أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هادي بن رمضان - محاولات طفل لفهم الله














المزيد.....

محاولات طفل لفهم الله


هادي بن رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 4748 - 2015 / 3 / 14 - 12:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أحيانا أعيد قراءة ايات القران , وكأني قرأتها أول مرة ... سجع ركيك وكلمات بلا معنى وأحداث لا تتلائم مع كائن مطلق الصفات . خروج شامل على المنطق وتحطيم للعقل ... بعض الايات رائعة جدا مؤلفها لا يمكن أن يكون إلا عبقريا مهما كانت الأسباب التي تقف خلف عبقريته .. وايات أخرى تصيبني بالحرج لأني صدقتها يوما وامنت بها !

محاولاتي الأولى كطفل لفهم الله كانت مع البحث عن أجوبة لثلاث معضلات .. معضلة الإرهاب والشر والدعاء .

* معضلة الإرهاب وما يحمله الدين من إرهاب وإعتداء على الإنسان بلا سبب منطقي/مادي بل لمجرد الإيمان والكفر . تجاوزها كان سهلا , كما يفعل الجميع بالتملص من السنة والتاريخ والصحابة وإخراج القران من سياقه التاريخي لإعادة تفسيره كما نريد وبنسب كل الشرور والخرافة إلى إنقلاب بني أمية ومعاوية وقد يصل الأمر أحيانا مع كل من سار في هذا الطريق إلى حد تأليه علي بن أبي طالب . لم يصمد هذا الجواب كثيرا وإنهار فور الإطلاع على التاريخ وطبيعة المجتمعات الإسلامية .. تاريخ مليء بالإرهاب والكره والطائفية وعوامل أخرى لدرجة تستحيل معها كل محاولات الإصلاح ... الإصلاح الديني لا مكان له اليوم إلا في الزوايا المغلقة بين المثقفين وأروقة الانترنت . بينما في العالم الحقيقي تستمر عجلة الإرهاب والرجعية بالعمل وسحق كل شيء تقف خلفها أعداد هائلة من الظروف التاريخية والإقتصادية والنفسية وما يتعلق بالطبيعة البشرية ما يجعل أي خطاب إصلاحي محدود الإنتشار . هكذا كان بالنسبة لي كقراني .. أن التاريخ الديني مليء بالخروج على القيم الدينية التي جاء بها الإسلام -كما كنت أفهمه- .. وأنه تسبب في قدر هائل من المعاناة يكاد يستحيل تجاوزها أو التخلص منها وبذلك سقطت صفات الحكمة والرحمة عن الله .. يمكن تلخيص هذا في أن " حجم الشر الهائل الذي جاء به الدين يتنافى مع صفات الله كما يقدم نفسه " طبعا من منظور قراني لأن ما أراه كشر وما يراه اخرون حينها كشر يراه الأصوليون خيرا محضا وعدلا ومجرد تنفيذ للأوامر الإلهية .

* معضلة الشر .. أنهكت الاهوتيين لقرون وقدموا أجوبتهم لدحضها ولنا أجوبتنا ... إستولت على كل تفكيري مع عبد الله القصيمي وأسلوبه الأدبي المليء بالتكرار وهجاء الالهة والوجود والكون والإنسان .

* معضلة الدعاء .. كانت من أولى محاولاتي لفهم الله ... محاولة لإستنتاج خوارزمية يعمل بها عقل الله تجعل من الدعاء كأي برمجة تتجاوب مع أوامر وطلبات محددة .. بدل الصيغة الغامضة التي يقدمها الدين والتي تفرض علينا الدعاء بمفاهيمه الغيبية التي لا يمكن من خلالها فهم الدعاء وقدرته ونجاعته في العمل وتوقع نتائجه ... ما فشلت فيه لسبب بسيط وهو أن الدعاء بلا معنى ولا فاعلية وعرضه على معطيات عالمنا المادي يجعل منه أسخف إبتكارات الدين بلا منازع لأسباب طويلة جدا ... حتى دون أن ننفي وجود الله .

من بين الأحداث التي مررت بها وهي على علاقة بالدعاء والإقتباس اخر النص , يوم أصيبت قريبتي بالسرطان .. كان ذلك في اخر أسابيع إيماني ودفع بي للبكاء والدعاء دون إنقطاع كما يفعل كل المتدينيين في تعاملهم مع المصائب , كانت حينها شكوكي في ذروتها ومع ذلك لم يكن لي خيار اخر .. نجت هي من السرطان .. وكما يفعل المتدينون أيضا كنت سأنطلق في نوبات التمجيد والثناء والحمد .. لم أفعل ذلك عندما سمعت بخبر نجاتها لأنها كانت ستعرض على فحوصات أخرى قد تحمل أخبارا سيئة .. ترددت في الحمد .. كان يجب أن أنتظر النتائج النهائية للفحوصات ! هذا التصرف أراه اليوم مجرد هذيان .. ببساطة لم أكن أثق في الله ولا في الدعاء ولم أعترف بذلك لأني الدين قد إستغبى إدراكي للأشياء ... الدعاء لم يكن يعمل ... العلم فقط كان من يعمل والأطباء ... والدعاء سيكون -مستجابا- بقدر تنامي المعرفة البشرية وجودة الخدمات الصحية وأعداد الناجين في كل البلدان تتوافق مع جودة الخدمات التي تقدمها تلك البلدان .

هذه المعضلات الثلاث لا بد أن يكون قد مر بها كل -مبتدأ- , حاولت تلخصيها بكثافة لأن عرضها بشكل مفصل يحتاج للكثير من الإطالة ...

" قرأت كتابا لنيتشه يقول فيه أن الدين يستغبي الإدراك, وأنا أرى كلامه صحيحا ."

المقولة ل "بوبي فيشر" .. أعظم لاعبي الشطرنج في التاريخ والذي تفوق على الالة السوفياتية لوحده عندما كانت تسيطر على الشطرنج .



#هادي_بن_رمضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسلمون والإرهاب - تعليقا على الحادثة الأخيرة بأمريكا
- شبهات ضد الإلحاد والمادية : القتل
- معضلة المقدس : كيف يحول المتدينون كوكبنا إلى جحيم
- سلسلة -كيف يتحول الدين إلى شر ؟- : مقدمة
- المسلمون بالغرب : كومة من الإرهاب والعقد النفسية
- مقالات أتراجع عنها
- تعليق سريع عن اللغة والدين
- ضلالات العلمانيين العرب !
- عزيزي المسلم المعتدل
- -ملالا يوسف زي- تنتصر على طالبان
- المسلمون إرهابيون .. صدق بيل ماهر وكذب بن أفليك !
- هل يجوز تهنئة المسلمين بأعيادهم ؟
- حزب الله كتنظيم إرهابي
- -أمجد القورشة- يهاجم الملحدين والادينيين العرب !
- المادية تتحدى -1-
- لماذا التشاؤم العدمي ؟
- الرد على أشهر الحجج ضد نظرية التطور : التعقيد غير القابل للإ ...
- إعلام المسلمين بالنذير
- المرأة بين الدين والإلحاد
- تهافت الإعجازيين في تفسير القران !


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هادي بن رمضان - محاولات طفل لفهم الله