لا يشمل ذاك التمدد ، في جغرافيات الدول العربية ، مادام ، لا يتجاوز الخطوط الحمر ، وهذا كان جلياً في اغتيال مجموعة الجولان ، إلا أن ، واضح بأن واشنطن تعتقد كما نحن نعتقد ، بأن الشرق القريب مازال يُعتبر بالنسبة لها عجينة رخوة تُحرك سكاكينها فيها كما تشاء وبسلاسة وحرية ، وإذا ، كان هناك ذكاء اسرائيلي يستحضر ، فأنه ، بطبيعة الحال ، لا غير الخداع ، لأن ، عندما قررت إدارة البيت البيض الخروج من العراق وأفغانستان وتقليص قواتها في القواعد الأوروبية ، كانت بدأت بالتوجه نحو بحر الهادي أو الباسيفيك ، حيث ، باتت مسألة الصين وكوريا الشمالية والجزر الممتدة تشكل جميعها الهم الأكبر لدى الولايات المتحدة ، لهذا ، استطاعت قبل رحيل قواتها أن ترسم خطوط ، مبدئية ، للقتال بين أبناء المنطقة الذي يؤمن لإسرائيل تحقيق حلمها الأشمل ، وذلك يحتاج إلى نوع من تحديث في بعض الاجراءات ، كرفع الحصار على إيران ، مشروط ، وتخفيض أسعار البترول وإلحاق إسرائيل بالمربع العربي التركي ، على افتراض أنها تشارك المربع ذات التوجس ، في وقت أنها هي لا سواها ، تمتلك أكثر من 400 سلاح نووي بأشكال مختلفة . كيف من الممكن للعرب ، أن يتعلموا من الدروس السابقة ، رغم أنها جميعها ، باهظة الثمن ، وقد يستمد المرء درس من ذاكرة التاريخ ، حين تحالف العرب مع دول الحلف في الحرب العالمية الأولى ، وبالتالي ، كان العرب العنصر الأهم في اطاحت الدولة العثمانية ، لكن الملفت ، ترك الحلف وقائع ، هي الأخرى ، صلبة على الأرض ، عندما سمحت الدول الكبرى لإيران وتركيا بإنشاء دول ذات طابع قومي ، بينما ، استثنوا العرب من ذلك ، بل ، ذهبوا إلى أبعد من التجزيء القومي ، إلى ما يسمى بالتقطير الوطني ، اليوم ، بهمة العرب ، تعود المأساة من خلال استراتيجية غامضة ، مجهولة النتائج ، تتحول وتتغير حسب المصالح العليا لأمريكا وإسرائيل ، حيث ، تنتقل البندقية من الكتف إلى أخر ، بلمح البصر ، دون مساءلة أو مراجعة ، وبهمة بعض البرغماتين من المستشارين ، الذي يشير بأن فاجعة اخرى تلوح في المجال العربي ، بحجم العراق ، طالما ، النظام العربي الرسمي عاجز ، بالبدء ، بالخطوة الأولى اتجاه اعادة بغداد وليس شيء أخر ، ومادامت الأغلبية السنية خارج العراق ، خوفاً من آلة القتل الطائفي ، وقانون ، اجتثاث البعث فاعل ومعظم القوى السنية واقع بحقها التهميش لن يتغير الأمر كثيراً ، بل ، سيبقى القتال مستمر إلى فترات طويلة بين تقدم هنا وتراجع هناك ، عنوانه الاستنزاف وتصاعد الكراهية ، وإن افترض المرء أمراً ، هو ، محطاته ذات دلالة ، بل ، قد يرجح المرء ذلك ، عندما يتكئ على سلوكيات الحرس الثوري الإيراني في بغداد ، على الأخص ، وعموم الدول المحيطة بالخليج العربي التى تشهد صراعات ، مثل اليمن ، المقسم بين جنوب وشمال ، أصبح واقع حال ، والكويت والبحرين ، تشهدان حراك ، الأول ، مازال بين خلايا صامتة ، والأخر ، مجتمعي ينتظر مزيد من التغيرات في المنطقة ، وبين كل هذه الخطوات المتسارعة ، يمكن ، للمرء استنطاق من الغائب ، خطورة لا تقل أهمية ، تشير بأن سيطرت الحرس الثوري الإيراني على مراكز القرار في بغداد ، على غرار ما جرى في دمشق ، يعطيها ، فرصة أن تخطو خطوة نحو الكويت من خلال تدريب وتجهيز عناصر شيعية من أبناء البلد ، تتحول إلى قوات عسكرية ، كما هو حال الحوثين في شمال اليمين بهدف تقسيمه ، مستفيدة من تجربة وإخفاق صدام حسين في السابق عندما أراد أن يستولي على الجغرافيا بالكامل ، وهذا ، من السهل تحقيقه طالما ، جنوب العراق يُعتبر قاعدة استمدادية لأي تحرك في شمال الكويت . السعودية ، بالتأكيد ، قلقة على التطورات التى تعصف في أرجاء باحتها الخلفية ، لكن ، جميع التكتيكات على مدار السنوات الأربع ، لم تفلح بأي انجاز ، حاسم لصالح استراتيجية الأمن القومي ، العربي ، الذي يجعل من الملك سلمان بن العزيز ، قطع الطريق ، ووضع جميع الخلافات الواقعة بين الحركات المسلحة والسياسية ، جانباً ، وإعادتهم إلى الصف العربي وتحت راية واحدة موحدة ، بما فيهم قطر وتركيا وباكستان وأفغانستان ، لأن ، في هذا الانقلاب الكوني أصبحت المفاهيم كلها بحاجة إلى تفكيك وترتيب ، وعلى رأسها الابتعاد بالقدر الممكن عن الإقصاء ، كذلك مرة اخرى ، بل ، عاشراً ، لا ينبغي للخلاصة أخرى أن تُطمس ، هي موازية بقدر ما هي وازنة ، ضرورة امتلاك سلاح توازن الرعب بين اطراف يسعون ، بوعيد ، لأبناء المنطقة ، دون ذلك ، ستبقى الجغرافيا في دوامة صراع مستمرة بين الجماعات المسلحة والحكومات ، مقابل ، تفقيس ميليشوي شيعي مسلح ، مدعوم من إيران ، أمام سقوط اجزاء من الدول العربية . والسلام كاتب عربي
#مروان_صباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اختيار الصديق
-
تحولات بشرية دون اعتراض إنساني
-
استبدال الأشخاص ،،، بالعزلة
-
الصهيونية بعد مائة عام ،، إلى أين
-
غسان مطر منحوت كالرجل الروماني ، مروان خسر رجل اخر .
-
اللدغ الذاتي في حلقته الجنونية
-
اليسار المتجدد مقابل اليمين المتجذر
-
عربدة إسرائيلية في عز الظهيرة
-
اندفاع بشري على حمل الأمانة ولعنة الضمير
-
الصدق طريق إلى الخير
-
المباهاة بالأسلاف والانفصام من العروة
-
استراتيجية الحزام الأخضر تتحقق بكفاءة
-
التباس بين الفساد المالي والإداري
-
العربي يحلم بحدائق بسيطة ،، لا معلقة
-
تحديات أوروبية تنتهي بالاستجابة للماضي
-
المحذوف والثابت
-
المخدرات بأقنعة،، مهدئات نفسية
-
مشاريع بحجم وطن
-
كالأطفال نشكو من قلة المياه،،، رغم كثافة أمطار السماء
-
حقول النفط العربية في منظور الرؤية الأمريكية
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|