أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - العالمُ يفقدُ ذاكرتَه














المزيد.....

العالمُ يفقدُ ذاكرتَه


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4738 - 2015 / 3 / 4 - 20:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل تتصّور أن تصحو يومًا على طرقاتِ معاولَ فولاذيةٍ ضخمة، في قبضة عُصبة من الأشقياء الجُهَّل، يحطّمون تمثال أبي الهول؟ أو تُفيق على صرير بولدورز هائل يقوده همجيٌّ يناطح سفح الهرم، كما تناطحُ نملةٌ أسدًا؟ نحن على مرمى حجر من هذا اليوم الأسود الأنكد. الذي يفصلنا عن مثل هذا اليوم الأبشع، لا سمح به اللهُ، هو جيشُنا العظيم الذي يتطاول عليه غافلون سطحيون لا يدرون ماذا يفعلون.
إنهم الدواعشُ مسوخُ آخر الزمان، حطّموا بالأمس "متحف نينوى" بما يضمُّ من تماثيلَ وآثارٍ حضارية ثمنها يكافئ حاضرةَ التاريخ الإنساني، وحرقوا آلاف المخطوطات التي لا قِبل للبشرية باستعادة حرف منها، وفجّروا مكتبة الموصل العراقية، المجتمع الدولي صامتٌ صمتَ القبور! أمريكا تدعم داعش في طمس الإرث الحضاري للبشرية، لأنها دولة طفلة بلا تاريخ (300 سنة)، فلا عجب من حقدها على دول موغلة في عمق العراقة والحضارة مثل العراق ومصر والشام، لكن العجبَ كلَّ العجبِ من صمت أوروبا التي تحمل من العراقة والإرث الحضاري ما يجعلها حريصة على حفظ إرث البشرية القديم! العراق المنحورُ عنقُه يُعدُّ مهدَ حضارة العالم مثل مصرَ بلادنا. اخترعوا الساعة والعجلة وفيها ابتكر الملكُ البابلي "نبوخذنصر"، في القرن الخامس قبل الميلاد، حدائقَ معلّقةً إرضاء لزوجته "أميتس" التي تاقت نفسُها لسكنى التلال وكراهتها الأراضي المسطحة، فشيّد لها جنائنَ مدرّجة فوق التلال. في القرن الثالث عشر دمّر هولاكو المغولي "بيت الحكمة" العراقي بما يحويه من وثائقَ تاريخيةٍ نفيسة ومخطوطات نادرة وسوّد نهر دجلة برماد محرقة الكتب، وها نحن في القرن الحادي والعشرين نسمحُ بمذبحة حضارية جديدة على مرأى صمت العالم وعجز اليونسكو! فهل نستحق إنسانيتنا؟!
مواجهة أولئك المسوخ لم يعد مطلبًا دينينًا لأنهم يشوهون الإسلام كما يهمسُ في حياء أئمةُ الدين والأزهر الذي رفض تكفير داعش، إنما أصبح مطلبًا إنسانيًّا قبل أن تفقد الإنسانيةٌ ذاكرتَها وإرثها الحضاريّ ونعود كما الهمجيّ الأول.
نبهتُ كثيرًا إلى خطورة تسمية داعش بـ ISIS لأن هذا هو اسم ربّة الميثولوچيا المصرية القديمة "إيزيس"، وفي تطابق الإسمين محاولةٌ لطمس جزء من حضارتنا المصرية كما يطمسون الحضارة العراقية الآن. لأنهم بدوٌ همجٌ بلا حضارة، تملأ صدورُهم الأحقادُ على أرباب الحضارة والتنوير، فكانوا صيدًا مناسبًا لأمريكا التي تكره أن تمتلك دولٌ ناميةٌ اقتصاديًّا، إرثًا معرفيًّا هائلا يذكّرها دومًا بأنها محضُ دولة قامت على أشلاء حضارة الهنود الحمر وصنعت مجدَها الراهنَ على أنقاض أمجاد دول أفريقية وأوروبية عريقة. لكنه صمت العالم يجنح بنا نحو النكوص إلى بداوة الإنسان الأول.
تحية لموقع 24 الإمارات الذي دشّن حملة دولية لمواجهة داعش على هذا الرابط:
http://www.24.ae/article.aspx?ArticleId=140387
أيها العالمُ تحرّكْ قبل أن تفقدَ ذاكرتَك.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العالم في مواجهة داعش
- دواعشُ بلا سكين
- الذهبُ على قارعة الطريق
- آن للشيطان أن يستريح
- المرأةُ الأخطر
- حبيبي الذي جاء من سفر
- الأقباط الغزاة
- ما أدخل داعش حدّ الحرابة؟!
- عزيزي المتطرف، أنت مالك؟!
- بجماليون بين البغدادي ومورتون
- قلمي أمام سوطك
- ثوبُ عُرسٍ لا يكتمل
- إن كنتَ إنسانًا، اندهشْ
- لحيةُ الشيخ
- في انتظار رد الأزهر الشريف
- دواءٌ اسمُه القراءة
- في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2015 | الجمهورُ هو البطل
- هل نتحدث إلى الله؟
- معرض الكتاب.... ومحاكمتي
- تنّورة ميم


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - العالمُ يفقدُ ذاكرتَه