أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - موسيقى تقشير الموز














المزيد.....


موسيقى تقشير الموز


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4743 - 2015 / 3 / 9 - 14:20
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



حكيَّ أن الإسكندر المقدوني وقد عقد العزم على غزو بابل ، كان قد دعى الى اجتماع في خيمته ، حين دخل عليه أحد قادته وبيده برتقالة ، فصرخ عليه ، أرميها فحين تكون هنا يكون معك سيفك فقط .
أسوق هذه الحكاية وأنا أضع ملفات افتراضية أمام أنظار أولئك الذين يبحثون عن سر سقوط قصور نمرود وصوامع قمحها بيد البرابرة ( الدواعش ) أنهم يحتاجون كثيرا الى شارلوك هومز ليحل عقدتها ، فأنا أعرف أن مدينة هائلة يسرقها في غفلة سرية من الحفاة تفسير سقوطها واحد ، أن مصطبة الرمل الموجودة في غرفة الأركان لم يشرف عليها الإسكندر ، بل كان من يؤشر بعصاه على بوابات الموصل والجهة الرخوة بأتجاه الجزيرة وربيعة والحدود مع سوريا ، كان يتكلم وبيده موزة قشرها لتو الجندي المراسل وحشرها بفمه وهو يعيش زهو شارة الركن ويتخيل ان فرقتين واحدة آلية واخرى مشاة والوف مؤلفة من شرطة تحت أمرة الوالي ( النجيفي ) لن تبعدها عن مواقعها في الجانب الايسر والايمن سرية مختلطة من الحفاة التي قد تشبه تركيب اول فيلق للمرتزقة في العصر الحديث ( الفيلق الفرنسي ) ، عندما أتى أولئك الملتحون وقد نسوا جوازاتهم ( شيشان ، طاجاكستان ، أوزبك ، يمانيون ، وصعايدة ومغاربة .. ومن كل قطر أغنية ) في غرف نومهم في الحسكة ودير الزور وهم لا يصدقون أنهم سيمتلكون بلدا كان سنحاريب يحكم العالم من خلاله .
حزن سقوط الموصل بقشرة موز ، هو حزن لن تشفي غليله لجنة تحقيق وتقصي الحقائق ، لأني أدرك أن العقاب لن يكون بمستوى ضياع البلد ، وأن الاختصاص الدقيق في معرفة العلة غائب وسط الكثير من التجاذبات والخوف من خيال المآته وظله وأشياء أدرك تماما أن سقوطها ليس مرهون برجل بل بوضع نفسي وسياسي عام ، ومن بعضه هذه الكماليات التي تملئ الذوق العسكري والترف الذي جعل أمر الفوج يستلم سبعين راتبا وليس راتبا واحدا.
حزن الموصل تكرر في تكريت ، وفي الأنبار ، وفي شمال ديالى ، وحزام بغداد ، وجراء تلك الملهاة التي لم يكتبها شكسبير أو سعد الله ونوس بل كتبها قشر الموز ، ضاعت منا بلادا كان هيرودوت يقولها عنها :اقرب المياه الى الشهد هي مياه ميزوبوتاميا ، لكنهم قربوها الى علقم الحزن والدمعة والنازحين.
جلب لنا قشر الموز هذا خراب في الخارطة العراقية ، خراب في المتاحف والتراث ، خراب للأديرة والجوامع والكنائس والتماثيل .
جلب لنا ما كان هنيبعل يتمناه لروما .لكن الفرق أن هنيبعل لم يصل الى روما وينال ما يريد ، وداعش وصلت الى الموصل ونالت ما أرادت ، غير أنَ البركة بأخوة هدله ، المحاربون الذين ينتمون الى فيالق سومر ، وكربلاء ، والضلوعية وهيت والأعظمية ، بهم تلك البركة التي جعلت المقدوني يحسب ألف حساب حين اراد بابل له مسكنا.
والآن وقد حدث الذي حدث ، ومثل كل عصر ، قدر هذا الوطن أن يذبحَ القرابين ويمنح الضحايا لأجل استعادة باحة البيت الذي كانت طفولتنا تلعب فيه ( غميضة الجيجو ) .



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توابيت السفر الى أبدية القصب
- لا وقت للوقت في نينوى ...!
- بحيرة البجع والبولشوي في الجبايش
- أركاديا ( الخيال بلون القصب )
- خوليو اجليسياس : شكراً عبادي العماري...`
- أحمد الناصري ، شاكر الناصري ، ( أنا ) الناصري
- الميثولوجيا من سنحاريب الى داعش
- سدخان وشيش خان ومنصور خان....!
- شمعة في نهارٍ مشمس
- حكايات المعدان عن زهرة التوليب
- السنونو وقميصهُ الأسود
- صابئة الاهوار وأهوار الصابئة...!
- أساطير المطرب نسيم عودة
- الظلُ في الظلِ شمسٌ مُستحية................!
- هموم المعدان وعطاس الجواميس
- التصوف بين السياسة والكياسة
- نصيحة النبي العزير
- داعش لا تأكل النساتل والبيتزا
- فنتازيا الحرف السومري ( بين نينوى وعاشوراء )
- ديميس روسوس ..مراثي الناصرية وكافافيس


المزيد.....




- فيضانات غير مسبوقة تجتاح بريتاني الفرنسية والسلطات تدعو للحذ ...
- رئيس أركان الجيش الجزائري يبحث مع وفد -الناتو- سبل تعزيز الح ...
- روسيا تدين أعمال المتمردين في الكونغو الديمقراطية
- رئيس وزراء سلوفاكيا يهدد زيلينسكي بمنع المساعدات المالية لأو ...
- وفد حماس يبحث مع المخابرات المصرية تطورات ملف التهدئة بغزة
- العقل المدبر وراء -ديب سيك-: من هو ليانج وينفينج؟
- بانتظار قرارات القضاء.. البحرية الإيطالية تنقل إلى ألبانيا 4 ...
- احتجاجات حاشدة في دالاس ضد سياسات ترامب للهجرة وترحيل الأسر ...
- العراق.. الأمين العام لمنظمة -بدر- يعلق على إقالة رئيس هيئة ...
- رويترز: صور تظهر تشييد الصين منشأة كبيرة للأبحاث النووية


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - موسيقى تقشير الموز