الحوار المتمدّن في ميزان موقع أليكسا المتخصّص في إحصائيّات وترتيب مواقع الأنترنات

مالك بارودي

الحوار المتمدن-العدد: 4746 - 2015 / 3 / 12 - 08:53
المحور: اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
    

الحوار المتمدّن في ميزان موقع أليكسا المتخصّص في إحصائيّات وترتيب مواقع الأنترنات

من المؤكّد أنّ لموقع "الحوار المتمدّن" قاعدة جماهيريّة واسعة ومكانة متميّزة بين المواقع العربيّة، لكن هذا يبقى مجرّد إنطباعٍ لا معنى له في زمن الأرقام والنّسب والإحصائيّات... ولا أتحدّث هنا عن أعداد الزّوّار فحسب، فقيمة أيّ موقع على الأنترنات لا تُقيّمُ من هذه النّاحية فقط، إذ هناك العديد من النّواحي التي يجب أن نقرأ لها حسابا وأن نبحث عن تجميع المعلومات حولها لتفحّصها وتحليلها من أجل تحسين الموقع من ناحية المظهر والمحتوى وسرعة الوصول إليه لتحسين تموقعه على الشّبكة العنكبوتيّة وبالتّالي جذب أعداد أكبر من الزّوّار إليه وجعلهم أوفياء له عوض أن يكونوا مجرّد زوّار عابرين... خاصّة عندما يكون الموقعُ مستقلّا وغير ربحيّ ولا يعتمدُ على الإعلانات، كما هو الحال بالنّسبة للموقع المذكور.

ولكي لا يبقى ذلك مجرّد إنطباعٍ لا معنى له ولا دليل عليه، هناك حلول يمكن الإلتجاء إليها:
- إطلاق حملة تصويت على صفحة الموقع يدلي فيها الزّائر برأيه في الخدمة ويعطي نسبة رضاه عنها وإقتراحاته بشأنها وعلى ضوء ذلك التّصويت وتلك الإقتراحات يتمّ تطوير الموقع،
- الإعتماد على الإحصائيّات اليوميّة التي يقدّمها بعض المواقع التي توفّر إمكانيّة إنشاء مدوّنة أو تطويرها إلى موقع بشراء نطاق معيّن (مواقع blogger.com و over-blog.com على سبيل المثال) وتتبّع تغييراتها يوميّا وهذا يعطي فرصة لصاحب المدوّنة أو الموقع لمعرفة درجة نجاح مقالات مدوّنته خاصّة على مواقع التّواصل الإجتماعي،
- الإعتماد على المواقع العالميّة المختصّة في الإحصائيّات لجمع المعلومات اللّازمة عن عدد الزّوّار وترتيب الموقع وتقييمه من ناحية سرعة النّفاذ لمحتوياته ومعدّل الزّمن الذي يقضيه الزّوّار بين صفحاته، إلخ.

شخصيّا، هذا الأمر لا يهمّني كثيرا، فرغم أنّي أنشأت عشرات المدوّنات على الأنترنات إلاّ أنّ أمر الشّهرة لا يهمّني، ذلك أنّ غايتي من كلّ ذلك تتمثّلُ في شيء واحد: جعل مقالاتي في متناول أكبر عدد ممكن من النّاس حول العالم، حتّى في الدّول التي تفرضُ رقابة على المواقع والمدوّنات التي تتحدّثُ بصراحة عن عيوب الإسلام والقرآن ومحمّد وعن الإلحاد والعلمانيّة، إلخ... وقد نجحت، بفضل تعدّد وتكاثر مدوّناتي، من كسر الحظر، ولو للأيّام، في دول مثل إيران أو المملكة العربيّة السّعوديّة (حسب إحصائيّات موقع blogger.com التّابع لـGoogle والتي تُعطي قائمة في الدّول التي أتى منها أكثر عدد من الزّوّار لمدوّناتي، إلى جانب معطيا أخرى كثيرة). لكن ما حدث مع مدوّناتي لا يُمكن أن يحدث مع موقع مثل "الحوار المتمدّن" لعدّة أسباب يطول شرحها.

وبما أنّ موقع "الحوار المتمدّن" مستقلّ لا يتبعُ أيّ موقع آخر قد يقدّم لنا إحصائيّات عنه، فقد إلتجأت اليوم، مدفوعا بحبّ الإطّلاع، إلى زيارة أحد أكبر المواقع المتخصّصة في إحصائيّات وترتيب مواقع الأنترنات، وهو موقعٌ يُعتبرُ مرجعاً للمتخصّصين في إنشاء المواقع على الصّعيد العالمي: موقع "أليكسا". وللعلم، فموقع "أليكسا" هذا (بالإنجليزية: Alexa Internet) هو موقع إلكتروني تابع لشركة أمازون (amazon.com) يقع مقرّه الرئيسي في ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكيّة.

كتبت في خانة البحث عنوان موقع "الحوار المتمدّن" فمدّني "أليكسا" بجملة من المعلومات (وهي معلومات تقديريّة نظرًا لأنّ الموقع ليس مسجّلا على موقع "أليكسا" بالطّريقة التي تجعله يتتبّعُ الزّيارات ويعطي إحصائيّات دقيقة، كما يفسّر الموقع) يمكن أن يجد القارئ صورًا منها على مدوّنتي المذكورة في الهوامش في آخر هذا المقال. تمعّنت في المعلومات التي أمامي فوجدتُ بعض الملاحظات التي رأيتُ أنّ من واجبي، كأحد كتّاب الموقع، أن أكتب شيئا عنها لأبيّنها للمسؤولين عن إدارة الموقع لعلّها تساهمُ بشكلٍ أو بآخر في تطوير وتحسين خدماته وتفادي النّقائص والعيوب الموجودة في الموقع.

بطبيعة الحال، ملاحظاتي لا تتطرّقُ لا لسياسة الموقع ولا للعمل اليومي الذي يقوم به مديروه (نشر المقالات والأخبار والرقابة على التعليقات، إلخ)، فهذا موقعهم في نهاية الأمر وهم أحرارٌ في إدارته كما يريدون...

لكي لا أطيل عليكم، أهمّ الملاحظات التي خرجت بها من تفحّص تلك المعلومات والإحصائيّات بتاريخ 11 فيفري 2015 يمكن أن نوردها كما يلي:

1.. ترتيب الموقع: تبيّن إحصائيّات "أليكسا" أنّ موقع "الحوار المتمدّن" يحتلّ المرتبة 35337 عالميّا وأنّه خسر 13263 نقطة مقارنة بترتيبه قبل ثلاثة أشهر. لكن هذه المرتبة تبقى معقولة في ظلّ منافسة مواقع أخرى أكبر وأسرع وباللّغة الأنجليزيّة المستعملة عالميّا أو بلغات متعدّدة. وبإمكان القارئ الإطّلاع على ترتيب المواقع الأكثر شهرة في العالم على "أليكسا" ليتأكّد من أنّ اللّحاق بهم ليس أمرا سهلا...

2.. معدّل تردّد الزّوّار على الموقع: 55.50 بالمائة، بزيادة 7 بالمائة عن الثلاثة أشهر السّابقة. وكلّ زائر لهُ معدّل 1.92 صفحة إطّلع عليها مع خسارة 22 بالمائة. في حين يُقدّر معدّل الوقت الذي يقضيه الزّائر على الموقع بـ 3 دقائق و42 ثانية مع خسارة 20 بالمائة.

3.. بالنّسبة لترتيب الخمس دول الأولى التي يأتي منها أكثر عدد من الزّوّار، نجد أنّ مصر تحتلّ الصّدارة... ثمّ تأتي الإمارات العربيّة المتّحدة ثمّ قطر ثمّ السّويد فالولايات المتّحدة الأمريكيّة...

4.. مصادر الزّيارات التي تأتي للموقع: 32.20 بالمائة من الزّيارات مصدرها محرّكات البحث. ويورد الموقع قائمة أكثر خمس مواضيع بحث أو كلمات مفاتيح جلبت زيارات للموقع فنجد في المرتبتين الأولى والثّانية (وهي بصراحة مفاجأة سارّة بالنّسبة لي): "الحوار المتمدن مالك بارودي" بقرابة 11 بالمائة و"مالك بارودي" بأكثر من 2 بالمائة ثمّ "الحوار المتمدّن" بـ 2 بالمائة.

4.. المشكلة الكبرى التي يعاني منها الموقع، نجدها في آخر الإحصائيّات. سرعة تحميل الموقع "ضعيفة جدّا" وتقدّر بـ 2,715 ثانية. مع ملاحظة إضافيّة، أنّ 83 بالمائة من المواقع أسرع في التّحميل من موقع "الحوار المتمدّن". وهنا تُطرح الكثير من نقاط الإستفهام. فسرعة التّحميل مرتبطة بكثافة وإكتظاظ المحتوى المعروض على الصّفحة وكثرة الصّور ممّا يتطلّب وقتًا إضافيّا لعرضها... وهذا من العيوب القاتلة التي تُنفّرُ الزّوّار. وهنا أطرح سؤالا: ما نفعُ جمع كلّ محتويات الموقع على الصّفحة الرئيسيّة منه وإثقالها بكلّ تلك الصّور؟ هل ننتظرُ من مديري الموقع محاولة لترتيب المحتوى بطريقة أخرى تريحُ الزّائر خاصّة من الصّفحة الرّئيسيّة ذات الوزن الزّائد؟ ألا يمثّلُ جعلُ الصّفحة الرّئيسيّة مقتصرة على روابط للمحاور الرّئيسيّة وآخر المقالات المنشورة في آخر تحديث للمحتوى حلّا مثاليّا لمشكلة بطء تحميل الموقع؟

أرجو أن يولي مديرو الموقع هذا الموضوع ما يستحقّه من الإهتمام لتسهيل الوصول للموقع على الزّوّار وكسب ثقة أعداد أخرى من القرّاء وجعلهم أوفياء له... وأتمنّى أن يفيدنا القرّاء بملاحظاتهم حول ما ذكرته عن الموقع وعن الحلول التي يقترحونها لتطويره وتحسين خدمته.

-----------------------
الهوامش:
1.. صور من موقع أليكسا عن الإحصائيّات الخاصّة بموقع "الحوار المتمدّن":
http://ahewar2.blogspot.com/2015/03/blog-post.html
2.. رابط نتيجة البحث على موقع "أليكسا":
http://www.alexa.com/siteinfo/www.ahewar.org
3.. للإطلاع على بقية مقالات الكاتب على مدوّناته:
http://utopia-666.over-blog.com
http://ahewar1.blogspot.com
http://ahewar2.blogspot.com
http://ahewar5.blogspot.com
4.. لتحميل نسخة من كتاب مالك بارودي "خرافات إسلامية":
http://www.4shared.com/office/fvyAVlu1ba/__online.html

#مالك_بارودي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات