رائف بدوي .. المُمات كل يوم، كيف ننساه..؟ مملكة إبليس وصليب يوم الجمعه...

ارنست وليم شاكر

الحوار المتمدن-العدد: 4740 - 2015 / 3 / 6 - 19:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

رائف بدوي .. المُمات كل يوم، كيف ننساه..؟
مملكة إبليس وصليب يوم الجمعه....

السعودية هي صناعة تنظيم أخواني وهابي قبل أن يولد حسن البنا بمائة عام .. وقد عاد بعد أن هزمه ابراهيم باشا الابن البكر لمحمد على شر هزيمة وفي عقر داره وعلى رمال الصحراء .. ولكنه – التنظيم الإخواني الوهابي - عاد والعود غير أحمد، كعودة الداء ، فعاد الوباء ثانية فطفح علينا دولة اسمها آل سعود، دولة القبيلة التي في ظلال خيمتها صار الشعب قطيعا يسعى مع البعير .. وتساق كما تساق الإبل...

ترعرع الارهاب تحت جناحيها، فهي ، أي دولة آل سعود - سَاقيته ومُطعمته حتى طغت فحولته ، فصار خطرا على شرف كل معنى مقدس، بذل الإنسان قرون من تاريخه حتى يصل إليه.. وصار تهديدا لكل قيمة راقية تنويرية توافقت البشرية عليها، فصار العدو الأول للعهد الإنساني الجديد المتجدد ، الذي تجله البشرية المتصالحة مع نفسها في قوانين حقوق الإنسان ، وهو : حرية، مساواة، اخاء...

هذا الفحل النجس الذي ربته السعودية وعلى ركبتيها تلفظ بأول جمله الكفرية وهو يرضع الحليب الوهابي الأسود والأحمر ... بلغ فجوره أنه يريد الآن أن يفجر بأمه .. وقلب النظام الذي رعاه صغيرا ، نظام آل سعود ومن لف لفيف آل سعود لا عليهم السلام ولا رأت أعينهم النور .. وقد كحلوا العيون بسواد نفطهم الخبيث ودولاراتهم العاهرة ... وبعد أن رأت أم الإرهابي –السعودية - أبنها الفحل يتسلل إلى فراشها الخبيث لا للفحشاء والفجور ، وقد اعتادت عليه ، ولا بأس به وهي الفاجرة التي أكلت الإثم ومسحت فاها وادعت أنها لم ترتكب شرا، وأنها خادمة الحرمين وحامية حمى الدين .. بل جاءها بكرها النجس ليقتلعها من خيمتها الداعرة وليقتلها وينزع مصاغها عنها ويجردها من ثوبها النفطي المريح في لزوجته الدنسه .. ارتاعت الأم الفاسقة وراحت تستجير بمن كانت على وشك أن تدمرهم..

فراحت تمول الدول التي تكافح الإرهاب .. وتنضم لمسيرات الدول الراقية التي بلغها فجور أبنها البكر ، الفحل الغبي، الخارج من بين ساقيها والمترعرع في خيامها .. ومَن شابه أمه فما ظلم .. ولكن تموت العاهرة ووسطها يلعب .. فهي تشارك في مظاهرات كلنا شارلي وتخرج "المنشتات" الرئيسية لصحفها القومية تندد بالإرهاب، وتزرف دموع التماسيح على مَن قتل نتاج فكرها الوهابي السلفي لأخواني المعجون بنفط أسود وحطب من جهنم وكان ثالثهما شيطان..
وفي ذات اللحظة يحكم على رأئف بدوي بأبشع العقوبات البربرية لأزمنة ما قبل الجاهلية.. ولذات التهمة التي قتل بسببها صحافي ورسامي شارلي إبيدو .. فرائف هذا يموت بأبشع موتة .. فهو في سجون السعوديه وما أدراك ما هي سجون السعودية !! .. ثم يجلد 1000 جلدة .. 50 جلدة كل يوم جمعة أمام المؤمنين لا بيض الله وجوههم الكالحة العفرة، وهم خروجا بعد صلاة الجمعة يستمتعون بالشريعة المطبقة في ارض الحرمين ..

فالموت بالرصاص أهون 1000 مرة .. فهل مَن يموت بالتعذيب والتمثيل بجثته وهو حي كمن ضرب بالرصاص فلاقى ربه في لحظات؟!!... وهل الموت في طرفة عين ، وبطلقة نار، كالموت تحت نظرات الهمج وهم خروج كل جمعة ليروحوا عن نفوسهم الضالة بنات إبليس في علاه ؟!!... وهل موت الرجل وهو واقفا كالمجرور آلاف المرات ليُلهب ظهره السياط .. فيعالج بعدها ليضرب من جديد ، وهكذا دواليك .. أو يقولون عن جهنم أنها بعد الأخرة؟!! .. فأنتم جهنم وأنتم زبانيتها .. .. أكلما حرقتم بالسياط ظهره، تأتونه جلد جديدا ليحرق بنار همجيتكم العتيدة العتيقة، والتي تخلت حتى ذوات الأربع عنها وأنتم بها تفاخرون .. فلتلعنكم السماء ما بقيت سماء .. وإن لم تلعنكم فما عدت أعترف بها سماء وأني لأول الكافرين بسموها ولو بلغت من العلو علوا يفوق القياس بألف قياس ...
أتغمض الدنيا عيونها ؟!! .. أين ضمير البشرية؟!! الضمير الذي أبدع فأخرج قوانيين حقوق الإنسان.. هل أعمى النفط الضمير بعد العيون؟!!

لقد مات مَن مات بالأرهاب ... ولنا وقفة .. وللتصدي واجب وقضاء قبل أن تقلب الأرض وما عليها ومَن عليها، ويصير عاليها في أسفل السافلين .. ولكن مَن مات مات .. ولكن المُمات كل يوم كيف ننساه؟ الإنسان الحي الشهيد الممات كل يوم في ذل وفي عذاب : رائف بدوي .. أنه يعيش صليب يوم الجمعة المتجدد حتى القضاء .. أنه الحُسين يعاد إنتاجه حتى لا ينقطع البكاء .. لقد أدمنا البكاء .. وعشقنا اللطم .. ننتحب حتى الثمالة .. تُيمنا بالعذاب ... والعجيب أننا نبكي بكاء الفاجرة عندما تحلف بشرفها، وقد أنقطع حبل الشعور الرابط بين العين والقلب .. ولكنا مصرين أن نبكي ونلطم وقد انقطع الإحساس .. ما أعجبنا كائنات ناطقة بالخداع كما تتنفس الهواء وتشرب الماء وتعتاد لعق التراب ...

كلنا مجرمون أفرادا ومنظمات ، دول وقارات .. حتى السماء صارت مجرمة في صمتها المريب .. هذه ليست حكمة بل بلاهة ، فهل عقل أصحاب الألباب !!

#ارنست_وليم_شاكر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات