|
عن المرأه و المجتمع و الزواج ج 1
سامح سليمان
الحوار المتمدن-العدد: 4748 - 2015 / 3 / 14 - 17:25
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
1 _ إن قضية العلاقه بين المرأه و الرجل لها العديد من الأبعاد التراثيه الناتجه عن تراكم سنوات و سنوات من الجهل و التجهيل الممارس من القائمين على أدارة المجتمع و أتباعهم منذ تحول المجتمع من مجتمع أمومى ألى مجتمع أبوى فى مختلف مكوناته ، تتمثل فى تراث أجتماعى و تراث ثقافى مقروء و مسموع و تراث دينى و تراث سلوكى ، وللأسف كافة مؤسسات المجتمع بلا أدنى أستثناء فى مختلف العصور بلا أستثناء و فى كافة المجتمعات بلا أستثناء ، بدايةً بمؤسسة الأسره تسعى للأبقاء على كل ما سبق من تراث قمعى فاسد ملوث فاجر و عاهر فكرياً و سلوكياً بهدف الحفاظ على مواقعهم و مصالحهم و مكتسباتهم ، ولا أستثنى فى ذلك من يصفق لهم كتاب و مثقفى المؤسسات و يدعوهم الأعلام بالرواد و المفكرين الكبار ، أذا ما بحثت فى مؤلفاتهم و أحاديثهم بتدقيق ستجد الكثير من العفن و الروث الفكرى و القيم العنصريه المتخلفه الغبيه البلهاء ، بل و حتى العلماء لا يتحدث أى فرد منهم عن عدم تدريس نظرية داروين أهم النظريات العلميه فى العصر الحديث و رفضهم التحدث عن الأعضاء الجنسيه بنفس أسمها العلمى و أستخدام مصطلح ذو مدلول و هو الأعضاء التناسليه ،للتأكيد أن الهدف من الجنس هو التناسل _ هذا بالطبع مفهوم ضار جداااً على كافة الأصعده _ لسيادة قيم و ثقافة و سيكولوجية القبيله و أهمها هو الحرص على التزايد المستمر لأعداد الأتباع حتى و إن كانوا نتاج إنجاب عشوائى لأبوين غير مؤهلين . نحن بحاجه شديده إلى ثوره معرفيه تقتلع ما هو سائد من منظومه فاسده لتستبدلها بمنظومه جديده،منظومه قائمه على العداله والحريه،منظومه ذات وجود فعلى حقيقى. 2 _ يجب تحرير الرجل و المرأه كلاهما على التوازى و ليس على التوالى ، أن أحدهما لن يتحرر إلا بتحرير الأخر ، المؤسسات النسويه _ البعض و ليس الجميع _ تركز فقط على تحرير المرأه لأسباب بعضها عنصرى و بعضها أقتصادى للحصول على المزيد من الدعم و التبرعات ، فهى لا تريد حدوث تحرير حقيقى للمجتمع فهذا يعنى نقص الدعم المالى و الشهره والشعبيه ، فى مجتمعاتنا كلما كنت مزايداً متشدداً متعصباً عنصرياً بذئ اللسان داعياً للكراهيه كلما كنت أكثر شعبيه وقدره على أجتذاب الأتباع فى مجتمع تسوده ثقافة و قيم القبيله و العصبه 3 _ مؤسسة الزواج بشكلها الحالى فى مختلف المجتمعات هى مؤسسه نفعيه قبليه خصوصاً فى مجتمعاتنا لعدم وجود قوانين عادله صحيه و بسبب أن الزواج السائد فى مجتمعاتنا هو زواج دينى و ليس مدنى و يشترط أتحاد الديانه _ رغماً عن عدم وجود نص قطعى يفيد بحتميه أتحاد الديانه بين المتزوجين و لكن المفسرين أنطلاقاً من قيم أقصائيه عنصريه و طمعاً فى أزدياد أعداد المنتمين لقبيلتهم ، و يؤكد ذلك أنه عندما يتحدث أى شخص عن الزواج بين مختلفى الديانات يصرخ أبناء كل ديانه و موظفى مؤسساتها الدينيه بالسؤال التالى : و ماذا ستكون ديانة الأبناء ؟ ، أدعوا كذباً و زوراً أن الدين يشترط ذلك ، و للأسف أطاعهم الكثيرين كالأنعام لسيادة روح القطيع بسبب فساد و بشاعة كافة المؤسسات التعليميه و الأعلاميه بأنواعها و لم يتأكدوا من صواب تفاسيرهم _ و يفرض جبراً أنتساب الأبناء منذ لحظة ولادتهم إلى ديانة الوالدين ، و التسميه فى الأوراق الشخصيه خاصةً بطاقة الهويه بأسم الأب ثم التسلسل التالى : الجد و أبو الجد و منع التسميه بأسم الأم _ إن تشريع و دعم و حماية الزواج المدنى بين متحدى الديانه و مختلفى الديانه هو أعلاء لقيم الحريه الشخصيه و الحب و المواطنه و بداية الأنتقال من ثقافة و سيكولوجية القبيله و الدوله الدينيه إلى ثقافة و سيكولوجية الوطن و الدوله المدنيه _ إن العالم بأكمله حتى فى أوروبا لم يصل إلى مرحلة النضج المتمثل فى الوصول إلى قيم الإنسانيه الكامله المتمثله فى العداله و الحريه و تحقيق أقصى جوده للحياه ، و تقديس السعى نحو المعرفه و نحو الحب لأن الحب وجود و الوجود معرفه،المرأه للأسف فى الغرب أنتقلت بدرجةً ما من مرحلة العبوديه و التغطيه و العزل و القمع إلى التسليع ، و هذا ما نلاحظه فى السينما و الأعلان و الأعلام و هذا ما دفع بعض المؤسسات النسويه _ كرد فعل _ المهتمات بسينما البورنو ( الأفلام الجنسيه ) الى تقديم أفلام جنسيه برؤيه أنثويه تقدم ما يسعد المرأه من ممارسات. و أنا لست ضد ذلك على ألأطلاق لما له من عظيم الفائده على مختلف الأبعاد و لكن بشرط أن يتم فى أطار علمى أكاديمى تثقيفى و ليس فى أطار سلعى تجارى ، قضية المرأه ليست جنسيه فقط فهى قضية الحياه منذ نشأتها لأن المرأه هى روح الحياه .
#سامح_سليمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من أقوال سامح سليمان ج 4
-
أسئله و ردود حول الثقافه و القضيه الكرديه ج 2
-
هكذا تحدث المثقفين عن الثقافه العربيه ج 1
-
أسئله و ردود حول الثقافه و القضيه الكرديه ج 1
-
مقتطفات من حوارات هامه ج 1
-
المرأه و قضاياها فى عيون المفكرين العرب ج 2
-
سؤال و أجابه حول مفهوم العهر
-
المرأه و قضاياها فى عيون المفكرين العرب ج 1
-
الثورات العربيه فى عيون الأدباء و المفكرين العرب 3
-
الثورات العربيه فى عيون الأدباء و المفكرين العرب 2
-
الثورات العربيه كما يراها الأدباء و المفكرون ج 1
-
سامح سليمان يحاور الشاعر لقمان محمود ج 1
-
سامح سليمان يحاور الشاعر لقمان محمود ج 2
-
سامح سليمان يحاور الشاعر لقمان محمود
-
سامح سليمان يحاور الأديبه السوريه ماريا كبابه
-
سامح سليمان يحاور الشاعر المصرى الشريف منجود ج 2
-
سامح سليمان يحاور الشاعر المصرى الشريف منجود ج 1
-
سامح سليمان يحاور الشاعر المعرفى ثائر أيوب ج 2
-
سامح سليمان يحاور الشاعر المعرفى ثائر أيوب ج 1
-
سامح سليمان يحاور الكاتب المصرى باهر عادل
المزيد.....
-
قناة الأطفال المفضلة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة 2024 الجد
...
-
المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مباني يستخدمها جنود الاحت
...
-
ايران تطلق سراح سجين نمساوي انطلاقا من الرأفة الاسلامية
-
المقاومة الإسلامية في العراق تعلن قصف هدف في غور الأردن بفلس
...
-
“خلي أطفالك يبسطوا” اضبط الآن تردد قناة طيور الجنة 2024 الجد
...
-
مصر.. الإفتاء تحسم جدل قراءة القرآن بالآلات الموسيقية والترن
...
-
المقاومة الإسلامية في لبنان تقصف موقع بياض بليدا بالمدفعية
-
المقاومة الإسلامية في لبنان تقصف ثكنة راموت نفتالي بصواريخ ا
...
-
فرح أطفالك ونزل طيور الجنة…تردد قناة طيور الجنة الجديد على ا
...
-
المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف موقع السماقة في تلال كفرش
...
المزيد.....
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
-
جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب
/ جدو جبريل
المزيد.....
|