إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)
الحوار المتمدن-العدد: 1322 - 2005 / 9 / 19 - 05:09
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
إذا كان لا وجود لحكومة لديمقراطية قحة مائة في المائة فإنه يبدو إلى حد الآن ، عبر كل التجارب التي عرفها تاريخ البشرية، أنه لا توجد حكومة أفضل من الحكومة الديمقراطية. فالديمقراطية ليست خاتم سليمان أو عصا سحرية يمكنها أن تحول الناس في رمشة عين إلى مواطنين مثاليين كما لا يمكنها أن تخلص السلطة نهائيا من فساد. لكن ، و هذا هو المهم و الأهم بالنسبة إلينا نحن المغاربة في الفترة الحالية، أن الديمقراطية يمكنها فضح الفساد والفاسدين والمفسدين، بينما لا يمكن ذلك في ظل أي نظام وضعي آخر.
و من هنا يبدو أن من أولويات مهمة الديمقراطيين الحقيقيين، مسؤولية فضح الفاسدين أكثر من غيرهم، لأنهم هم الآن، خلافا للسابق، في مأمن سواء من القمع أو من انتقام أولائك المفسدين. وعليه يجب أن لا تأخذهم في الحق لومة لائم. فالفساد و التخلف و تردي الأوضاع بالمغرب كلها وجوه لعملة واحدة.
لا زال يعاني الشعب المغربي من معضلات كبيرة و كبيرة جدا، وهذا ناتج عن التركة الثقيلة للسياسات السابقة و لفساد المفسدين الذين مازال بعضهم يساهمون في التقرير بصد غد المغرب. إن أقوى ضربة وجهها هؤلاء للبلاد و العباد على امتداد عقود من الزمن أنهم بسياساتهم و اخياراتهم دمروا الاخلاق والنسيج الاجتماعي و خلقوا أختلالات بنيوية في آليات مواكبة التطورات التي عرفها العالم و لازال. وقد شارك في هذا الفساد أناس من الوزن الثقيل، وزراء ومسؤولون كبار في الدولة...
نعم، من حق القائمين على الأمور و المسؤولين الكبار أن يتمتعوا بمعيشة مريحة لكن ليس على العباد و البلاد و مستقبل الأجيال بها، كما يتوقع الشعب المغربي منهم أن يجعلوا من أنفسهم مثالاً في الإخلاص وقدوة في التضحية وأن يبرهنوا أن الدافع الوحيد الذي جعلهم يقدمون على المناصب و المواقع هو حبهم لخدمة الشعب وليس سعياً وراء الوجاهة والثراء السريع وتحقيق المكاسب الشخصية عملا بمقولة "...و من بعدي الطوفان..." التي شكلت حجر الزاوية ، و ربما لازالت، للعقلية السائدة في التعامل و المعاملات بمجتمعنا المغربي.
إدريس ولد القابلة
#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)
Driss_Ould_El_Kabla#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟