أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - لو كان بمصر هندوس!














المزيد.....

لو كان بمصر هندوس!


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4744 - 2015 / 3 / 10 - 15:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لو كان بمصر هندوس، بالتأكيد كان بعض بسطاء العقول سيقولون إنني “تهندست”، أي صِرتُ "هندوسية”! ولو كان بمصر "بوذيون"، لا شكَّ كنتُ سأحصد في سلة التهم التي أحوذها حتى الآن تهمة جديدة: "أنني "تبوذذت"، أي غدوتُ بوذية"! ولو كان بمصر زرادشتيون، لابد أن بعض الُمتربصين الأشاوس كانوا سيقسمون على "المصحف" أنني “تزردشت”! ولو كان بمصر "برقازائيون"، أيضًا كان هناك من سيتمطّع قائلا إنني صرتُ من أتباع "البرقازائية"! ولا تحاول أن تبحث عن هذه الطائفة أو المذهب أو الفلسفة الفكرية؛ لأن المفردة الكوميدية من تأليفي، ولا وجود لها. إنما وددتُ أن أؤكد أنني وأمثالي - من الذين يعترفون للآخر بحق "اختيار المصير"، وبحق اختيار المعتقد، وبحق اعتناق أي مذهب فكري أو فلسفي، وبحق اختيار "النَّجْد"، أي الطريق: (وَهَديْناه النَجدين ) قرآن كريم، وبكامل حقوق المواطَنة تامّةً غير منقوصة، بصرف النظر عن عقيدته التي هي شأنُ الله وحده لا شريك له، الذي عنده يجتمع الخصومُ والفرقاء، نحن الذين اخترنا السير على الدرب التونيري المُحبّ للجميع دون قيد أو شرط، كما أسسه: محيي الدين بن عربي والحلاج والنِّفّري والسَّهروردي والوليد ابن رشد، وأضرابهم من العظماء، وعزفنا عن الدرب التكفيري العنصري المتوحّش الذي أسسه: ابن تيمية، ومحمد عبد الوهاب، وأبي الأعلي المودودي، وطالبان والقاعدة وداعش وحسن البنا وسيد قطب، ومن على شاكلتهم – أنني وأمثالي نمثّل "الناشنكان" الجاهز، الذي يُصوّبُ "المتأسلمُ التكفيريّ" نحوه سهمه المسموم لكي يؤكد "للناس" أنه مؤمن وجميل وتقيّ و"داخل الجنة حدف"، بينما نحن في نار جهنم خالدون!
بالتأكيد لو كان بمصر هندوس، كنت سأحترم اختيارهم وفكرهم، رغم رفضي له ومعرفتي بأنهم لا يتبعون ديانة سماوية، إنما فلسفات أرضية اجتهادية تخصّهم. ربما ثيرُ طقوسُهم "دهشتي"، لكنني أؤمن أنه ليس من حق إنسان أن يحاكِم إنسانًا فيما يؤمن أو يعتقد، طالما لم يؤذ سواه من البشر، ولم يخرج على القانون.
سأوجز فكرتي في التالي وكلي ثقة من ذكائك أيها القارئ العزيز؛ وفهمك لما سأقول:
احترامي أية عقيدة، أو مذهب، او فلسفة فكرية، ليس معناه أنني أصدق هذه العقيدة أو تلك الفلسفة أو أؤمن بها أو على استعداد لاتّباعها.
أرفض ازدراء اليهودية، رغم إيماني بقساوتها في كثير من الأفكار. فهل أؤمن بها؟! أرفض تسربّل الشيعة بالدماء في ذكرى كربلاء وأرى طقسهم الدموي غير مبرر لأنهم أبرياء من دم الإمام الحسين، رضي الله عنه وعن أبيه وأمه، ولكنني لا أسخر منهم، طالما لا يؤذون سواهم ويفعلون ما يفعلون ببعضهم البعض برضا الجميع. احترامي خيارهم، لا يعني أنني شيعية! لكن سيبدأ سجالي معهم حين يؤذون سواهم. أرفض إهانة الهنودس، فهل أعتنق الهندوسية؟ أرفض إهانة الملحد، فهل أصدق أن لا إله لهذا الكون؟! أرفض قتل البوذيين والمسيحيين والبهائيين والأكراد الزرادشتيين وغيرهم من كل الملل والطوائف والأعراق، فهل أعتنقُ كلَّ ما سبق من فلسفات وعقائد؟ تمامًا مثلما أرفضُ قتلَ المسلمين في أيّ بقعة من الأرض تدين أغلبيتُها بغير الإسلام. ورفضي هذا ليس انطلاقًا من إسلامي، بل انطلاقًا من إنسانيتي التي ترفض قتل "الإنسان" لأي سبب كان.
وإذن، الفكرة في احترامي أي دين أو فلسفة تنطلق من احترامي لـ(الإنسان) ، وليس لإيماني بهذا الدين أو تلك الفلسفة.
"الإنسان" وفقط، هو الذي يعنيني، مهما اعتنق من ديانات وعقائد وفلسفات، قد أرى أنها محض خرافة أو اجتهاد بشريّ، شريطة ألا يؤذي الآخر. وهذا هو جوهر "العلمانية" التي أصبح مفهومها مرتبكًا في عقول البسطاء، بعدما شوّهها المتطرفون التكفيريون وأشاعوا أمام العامة إنها "الكفر"، رغم أنها منتهى "الإيمان" بالله الذي كفل للإنسان حقَّه في اختيار عقيدته وفلسفته. لماذا؟ لأن هذا الإنسان سوف يقف "وحده" أمام الله يوم السؤال، ومن ثم فمن حقه اختيار ما سوف يُسأل عنه دون ضغط أو إجبار، وإلا علامَ سيُسأل؟! الحرية مناط التكليف.
ولأنني أحترم الإنسان فإنني أكره أن يُزجَر أو يُهان، لأنه ورث هذا الدين أو ذاك وصدقه، أو لم يصدقه فرأى أن الديانات كلها خرافة بشرية من أجل السلطان والتسيّد. هو حرّ في أن يفكر ويصل إلى ما يشاء. فالله تعالى قد وهبه العقل ليختار، لا أن يُختير له. كيف سيحاسب اللهُ عبدًا ليس حرًّا؟!
دوري ككاتبة تنويرية أن أُكرِّسَ مبدأ حاسمًا: "اُعبدْ الحجرَ إن شئتَ، شريطةَ ألا تضربَ به غيرك.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زوجة رجل مهم
- قُل: داعش، ولا تقل: ISIS
- ماذا قال السلفُ القديم
- العالمُ يفقدُ ذاكرتَه
- العالم في مواجهة داعش
- دواعشُ بلا سكين
- الذهبُ على قارعة الطريق
- آن للشيطان أن يستريح
- المرأةُ الأخطر
- حبيبي الذي جاء من سفر
- الأقباط الغزاة
- ما أدخل داعش حدّ الحرابة؟!
- عزيزي المتطرف، أنت مالك؟!
- بجماليون بين البغدادي ومورتون
- قلمي أمام سوطك
- ثوبُ عُرسٍ لا يكتمل
- إن كنتَ إنسانًا، اندهشْ
- لحيةُ الشيخ
- في انتظار رد الأزهر الشريف
- دواءٌ اسمُه القراءة


المزيد.....




- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - لو كان بمصر هندوس!