حسن إسماعيل
الحوار المتمدن-العدد: 4745 - 2015 / 3 / 11 - 18:32
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في العصور المظلمة
كانت الكنيسة الغربية تسيطر وتحتكر الحقيقة والسلطة والمال
كانت تحمل كل الإجابات لكل الأسئلة
الدنيوية منها والآخروية
العلمية والخرافية
التاريخية منها والفلسفية
كانت تجيب في كل الاختصاصات بفتاوى متكبرة بلا أدنى بحث متخصص وبلا أدنى شعور بالذنب
كانت تغتال مئات الأسئلة كل يوم بدم ديني بارد
بإجابات مزيفة مطلقة معصومة لا يأتيها الباطل .. وطبعا لم يأتيها الصواب
حاولت أن تمسك كل خيوط المسرح الأرضي وتحركه لمصالحها من الكواليس الضبابية
تحركه بالترغيب مرة وبالترهيب مرات ومرات
فالشهوة يمكن أن تجذبك والخوف دائما يسجنك
كانت تخاف من العلم والعلماء لأنهم يحمون الأسئلة
ولا يقبلون بإغتيالها بإجابات ساذجة غير مثبتة
يحترمون أنفسهم وعقولهم فيحترمون السؤال ويحترمون الإجابة
ما الفائدة لو ربحت الإجابة الزائفة وخسرت السؤال الحقيقي
ستظل صفري التطور وصفري الوجود
ستصبح ظاهرة صوتية فقط
وكم هائل من الإفيهات
وستزيد العالم فسادا وقبحا وتوحشا
لأنك تدعي أن الله خلق كل الكون العظيم هذا وخلق الإنسان صاحب العقل المعقد هذا وبعد كل هذا .. تغتال السؤال
وتصنع له إجابة بلا بحث
إجابة هي العربة لتضعها أمام حصان السؤال
فتتعرقل مسيرتك وتخرج من ماراثون الحضارة الإنسانية فتعود إلى ماضيك لتحتمي من طوفان العلم والأنسنة والتطور والفن والتحضر
لتعود بدائي وحشي لا تحمل للعالم غير حجارة الرجم وصفارة إنذار تسبق يوم القيامة التي تصنعها يوميا بتفخيخك للحياة
عصور مظلمة كانت أكبر عائق في وجه قطار البحث العلمي
فتأخرت البشرية قرونا
كان هذا في الغرب قديما
والآن نعيده بأبجدية مختلفة
بسور وسجن وعقال مختلف
بصحراوية تأكل الأخضر واليابس بضمير صالح
هل نتوقف
هل ننتبه
هل نحذر
من اغتيال السؤال بدم ديني بارد
فنسقط في فخ الهاوية التي هي أضيق من عنق الزجاجة والشلموه
اللهم إني بلغت اللهم فاشهد
والله الموفق والمستعان
- سلام يا جدع -
#حسن_إسماعيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟