|
العراق ما بعد حقوق الانسان
سمير اسطيفو شبلا
الحوار المتمدن-العدد: 4747 - 2015 / 3 / 13 - 11:15
المحور:
حقوق الانسان
العراق ما بعد حقوق الانسان
سمير اسطيفو شبلا
يرى البعض في كلمة (حقوق وانسان) انها كلمات منمقة وليست في محلها (بطرنة من بطران) وهذا الكلام يأتي من فم اولئك الذين لا يؤمنون بحقوق الاخرين وبالتالي لا يقدرون ان يوقفوا عجلة التاريخ او ابقائها في قعر الماضي الذي ولى مع اباطرته واشباه الاله ودكتاتورياته وطبقاته الدينية سيئة الصيت التي باعت ولا زالت تبيع اراض في الجنة واليوم تطورنا الى بيع اكواخ فيها انهار من خمر وغلمان وحواري! انه تطور سار بمراحل الى وصل الى كوارث داعشنا اليوم، ولكن هيهات للذي يؤيد او ان يصطف مع الباطل باستعمال ادوات الحق كتمويه، لان شعبنا بات يفهمها وهي طايرة
قراءة التاريخ
عندما نقرأ التاريخ الحديث نجد ان هناك اربع ثورات علمية تواترت علينا منذ القرن 17 ولا زالت السلسلة متواصلة بالرغم من وضع المسامير في طريق تطورها وبالتالي المساهمة في ارجاعنا اكثر من خطوة الى الوراء في عدة اماكن من العالم وخاصة في الشرق الاوسط وبالاخص في العراق وسوريا ومرشحة (اليمن ولبنان والبحرين والسعودية) نقصد بالمسامير هنا هي الحروب والازمات السياسية والاقتصادية في زرع الفتن والطائفية والوقوف الى جانب الفاسدين والحرامية الكبار على حساب الفقراء والمحتاجين وخاصة المهجرين قسرا والمتاجرة بالعرض والشرف والفكر والحقوق
اكدنا على اربع ثورات متميزة في تاريخنا المعاصر
الثورة العلمية في القرن 17 متمثلة بالثورة الامريكية
الثورة الاجتماعية والسياسية في القرن 18 متمثلة بالثورة الفرنسية
الثورة الصناعية في القرن 19 متمثلة بانكلترا / اوربا واليابان
الثورة التكنولوجية / الانترنيت وتوابعها التي كانت خيالية في القرون الماضية واصبحت واقع معاش القرن 20 - 21 / امريكا - اوربا - استراليا - اليابان - الهند - باكستان - اسرائيل
النتيجة
هي الانتقال من مجتمع منتج / زراعي الى مجتمع مبني على المعلومات والمعرفة، ولكن ماذا عن الحروب - التسلح - البيئة - الطاقة النووية - تطور المجتمعات - السلام العالمي
معنى ذلك ان صناع القرار حول العالم لم يستفيدوا من صناعاتهم وتطورهم التكنولوجي والمعرفي لخير وسعادة الانسان (حقوق الانسان) لان غريزة الدمار والقتل والثأر لا زالت كامنة في داخله وخاصة الانسان المتدين غير المؤمن!! نعم هناك فرق بين المتدين / الدين فقط بطقوسه وتقاليده وفلسفته الخاصة وبين المؤمن المتدين بدينه وخصوصياته ولكنه يؤمن بالاخر كل الاخر مهما كان دينه ومذهبه وطائفته
هذا الاخير ما نحتاجه اليوم في استقرار العالم والشرق الاوسط وبالاخص العراق وسوريا التي امنها واستقرارها من استقرار اوربا والعالم، وهذا يبقى نظريا الى حين!! انتهاء مرحلة التوجه الديمقراطي في بعض نماذج في الشرق الاوسط منها كوردستان العراق كنموذج، وبعدها الدخول في مرحلة مابعد حقوق الانسان التي نسميها اليوم (عصر ما بعد الحقوق الانسانية) في العراق والمنطقة وهذا يتطلب جهد كبير وحراثة مساحات واسعة وتضحيات كبيرة ان اردنا الامن والامان والاستقرار
من وجهة نظرتنا نجد ان هناك عدة ابعاد اساسية لفتح باب مابعد حقوق حقوق الانسان في العراق والمنطقة! (ليس بمقدور كائن من يكون ان يحدد الفترة الزمنية لذلك مطلقا، وانما وجوب العمل بمنهاج علمي متطور وخطط مركزية لانضاج هذه الابعاد
البعد السياسي / الداخلي والخارجي : لنتخطى ثقافة الغاء الاخر - وجوب التعاون العالمي بعد الاقليمي بما فيه خير الشعوب وليس الحكام - لننظر الى الصين والهند كنموذج لالغاء ثقافة الانا فقط
البعد الاقتصادي / نفس الشيئ ينطبق على الاقتصاد الاشتراكي والرأسمالي والاهتمام باقتصاد سوق حر اجتماعي - بيئي
البعد الاجتماعي / ضرورة تخطي النظام الابوي والعشائري، الايمان بدور المرأة وشراكتها مع الرجل
البعد الثقافي / ايلاء ثقافة التنوع والتعدد وقبول الاخر مهما كان من دين - من مذهب - من طائفة
اما البقاء كما هو عليه الحال هذا يعني اننا بايدينا نحفر ونزرع الشوك والمسامير في طريقنا!! نزرعها ونحصدها ايضاً! كل قطرة دم عراقي او سوري او لبناني او من اي بلد كان هي خسارة لبلده والانسانية جمعاء
سؤالنا التالي: هل نكون جزء او سبب في اطالة مرحلة حقوق الانسان؟ اليوم لا انسان ولا حقوقه! فمتى نصل الى مرحلة مابعد الحقوق؟ ان كانت الانترنيت من الخيال العلمي قبل 100 عام مثلا! فعصر ما بعد الحقوق الانسان لن يكون من الخيال ابدا
عالم متعدد الديانات والمذاهب
عالم الحياة بدل عالم الذبح والحروب والموت
عالم العمل والانتاج بدل عالم الفقر والبطالة عالم القيم (الحق والخير والجمال) بدل عالم التابع والمتبوع
فهل ننتقل في العراق من عالم فساد ومصالح شخصية وفئوية ومذهبية وطائفية الى عالم الاستقرار والامان ومن ثم الابداع وانتزاع الحقوق والسماح والتسامح بدل المصالحة بين المذهب الواحد والطائفة الواحدة والنفس الانسانية والانتقال الى حركة حياة جارية وليست راكدة عملنا هو الوقوف بوجه كل من يعرقل ويعمل لاطالة امد المرحلة
اذن انهاء المرحلة والانتقال الى مرحلة اكثر خيرا وسعادة هو بيدنا وليست بيد داعشنا
03/13/2015
#سمير_اسطيفو_شبلا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
8 آذار لسبيانا وللغرباء في اوطانهم فقط
-
لتبقى كوردستان العراق على خطوة واحدة
-
المصالحة والاخلاق الوطنية
-
المصالحة الوطنية وحقوق الانسان
-
تصفية شبكتنا الحقوقية من الأرقام الفضائية / لنبدأ من تصفية ا
...
-
يريدوننا ان ننحني امام الظلم والفساد
-
نحن النازحون لسنا للبيع
-
حكومة الفضائيين
-
لننقذ أطفالنا من فكر داعش
-
انهضوا يا شهداء سيدة النجاة
-
تبا على سكوتكم في اغتصاب اليزيديات
-
الجبوري والعبادي أمام حائط داعشنا الفولاذي
-
لم ولن ننسى د.يوسف حبي
-
تساءلات بين داعش والكنيسة وحقوق النازحين
-
شعبي يطحن بين انياب قادتنا
-
خرجوا من بستان القوش /التاريخ
-
مابين النائب جوزيف صليوا والوزير فارس ججو
-
مار سرهد جمو الموقر لا يحمل صفة قداسة / رد تيريزا ايشو
-
شرف النازحين شرفنا / انقذوهم من عصاباتنا
-
شبكة حقوق الانسان في الشرق الاوسط والعنف الاسري واغتصاب المر
...
المزيد.....
-
الأمم المتحدة تحذر: توقف شبه كامل لتوصيل الغذاء في غزة
-
أوامر اعتقال من الجنائية الدولية بحق نتانياهو
-
معتقلا ببذلة السجن البرتقالية: كيف صور مستخدمون نتنياهو معد
...
-
منظمة التعاون الإسلامي ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية
...
-
البنتاجون: نرفض مذكرتي المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتني
...
-
الأونروا: 91% من سكان غزة يواجهون احتماليات عالية من مستويات
...
-
الإطار التنسيقي العراقي يرحب بقرار الجنائية الدولية اعتقال ن
...
-
وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وغالانت لأ
...
-
قرار الجنائية الدولية.. كيف سيؤثر أمر الاعتقال على نتانياهو؟
...
-
أول تعليق للبنتاغون على أمر الجنائية الدولية باعتقال نتانياه
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|