|
ستسمع لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي
مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب
(Moustafa M. Gharib)
الحوار المتمدن-العدد: 1321 - 2005 / 9 / 18 - 12:03
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هل ستبقى دماء العراقيين الابرياء تذهب هدراً؟ كل يوم يطل على العراقيين وبالذات الكادحين منهم يحمل الدم والدمار وكأن قدرهم اصبح في يد القتلة الذين لا ذمة ولا ضمير عندهم، يقتلون الفقراء الكادحين معبرين عن حقدهم وانانيتهم تجاه هذه الجمهرة التي لا حول ولا قوة لها الا سعيها من اجل تأمين لقمة العيش لأسرها في هذه الاوضاع المعاشية السيئة فقد دلت التفجيرات الأخيرة التي ازدات كما ونوعاً على مسألتين مهمتين الاولى ضعف حكومة الجعفري المنقسمة على نفسها والثانية على مدى استهتار قوى الارهاب بالشعب وبالحكومة.. ان ضعف حكومة الجعفري المنغلقة على نفسها والتي لا تتمتع بقدرات مؤسساتية متماسكة ووجود ثغرات كثيرة في ادائها السياسي والامني والوظيفي جعلها تراوح في مكانها وهذا الضعف هو امتداد طبيعي لضعف الحكومات السابقة وليس العكس ومن يحاول ان يبرر لحكومة علاوي امكانياتها وتعظيم قوتها فأنه يبالغ في الامر لأن القوى المعادية للعملية السياسية كانت وما زالت تسرح وتمرح حسبما تريد ولم تستطع الحكومتان ان تأخذا زمام المبادرة على الرغم من الاموال الطائلة التي صرفت على تقوية الشرطة والجيش وبمساعدة القوات متعددة الجنسيات، القوى التي تتبنى الاعمال المسلحة والتفجيرات المختلفة تبدو اليوم اكثر امكانيات عن السابق وهذا دليل آخر على استمرار تردي الوضع الامني وبهذه المعادلة تبدوا الامال التي راودت اكثرية الجماهير باستقرار الامن وعودة الحياة الطبيعية والتخلص من آثار الحكم الشمولي اصبحت في مهب الريح، ففي كل يوم تجد القتل والاختطاف والاغتيالات والتفجيرات تلاحقهم وتدمر محلاتهم ودورهم وتجعلهم يعيشون حالة من الخوف والهستريا وتثكك النساءالعراقيات اللواتي قاسين من شظف العيش والحصار الاقتصادي والحروب الصدامية القذرة وكل مآسي النظام الشمولي السابق برجالهن واولادهن واخوتهن وقد يكون احد هؤلاء معيل اساسي لهن في هذه الحياة الصعبة وكانت قمة هذه التفجيرات ومآسيها منذ حادثة جسر الائمة وتفجيرات الاربعاء في 14 / 9 / 2005 وما بعدها عبارة عن حرب قذرة يقودها الارهابين ضد ابناء الشعب العراقي وبخاصة كادحيه وكأنهم يوزعون انتقامهم وغلهم بالتساوي عليهم فمرة في اسواق الحلة واخرى في الاماكن الشعبية في البصرة واخرى في اسواق اربيل وتارة في الكاظمية والزعفرانية والشعلة والكرادة ومناطق شعبية اخرى او ضد مراكز الشرطة ولم تسلم من اعمالهم اللاانسانية حتى المستشفيات والجوامع والمساجد والكنائس وغيرها من اماكن العبادة اما ادعاءاتهم بتحرير العراق من القوات الاجنبية فهي كذب وافتراء بل ان الحقيقة تقول انهم يقتلون ابناء الشعب ويخربون البنى التحتية وليس كما يدعون انهم ضد القوات الاجنبية المحتلة، ولا يسعنا الا ان نقول ان الحكومة على الرغم من التبرعات لشهداء هذه المجاز البشرية تقف موقفاً ضعيفاً تجاه هذه الاحداث وتتميز في سياستها الضيقة لفئة حزبية دون غيرها وتحاول كسب الوقت من اجل انهاء فترة ادارتها للسلطة وهي مستفيدة ذاتياً وليس للمصلحة العامة ولقد ظهرت جميع الاستفتاءات بخصوص اداء الحكومة وضعفها مؤكدة تحميل حكومة الجعفري ضعف اجراءاتها الامنية .. والا كيف يفسر تزايد العمليات الارهابية على الرغم من توسع المؤسسات الامنية من الشرطة والجيش والاستخبارات والى جانبها القوات المتعددة الجنسيات ؟ وكيف ينظر المرء الى ملايشياتهم المسلحة التي تجوب الجنوب والوسط والكثير من مناطق بغداد والتتفخيخات تقوم على قدم وساق بدون رصد او كشف او ملاحقة الارهابين المتخفين تحت ستار الدين الاسلامي وهم مجموعات متناقضة تضم الى جانبها بقايا النظام البعثفاشي ؟ يدعي البعض وهو قمة الغباء الامني ان تنظيف مدينة تلعفر من الارهابيين وملاحقتهم في اماكن عدة جعلتهم في وضع ضعيف وهو على حد قول احد كتابهم " الغركان يتشبث بقشة فهم ينازعون في النفس الأخير ولهذا شنوا هذه التفجيرات لتقوية عزائم انصارهم " نقول ان هذا التحليل الساذج لا يمكن ان ينطلي على احد ومدح اداء حكومة الجعفري او الجعفري نفسه لا يخفي مدى ضعفها وضيقها ومدى رداءة ادائها السياسي والامني ، اما المزايا الشخصية التي تُلبس لهذا المسؤول وغيره فأن جميع العراقيين الشرفاء يتميزون بها وهذه المزايا الحميدة التي يقص فيها وكأنها مآثر كبيرة لا يتمكن عليها احد لا تغني الشعب من جوع او فقر او ارهاب. لأن دماء العراقيين تذهب هدراً حيث يتيتم الاطفال وتثكل النساء ويقتل الشباب والرجال والاطفال والشيوخ وتفقد العوائل الفقيرة معيليها ويعم الخراب ويدفع الملايين من الناس ضريبة الدم بدلاً عن الذين يختفون خلف افواج من الحمايات المختلفة ولا يهمهم سوى التنازع على السفر الى خارج البلاد بحجة المهمات الرسمية وغير الرسمية وتراهم يتسابقون من اجل اللقاءات والتصريحات الاعلامية المختلفة.. ان الذي نقوله الآن قلنا اكثر منه في السابق وقد كانت أصوتنا صراخاً واحتجاجاً مطالبين بضرورة حماية المواطنين الابرياء وبخاصة العمال والكسبة الكادحين والجماهير الشعبية التي تجابه الارهاب وهي الضحية الاولى له وخلال اكثر من سنتين طالبنا بدور للجماهير في عملية التصدي من خلال تحقيق مصالحها الحيوية وبخاصة قضاياها الاقتصادية والمعاشية وتحقيق الديمقراطية واحترام الرأي الآخر وعدم التجاوز على حقوق الانسان فكانت اصواتنا تضرب بعرض الحائط واحتجاجاتنا تفسر وكأننا اعداء متربصين للذين يقودون السلطة من القوى الاسلامية في الائتلاف العراقي ولهذا يحق قول الشاعر فيهم : ستسمع لو ناديت حياً ــ ولكن لا حياة لمن تنادي.
#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)
Moustafa_M._Gharib#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دولة واحدة لا دويلات متداخلة حسب المصالح الحزبية
-
التصيد في المياه العكرة ومأساة جسر الأئمة
-
الدوائر الانتخابية ورؤية المفوضية العليا المستقلة للإنتخابات
...
-
عمليات الفساد والتمييز ضد المواطنين والقوى الديمقراطية
-
مواقف سياسية وثقافية أكثر من مريبة
-
طارق عزيز بريء كلّ البراءة ونظيف اليدين زيادة
-
وأخيراً.. ها هي مسودة الدستور امامكم لعلكم تعقلون
-
هل ستضيع حقوق الناس بهدوء...! ولكن التاريخ لن يرحم
-
لا..للمساواة بين المــرأة والرجـــل
-
ايران ــ لماذا الإصرار على القنبلة النووية بحجة الطاقة؟
-
فيدراليــة للشيعة أم ضد مطالب الكرد وفيدراليتهم.. يكــاد الم
...
-
رحلـــة الكاتب حسن اللواتي للبحث عن الذات في الألم واللذة
-
ليكن الدستور القادم عراقياً فدرالياً تعددياً كي يبقى العراق
...
-
الطائفية المبررة في طلب الحصانة ومساعٍ أخرى للتشابه بثوب جدي
...
-
لتكن حقوق المرأة في الدستور مسؤولية كل الضمائر الحية
-
دعـــــاء زكيـــة
-
ايتها الدول العربية ايتها الحكومات العربية هذا هو الارهاب
-
المحـاولة الثانية لإغتيال الزعيم عبد الكريم قاسم
-
نهــج جديد لكنه في الجوهــر من الرحم القديم
-
التطرف الديني ـــ السلفي، الاصولي.. وصنوهما الارهاب الحالي
المزيد.....
-
شاهد لحظة قصف مقاتلات إسرائيلية ضاحية بيروت.. وحزب الله يضرب
...
-
خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
-
وساطة مهدّدة ومعركة ملتهبة..هوكستين يُلوّح بالانسحاب ومصير ا
...
-
جامعة قازان الروسية تفتتح فرعا لها في الإمارات العربية
-
زالوجني يقضي على حلم زيلينسكي
-
كيف ستكون سياسة ترامب شرق الأوسطية في ولايته الثانية؟
-
مراسلتنا: تواصل الاشتباكات في جنوب لبنان
-
ابتكار عدسة فريدة لأكثر أنواع الصرع انتشارا
-
مقتل مرتزق فنلندي سادس في صفوف قوات كييف (صورة)
-
جنرال أمريكي: -الصينيون هنا. الحرب العالمية الثالثة بدأت-!
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|