منير حداد
الحوار المتمدن-العدد: 4745 - 2015 / 3 / 11 - 08:44
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
54
"دماء لن تجف"
موسوعة شهداء العراق
الحلقة الرابعة والخمسون
ابراهيم سلمان
{إستذكارا لدماء الشهداء التي ستظل تنزف الى يوم القيامة، من أجساد طرية في اللحود، تفخر بها أرواح خالدة في جنات النعيم، أنشر موسوعة "دماء لن تجف" في حلقات متتابعة، تؤرخ لسيرة مجموعة الابطال الذين واجهوا الطاغية المقبور صدام حسين، ونالوا في معتقلاته، خير الحسنيين.. الشهادة بين يدي الله، على أمل ضمها بين دفتي كتاب، في قابل الايام.. إن شاء الله}
القاضي منير حداد
عبقت نفحات طيب سيرة حياة الشهيد ابراهيم سلمان، لألاءة تتألق، مثل شموع في الدجى تظهر الحقائق الكامنة في جوهر الانسان، وهو يرتقي منصة الاعدام، متأملا ذات الله، بنظرة صفاء معمقة، تختزل الوجود، منذ كينونته الأولى الى يوم القيامة.. "وجوه ناضرة الى ربها ناظرة".
الموت المتعالي، موقف سامٍ.. "ولا يلقاها الا ذو حظ عظيم" فسلمان واجه خالقه، مطمئنا، الى ان الموت المنهجي المدروس يسهم بتغيير الاحوال، من ظلم الدكتاتورية الصدامية، الى رفاه ديمقراطي أمثل.
شارع المتنبي
ولد الشهيد في العام 1956، مترعرعا بين أزقة حي شعبي في بغداد، لعائلة فقيرة.. أبوه عامل مطعم، عجز عن التكفل بنفقات دراسته، فترك مقاعدها، وتشرب الحياة الثقافية، من صالح أهلها، على ارض الواقع.
إشتغل بائعا متجولا، وفتح مكتبة للقرطاسية في شارع المتنبي.. إعتقله أمن الطاغية المقبور صدام حسين.. مرات عدة؛ بسبب مواقفه المعارضة للنظام وتحريضه الطلبة الذين يترددون على مكتبته، ضد النظام.. آنذاك.
مرة تعتقله مديرية الامن العامة، ومرة جهاز المخابرات، بغية إحتواء تعدد فاعليته النشطة.. داخل وخارج العراق، مثل "المرصع" و"المكوك".
عانى إستفزازات تكاد تقصم الظهر، منذ استيلاء صدام على السلطة العام 1979، بسبب إصطفافه في منظمة العمل الاسلامي.. الجناح العسكري؛ مؤمنا بالكفاح المسلح، ضد شخصية صدام الهوجاء، التي لا تبالي بحوار تأملي، ولا تفهم السلام الا جبنا.
إنتحار مقدس
أفرط بعشق الشهادة في سبيل الله؛ من اجل انقاذ المحرومين؛ إذ نفذ يوم 27 تشرين الثاني 1983عملية جهادية، مقتحما بسيارته المفخخة.. مشحونة مواد متفجرة.. مبنى مديرية الامن العامة.. إنتحار مقدس؛ قتل وجرح نحو اربعمائة من كبار ضباط وافراد اجهزة الامن والاستخبارات وأولياء الطاغوت.. إستلت زبانية جهنم أرواحهم ملوثةً بدم الابرياء الزكية، الذين قضوا في علب الامن والمخابرات.. جوعا ومرضا وتعذيبا ومحاكمات صورية، لا تقضي بغير الاعدام، من دون سند قانوني، إنما عملا بوصية معاوية لواليه على العراق: "إقتل لأدنى شبهة".
و... التاريخ يعيد نفسه!
منذ سكنه هاجس الوطن،ظل الشهيد إبراهيم يردد: "ساحطم مراكز الارهاب بعملية فدائية مقدسة، لن ينساها التأريخ" وفعلا ما زالت عمليته اعظم ما شهدته بغداد.. تذكر حيثما ذر الشر قرنه.
#منير_حداد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟