أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هشام القروي - التطرف الإسلامي















المزيد.....


التطرف الإسلامي


هشام القروي
كاتب وشاعر وروائي وباحث في العلوم الاجتماعية

(Hichem Karoui)


الحوار المتمدن-العدد: 1322 - 2005 / 9 / 19 - 10:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قلق مشترك عند الشعوب الإسلامية والغربية

من الواجب أن نذكر أولا بأن استطلاعات الرأي لا يمكن أن تعتبر المقياس الوحيد ولا الأدق لمعرفة اتجاهات الرأي العام, ولكنها بلا شك من مناهج العلوم الاجتماعية التي لا يمكن التغاضي عنها ولا استبدالها. فهي الى حد الآن من أفضل الطرق لتحسس ما يجري في مجال يعرف عادة بسرعة تقلبه.
وقد توصل استطلاع الرأي، صدر في واشنطن في شهر جويلية/ تموز, عن مشروع بو للتوجهات العالمية، إلى أن اتجاها متزايد الأهمية في دول ذات أغلبية مسلمة وجد أن الديمقراطية يمكن أن تعمل بشكل جيد في بلادهم، وأن وجود دور أكبر للإسلام في الحياة العامة –مع استثناء لبنان وتركيا– هو شيء جيد. و مشروع بو للتوجهات العالمية مقره واشنطن، ويرأسه كل من وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين أولبرايت، وسفير الولايات المتحدة السابق في الأمم المتحدة جون دانفورث.
غطى الاستطلاع –الذي جاء في تقرير من 50 صفحة بعنوان "التطرف الإسلامي: قلق مشترك عند الشعوب الإسلامية والغربية"– نتائج الاستفتاء الذي تم هذا الربيع والذي شارك فيه حوالي 17 ألف شخص في 17 دولة حول العالم، ومن بينها الولايات المتحدة. فالدول ذات الأغلبية المسلمة التي شملها استطلاع الرأي هي: إندونيسيا والأردن ولبنان والمغرب وباكستان وتركيا. أما الدول غير الإسلامية التي شملها الاستطلاع فهي بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا والهند وهولندا وبولندا وروسيا وأسبانيا والولايات المتحدة.
فبينما عبر معظم الذين شاركوا في استطلاع الرأي في الدول ذات الأغلبية المسلمة عن قلقهم من أن التطرف يمكن أن يقود إلى العنف، و التقليص من الحريات الشخصية ، وزيادة الانقسامات الداخلية، وإعاقة التنمية الاقتصادية، فإن الرأي المتوازن كان أن الإسلام يلعب دورا سياسيا أكبر في بلادهم، وهو تطور رحبت به الأغلبية، لكن تركيا كانت الاستثناء الواضح بهذا الشأن، حيث انقسم الرأي حول هذا السؤال.
وعلى الجانب الآخر وُجد في الدول غير الإسلامية أن المخاوف من التطرف الإسلامي كانت مرتبطة بشدة بالقلق من أن المسلمين الذين يعيشون في هذه الدول يرفضون أن يتم استيعابهم، وأنهم كانوا في الحقيقة يكتسبون إحساسا أقوى بالهوية الإسلامية، وهو تطور تم النظر إليه بشكل سلبي خصوصا في فرنسا وألمانيا وهولندا. وقد وجد الاستطلاع أيضا انقساما في العالم الإسلامي حول معنى "التطرف الإسلامي"، بين هؤلاء الذين قاموا بتعريفه بأنه "التخلص من نفوذ غير المسلمين بطريق العنف"، وأولئك الذين عرفوه بأنه فرض الأحكام الصارمة للشريعة.
لكن القلق من التطرف الإسلامي، مهما كان تعريفه، كان على أشده في المغرب، وباكستان، وتركيا، وبين المسيحيين في لبنان، فيما اعتُبر هذا الخطر أمرا لا يُعتد به في الأردن وبين اللبنانيين المسلمين. فعند سؤال المشاركين في الاستطلاع عن أسباب التطرف الإسلامي في بلادهم، كانت إجابة الأكثرية في لبنان والأردن هي "السياسات الأمريكية والنفوذ الأمريكي"، بينما قالت أكثرية مشابهة في المغرب وباكستان إن الأسباب هي "الفقر ونقص فرص العمل".
وفي نفس الوقت وجد استطلاع الرأي أن تأييد الإرهاب وغيره من أشكال العنف قد انحدر في الأغلب في العالم الإسلامي مقارنة بعام 2002 عندما طرح مشروع بو للتوجهات العالمية السؤال أول مرة. وقد هبطت نسبة المشاركين في الاستطلاع الذين وافقوا على أن "العنف ضد المدنيين غالبا أو أحيانا ما يكون مبررا" من 73 بالمائة إلى 38 بالمائة بين المسلمين اللبنانيين خلال الثلاث سنوات، ومن نسبة 33 إلى 25 بالمائة في باكستان، ومن 27 إلى 15 بالمائة في إندونيسيا. لكن النسبة ظلت ثابتة حول 14 بالمائة تقريبا في تركيا، في حين أنها ارتفعت من 43 بالمائة إلى أغلبية بلغت 57 بالمائة في الأردن.
أما بالنسبة لمكانة بن لادن فقد قال الاستطلاع إنها قد تحسّنت بين عامي 2003 و2005 في الأردن؛ حيث قال 60 بالمائة إن لديهم "بعضا" أو "كثيرا" من الثقة في زعيم القاعدة كقائد عالمي، وهي نسبة ارتفعت عن نظيرتها منذ عامين حيث بلغت حينئذ 55 بالمائة. وقد تحسنت مكانة بن لادن في باكستان أيضا حيث ازداد التأييد له من 45 إلى 51 بالمائة. ومع هذا فقد أظهر الاستطلاع في الدول الثلاث الأخرى هبوط صورة بن لادن بنسبة 23 نقطة في كل من إندونيسيا (من 58 إلى 35 بالمائة)، وفي المغرب (من 49 إلى 26 بالمائة)، بينما انخفضت نسبة هؤلاء الذين عبروا عن ثقتهم به في تركيا ولبنان إلى ما دون العشرة بالمائة.
وقد توصل الاستطلاع أيضا إلى أن الرأي العام في الغرب عموما لديه صورة طيبة عن المسلمين أكثر مما يحمله المسلمون في العالم الإسلامي تجاه المسيحيين، وتجاه اليهود على وجه الخصوص. فقد تفاوتت نسبة الغربيين الذين قالوا إن لديهم صورة طيبة "جدا" أو "إلى حد ما" عن المسلمين ما بين نسبة منخفضة بلغت 40 بالمائة (في ألمانيا) إلى نسبة عالية بلغت 72 بالمائة (في بريطانيا).
وفي نفس الوقت قال 58 بالمائة من الأردنيين والإندونيسيين إن لديهم صورة طيبة عن المسيحيين، وهو رأي أيدته نسبة الثلث فقط من المغاربة، ونسبة أكبر قليلا من الخمس عند الأتراك والباكستانيين. أما اللبنانيون فقد كانوا هم الاستثناء في هذا الشأن؛ إذ قال 91 بالمائة منهم إن لديهم شعورا إيجابيا تجاه المسيحيين.
وفي حين قالت أغلبية المشاركين في الاستطلاع في أمريكا الشمالية وأوروبا إن لديهم وجهة نظر طيبة "جدا" أو "إلى حد ما" تجاه اليهود –وهي نسبة وصلت إلى 85 بالمائة (في هولندا)– إلا أن 18 بالمائة فقط من الأتراك أيدوا وجهة النظر هذه، وكانت هذه هي أعلى نسبة. وقد اتفق مع هذا الوصف 13 بالمائة من الإندونيسيين، و8 بالمائة من المغاربة، 5 بالمائة من الباكستانيين، بينما في الأردن ولبنان كانت "كراهية اليهود هي السائدة" حسبما قال التقرير، والذي أضاف أن 99 بالمائة من الشعب في البلدين قالوا إن لديهم وجهات نظر "معارضة جدا" لليهود.
وعلى نحو مماثل، عندما سئل المشاركون في الاستطلاع في الدول غير الإسلامية أي الأديان يُعتبر أكثر عنفا، أجابت أغلبية كبيرة تتراوح بين 61 بالمائة (في كندا) و88 بالمائة (في هولندا) بأنه الإسلام، بينما كانت إجابة أغلبية مشابهة في الدول الإسلامية هي اليهودية. وكان الاستثناء الوحيد في هذا هو تركيا؛ حيث أجاب 46 بالمائة من المشاركين في الاستطلاع بأنه المسيحية مقارنة بـ20 بالمائة أجابوا بأنه اليهودية. وفي الهند قال ستة من كل عشرة (61 بالمائة) إن لديهم وجهات نظر طيبة عن المسيحيين، بينما انقسمت آراء الأغلبية الهندوسية في الهند تجاه المسلمين عند نسبة 43 بالمائة، أما اليهود فقد كانت نسبتهم أسوأ بكثير؛ حيث عبر 28 بالمائة فقط من الهنود عن آراء طيبة نحوهم.
وعلى الجانب الآخر عبر المشاركون في الاستطلاع من الصينيين عن وجهات نظر طيبة تجاه اليهود بنسبة بلغت 28 بالمائة، والتي زادت عن نظيرتها تجاه المسيحيين (حيث بلغت 26 بالمائة)، وتجاه المسلمين (حيث بلغت 20 بالمائة).



#هشام_القروي (هاشتاغ)       Hichem_Karoui#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما تعنيه الورطة الأميركية في العراق
- الجامعيون العراقيون يدينون العنف
- تركيا -تزكي- باكستان لدى اسرائيل
- هل يعيد النفط السلام الى دارفور؟
- أوروبا تتراجع واميركا تهدد وايران تتحدى
- ماذا بعد الانسحاب من غزة؟
- الارهاب يتجاوز الحدود
- العلاقات السودانية - الأمريكية : العالم ليس أبيض وأسود
- عن الانسحاب من غزة
- تقرير دويلفرعن خطة صدام لحرب العصابات
- على سوريا أن تحمي كبار مثقفيها من المتطاولين
- من انقلاب الى آخر
- مشكلة الغرب النووية مع ايران
- ما وراء فك الارتباط في غزة
- شاتهام هاوس : عملية لندن سببها العراق
- هل نعود الى -حق الأقوى- ؟
- الاعتذارعن الأذى لا يبطل نتائجه ينبغي التعويض
- تصعيد أمريكي- ايراني
- من نتائج رفض الدستور الآوروبي الازمة بين لندن وباريس
- الإسلام السياسي والغرب


المزيد.....




- السيسي يناقش -خطة غزة- مع رئيس الكونغرس اليهودي وولي عهد الأ ...
- الرئاسة المصرية تكشف تفاصيل لقاء السيسي ورئيس الكونغرس اليهو ...
- السيسي يؤكد لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي على عدم تهجير غزة ...
- السيسي لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي: مصر تعد -خطة متكاملة- ...
- الإفتاء الأردني: لا يجوز هجرة الفلسطينيين وإخلاء الأرض المقد ...
- تونس.. معرض -القرآن في عيون الآخرين- يستكشف التبادل الثقافي ...
- باولا وايت -الأم الروحية- لترامب
- -أشهر من الإذلال والتعذيب-.. فلسطيني مفرج عنه يروي لـCNN ما ...
- كيف الخلاص من ثنائية العلمانية والإسلام السياسي؟
- مصر.. العثور على جمجمة بشرية في أحد المساجد


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هشام القروي - التطرف الإسلامي