أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ميثم الجنابي - هادي العلوي: المثقفية او القيمة الابدية للمثقف 7 من 11














المزيد.....

هادي العلوي: المثقفية او القيمة الابدية للمثقف 7 من 11


ميثم الجنابي
(Maythem Al-janabi)


الحوار المتمدن-العدد: 1323 - 2005 / 9 / 20 - 11:01
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إن المقصود بالمثقفية في فكر العلوي ومواقفه هي الصيغة المكثفة لحقيقة المعارضة بوصفها منظومة متكاملة من العلم والعمل في مواجهة طغيان السلطة أو انحرافها عن مبادئ العدل والمساواة والشرعية. من هنا اعتباره إياها شرطا لتأسيس روح المعارضة عند المثقف. ومضمونها في نظره يقوم في التحرر من رق الاغيار. وهي عبارة وفكرة صوفية من حيث وظيفتها ومذاقها في طريق ما أطلقوا عليه عبارة "الارتقاء من الخلق إلى الحق والرجوع من الحق إلى الخلق". بمعنى التحرر من كل ما يخضع ويقهر الروح لمتطلبات الجسد العابرة، والعمل بكل ما يؤسر القلب في طلب الحق. وهو مضمون الفكرة الصوفية عن حقيقة الإرادة. بينما سعى هادي العلوي إلى توظيفها بمعايير الرؤية العملية السياسية المتربية في تقاليد الشيوعية والتشيع، بوصفها قوة وجدانية خالصة. لهذا نراه يرمي جانبا "عالم الدين" و"عالم الطبيعة" على ضفاف الحركة الاجتماعية السياسية للحقيقية، اعتقادا منه بأنهما كلاهما يشتركان في إضعاف الوعي الاجتماعي ويشجعانه على الميل صوب المادية الصرف المقاربة للحسية المبتذلة.
بينما تفترض المثقفية أن يكون حكمها في علم المثقف وعمله هو التروحن بعلاقة مزدوجة مع الروح الكونية (الباري، الحق، التاو)، ومع الخلق (الناس) في آن واحد، أي توليف العلاقة بين المطلق والعابر، التاريخ والوعي، الحق والحقيقة، والله والناس في الأفعال والأقوال. وهو توليف قادر على جعل المثقف متمسكا بمثقفيته، ومن ثم اكتسابه للطاقة الاستثنائية التي تضعه في مواجهة السلطات الثلاث، وهي سلطة الدولة والدين والمال.
وهي فكرة وجد نموذجها المثالي في شخصية المعري التي كرّس له في آخر حياته الكثير من وقته وجهوده، كما نراها في بلورة معالم ما اسماه بالمثقف الكوني والقطباني وإبراز نموذجه في مواجهة السلطات الثلاث الآنفة الذكر من خلال التقديم والجمع للزومياته. وهو اهتمام يشير بدوره إلى انعكاس كل منهما في الآخر. وليس مصادفة أن يعتز العلوي أيما اعتزاز في أن يقول بأنه سليل الرافدين عندما يتعلق الأمر بالعراق، ويوقع مقالاته بساكن معرة النعمان حالما يكتب من الشام. وهي علاقة تؤكد في مستواها الوجودي على ما دعاه بروح الكونية أو ما دعته المتصوفة بسلسلة المشيخة، بوصفها الحلقة التي توّحد في ذات المرء عوالم الملك والملكوت في جبروت الإرادة الساعية لإحقاق ما تراه حقا في الأقوال والأحوال والأعمال. وليس مصادفة أن يروي العلوي عن نفسه قصة "مشروع" حصوله على جواز سفر (عراقي) من السفارة العراقية في بكين. لقد حاول في سلوكه تجاه قضية جزئية وعابرة أن يتمثل بصورة نموذجية، ما كانت تفعله المتصوفة في مواقفها من كل شيء. بمعنى ضرورة التحرر من رق الاغيار والعمل بوجدان الأحوال الصادقة، والذي وضعوه بعبارة العمل بالحق للحق. بينما جسّدها هادي العلوي أساسا في موقفه من السلطة. لهذا اعتبر انه لا يجوز للمثقف اخذ شيء من الدولة إلا على جهة الغصب. لهذا رفض استلام جواز سفر من السفارة العراقية في بكين إلا في حال سرقته منها بالسطو عليها أو مقابل رشوة يرشو بها أحد الموظفين، بمعنى أن يحصل عليه أما بقوته أو بنقوده، انطلاقا من يقينه بان الدولة الفاسدة شر مطلق.
لقد أعتقد العلوي بأن اكتمال مثقفية المثقف تضعه بالضرورة في خلاف مع السلطة، بل أنها تقطعه معها بإطلاق. لهذا رفع شعار "معارضة الدولة والعيش من عمل اليد" إلى مصاف الشرط الأكبر للمثقفية من اجل بلوغ ما دعاه بثقافة المعارضة لا ثقافة السلطة. وهي فكرة جعلته يتثقف في المواقف أيضا. إذ حاول متتبعا خطى المتصوفة، وضع معايير وقواعد للسلوك العملي الفردي من اجل التكامل الظاهري والباطني للمثقف. وجعل من أهم هذه القواعد الوقوف إلى جانب قوى الاحتجاج الحقيقية، ومقاطعة الأنظمة الفاسدة في جميع المجالات وبالحدود القصوى التي رسمها المتصوفة والتاويون الصينيون لتكون مقياسا لنزاهته، والعمل من اجل إسقاط هذه الأنظمة. أما في حياته الخاصة، فالمثقف الحقيقي هو من يكون نمط حياته كالتالي: الأكل من اجل العيش وليس العيش من اجل الأكل، والتزوج بواحدة أو عدم التزوج، وأن لا تكون له علاقات خارج الزواج، ولو انه أحب امرأة فمن الضروري أن يحولها إلى تجربة روحية.
وجعل العلوي من هذه المثقفية معيارا ومرجعية في الوقت نفسه من خلال دمجه إياها في المثقف بوصفها حقيقته. بل يمكن القول، انه أراد أن يجعل من المثقفية معيارا أبديا لأنه وجد فيها العناصر المكونة لكينونة الإنسان بوصفها وحدة وجدانه وعقله. لهذا اعتبرها معيارا لا يتغير مضمونه من حيث كونها حقيقة المثقف ومرجعية ثابتة من حيث وظيفتها بوصفها نموذجا للعلم والعمل. ووضعها في استنتاجه القائل، بأن "التصورات والاعتبارات التي أوجدت مثقفية المعارضة في عصور الصين والإسلام يتكثف حضورها في أيامنا هذه، وتمتلك نفس الضغط الباعث على الفعل".
لكن ما هي هذه التصورات والاعتبارات المتكثفة حاليا، التي تجعل من المثقفية أكثر إلحاحا؟ أنها دون شك اعتبارات تحقيقيها في المواقف الاجتماعية والسياسية والموقف من الغرب، بوصفها الأبعاد المكملة لحقيقة المعارضة في الظرف الراهن.



#ميثم_الجنابي (هاشتاغ)       Maythem_Al-janabi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هادي العلوي - الثقافة الحقيقية هي الثقافة المعارضة 6 من 11
- هادي العلوي - الثقافة والسلطة كالعقل والطبع 5 من 11
- هادي العلوي - التاريخ المقدس هو تاريخ الحق 4 من 11
- هادي العلوي: الابداع الحر - معارضة أبدية -3 من 11
- هادي العلوي- من الأيديولوجيا إلى الروح 2 من 11
- هادي العلوي المثقف المتمرد 1 من 11
- الديني والدنيوي في مسودة الدستور - تدين مفتعل وعلمانية كاذبة
- الدستور الثابت والنخبة المؤقتة
- أورليان الجديدة وأور القديمة – جذر في الأصوات وقطيعة في الأن ...
- الحداد الرسمي لفاجعة الكاظمية = مأتم ابدي + ثلاثة أيام
- جسر الأئمة أم طريق المذبحة المقبلة للانحطاط السياسي العراقي
- العراق وإشكاليات الفكرة القومية العربية-6 من 6
- العراق وإشكاليات الفكرة القومية العربية 5 من 6
- العراق وإشكاليات الفكرة القومية العربية 4 من 6
- العراق وإشكاليات الفكرة القومية العربية 3 من 6
- العراق وإشكاليات الفكرة القومية العربية 2 من 6
- العراق وإشكاليات الفكرة القومية العربية 1 من 6
- حق تقرير المصير- في العراق – الإشكالية والمغامرة
- هوية الدستور الحزبي ودستور الهوية العراقية؟
- أشكالية الانفصال أو الاندماج الكردي في العراق-2 من 2


المزيد.....




- رصدتهما الكاميرا.. مراهقان يسرقان سيارة سيدة ويركلان كلبها ق ...
- محاولة انقلاب وقتل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.. تهم من ا ...
- ارتفاع قياسي للبيتكوين: ما أسباب دعم ترامب للعملات المشفرة، ...
- الكربون: انبعاثات حقيقية.. اعتمادات وهمية، تحقيق حول إزالة ا ...
- قائد القوات الصواريخ الاستراتيجية يؤكد لبوتين قدرة -أوريشنيك ...
- روسيا تهاجم أوكرانيا بصاروخ جديد و تصعد ضد الغرب
- بيع لحوم الحمير في ليبيا
- توقيف المدون المغربي -ولد الشينوية- والتحقيق معه بتهمة السب ...
- بعد أيام من التصعيد، ماذا سيفعل بوتين؟
- هجوم بطائرات مسيّرة روسية على سومي: مقتل شخصين وإصابة 12 آخر ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ميثم الجنابي - هادي العلوي: المثقفية او القيمة الابدية للمثقف 7 من 11