|
عندما تعلن حركة التوحيد و الاصلاح الحرب على الشيعة المغاربة
سليمان الهواري
الحوار المتمدن-العدد: 4748 - 2015 / 3 / 14 - 22:42
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هل ستتدخل الدولة المغربية لمنع الفتنة التي يعمل دهاقنة الاخوان و أداتهم الحركية في المغرب حركة التوحيد الاصلاح ،، على اشعالها ،، ألم يبق في هذا المغرب الذي تترأس حكومته اللحى المتعفنة للعدالة و التنمية المغطوسة في زيت قطر و اموال السعودية و بركات اوردوغان العصملي الحاقد على أي عنصر استقرار و قوة عندالعرب ؟ألم يبق أي مشكل و اصبح المغاربة في رغيد العيش يتقلبون ، لا غلاء و لا شح مواد و التعليم بخير و الصحة جيدة و حقوق الانسان فل الفل ،، أ أنجز اسلاميو العدالة و التنمية كل ما وعدوا به الناخب المغربي قبل الانتخابات من تنمية و ازدهار عيش ؟،، حتى لم يبق أمامهم الا الجلوس و المذاكرة في موضوع اعتبروه ،هم المتخصصون في اختلاق الفتن و رعايتها و الاستفادة منها على حساب الاوطان ، رأس أولوياتهم ،، أليست هي نفس لعبة قناة الجزيرة القطرية و الضخ الاعلامي في ابواق الفتنة و اشعال الحرائق المذهبية في النفوس قبل أن تنتقل قنابل موقوتة تأكل الأخضر و اليابس في الوطن ؟ و ما ليبيا و سوريا عنا ببعيدة . فما هي شروط تنزيل هذه الندوة التي يعتزم التوحيد و الاصلاح تنظيمها في المركب الثقافي اكدال بالرباط تحت عنوان ،، خطر الشيعة ، الظاهرة المحاذير ، الوقاية .؟ ان من يتأمل العنوان جيدا سيفهم مقاصد الدكتور الريسوني من هذه الفعلة التي تضخ كلماتها نتانة و سوء نية و قصد ، و هو المتخصص في المقاصد . فما مقصد مشرع التوحيد و الاصلاح في تنزيل ندوة بهذا العنوان في ظل الشروط الحالية ؟ هل هي خطوة استباقية تعوض الخسارات الكبيرة التي يتلقاها اخوانهم السعوديون و القطريون من جبهة النصرة في قنيطرة الجولان و دواعش امريكا في تكريت الحشد الشعبي و الجيش العراقي البطل ،، ام ان الامر اكبر من ندوة و لقاء ثقافي فكري عابر ؟ ان مكان اللقاء و الظرف الزمني الذي ياتي كتتويج للحظات التجييش الشعبي الذي استعملت فيه السلطة كل ادواتها الرسمية من اعلام و مجالس علمية و مساجد و مدارس و مقاهي و خطب و نشرات اخبار و كل المواقع الالكترونية ،، كل وسائل اشعال الفتنة المذهبية و التجييش ضد الشيعة استعملت في الشهرين الاخيرين و كاننا فعلا هنا في المغرب لنا حدود مباشرة مع دولة شيعية كبيرة تزحف على بلدننا او كاننا معنيون فعلا و مباشرة بالمناورات العسكرية التي يجريها انصار الله الحوثيين على الحدود مع السعودية ،، ما موقعنا نحن فعليا من الصراع الشيعي السني ان كان هذا الصراع فعلا موجود و حقيقي ؟ و خاصة بعد ظهور عدة مؤشرات انفراج في هذا الموضوع سواء في اعادة العلاقات بين المغرب و ايران الى وضعها الطبيعي او زيارة ملك الاردن الاخيرة الى المغرب هو الذي ادلى وزير خارجيته من اسبوع فقط بتصريحات في طهران تنفي اي صراع مذهبي في المنطقة و بارك الدور الايراني الايجابي في التصدي للارهاب و داعش بالمنطقة ،، أم هي دفعة تحت الحساب من العدالة و التنمية لقطر و المؤسسات المالية في الخليج حتى تدعمها في الانتخابات القادمة و هي من تعودت حياة القصور و الحكومات و لم تصدم بعد بالمصير الاسود الذي ارتطمت به كل فصائل ما يسمى الحركة الاسلامية الاخوانية في بلاد الربيع العربي المغدور ؟ فكيف نفهم اذن ما تقوم به ميليشيا العدالة و التنمية و كهنتها في التوحيد و الاصلاح ؟ الا يمكن ان يكون عدم رضاهم عن كل التوافقات الجارية من يدعوهم الى سلوك اي سبيل يربك الوضع و قد يقلب االطاولة على كل التفاهمات من خلال ما قد ينجم عن هذه الاحماءات المذهبية الخطيرة من فعل غير سوي من اي طرف متطرف يلعب في الماء العكر و يخدم أجندات خارجية بعيدا عن مصلحة المغرب و المغاربة ،، ؟ أليست حركة التوحيد و الاصلاح من كانت حاضرة في ملف الفتنة السورية من بدايته ؟ دعما و تاطيرا و مساندة ،، أليس شبابها من ذهبوا الى تركيا و منها توغلوا مع الارهابيين الى داخل التراب السوري ؟ و بعضهم معروفون و يشتغلون في دواوين و مكاتب برلمانيين و وزراء من العدالة و التنمية . هل التشيع و الشيعة مشكل مغربي حقيقي ؟ *********************************** ان الجميع يعلم أن المشكل الحقيقي في العالم العربي الآن و في المغرب ، ليس في الدين و لا في العقيدة و لا في المذهب .. ليس في ان تكون شيعيا او سنيا او بوذيا او لادينيا .. المشكل يكمن في السياسة و في الموقف السياسي .. الكل يحس اننا في مفترق طريق حضاري يرسم خرائط العالم لكل القرن الواحد و العشرين ، و ربما أبعد .. نحن أمام أفول القوة و الغطرسة الامريكية ليس بالمعنى التقني الميكانيكي لأن الحرب نفسها و المواجهات العسكرية تغيرت هي الاخرى معادلاتها و قوانينها في لعبة التطاحن الاممي الحاصل .. و انما هو أفول بالمعنى الانساني العام و خاصة فيما له علاقة بشرط القوة الذي تحكمت فيه امريكا لاخضاع جغرافيا العالم و استنزاف ثرواته ، حتى تدور عجلة الاقتصاد الامريكي في احسن الظروف ، و يحافظ المواطن الامريكي على مستوى العيش الذي يليق به كانسان من الدرجة الاولى لا يقارن بالانسان العالم ثالثي الذي خلق للجوع و المرض و الاستكانة و خدمة الاسياد في الغرب .. انها لحظة مفصلية في التاريخ الحديث كما كانت الحربان العالميتان و كما الحرب الباردة و كما انهيار الاتحاد السوفياتي .. اننا امام اعادة تشكيل خرائط العالم حقا .. و سوريا عنوان نهاية المشروع الامريكي . في سوريا تلخصت المواجهة ، و توضحت عناصرها و مكوناتها و بنياتها . يكفي ان ننتبه الى المفارقتين التاليتين .. 1- عندما يقتل في القنيطرة السورية ضابط اسرائيلي كان يشرف على غرفة عمليات لما يسمى الثورة ، مع ضابط اردني كبير و قيادات عليا في الجيش الحر الهجين من الاخوان ، و قياجيان بارزان في جبهة النصرة ملحقة تنظيم القاعدة الذي اعاد قائده الجولاني مبايعة ايمن الظواهري زعيم القاعدة .. يتوضح الحلف المعادي لسوريا . فماذا يعني ان ينقل الجرحى في هذه الحادثة للمستشفيات في صفد داخل اسرائيل و العاصمة عمان الاردنية ؟.. هنا تتوضح الصورة اكثر .. انه الحلف الامريكي الاسرائيلي الذي يقود مخابرات الاردن و كل دول البعير الخليجي و العثماني .. 2- و عندما يتقدم الجيش العراقي دون دعم من التحالف الدولي لتحرير تكريت تسانده قوى الحشد الشعبي و كل فصائل المقاومة تحت عنوان الرمز الجنرال قاسم سليماني ، بخضور حشد سني شكلته العشائر السنية في المنطقة .. انها الجمهورية الاسلامية الايرانية و حزب الله و سوريا و العراق المتحرر من الاستعمار الامريكي و روسيا و الصين و كل من يتناقض تناحريا مع المشروع الامريكي في العالم . عود على بدء ********** اليس من حقنا ان نسائل حركة التوحيد و الاصلاح عن الدواعي الحقيقية وراء هذا الاستعراض الفولكلوري في موضوع لا يقبل اللعب و لا الاستهتار ؟ و عن اي تشيع يتحدثون و اي شيعة يقصدون ؟ هل يعرف المغرب فعلا حالة شيعية نضجت حد الظاهرة بما يفرض كل هذا التهويل ؟ و لان النقاش العلمي مكانه العقل و الفكر و النفس المحاورة الهادئة ، هل يمكن لطرح الامر بهذه الصيغة ان يخدم موضوع الحوار ؟ ام الهدف فقط استثارة الغرائز و تجييش العواطف المتخلفة في افق انتخابي ليس اكثر ؟ اليس من العيب ان يناقش دكاترة و بوخبزات و طلابيين موضوعا بهذه الضخامة و القوة و الحساسية من خلال عنوان مشبوه .. التشيع ، الظاهرة ، المحاذير ، الوقاية ؟؟ أ و يعتقدون انهم يتكلمون في كيفية معالجة فيروس او باكتيريا متحكمة في الامراض السريعة الانتشار حيث في هذه المواضيع وحدها نتكلم بهذه الطريقة . الوقاية مم و كيف ؟ انها فعلا السفالة الادبية و الاخلاقية عندما يصر هؤلاء التوحيد و الاصلاحيون ان يكونوا اقزاما و صغارا بهذا الحجم ؟ الا يعلمون انهم يتكلمون عن عقيدة اكثر من اربع مئاة مليون مسلم فلم التسفيه لهذه الدرجة ام يريدون مغربا يمشي ذليلا في الركب الوهابي التركي السعودي ..فماذا انتجوا هم من فكر و مشروع مجتمعي و هم المتحكمون في حكومة المغرب غير التخلف و القهر و الفساد و الذل و التبعية و الالحاق للغرب و مواخير النفط الخليجي ؟ و لانهم كلما اثاروا موضوع التشيع في المغرب ربطوه بالمجوس و ايران اليست ايران شوكة العالم في حلق امريكا و كل دواعشها من المغري الى المشرق ، اليست ايران المطبخ الذي تحمى فيه كل اتفاقيات المنطقة المستقبلية على صفيح الملف النووي : اليست ايران صاحبت التكتنولوجيا المتقدمة و الصناعات الدقيقة المتقدمة رغم كل كل الحصار و سياسة الاكراه التي تحاط بها منذ 1979 و ثورة الخميني رحمة الله عليه ؟ اليست ايران من زودت حماس و الجهاد السنية بالصواريخ لتحدث توازنا في حرب الصهاينة على غزة فماذا قدمتم انتم ايها الاسلاميون لفلسطين و لغزة ظ ام انكم استحليتم ندوات الفنادق و كراسي البرلمانات و لا تتقنون فعل الجهاد الى في الخطب و الندوات و امام الشاشات ؟ نعم لقد اقتنع كل العالم ان المشروع السلفي مشروع ارهابي غير انساني و ستظلون في نظر الكل دواعش حتى و لو كنتم بدون لحية و تتزيون بربطات عنق و رائحة عطركم تفوح من قلب مكاتبكم المكيفة في حكومة المخزن المغربي الاسلامي جدا جدا حد امريكا . فماذا نحن فاعلون ؟ *************** يقول رب العالمين في سورة الفرقان .. وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً (64) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً (65) إِنَّهَا سَاءتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً (66) صدق الله العظيم
#سليمان_الهواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حكمت علي بالهيام
-
سميتك أنثى الكون
-
ميلاد القديسات
-
اجي نحكي ليك -1-
-
ان العفو في الحب سيد الخصال
-
أنا اللائذ بالطفوف
-
بيت الساحرات في الشعر المغربي
-
لا عيون تعانق عيوني
-
يسألونك عن التماثيل
-
يا زمردة العشق .. تعالي نمارس لعبة التشظي
-
مدينة عشق في شفتيك
-
غاري اكثر .. لاحبك اكثر
-
نحن اخترنا الوطن
-
زهراء .. أيتها الساكنة قلب الدمعة
-
هو ذاك حرف .. أم لهيب قلب
-
ما رأيت اذ رأيت .. و لكن العاشق رأى
-
هل هناك صراع مذهبي في المغرب ،، و من وراء الحملة على الشيعة
...
-
حرف موتور بالحب
-
عجل سيدي .. طال الغياب
-
يا فداء الله في المهج .. جودي
المزيد.....
-
أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن
...
-
-سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا
...
-
-الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل
...
-
صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
-
هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ
...
-
بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
-
مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ
...
-
الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم
...
-
البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
-
قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|