|
الجامعة العربية: إشكالية حقوق الإنسان..!؟
باقر الفضلي
الحوار المتمدن-العدد: 4744 - 2015 / 3 / 10 - 13:49
المحور:
حقوق الانسان
الجامعة العربية: إشكالية حقوق الإنسان..!؟
باقر الفضلي
عندما يجري الحديث عن الدول العربية، فإنه بأي حال من الأحوال، ينصرف الى طبيعة الأنظمة السياسية التي تحكم تلك الدول أو تتحكم فيها، وما يميز الدول العربية عن غيرها، خاصيتها في أنها ولأسباب بنيوية، قد تجمعت في تشكيل يمتلك الصفة الإعتبارية، بعد أن ضمتها منظومة الجامعة العربية، التي تمتلك على الصعيد الدولي، تلك الخاصية الإعتبارية، ويجري التعامل معها من قبل المجتمع الدولي بإعتبارها ذات شخصية إعتبارية، وتمتلك الشخصية القانونية، ومن هنا يجمع المراقبون السياسيون ودارسو العلاقات السياسية والتنظيم الدولي بصفة خاصة على أن إنشاء جامعة الدول العربية يعد أهم حدث شهده تاريخ العالم العربي المعاصر..!
ولأهمية ما تكتسبه حقوق الإنسان من أهمية تأريخية ودولية، فقد عقدت الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان )FIDH( بالتعاون مع المنظمة العربية لحقوق الإنسان )AOHR( ومركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان )CIHRS( والمبادرة المصرية للحقوق الشخصية )EIPR( يومي 16 و17 فبراير/شباط 2013 بمدينة القاهرة ورشة عمل إقليمية جمعت أكثر من 50 مدافعا عن حقوق الإنسان يمثلون منظمات محلية وإقليمية ودولية غير حكومية، وكذلك خبراء لحقوق الإنسان من مختلف النظم الإقليمية والعالمية لحقوق الإنسان.، لمناقشة التحديات التي تواجهها جامعة الدول العربية على مسار تحسين حماية وتعزيز حقوق الإنسان في المنطقة، ولإقتراح رؤيتهم لإصلاح وتدعيم مكون حقوق الإنسان بجامعة الدول العربية.
ومن هذه الزاوية، يمكن القول؛ بأن إشكالية ( حقوق الإنسان ) بالنسبة للدول العربية، تظل إشكالية قائمة، ولفترات بعيدة إذا ما قورنت مع مسار تلك الحقوق على صعيد المجتمع الدولي، دولاً ومنظمات، طالما ظلت تلك الدول العربية تنظر الى تلك الحقوق، من زاوية مصالحها الخاصة ومصالح حكامها الذاتية؛ فأغلبها تعترف قولاً بما لحقوق الإنسان من أهمية خاصة، وفي كثير من دساتير تلك الدول، بل وفي العديد من نصوص قوانينها، يلاقي المراقب الكثير من النصوص الدستورية، ما يكرس مكاناً خاصاً لتلك الحقوق، بل وفي بعضها ما يجاري فيه نصوص القانون الدولي لحقوق الإنسان..!
ولكن الطامة الكبرى، حينما تصطدم تلك الحقوق بمصالح حكومات تلك الدول، أو مصالح حكامها الخاصة، لدرجة تصبح فيه تلك الحقوق، وكأنها تتعارض مع قواعد وأنظمة للدولة، سبق وأن شرعتها في دساتيرها وأنظمتها القانونية، ولا ضير بعد ذلك، فيما لو أخذت تلك النصوص الدستورية والأنظمة القانونية، طابع سنن وأحكام دينية أو عادات شرب وأكل الزمن عليها، أو تعارضت مع المباديء العامة للقانون الدولي لحقوق الإنسان..!؟
ولعل من الأمثلة الحية والقرببة، على ما تمت الإشارة اليه في أعلاه، موقف المملكة العربية السعودية، من رفضها للدعوة الموجهة لوزيرة الخارجية السويدية السيدة مارجو والستروم من قبل الجامعة العربية للمشاركة في إجتماع الجامعة الحالي والمنعقد في القاهرة، والتركيز على حقوق الإنسان، حيث قال متحدث باسم وزارة الخارجية السويدية يوم الاثنين؛ [[ إن السعودية أعاقت خططا لإلقاء الوزيرة مارجو والستروم كلمة أمام وزراء الخارجية العرب المجتمعين في القاهرة يوم الاثنين..!؟؟]] وأشار المتحدث إريك بومان إلى أن الموقف السعودي جاء احتجاجا على انتقاد الحكومة السويدية لسجل الرياض في مجال حقوق الانسان..!؟]] (1)
إن اللافت للأمر هنا؛ أن التعامل مع الدول الأخرى في شأن حقوق الإنسان، بالنسبة للدول العربية، يبدو أنه ينبغي أن يأخذ بالإعتبار، مصالح تلك الدولة العربية المعنية، قبل النظر الى ما تتطلبه مباديء وإلتزامات حقوق الإنسان، فمصلحة الدولة المعنية، هي فوق مصلحة الفرد أو المواطن المعني بالأمر، وبعيداً عن جميع الإعتبارات الأخرى..!؟ ولكن وفي مثلنا أعلاه، فإنه وكما يبدو من وجهة نظر بعض البلدان العربية ومنها المملكة العربية السعودية، فإنه لم يعد ضرورياً أخذ موقف دولة السويد أو غيرها من القضايا العربية عموماً، وبالذات وعلى سبيل المثال، موقفها من القضية الفلسطينية، بل ولا حتى موقف دول الإتحاد الأوروبي من تلك القضية، على محمل الجد..!(2)
فإن كان الموقف السعودي من دولة السويد مبنياًعلى أساس موقف السويد الناقد للموقف السعودي من حقوق الإنسان، فالأمر هنا يتعلق بموقف الجامعة العربية من دعوتها لوزيرة خارجية السويد للمشاركة في ملف حقوق الإنسان وإلقاء كلمة بالمناسبة؛ وليس هناك، ووفقاً للإعتبارات الدبلوماسية ، ما يمنع أن يرد المندوب السعودي على الضيف السويدي، بما يعتقد أن فيه مساساً أو تدخلاً في الشأن الداخلي السعودي من قبل السويد، ولكن وكما يبدو، تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، فالجامعة العربية لا تمثل نفسها فقط حسب، وموقفها من شطب كلمة وزيرة الخارجية السويدية، تحت وقع الضغط السعودي، أمر لا يعبر عن موقف متجانس، وكما لو أن موقف المملكة العربية السعودية هنا، يعبر عن مواقف جميع الدول العربية أعضاء المنظمة بهذا الشأن، فيا لغرابة الأمر..!؟(3) ______________________________________________________________ (1) http://ara.reuters.com/article/topNews/idARAKBN0M518220150309 (2) http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=440773 (3) http://www.amad.ps/ar/?Action=Details&ID=64617
#باقر_الفضلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اليوم العالمي للمرأة : معاناة وصراع دائم..!؟
-
سوريا: البحث عن ذرائع جديدة للعدوان..!؟؟
-
العراق : شمولية التدمير للتراث والحضارة..!؟؟
-
فلسطين: قناة البحرين؛ بين الوهم واليقين..!؟
-
الدنمارك: وما هو الجديد..؟؟!
-
مصر: في مواجهة الإرهاب..!!؟
-
العراق: وقفة مع الحقيقة_ 9_ ..!
-
مصر: يد على القلب وأخرى على الزناد..!(*)
-
العدوان الإسرائيلي: إنقلاب السحر على الساحر..!؟
-
سوريا: العدوان الإسرائيلي على القنيطرة إستفزاز مقصود..!؟؟
-
فرنسا: أحداث -شارلي أيبدو- في الميزان..!؟
-
فلسطين: بين التوجه الصحيح وكوابح التعطيل..!؟
-
فلسطين : الشهيد زياد أبو عين..ضحية الإِحتلال..!؟(*)
-
فلسطين: أوباما و- النفس اليهودية -..!؟
-
فلسطين: الإتحاد الأوروبي على الطريق الصحيح..!
-
كوباني _ تلك اللعبة المفضوحة..!!؟
-
سوريا: التحالف الدولي والدور التركي..!؟
-
الإرهاب: التحالف الدولي وأهدافه الخفية..؟!
-
الإرهاب : سوريا و- حصان التحالف الدولي-..!؟؟
-
الإرهاب: بين جدة وباريس..!؟
المزيد.....
-
تصويت تاريخي: 172 دولة تدعم حق الفلسطينيين في تقرير المصير
-
الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا روسيا بشأن مكافحة ت
...
-
أثار غضبا في مصر.. أكاديمية تابعة للجامعة العربية تعلق على ر
...
-
السويد تعد مشروعا يشدد القيود على طالبي اللجوء
-
الأمم المتحدة:-إسرائيل-لا تزال ترفض جهود توصيل المساعدات لشم
...
-
المغرب وتونس والجزائر تصوت على وقف تنفيذ عقوبة الإعدام وليبي
...
-
عراقجي يبحث مع ممثل امين عام الامم المتحدة محمد الحسان اوضاع
...
-
مفوضية اللاجئين: من المتوقع عودة مليون سوري إلى بلادهم في ال
...
-
مندوب ايران بالامم المتحدة: مستقبل سوريا يقرره الشعب السوري
...
-
مندوب ايران بالامم المتحدة: نطالب بانهاء الاحتلال للاراضي ال
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|