بسام الرياحي
الحوار المتمدن-العدد: 4743 - 2015 / 3 / 9 - 20:34
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لم تمر التطورات التاريخية ومختلف الفصول الحضارية التي مرت بها الحضارة العربية الإسلامية دون ترك بقع حيرة متفرقة في الجسد الروحي للأمة . من العصر الوسيط إلى الحديث ، مسار من التجزئة السياسية والصراع السياسي والقتل الفضيع والإغتيال وثلاث رايات لخير أمة أخرجت للناس من بنو العباس البيضاء مرورا بأمويّ الأندلس السوداء إنتهاء بفاطميّ إفريقية الخضراء ... حقب من عدم الإستقرار زحف بعدها هولاكو للإجهاز على هذا الهيكل المريض لحضارة ال1435 عاما حضارة ومساهمة في رقى الغرب المسيحي ، كل هذا الزخم لم تنسى فيه أحداث كإغتيال عثمان والإمام علىّ وإبنيه ، هذا ما كرّس بعض من الإحباط والجرءة للتأويل والإنغلاق والتقهقر للوراء في وضعية دفاعية في إنتظار تفسيرا طال إزدادت فيه وثوقية بإحياء شريعة قبرت بوفاة الرسول وأحيت بتأويلات فقهاء السنة .
في العصور الحديثة لمصر خرج من الأزهر على عبد الرازق بكتابه الإسلام وأصول الحكم ، قرأة خلفت الكثير من ردود الفعل العنيفة والتهديدية كان صدمة لرموز الأزهر ، قرأة واقعية وفكرية لمؤسسة الشورى التي فشلت منذ أحداث سقيفة بني ساعدة .فتح عبد الرازق الباب على مصرعيه للتساؤل حول أزمة الفكر الإسلامي مع فشل تطلعات النهضة العربية والتجارب التنموية ومع قدوم رياح الوطنية والقومية .نحن أمام مأزق فكري حقيقي كيف نتصالح مع موروثنا الإسلامي ونطلق بالتوازي مسارات النهضة العلمية التي تفترض الإنفتاح ، تلك المعارك التي عاشها الشرق بالتوازي مع نمو الدولة القومية في الخمسينات والستينات ... في تونس اليوم الأستاذ الطالبي هو السابح القديم الجديد ضد تيار المحضور ، الإشكالية ليست مقترنة بشرب الخمر أو البغاء إنما بإحراجات فكرية عميقة لا بد من طرحها على منبر فكري مرموق بعيدا عن ماركيتنغ للسبق الإعلامي فيه أطراف التمييع الفكري للقضية وممثلي الدين المومأسس ، هي مواقع جديدة للدفاع مواقع متأخرة في الفكر الإسلامي لتكريس المحضور جوهرها أزمة حضارية أشبه بسيرورة قاتلة للتقدم مكرّسة للمحضور...
#بسام_الرياحي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟