هيثم بن محمد شطورو
الحوار المتمدن-العدد: 4740 - 2015 / 3 / 6 - 13:18
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
"يا أيها الناس اتـقوا ربكم الذي خلقكم من نـفس واحدة و خلق منها زوجها و بث منهما رجالا كثيرا و نساء".
و جل ما يسحـرني في هذه الآية الكريمة من سورة النساء هي الربط الواضح بين التوجه إلى الله الموصوف باتـقـائه و بين الأخذ بعين الاعتبار حقيقة وحدة الوجود الإنساني. الإنسان المنحـدر من وحدة واحدة تعـددت فيما بعد نـتيجة التـزاوج. هذا الوجـود المنطـلق من النـفس الواحدة التي بزغ منها نـقيضها لترحل في صيرورة التـفاعل للتـوالد..
و نقرأ هنا منطـقا مناقضا للإسلام التـقـليدي و الاسلامويات الداعـشية منها و المعتـدلة. فيا أيها الناس هي بما فيهم قبائـل وسـط إفـريقيا ذات الأديان المختـلـفة، أما الإسلام التـقـليدي فإقصائي و يكـفر حتى اليهودي و المسيحي و يضعه في مرتبة أدنى برغـم انه من أهل الكتاب و لهم رسل من عند الله..
تضرب هذه الآية كل التـقـسيمات و التصنيفات الاسلاموية السياسية منها و الثـقافية العامة. و المعيار الوحيد بين الناس هو اتـقاء الله الذي خلـقـنا من نـفـس واحـدة. فهي فتح على النظرة الإنسانية. أما نظرية التسامح الإسلامي مع الآخر فهي ضرب من العهر الفكري المفضوح. فالمتسامح ينـطلق من كونه هو الأفضل و الاصوب و الآخر هو الأدنى و المخطئ. بينما نحن كـنـفـس واحـدة مثـلما خلـقـنا الله فلا أفضلية لمسلم على مسيحي أو يهودي أو بوذي إلا بتـقوى الله..
#هيثم_بن_محمد_شطورو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟