|
العراق بين المكوّنات وصراع القوى العظمى والأقليمية !1 من 2
مهند البراك
الحوار المتمدن-العدد: 1322 - 2005 / 9 / 19 - 10:18
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
يستمر نزيف الدم ويزداد، وتترحم الناس على حالة نزيف الدم الذي كان يجري بغزارة اقلّ قبل تشكيل حكومة الجعفري وقبل الأعلان عن البدء بتشكيل لجنة صياغة الدستور والبدء بأعدادها. واخذت وجهة الأتهامات عن مسؤولية ضعف التصديّ للأرهاب وتحقيق مستلزماته تنتقل من الأتهامات الحادة للتشكيلات الكبيرة للمكونات الحاكمة بعضها للبعض عن ذلك، الى تسليط الأضواء بشكل اوضح عمّا يقف وراءها ويغذيها ولأية اسباب . بعد ان اخذ الصراع يتحوّل من صراع ضد الدكتاتورية ومؤسساتها وعصاباتها وقطع الطريق امام احتمالات عودتها ( وان بلبوس جديدة)، وتقديم كبار مجرميها الى العدالة وتكريم وتعويض ضحايا وشهداء النضال المتنوع الأشكال ضد الدكتاتورية وعوائلهم التي سُحقت، اضافة الى تعويض عوائل ضحايا الأنفال وحلبجة والمقابر الجماعية في طول البلاد وعرضها . . الى صراع ضد بقايا الدكتاتورية المنهارة وعصابات الأرهاب الوافد وضد المخدرات والأحتلال والبطالة، والى صراع ضد الفساد واختراق اجهزة الدولة، ثم الى صراع من اجل الماء والكهرباء ومن اجل الحياة ! ! . . حتى صارت الناس لاتبالي ولاتريد شيئاً، سوى الأبقاء على حياتها وسلامة اطفالها في ذهابهم الى المدارس وايابهم منها، وحماية شبابها وشاباتها ونساءها من عصابات الأطراف المتصارعة، سواء كانت خارج اوداخل مؤسسات الحكم وغيرها . وحتى صارت اوسع الفئات التي اخذت تعيش اوضاعاً كاوضاع رهائن بين مختطفين تصيح : خذوا النفط ودعوا لنا الأمان ! خذوا النفط ودعوا اطفالنا يعيشون ! خذوا ثرواتنا النفطية التي لم نحصل ولانحصل على شئ منها بل صارت لعنة تطارد حياتنا وحياة بلادنا ! البلاد التي يستمر الخراب المادي والروحي فيها ويغطيّ على الجهود المبذولة فيها للبناء، الذي برز بطابع خاص بعد ان رفعت صخرة زاوية وحدة العراق المتفاعلة المؤثّرة نحو الديمقراطية والتحرر منذ تأسيسه، صخرة الأخوة العربية الكوردية ! لقد رُفعت تلك الصخرة الصلدة من فعل تأثيرها الحيوي في واقع البلاد، في خضم الجهود المبذولة لتحديثها، وحلّ محلها جهد حثيث متنوع الأطراف والجهود والأشخاص، متنوع المقاصد والأهداف وطنياً واقليمياً ودولياً وانانياً، جهد يسعى لأعادة تشكيل العراق والدفع به على اساس طائفي اثني اصم ( سنّة، شيعة، اكراد ) بعد ان استمر النفخ والدفع به، ليصبح مصير العراق وكأنه مرهوناً بصراع واتفاق وتوافق مكوّناته وتقاسمها للسلطة معاً. الأمر الذي ادخل العراق في لجّة صراعات لايستطيع ايّ مكوّن فيها تقرير الحكم فيها لوحده، وصار الجميع لايستطيعون تقرير حتى الأمور اليومية دون القوات الأميركية ووجهتها، الوجهة التي اخذت تثير اسئلة تزداد تنوعاً وحدّة وتعقيداً، وصار يعبّر عنها عدد من المسؤولين العراقيين بكونها اجندة تخصّ الأميركان، وكأنها لاتجري على ارضنا نحن، في زمان خُلطت فيه الأوراق ويعاد خلطها فيه عن معاني اقتسام الحكم وكيفيته؟ معاً ومع من او حكم كل جزء لمنطقته؟ . . . كالمانيا او كسويسرا . . او كبلجيكا ؟!! وفي الوقت الذي رأى ويرى كثيرون فيه، عقم تلك المقارنات التبسيطية لأسباب متعددة من اقتصادية ـ اجتماعية الى حضارية وجيوسياسية، الى نفسية وتكوينية وغيرها . . يرى آخرون ان الصراع في حقيقته مرهون بصراع واعادة تقسيم وتوازن مصالح : ايران ـ اقطاب المجمع الصناعي المالي العسكري الأميركي ـ البيت العربي الحاكم في المنطقة، اضافة الى مناورات الدول والقوى الصناعية العظمى في العالم والأقطاب الأسرائيلية والتركية . . حيث لايجري حديث واضح مسؤول واجراءات ملموسة عن مصالح بلادنا واهلنا وناسنا، وان جرى فبعموميات او تأجيل او خلف ابواب موصدة، لحد الآن . فباختصار تبدو الصورة بتقديرهم بالشكل التالي : ايران لاتفرّط بسهولة (لأسباب كثيرة التنوع، بعيداً عن الحديث عن حقها او عدمه) بمواقعها التي ازدادت وتزداد في العراق، منها التي تبدو سلطتها جليّة فيها لاتحجب بغربال، كما يجري في المحافظات الجنوبية وبالأخص في البصرة ونفط البصرة والعمارة مثلاً . . الأدارة الأميركية اضافة الى مصالح كثيرة متنوعة، تريد توظيف انتصارها على دكتاتورية الصنم بجعل العراق واستمراره جبهة رئيسية في مواجهة الأرهاب لأبعاد خطره عن بلادها وبنقل مواجهتها ايّاه الى ساحات خارج اراضيها، (الى منابعه ومصادره) على وصف الرئيس الأميركي في سلسلة خطاباته طوال الشهر المنصرم. اما البيت العربي الحاكم ان صح التعبيرالذي تعبّر بأسمه الى حد كبير " الجامعة العربية " ، فيبدو واضحاً انه فقد بسقوط صدام ركناً هاماً في بنائه وتوازنه وموازناته من جهة، اضافة الى قلقه من وجهة وآفاق بناء دولة مؤسسات جديدة في ثاني اكبر بلد مصدّر للنفط وصاحب اكبر احتياطي له، فيه . ويلاحظ كثير من المراقبين والمحللين الدوليين بقلق الى ان تلك الصراعات الدولية الأقليمية اخذت تتسم بضراوة متزايدة، بسبب صعوبات وتزايد تكاليف القوات الأميركية في العراق اضافة الى الخسائر الهائلة التي تكبدتها الولايات المتحدة الأميركية بسبب اعصار كاترينا وغيرها . . التي يبدو انها بدأت تؤثر على شكل ومحتوى استقطاب العالم، هل هو وحيد القطبية ام متعدد الأقطاب وكيف ؟ من جهة، ومن جهة اخرى تزايد تعقّد قصة المفاعل النووي الأيراني واستقطابات الدول الكبرى حوله سواء كان ضد او مع، اضافة الى تزايد اسعار النفط وتصاعد الطلب عليه، الذي لعبت وتلعب المملكة العربية السعودية وبالتالي البيت الحاكم العربي دور المعادل الأساسي فيه . . الأمر الذي يهدد باستمرار دوام العنف ان لم يتصاعد اكثر، او قد يتسبب بتغيير سيناريوهات الحلول كما سيأتي . (يتبع)
#مهند_البراك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل ستوّحد مجزرة الجسر العراقيين مجدداً !
-
! الدستور بين السعي لمستقبل افضل وبين السعي لأحتواء الأزمة
-
في مسار صياغة الدستور . . مخاطر وآفاق !
-
في اسباب التشوهات الأجتماعية في العراق وسبل الأصلاح ! 5 من 5
-
صياغة الدستور والأخطار المحدقة !
-
في اسباب التشوهات الأجتماعية في العراق وسبل الأصلاح ! 4 من 5
-
في اسباب التشوهات الأجتماعية في العراق وسبل الأصلاح ! 3 من 5
-
في اسباب التشوهات الأجتماعية في العراق وسبل الأصلاح ! 2 من 5
-
في اسباب التشوهات الأجتماعية في العراق وسبل الأصلاح ! 1 من 5
-
الدستور . . والآمال المنتَظَرة ! 2 من 2
-
الدستور . . والآمال المنتَظَرة ! 1 من 2
-
وداعا جورج حاوي ! 3 من 3
-
وداعا جورج حاوي ! 2 من 3
-
وداعا جورج حاوي ! 1 من 3
-
المحاصصة و الطائفية . . الى اين ؟! ـ 3 ـ
-
المحاصصة و الطائفية . . الى اين ؟! ـ 2 ـ
-
المحاصصة و الطائفية . . الى اين ؟! ـ 1 ـ
-
عن الأحزاب وحركة المجتمع . . والعولمة !
-
صدام بين المحاكمة وقضية الواقع الدامي !
-
في عيد ربيع الطلبة !
المزيد.....
-
الأردن.. ماذا نعلم عن مطلق النار في منطقة الرابية بعمّان؟
-
من هو الإسرائيلي الذي عثر عليه ميتا بالإمارات بجريمة؟
-
الجيش الأردني يعلن تصفية متسلل والقبض على 6 آخرين في المنطقة
...
-
إصابة إسرائيلي جراء سقوط صواريخ من جنوب لبنان باتجاه الجليل
...
-
التغير المناخي.. اتفاق كوب 29 بين الإشادة وتحفظ الدول النامي
...
-
هل تناول السمك يحد فعلاً من طنين الأذن؟
-
مقتل مُسلح في إطلاق نار قرب سفارة إسرائيل في الأردن
-
إسرائيل تحذر مواطنيها من السفر إلى الإمارات بعد مقتل الحاخام
...
-
الأمن الأردني يكشف تفاصيل جديدة عن حادث إطلاق النار بالرابية
...
-
الصفدي: حادث الاعتداء على رجال الأمن العام في الرابية عمل إر
...
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|