عاد بن ثمود
الحوار المتمدن-العدد: 4747 - 2015 / 3 / 13 - 01:44
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
حديث في الفضاء
أتممت منذ أقل من شهر سن السادسة و الخمسين على ظهر هذا الكوكب الملعون. و لم أستطع بعد الإجابة عن سؤال لماذا أنا هنا و كيف أتيت لهذه المهزلة و تورّطت بين ثناياها؟ تساؤلات سبقني إليها إيليا أبو ماضي، و غيره كثير.
على ظهر هذا الكوكب أناس و أناس: أناس همهم الوحيد هو إمتلاك السلطة أو الدوران حول من يمتلكها، و هؤلاء في مجملهم هم أساس بؤس هذه البشرية.
و أناس همهم الوحيد هو فهم أسرار هذا الكون و سبر أغواره، و هؤلاء هم المبشرون بالمعرفة.
البارحة، و أنا أتسكّع بين قنوات الصحن المقعر الإخبارية، تابعت على إحداها عملية نزول رواد الفضاء الثلاثة (رجلين و إمرأة) في إحدى فلوات كازاخستان المقفرة و قد سقطوا كنيزك ثاقب من المركبة الدولية الفضائية (التي تدور فوق رؤوسنا على بعد حوالي 400 كلم) بعد قضاء زهاء ستة أشهر بعدما ضلوا يدورون 18 مرة في اليوم على كوكب الأرض.
لقد كانوا يرون الشمس تشرق ثم تغرب 18 مرة في اليوم.
(لا الليلُ سابِقٌ النهار) ؟
لقد رجع هؤلاء الأبطال الثلاثة و هم في غاية النشوة من أداء مهمتهم بنجاح.
ثم تساألت. تساألت عمّا أصبح يدور في خلد هؤلاء الرواد الثلاثة بعد هذه التجربة الفريدة و الخطيرة؟
هل سيستمرّون في تقييم هذا الوجود كما نقيّمه نحن المنغمسون في تفاسير القرطبي و فتح الباري؟
الكبسولة التي كانوا يمتطونها ظهرت متفحمة سوداء من شدة اللهب المحرق عند دخولها للغلاف الجوي، فكيف تصدّى ريش بغل النبي محمد لهذا السعير عند رجوعه من السماء السابعة و بسرعة تفوق سرعة الكبسولة (ألم تستغرق الرحلة بأكملها ليلة واحدة في غفلة من النائمين)؟
أستغرب لكل هذه المآذن المتوَّجة بالهلال، المشرئبة نحو الفضاء تنتظر العد العكسي من أجل إطلاقها نحو سدرة المنتهى و لازالت مثبّتة بالقرب من قاعة الوضوء تنتظر ساعة الصفر.
فمتى يتمكن المسلمون من غزو الفضاء و النفوذ إليه بسلطان.؟
أم أنهم لا يريدون التزحزح قيد بعرة عن العير و الحريم؟
#عاد_بن_ثمود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟