|
تيار المناضلة بالجامعة يواصل الغرق في وحل الإنتهازية
فؤاد الغفاري
الحوار المتمدن-العدد: 4742 - 2015 / 3 / 8 - 23:40
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
لم نكن لنتناول بالنقاش المبادرة الكاريكاتيرية الفاشلة لمحاولة استنساخ تجربة ندوة 23 مارس 2010 الوحدوية و نشاط لجنة المتابعة الوطنية التي أفرزتها ، التي اتفق على الدعوة إليها باسم أنصار تيار المناضلة بالجامعة ، لولا عملية التوظيف الوقح لاسم لجنة المتابعة الوطنية لخلاصات ندوة 23 مارس 2010 و إدراجه ضمن لائحة الموقعين على نداء صادر عن الأطراف المشاركة في هذه المبادرة، و الحال أن 3 فصائل طلابية من أصل 4 المساهمة في ندوة 2010 و المشكلة للجنة المتابعة لخلاصاتها لم تكن طرفا فيها بل قاطعتها بعد أن رفضت الدعوة الموجهة لها من طرف أنصار المناضلة ، كلجنة و كفصائل مستقلة !
لقد تشكلت لجنة المتابعة الوطنية لخلاصات ندوة 23 مارس 2010 ، بعد أن تمكنت الفصائل الطلابية،القاعديون التقدميون، النهج الديمقراطي القاعدي الماوي ، التوجه القاعدي و الطلبة الثوريون آنذاك ( قبل حدوث الانشقاق داخل الفصيل و استمرار الطرف المتواجد بموقع أكادير داخل اللجنة باسم الطلبة الثوريون أنصار المناضلة) من تحدي كل المعيقات و العراقيل المتراكمة داخل الحركة الطلابية طيلة سنوات طويلة، ممانعة لكل نزوع وحدوي و تنظيمي مسؤول ، و أنجحت الندوة الوطنية المنعقدة بموقع مراكش بالشكل الذي جعل منها حدثا تاريخيا في مسار الحركة الطلابية المغربية .
و قد تمكنت لجنة المتابعة لمدة 4 سنوات من ترك بصمات واضحة في النضال الطلابي على المستوى الوطني ، و فتحت صفحة جديدة في مسار الحركة الطلابية المغربية سواء من خلال الأنشطة الإشعاعية الوحدوية في عدد من المواقع الجامعية و فتحت النقاش حول أوضاع الجامعة و القضايا المرتبطة بها ، خاصة ما يتعلق بالمواضيع التي تناولتها بالنقاش ندوة 23 مارس ، بين أطراف متعددة و مختلفة من حيث التصورات و الرؤى ، لكن في جو من الديمقراطية و الإحترام المتبادل دون إقصاء أو منع لكل الأطراف السياسية و الطاقات الأوطامية ، و في إطار احترام مبادئ الإتحاد الوطني الأربعة. كما ساهمت اللجنة على المستوى الوطني و بشكل خاص في المواقع الجامعية التي تنشط بها الفصائل المشكلة لها في قيادة و تأطير المعارك النضالية الطلابية بنفس وحدوي و كفاحي ، توج بالوقفة الإحتجاجية الوطنية أمام مبنى البرلمان في 23 من مارس 2015 .
لقد أسست ندوة 23 مارس 2010 و لجنة المتابعة الوطنية المنبثقة عنها لمسار توحيد الحركة الطلابية التقدمية على طريق إعادة بناء الإتحاد الوطني لطلبة المغرب وفق أسس ديمقراطية كفاحية بنجاح، لكنها استنفذت إمكانياتها في هذا المجال كلجنة مشكلة من ممثلي فصائل محددة و تعمل على ملفات محددة قدمت كل ما يمكن تقديمه في هذا الإطار من طرف لجنة تنسيقية ، بما يفتح الباب أما الفصائل الطلابية المشكلة لها و غيرها من الفصائل المكافحة و المؤمنة بخيار توحيد الفعل النضالي الطلابي محليا و وطنيا و إعادة بناء أوطم ديمقراطيا قاعديا لفتح النقاش و التداول حول الأشكال التنظيمية و التنسيقية الكفيلة بالبناء على ما راكمته تجربة ندوة 2010 و لجنة المتابعة و الرقي بمستوى التنسيق و توسيعه باتجاه باقي الفصائل المعنية به و التدقيق في المسؤوليات و الإلتزامات المتبادلة بينها و مضاعفة تأثيره في الساحة الجامعية .
و إذا كانت أشكال التنسيق و الوحدة النضالية بين فصائل الحركة الطلابية التي عرفتها أغلب المواقع الجامعية هذا الموسم الجامعي خلال المعارك النضالية أو الأنشطة الإشعاعية أو خلال حملات التضامن الوطنية مع معتقلي أوطم و كافة المعتقلين السياسيين و ضد الإنتهاكات القمعية للحرم الجامعي و قمع الطلاب ... تشكل جوا مناسبا لاستئناف النقاش الفصائلي و الطلابي حول آفاق العمل الوحدي ، فإن ما أقدم عليه تيار المناضلة بالجامعة من توظيف انتهازي للجنة المتابعة الوطنية لخلاصات ندوة 23 مارس 2010 عبر الزج بها بين أطراف موقعة على نداء للمشاركة في شكل غير محدد أمام البرلمان ! مرفوقة بعبارة ، الطلبة الثوريون - أنصار تيار المناضلة ، بين لامتين . يشكل محاولة للتشويش و الإرباك لهذا الوضع الإيجابي للعمل الطلابي الوحدوي ، و استفزازا للفصائل الطلابية المشكلة للجنة و الرافضة للمشاركة في اللقاء الذي أنتج هذا النداء.
إن تيار المناضلة الذي سبق له أن اختار الإنعزال عن التوجه العام للفصائل الطلابية خلال خطوته الخيانية لأوطم و مبادئه و تاريخه و تضحياته و شهدائه عندما جالس ممثلي القوى الظلامية الرجعية بالجامعة للتداول في قضايا الحركة الطلابية كواجهة مزورة لإخفاء تجريب وصفات التنسيق و الوحدة مع القوى الظلامية الرجعية بالجامعة انسجاما مع ممارسات التيار خارجها ، يواصل الغرق في وحل الممارسات الإنتهازية ، خطوة بعد أخرى . ففي الوقت الذي كان منتظرا أن يتقدم بتحديد موقف واضح تجاه القوى الظلامية في نسختيها ، شبيبة حزب العدالة و التنمية المروجة لإقبار أوطم و استبداله بملحقتها المسماة منظمة التجديد الطلابي ، و من تحاول السطو على أوطم و إفراغه من مبادئه و مواقفه و تضحياته ليصبح واجهة لجماعة العدل و الإحسان الإجرامية بالجامعة. ها هو يقفز إلى الأمام في الفراغ ( و له كل الحق في ذلك ) من خلال طرح مبادرة تحاكي تجربة ندوة 23 مارس 2010 و وقفتها الإحتجاجية التاريخية أمام البرلمان 23 مارس 2015، لكن ما لا يحق له مبدئيا هو تحويل لجنة المتابعة إلى ماركة تجارية يوظفها لترويج بضاعته الفاسدة و المرفوضة. و هو بذلك يضرب بعرض الحائط كل الخطابات التي يلوكها في البيانات و المقالات المدبجة حول النضال من أجل توحيد الحركة الطلابية و التنسيق بين فصائلها التقدمية ، ليتقدم خطوة أخرى في وحل الإنتهازية بعد خطوة مشاركة القوى الظلامية الرجعية في ندوة بالحي الجامعي بطنجة السنة الماضية .
#فؤاد_الغفاري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي تعمل من أجل إنجاح الإضراب الع
...
-
تعليم: نقابات تحذر الحكومة ووزارة التربية من أي محاولة للتم
...
-
تيار البديل الجذري المغربي// موقفنا..اضراب يريدونه مسرحية ون
...
-
استمرار احتجاجات ألمانيا ضد سابقة تعاون المحافظين مع اليمين
...
-
رائد فهمي: أي تغيير مطلوب
-
تيسير خالد : يدعو الدول العربية والاسلامية الانضمام إلى - مج
...
-
التخطيط لمظاهرات في ألمانيا لمناهضة التعاون مع اليمين المتطر
...
-
Al-Sudani and Keir Starmer’s meeting – and male hypocrisy!
-
هيئة الدفاع في ملف الشهيدين شكرى بلعيد ومحمد البراهمي تعلق ح
...
-
مقترح ترامب للتطهير العرقي
المزيد.....
-
مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية
...
/ وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
-
عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ
...
/ محمد الحنفي
-
الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية
/ مصطفى الدروبي
-
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني
...
/ محمد الخويلدي
-
اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963..........
/ كريم الزكي
-
مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة-
/ حسان خالد شاتيلا
-
التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية
/ فلاح علي
-
الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى
...
/ حسان عاكف
المزيد.....
|