نصر اليوسف
(Nasr Al-yousef)
الحوار المتمدن-العدد: 4738 - 2015 / 3 / 4 - 17:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أدرك المحللون الروس؛ المتتبعون لمفاوضات تقليص الأسلحة الاستراتيجية بين روسيا والولايات المتحدة، أدركوا أن واشنطن مستعدة ـ فعلاً ـ للتخلي نهائيا عن السلاح النووي، في حال انضمام كل القوى النووية الأخرى إلى معاهدة بهذا المضمون.
وأوضح أولئك المحللون أن ذلك لا يعني مطلقا أن الأمريكيين أصبحوا فجأة حمائم سلام، بل لأنَّ تفوقـَهم، الذي لا يشق له غبار، على صعيد الاسلحة التقليدية، يكفل لهم استمرار هيمنتهم على العالم.
والأمر نفسه ينسحب على المفاوضات الجارية بين "السداسية الدولية" وإيران حول برنامج الأخيرة النووي.
فليس من المستبعد أن توافق إيران على التخلي عن مخططاتها الرامية إلى امتلاك السلاح النووي، إذا تمكنت من التوصل إلى "صفقة"؛ تكفل لها الهيمنة على منطقة الخليج والشرق الأوسط. وثمة مؤشرات تدل على أن القوى الفاعلة على الساحة الدولية، أصبحت على قناعة بأن إيران انتزعت الحق في بسط همينتها على المنطقة، وأن العرب لن يكونوا أنداداً لها في المستقبل المنظور، نظرا لحالة التشتت والتناحر التي يعيشونها.
وبهدف التوصل إلى "الصفقة" المنشودة، فتحت طهران قناة تفاوضية سرية مع واشنطن، في إطار عملية واسعة أطلقت عليها تسمية "ربط الخيول".
ويستفاد من التسريبات والتلميحات التي تصدر عن الأطراف المنخرطة في مفاوضات "النووي الإيراني" أن الطموحات والمطامع الإيرانية في طريقها إلى التحقق.
ويستشف من التصريحات المرافقة للمفاوضات أن العرب لن يعرفوا أبدا كل بنود "الصفقة" المرتقبة. ذلك أن نظام الملالي؛ المبني أصلاً على الباطنية والتقية، سوف يستمر في إخفاء المخططات التي يـُبيتها للمنطقة العربية، وفي التظاهر بحرصه على إقامة علاقات حسن جوار، أو حتى صداقة، أو حتى أخوة إسلامية.
والغرب، وعلى رأسه أمريكا، سوف يكون في غاية السعادة إذا ضمن بقاء منطقتنا تحت سيطرته عبر إيران ـ حليفه الباطني، عدوه في الظاهر. ولعل هـــذا ما يفسر قلق وزير الخارجية الأمريكي ـ جون كيري ـ من تسرب تفاصيل المفاوضات.
#نصر_اليوسف (هاشتاغ)
Nasr_Al-yousef#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟