|
الفساد..وباء أشاعه المالكي وابتلى به العبادي!
قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)
الحوار المتمدن-العدد: 4748 - 2015 / 3 / 14 - 10:18
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
(لمناسبة الدعوة الى قيام تظاهرات ضد الفساد في 14آذار الجاري)
تستخدم مفردة (الوباء) حين ينتشر بين الناس مرض يفتك بهم ويصعب السيطرة عليه كالذي حصل للعراقيين في اربعينيات القرن الماضي حين فتكت بهم الكوليرا وأرّخوها شعبيا بأن اطلقوا عليها (سنة ابو زوعه).والمفارقة ان الوباء في انتشار الأمراض صار يمكن القضاء عليه بابتكار المضادات التي تقتل جرثومته فيما الوباء في الظواهر الاجتماعية المنافية للدين والقيم والاخلاق لا يمكن السيطرة عليه اذا سكتت عنه الحكومة او كانت متورطة به، واذا عجز الناس عن ايقافه او تقبلوه باعتباره صار واقع حال..في نظام ديمقراطي! وما يجعل المواطن (يلطم على رأسه) ان المرجعية الموقرة تقر بوجود الفساد بتصريح ممثليها علنا في خطب الجمعة بان في الحكومة (السابقة) لصوصا وحيتانا،وان الحكومة نفسها تعترف بوجوده،والكتل السياسية المختلفة على كل شيء تتفق هنا على ان الفساد موجود..والناس بحت اصواتهم من المطالبة بالقضاء عليه..وما من مستجيب،وافتضح امر العراق عالميا ووضعته التقارير ثاني افسد دولة عربية ورابعها عالميا..والأمور تجري بما يشبه مسرحية هزلية او كوميديا سوداء من نوع شرّ البلية ما يضحك..حدث احد مشاهدها في شباط( 2011) يوم هتف الناس في ساحة التحرير (نواب الشعب كلهم حرامية) وطالبوا الحكومة بمحاسبة الفاسدين فردت عليهم (الحكومة) بضربهم، وحين شعرت بخطرهم سدت جسر الجمهورية المؤدي الى المنطقة الخضراء بالدبابات..والآن يعود ممثلو الجماهير من المثقفين الموجوعة قلوبهم بتنظيم مظاهرة في ساحة التحرير يوم( 14 آذار 2015) بتكرار نفس الطلب مضافا له طلبا أجرأ..ان تتظاهر الحكومة داخل المنطقة الخضراء ان تعّذر على رئيسها الوصول الى ساحة التحرير!!. يا آلهي..قرأنا في الأدب السوريالي ومسرحيات اللامعقول فما وجدنا غرابة وسخرية وكوميديا فجائعية كالتي تصدمنا مشاهد مسرحية الفساد في عراق النظام الديمقراطي!..آخرها ان نطلب من الحكومة بان تتظاهر ضد نفسها!.ولا تستغربوا..فقد يظهر رئيس الحكومة رافعا بنفسه لافته مكتوبا عليها(الموت للفساد)..وقد ترفعه الناس على الأكتاف،وحين تنفض التظاهرة ويودعونه بوجوه مستبشره وبمدح عراقي (من هذا اليعجبك!)..ويعود ليجلس على كرسي رئاسة الوزارة، فأنه لن يجرؤ على احالة احد (حوت) واحد الى القضاء..لأن لحظتها (سيصيح) صوت في رأسه (ان فعلتها ياحيدر العبادي فياويل حزبك من الفضيحة)..وكان هذا الصوت قد اسمع علنا بلسان سلفه نوري المالكي :(لديّ ملفات فساد لو كشفتها لانقلب عاليها سافلها)..ولم يكشفها لأن الحيتان موجودة في كل الكتل خمطوا المليارات بالأطنان..ولم يستطع خلفه العبادي صيد حوت واحد برغم انه اعطى وعدا والتزاما بصيد كل الحيتان..فابتلى بوباء اشاعه سلفه و(رفيق دولة قانونه) ،وصدقونا..لن يستطع الا ان يغادر حزبه ويكون الناس حزبه وظهيره..وتلك نصيحة قدمناها له قبل ثلاثة اشهر بعنوان (افعلها تدخل التاريخ)..وما فعلها. الحقيقة كنا شخصّناها عام( 2009 ) بعد ان لاحظنا شيوع الفساد وصغناها في حينه بما يشبه النظرية (او قانون اجتماعي) هو: (اذا زاد عدد الافراد الذين يمارسون تصرّفا يعدّ خزيا، وتساهل القانون في محاسبة مرتكبيه،وعجز الناس عن ايقافه او وجدوا له تبريرا، تحول الى ظاهرة ولم يعد خزيا كما كان). الفساد ،ياسادة،يشبه المرض..فكما ان المرض ينشأ خفيا ثم تبدأ اعراضه بالظهور،فان لم يعالج في حينه تضخمت هذه الاعراض واصبحت عصية على العلاج..كذلك الفساد في العراق الذي ظهرت اعراضه قبل ثلاثة عقود وتضخمت بعد التغيير..وكان الاحتلال احد اهم عناصرها لأنه اوصل المسؤول العراقي الى حوار داخلي تبريري مع نفسه:(ما دام المحتل ينهب العراق وليس له من رادع..فلماذا لا انهب انا وطني!)..فضلا عن ان امريكا حمت وزراء ومسؤولين عراقين كبار نهبوا المليارات ويعيشون الآن فيها مرفهّين! الحقيقة التي تبدو غائبة عن كثيرين،ان الفساد في زمن النظام الدكتاتوري تكون الحكومة او رئيس النظام هو المسؤول الآول عنه ،فيما الفساد في النظام الديمقراطي يكون المسؤول الاول عنه هو..الناس،لأنهم هم الذين انتخبوا اعضاء برلمان معظمهم يسيل لعابهم على الدولار،وتحديدا..من يوم جاءوا ببرلمان (2005) الذي التف على مبدأ الحلال والحرام وطرحه ارضا (بشرعنة قانونية)..افضى ،بعد ان توسع في مؤسسات الدولة، الى توليد انطباع عام لدى الناس هو ان الحكومة غير جادة في محاربة الفساد بنوعيه اللاقانوني و(المشرعن)..المتمثل بتخصص رواتب ضخمة وامتيازات خيالية للرئاسات الثلاث واعضاء البرلمان والحمايات بمعدل( 30) عنصرا لكل مسؤؤل و و..وآخرها الفضائيون (الموظفون الوهميون) بعشرات الالاف. ايها المثقفون المفجوعة قلوبهم على وطنهم وأهلهم..نبارك لكم تظاهراتكم،بما فيها دعوتكم الحكومة الى ان تتضامن معكم وتتظاهر داخل المنطقة الخضراء!.ولا تصابوا بالاحباط ان خذلكم من تراهنوا عليه او عليهم..ولكن اعلموا ان الذي يقضي على الفساد في العراق هو احياء الشعور بالانتماء الى العراق وايقاظ الوعي الانتخابي من مخدّر الطائفية..الذي يضمن لكم استرداد ثروة الوطن من الحيتان..حتى الذين في اميركا.
#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)
Qassim_Hussein_Salih#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تحية للمراة العراقية في يومها العالمي
-
العنف ضد المرأة تحليل سيكولوجي
-
المعلم العراقي في ثلاثة ازمان
-
في العراق عالمان..أخضر وأحمر!
-
العراق..هو عيد الحب!
-
الأسوأ قد حصل ..فما الي ينتظرنا؟!
-
غياب رجل الدولة في العراق
-
حرب الأنبياء..معارك دماء اشعلتها شارلي - مناقشة سيكولوجية (2
...
-
حرب الأنبياء..معارك دماء اشعلتها شارلي - مناقشة فلسفية (1-2)
-
فاتن حمامه وسعاد حسني..الضد وضده النوعي
-
واقعة شارلي ايبدو الفرنسية..مداخلة للدكتور رياض عبد
-
واقعة شارلي ايبدو الفرنسية..تحليل سيكوبولتك
-
كتابات ساخرة..حكايتي مع الستوته!
-
مؤسسة الفكر العربي..انجاز رائد
-
الصباح تحتفي ب(حذار من اليأس)
-
حكومات وبرلمانات ديمقراطية..تنهب شعبها!
-
ازمة العقل العربي المعاصر
-
الشخصية السياسية العراقية - دراسة تحليلية (3 -3)
-
الشخصية السياسية العراقية - دراسة تحليلية (2 -3)
-
الشخصية السياسية العراقية - دراسة تحليلية (1 -3)
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|