وائل رضوان الناصر
الحوار المتمدن-العدد: 4745 - 2015 / 3 / 11 - 00:30
المحور:
سيرة ذاتية
كان يجلسُ أمام باب بيته يتصيََّدُ شمساً تُدفئ عظامه الباردة برودة عمره الطويل و كنَّا أطفالاً نتصيَّدُ اللَّعب دون أن نعطي للشمس ثقتها بنفسها.
و حين يأخذنا لَعبنا لنمرَّ به و نتهامس فيما بيننا من سيلقي عليه السلام أولاً.
ثم بشقاوةٍ طفولية نقول جميعنا: السلام عليكم ياحاج.
فيقول و هو يلفُّ سيكارة ( الحمي) و يعضُّ أطرافها و يبصق باتجاهنا: و عليكم السلام
و في عودتنا دائما البصقة أولا و بعدها و عليكم السلام.
و في رمضان كان لعبنا يأخذنا إليه و يتكرّر همسنا و نلقي السلام جميعا،فيقول و أكوام السيكارات أمامه و الذي يلفها قبل أذان المغرب بساعة و بعد البصقة:و عليكم السلام ..و يستطرد بعد أن نمضي ببصقةٍ أخرى لسيكارةٍ أخرى.
بصقاتٌ كثيرةٌ لن أسردها عليكم،كنَّا أطفالاً ،مع كلِّ بصقةٍ يكبر تمرُّدنا شبراً .
مع الأيام صرنا نواجه بصقاتٍ أكبر حجماً و لا تردُّ السلام و تمرُّدنا يكبر متراً.
و في أوَّل مظاهرةٍ في مدينتي جلست جانباٌ و أنا أرقبُ الحجم الهائل لبصقاتٍ حملناها طويلاً في كلِّ تفاصيلنا ،كم فرحتُ و أنا أراها تخرجُ تباعاً من رشَّاش حناجرنا نحن الذين كنَّا يوماً ما أطفالاً يُبصَقُ عليهم و لنعيدها لمن جعلوا أنفسهم مرمى لجميع بصقات العالم.
#وائل_رضوان_الناصر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟