أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد سعده - رقية وعثمان














المزيد.....

رقية وعثمان


أحمد سعده
(أيمï آïم)


الحوار المتمدن-العدد: 4748 - 2015 / 3 / 14 - 12:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الكل يعرفها جميلة، رقيقة، راقية، مبتسمة.. وتلك مواصفات نادرا ما تجتمع في فتاة تعيش في ظل بيئة بدوية قبلية خشنة شديدة الحرارة..

تزوجت من ابن عمها عتبة ابن أبي لهب.. وبعد البعثة أراد أبولهب أن يكسر قلب الرسول، فأجبر ابنه عتبة على تطليقها قبل أن يدخل بها.. وعادت "رقية بنت الرسول" إلى بيت أبيها مطلقة..

تقدم لخطبتها ذلك الشاب الغني الوسيم الكريم العفيف. ووافقت عليه عن حب وكرامة.. تزوجها وهو يعلم أن أهله سيغضبون عليه، ولن يشاركوه فرحته.. وأصبح "عثمان ورقية" أجمل وأشهر زوجان متناسقان يعيشان في محبة وسعادة وسلام.. يعرفهما الجميع ويتحدثون عن جمالهما... (حاجة كده زي برادبيت وأنجلينا دلوقت).

وحينما أرسل الرسول "أسامة بن زيد" بقطع من اللحم إلى بيت عثمان ورقية. سأله بعد عودته: "هل نظرت لهما يا أسامة؟" . أجاب نعم.. سأله مرة أخرى وهو متلهف ومبتسم: "هل رأيت زوجا أحسن منهما؟" . أجاب: لا..

تلك هي المسئولية والمشاعر الإنسانية التي يشعر بها أي أب تجاه بناته حتى لو كان الرسول.. فالرسول كان ككل آباء هذا العصر يفتخر بابنته وبجمالها، بعيدا عن ذلك الهوس المنحط الذي يتعامل مع كل ما هو مؤنث باعتباره مثيرا للغرائز والشهوات..

ولما اشتد الأذى على المسلمين، أمر النبي "عثمان ورقية" بالهجرة إلى الحبشة.. وهناك على هذه الأرض الجبلية الوعرة، حملت رقية وأسقطت جنينها الأول.. ومرضت، واشتد شوقها وحنينها لأبيها وأمها وأرضها وأخوتها، وكان عثمان من يخفف عنها آلامها ويرعاها ويعتني بها ويحنو عليها، وحملت ثانية ووضعت ولدا أسمياه عبدالله..

وبعد هجرة المسلمين للمدينة، عاد "عثمان ورقية" ليهاجرا للمدينة ومعهما طفلهما.. لكن للأسف لم تجد رقية أمها "خديجة ".. وبكت بكاءا شديدا وسألت أين أمي؟.. لقد ماتت أمك يارقية بعد الحصار في شعب أبي طالب بعد ثلاث سنوات من الظلم والعذاب...

هنا في المدينة حيث الأوبئة والأمراض، استقرت "رقية" مع زوجها عثمان بعد غربة في الحبشة فقدت خلالها جنينها، وماتت أمها.. لتتوالى عليها النكبات.. وكان ما يخفف عنها هو طفلها الذي أخذ ينمو ويكبر أمام أعينها في سعادة، وما أن أتم ست سنوات حتى مات هو الآخر بعد أن نقره "ديك" في عينه.. لتنتقل "رقية" من بلاء إلى ابتلاء..

مرضت "رقية" الجميلة الرقيقة لوفاة ابنها، وإشتد عليها المرض، وحزن الرسول كثيرا لحزنها.. وكالعادة كان "عثمان" هو طبيبها..

في تلك الأثناء كان الصدام العسكري الوشيك بين المسلمين وقريش قد بلغ مداه.. المسلمون عددهم لا يتجاوز 300 محارب، وقريش أعدادهم تتخطى الألف رجل.. نسبة النصر للمسلمين ضئيلة..

الرسول كان بحاجة لكل رجل في هذه المعركة الحاسمة المرتقبة.. إنها حرب تحديد المصير.. نكون أو لا نكون .. إنها في تقديري أهم معركة في تاريخ المسلمين.. الصحابة في ارتباك بسب أعدادهم، والرسول ينظر للسماء ويدعو الله بقلق بالغ: "إن تُهزم هذه الفئة، لن تُعبد في هذه الأرض بعد اليوم.!"

خرج الرسول متجها إلى بدر، بعد أن خسر جهود "عثمان" كواحد من أهم محاربيه ورجاله، وسمح له أن يجاور "رقية" في مرضها..

وبينما يخوض الرسول حرب تقرير وجود ضد قريش، اشتد المرض على رقية حتى فاضت روحها إلى الله.. ماتت تلك الصغيرة البريئة في الثانية والعشرين من عمرها.. ماتت رقية بين يدي زوجها وحبيبها "عثمان"..

لقد آن لك الآن أن تستريحي يا رقية، وتلتقي بأمكِ وولديكِ.. آن لكِ أن تستريحي من عناء الدنيا ونصبها وتعبها..

عاد الرسول من بدر منتصرا، ومشتاقا لرؤية إبنته رقية.. ليجدها قد فارقت الحياة وعلى وجهها ابتسامة رضا أبدية، وفي عيني "عثمان" أحزانا ودموعا لا تجف.. لكن عند الله تجتمع الأحبة يا رسول الله..

تلك قصة رومانسية حقيقية لن تراها في أفلام الدراما التركية..

فنحن لسنا بهذا الحد من البشاعة والفظاعة يا دواعش هذا العصر..
فقط لم نقرأ التاريخ كما ينبغي..



#أحمد_سعده (هاشتاغ)       أيمï_آïم#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلى ضائعة
- عن الوحدة
- عن الإنتحار
- دين الحب
- الحب آخر ما تبقى من أمل
- عم سعيد ليس سعيدا.
- الحل الأمني لا يكفي للقضاء على التطرف!
- الأشياء ليست دائما كما تبدو!
- طفلة وشيكولاتة
- الرسول وشارلي إيبدو.
- قصة رواية غيرت التاريخ
- صديقتي الألمانية والدين والسياسة.
- الإسلام يضطهد المرأة!
- عنصرية النشيد الوطني الجزائري
- إمرأة غيرت التاريخ
- دفاعا عن الإسلام
- تياترو مصر
- المرأة والجنس والرجل الشرقي
- الكريسماس ومتعة السفر
- بائعة الجزر


المزيد.....




- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد سعده - رقية وعثمان