توفيق الحاج
الحوار المتمدن-العدد: 1323 - 2005 / 9 / 20 - 08:17
المحور:
القضية الفلسطينية
أيها الاسرائيليون..
الان تغادرون غزة..وتغلقون دونها الابواب
الان تنزاح عن صدورنا دباباتكم..وجرافاتكم..وثكناتكم ومكعباتكم الاسمنتية واسلاككم الشائكة.
الان تتوارى عن عيوننا فوهات بنادقكم ..وتتوقف ولو مؤقتا عجلة الاذلال اليومي عبر حواجزكم..ومعابركم
نصحو اليوم..وبعد ليل امتد 38 عاما لنستعيد حواسنا ..نرى ونسمع ونشم ونلمس ونتذوق طعما جديدا للحياة
نتنفس للمرة الاولى هواء نقيا لم يتلوث بدخان الغزاة..ونهز اكتافنا للمرة الاولى دون وطأة العناء
ايها الاسرائيليون..
لم نكرهكم..بقدر ماكرهنا احتلالكم.. وقهركم
لم نكرهكم بقدر ماكرهنا سلاحكم الذي استباح دم ابنائنا واحلامهم الطرية الندية وفتك بوجودنا مافتك.
ايها الاسرائيليون..
أخذتم ماشئتم من دمنا..ورملنا ومائنا
أخذتم ماشئتم من حزننا واحلامنا واعصابنا
أخذتم كل شىء ولم تبقوا لنا في الذاكرة الا الالم ..فاخرجوا من وقتنا باسم ماتبقى من تشابه بشري بيننا
اخرجو من كوابيس اطفالنا وكأبة الطرقات والبيوت والسهول التي تمزقت بانياب فولاذكم
اخرجوا من سمائنا..ومن معابرنا..ومن مطاراتنا
أعيدوا لنا رجاء بسمة الامهات.. ورقة الاغنيات التي سرقتموهاعند أول حوار على شرف الصفوة..النخبة.. المطبعين
ايها الاسرائيليون..
قدماي في غزة وعيوني الى القدس..
جسدي في خانيونس وقليى معلق برام الله
رئتاي تلهوان بنسائم العصر في رفح ولغتي تسبح في برزخ جنين القاني
ايها الاسرائيليون..
فرحة هذا الصباح لم تنسني ثانية تلقائية خلاياي في الهجوع على تلة بين يبنا وبيت شيت.
تريدون لى مايكفي لقبر وانا أريد لاطفالي مايكفي لوطن..!!
تريدون لي ان انكفىء على حزن الجنوب وانا اريد أعود الى مسقط رأس في فرحةالشمال ..!!
ايها الاسرائيليون..
متى تدركون بشاعة مافعلتم بي..
اقتلعتم جذوري..ولم يكن لابي وامي وجدي ربع فرصة البكاء التي منحت لمستوطن روسى في جنة كفار داروم ..
جدي قتل في مخيم شاتيلا وابقى معي مفتاح بيته وشلومو مات جده في وارسو..و لكنه دخل بيت جدي بلا مفتاح..!!
حرمتموني واطفالي من ان نكون بشرا..نحس بمتعة الحياة
لم تبقوا لنا يوما مضى دون مذبحة..ولم تتركوا لنا فضاء ات دون جدار ولم تدعوا لنا زهرة الا وصلبها سجان ..!!
ايها الاسرائيليون..
لقد استعبدتم هدأتنا وفتكتم برؤانا واستحللتم أمانينا وهتكتم أخيلتنا فماذا تبقى لكم كى تغادروا..؟!!
ايها الاسرائيليون ..
اسمعوا جيدا طفلي الصغير وهو يهمس لاخيه الاكبر
محمد..راح الغول..يللا نلعب..!!
#توفيق_الحاج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟