|
انزلاق المغرب من دولة علم ثالثية متخلفة الى دول ربع العالم الاكثر تخلفا -- المغرب الرجل المريض --
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 4737 - 2015 / 3 / 3 - 18:37
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
انزلاق المغرب من دولة عالم ثالثية متخلفة الى دول ربع العالم الاكثر تخلفا -- المغرب الرجل المريض -- بمقارنة المغرب مع بعض الدول المتوسطية التي توجد في حالات اسوأ وأخرى احسن ، فإننا سنخلص ان بلدنا يمكن اعتباره نموذجا فريدا بالمنطقة . لكن رغم الامكانات الهائلة التي يتوفر عليها من اجل النمو ، فانه ينزلق بسرعة فائقة من دولة متخلفة الى دول ربع العالم الاكثر تخلفا . وهذا بالرغم من المساحيق التجميلية التي حاول ويحاول المخزن ان يقدمها من خلال ما يسمى بالمبادرة الوطني للتنمية البشرية الفاشلة ، و التي لا تزال تراوح مكانتها الاولى عند انطلاقتها ، وخاصة كذلك فشل المخزن ايديولوجيا وسياسيا ، في التسويق لهذه المبادرة التي حاولوا من خلالها تقديم الملك كسلطة مخزنية خيرية ، تجود على العباد والرعايا بمشاريع اغلبها ظل حبرا على ورق ، وبعضها عرف نهايته بشكل مغشوش ، وأكثرها لا يرقى ان يستحق تدشينا من مستوى ملك . ان محاولة التسويق لصورة الملك كأمير للمؤمنين معطاء ، وتكسير الشخصيات الكاريزمية ، وإفراغ التنظيمات السياسية من اصولها المعرفية والمناقبية ، قد فشلت في اقناع الشعب بحصول تغيير عمّا ساد المغرب منذ 1961 مرورا ب 1999 وحتى 2015 . ان الزيارات اليومية التي يقوم بها الملك الى مختلف المدن للتدشينات ترمي فقط اللعب على الصورة ، والمشهد في اطار التنافس بين القصر، وبين التنظيمات المعارضة في من يمثل الشعب ، وفي من يملك المشروعية اللاهوتية التي تقف فوق الدستور الممنوح . ان ظهور الملك بعد التدشينات ، وهو يلوح بيديه نحو الجماهير المصطفة لتحيته ، او اثناء تقديم يديه للسلام على بعض المصطفين ، وحارسه الشخصي ينهرهم ويبعدهم ، او احيانا يدفعهم بقسوة وخشونة ، ثم التركيز على صورة الملك وهو في السيارة عند قربه من موقع التدشين ، والحراس ينزلون مسرعين ، وراكدين من سياراتهم في شكل هستيري ومقزز لحماية الملك من الرعايا ، او المفروض فيهم انهم رعاياه الاوفياء ، و المصطفين قهرا بجانب الطرقات التي يمر منها الموكب الملكي صيفا وشتاء لتحيته ، كل ذلك من اجل تثبيت شخص الملك وغير الملك ، وما عدا الملك هي مجرد قشور حتى ولو كانت شخصيات وطنية كاريزمية . الم يتم بهدلة عبدالرحمان اليوسفي مؤخرا بمطار الدارالبيضاء رغم انه لعب دورا اساسيا في تهدئة الوضع اثناء انتقال الحكم من ملك الى آخر ، بل السؤال هنا ، موجه الى الملك وليس الى الذين يتكلفون بإخراج هذه الصور البئيسة المسماة بروتوكولا . ألا يعلم الملك ان الجماهير التي تأتي لاستقباله تأتي رغما عنها خوفا من عيون العمالات والولايات ووزارة الداخلية ، ويا ويل من تأخر وليس فقط تخلف ، كما ان ’صور الملك التي يرفعونها بأيديهم و يلوحون بها ، تقوم بطباعتها وزارة الداخلية والمصالح التابعة لها بالأقاليم والعمالات . فأي كذب اكثر من هذا الذي يريد اعطاء صورة مغشوشة عن الاوضاع بالدولة ؟ هل يجهل الملك ان الامن والدرك والجيش الذي يسبقه في تدشيناته ، والذين يرافقونه في طريقه ، قد ارهقتهم وأتعبتهم تلك الخرجات ، وملوا من تكرار نفس المسرحية اليومية التي يجتهد المربع البوليسي في تسويقها لضمان استمراره ونهبه ، حيث لهم ابناء واسر يشتاقون للجلوس الى جوارهم بدل الجري والركود الذي يرهق مختلف القوات العمومية ويستنفد طاقاتها فيما لا فائدة فيه ،و بما يخدم مصالح العصابة المافيوزية التي تعمل ما بوسعها لتضليل الوضع ، وحتى تبقى قابضة بيد من حديد على السلطة ، ومتحكمة استبدادية في البلاد والعباد . وإذا كان الملك يعتقد انه بهذه الخرجات او التدشينات سيلتصق به ( الشعب ) الرعايا ، وسيكون ناجيا من اي محاولة قد تخلق الحدث بعد ما سيحصل للصحراء بعد ابريل 2015 ، فان مثل هذا التصور مردود عليه ، لأنه لا يعكس الحقيقة الساطعة التي تترجم الوضعية بالمغرب . وهنا نطرح التحدي فيما لو تركت الجماهير تقرر لوحدها المجيء للاصطفاف لتحية الملك بمناسبة او بدون مناسبة ، ودون اجبار من وزارة الداخلية ، فوالله فلا احد سيترك مصالحه وأبناءه ، ويأتي لتزكية ممارسات مشبوهة تخدم المربع الامني الضيق المافيوزي الذي يوهم الملك كذبا بأنه نجح في الصاق الجماهير به وانه بالفعل محبوبها الاول ، في حين ان العكس هو الحاصل . وهنا لا بد من الاشارة الى نسبة الشعب التي كانت تؤيد الملك بدعوى انه ( ملك الفقراء ) في بداية حكمه ووصلت الى اكثر من 90 في المائة ، قد تبخرت اليوم عند تعرية الحقيقة ولم تعد تلك النسبة تصل الى 20 في المائة . وإذا كان الشيء إذا زاد على حده انقلب الى ضده ، فان الشعب والقوات العمومية قد ملوا من النظر لتلك الخرجات التي تبحث عن التسويق لصورة الملك وسط الشعب غير المبالي ، والتي يستثمرها المربع البوليسي المافيوزي في تبييض وجهه امام الملك حتى يستمر في مناصبهم يغرفون ، ويستفيدون ، ممارسين الشطط ، والتسلط ، والاعتداء على الناس بغير حق . لقد اضحت الخرجات الملكية المكلفة والمرهقة والعبثية ، وسيلة من وسائل الصراع التي توظفها العصابة في الاجهاز على المخالفين والمعارضين لها . بل ولتبيان مدى قدرتها ونجاحها في اسكات الاصوات المعارضة ( المشاغبة ) حتى تحظى برضا الملك ، كشرت عن انيابها في خلق اصطدامات مع الهيئات الحقوقية مثل الجمعية المغربية لحقوق الانسان ، وفي عرقلة تحركات مشروعة للتوجه النقابي داخل الاتحاد المغربي للشغل . وهي هنا تريد ان تصبغ الملك بقدرتها ونجاحها في التفاف الشعب حول الملك ، في حين ان الواقع ينطق بأشياء وحقائق لا تستقيم مع الاجتهادات الحربائية والمفضوحة للعصابة . وهنا لنتساءل :لماذا حين كانت المسيرات والمظاهرات بالاقاليم الجنوبية في بداية حكم محمد السادس ، كانت ترفع شعارات الوحدة الوطنية ، واليوم تحولت تلك الشعارات الى المطالبة بالانفصال ؟ اليس مطالبة الاكثرية المطلقة من الصحراويين بالانفصال ، وبالاستفتاء ، هي دعوة صريحة من الصحراويين بخلع بيعة الملك من عنقهم ، ومن ثم عدم اعترافهم بالملكية حين يتشبثون بالجمهورية الصحراوية التي احتفلت مؤخرا ب 39 سنة لتأسيسها ؟ . وهنا ألا يعيد التاريخ نفسه بشكل مسرحي حيث سبق للحسن الثاني الذي عانى من امثال هذه العصابات منذ وزيره المقبور وزير الداخلية ادريس البصري والجنرال الدليمي . لكن حين فطن الى مكر الحثالات ، والى المقالب التي كانت تصنع له بدقة ، خاصة منذ 1990 ، كان الوقت قد فات . وهنا اليس الحسن الثاني هو من عبر عن هذه الحقيقة يومين قبل موته قائلا " لم اندم في حياتي مثلما ندمت على الثقة التي وضعتها في اناس لم يستحقوها " .
لقد فشل كل شيء ، واكبر فشل حين يتم اهانة وإذلال جزءا من المواطنين وهم يتسابقون زرافات وفرادى في كل رمضان لتلقي قفة بها خمس ليترات من الزيت ، وقالب سكر ، وبعض البيض . بل المأساة هي حين نرى الناس تتسابق للحصول بشكل مهين على كاشّة ( ماطْلة ) لتقيهم برد الشتاء القارص ، وحين ’يستجوبون من قبل ميكروفونات التلفزة الوطنية يرددون " عاش سيدنا " " ’لكونْ ما سيدنا كنْ متْنا بالبرد ، كاين ْ غير الله أو سيدنا " . فهل بهذا الصور المغشوشة و المضحكة سيضمن مهندسو لُـفْراجة المقززة بكذبهم هذا ، التصاق ( الشعب ) الرعية براعيهم الاول ؟ وهل يعلم الملك ما ينتظر قضية الصحراء من حلول تصب كلها في الاستفتاء وتقرير المصير ؟ . الاتحاد الاوربي دعا في تقريره السنوي الى اعتماد آلية لتوسيع صلاحيات المينورسو لتشمل مراقبة حقوق الانسان بالصحراء ، كما اكد فقط على خيار الاستفتاء وتقرير المصير ، ودون اشارة ولو خجولة لحل الحكم الذاتي الذي تصدّأ في الرفوف المخزنية . ان هذا التقرير تم رفعه من قبل الاتحاد الى مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة وبعد ان صوتت عليه لجنة العلاقات الخارجية بالاتحاد . مركز روبيرت كينيدي لحقوق الانسان ركز على الاستفتاء وتقرير المصير بالصحراء ، وهو نفس الشيء اكدت عليه الادارة الامريكية ، حين اعلنت تشبثها بالحل الأممي ، وبالشرعية الدولية ، وبتجديد الثقة في المبعوث الشخصي للامين العام اللأمم المتحدة السيد كريستوف رووس ، ودعم رئيسة المينورسو بالعيون السيدة كيم بالدوك . بانكيمون اكد للملك على التزام حياد الامم المتحدة في النزاع حول الصحراء . والحياد هنا ، هو التمسك بالشرعية الدولية ، وبالقرارات الاممية ، مع احترام الغاية المتوخات من انشاء المينورسو في 1991 ، بعد التوقيع على اتفاقية وقف اطلاق النار ، بين المخزن وبين البوليساريو ، وليس بين المغرب والبوليساريو ، او المغرب والجزائر . هل يعلم الملك ان دولا تعترف بالجمهورية الصحراوية قد اصبحت اعضاء بمجلس الامن وهي انغولا وفنزويلا و نيجيريا والتشاد والشيلي التي من المرجح ان تعترف بالجمهورية الصحراوية مستقبلا . هل يعلم الملك ان لهذه الدول دورا اساسيا سيكون حاسما عند مناقشة القضية الوطنية في ابريل 2015 التي حددها بنكيمون كمهلة اخيرة لمراجعة عملية السلام في الصحراء المغربية . وهنا ماذا عن الموقف الامريكي والفرنسي والبريطاني والصيني والروسي المصوت لصالح قرارات مجلس الامن التي تؤكد على الحل التفاوضي المؤدي الى تقرير المصير بالصحراء . هل يعلم الملك ان الجمعية العامة للأمم المتحدة انتخبت يومه الثلاثاء 27 / 01 / 2015 اعضاء جدد لمجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة لمدة ثلاث سنوات ، وهي دول تعترف بالجمهورية الصحراوية ، ويأتي على رأسها نيجيريا ، غانا ، بوتسوانا ، السلفادور ، بوليفيا ، الباراغواي ، ثم هناك حلف يضم اربعة عشر دولة مدافعة عن الجمهورية بالمجلس الى غاية 2016 ، ويضم الجزائر ، كوبا ، اثيوبيا ، فنزويلا ، كينيا ، ناميبيا ، جنوب افريقية ، المكسيك . ثم هناك دول مثل ايرلندة الجنوبية ، والولايات المتحدة الامريكية ، وألمانيا والبرازيل ، والمملكة المتحدة يدافعون عن تقرير المصير ؟ إذن ما هي الاسباب الرئيسية التي ادت الى هذا الوضع القلق بخصوص الصحراء ، ومن المتسبب في انزلاق المغرب من البلد المتخلف الى البلد المنتمي الى دول ربع العالم الاكثر تخلفا اليوم ؟ تشكل حرب الصحراء منذ انطلاقتها في 1975 ، احد الاسباب الرئيسية في ذلك ، لأنها كانت ولا زالت ، الاداة السياسية لترميم الملكية التي مكنت الحسن الثاني من تصفية الاحزاب السياسية عمليا كقوات حقيقية ، مقابل الاحتفاظ بها كواجهة عصرية للتغطية عن حقيقة النظام السياسي المخزني المتخلف والقبلي . انها هي نفس الوظيفة التي اضحت الاحزاب تقوم بها اليوم ، وبشكل علني غير مستحيي ولا خجول . لقد اضحت الاحزاب المخزنية القديمة التي انشأتها وزارة الداخلية تسمى اليوم بالأحزاب الادارية ، في حين اصبحت الاحزاب التي كانت تمارس المعارضة البرلمانية ، احزابا مخزنية بامتياز ( الاتحاد الاشتراكي ، التقدم والاشتراكية ، حزب الاستقلال و المؤتمر الوطني الاتحادي ) ، في حين اصبحت الاحزاب التي كانت على يسار احزاب المعارضة البرلمانية السالفة الذكر ( حزب الطليعة والاشتراكي الموحد ) تشكل احزاب النيو – مخزن ، ودورها في التضبيع والتضبيب ، اكثر خطورة من احزاب المخزن ، وأحزاب الادارة ، لأنها تبيع للمواطنين الوهم ، خاصة وأنها سقطت في العديد من التناقضات منذ الاستفتاء على التعديل اللّاتعديل الذي ادخل على الدستور في 2011 والى اليوم . وبما ان هذا الدور الذي تلعبه حرب الصحراء ، اي ترميم وحدة وطنية هشة ومغشوشة ، هو نفسه الذي تؤديه في الجزائر ، فإننا نراهن على ان قضية الصحراء ستستمر مدة طويلة ، ومقبلة على مفاجئات ، ادناها العودة الى لغة السلاح ، إذا لم يتمكن مجلس الامن من وضع يده على الملف ولم يعالجه طبقا للفصل السابع ، لأننا لا نرى في الوقت الحاضر رابطا آخر قادر على تعويضها ، اي الحرب ، اضافة الى ان المصاريف التي تترتب عنها تشكل مصدرا اساسيا لاغتناء البعض في القصر الملكي ومن يحيط به . ومنذ الزيارة الاخيرة لفرانسوا هولاند للمغرب ، اصبحت الاخبار عنه نادرة ومثيرة للقلق : الموقف الفرنسي الغامض بخصوص تأييد الحكم الذاتي ، وتمسك فرنسا بالشرعية الدولية التي تعكسها قرارات مجلس الامن والجمعية العامة ، وبتجديد الثقة بالمجهودات التي يقوم بها ممثل الامين العام للأمم المتحدة السيد كريستوف رووس . لقد ادعن المخزن للأمم المتحدة ، وقبل مؤخرا بمجيء رووس الذي رفضه سابقا ، وقبل مجيء الكندية كيم بلدوك على رئيسة بعثة المينورسو بعد ان رفض مجيئها سابقا ، وهذا يعني ضرب المنتظم الدولي عرض الحائط شعارات المخزن حول الصحراء ، كما يعني تضاؤل حظوظ السلم من جهة ، ومن جهة ثانية المزيد من الاجراءات التقشفية ، والمزيد من الاقتراضات التي سترهق ( الاقتصاد ) الوطني من طرف الحكومة الصورية التي يرأسها عبدالاله بنكيران ، رغم المساعدات المتزايدة التي تقدمها قطر ، والإمارات العربية المتحدة ، والمملكة العربية السعودية ، وفرنسا قبل الازمة الاخيرة في العلاقات بين البلدين ، اي ان القادم مستقبلا ينبئ بان المغرب الذي يتسول الدولار من الخليج الذي اصبح شحيحا بفعل تدني اثمان البترول سيقف على ابواب المجاعة ، حيث اصبحنا نرى الناس تبحث عما تأكله من الحاويات . واذا كان الكساد العالمي يزيد من خطورة الوضعية ، فان النظام المخزني هو المسئول الاول عنها ، فهو لا يحافظ على التوازن المؤقت إلاّ بتحويل حالة البؤس المستفحلة بشكل سريع والتي تجد مصدرها في طابعه الطفيلي ، الى خشوع لاهوتي ثيوقراطي ازاء رمز المخزن الملك كأمير للمؤمنين . وتتحمل المساعدات الفرنسية في فترة ساركوزي والى الآن ، قسطا من المسؤولية ، لأنها توجد في قلب الحلقة المفرغة التي لن تحطّم او تضعف على الاقل ، إلاّ بتغيير تركيبة وشروط وأساليب هذه المساعدة . وبما ان هذا التغيير لم يعد مطروحا في جدول الاعمال ، وبعد الازمة الاخيرة مع فرنسا ، فان ركود الانتاج خاصة في الميدان الزراعي ، والانفجار الديمغرافي الذي ’تخفي حقيقته مندوبية الحليمي ، ينعكس بانخفاض مستوى العيش ومعدل الحياة . ان اسباب هذا النمو الديموغرافي ، هي من صنف ثقافي ، لأنها تأتي كنتيجة للتباين ، ما بين الزيادة في النسل التي ظلت مرتفعة لأسباب تقليدية ودينية ، ومعدل الوفيات التي انخفضت بتأثير من العصرنة المستوردة . وهذه العوامل تلعب دورها بشكل قوي ، لان القيم التقليدية لم تتلاش بعد ، بل انها زادت تصلبا امام العصرنة المستوردة والمغشوشة . وخلافا لما حدث في اليابان مثلا فان الطبقات الحاكمة لم تستوعب هذه العصرنة ، بل انها عملت على استعمالها مع ابقاءها مبعدة وعاقرة . وهذا يفسر لنا التزايد السريع في النمو الديمغرافي في المغرب الذي انتقل من نسبة 20 في المائة غداة استقلال ايكس ليبان الخياني ، الى 5،3 في 1984 ، الى ما يعلمه الى الله ، بسبب ان مندوبية الحليمي لا تزال صامتة ، عن نسبة ودرجة النمو بالمغرب في 2015 ، اي ان عدد السكان انتقل من احدى عشر مليون نسمة الى ما يقارب اليوم اربعين مليون نسمة ، وهذا شيء خطير لدولة اقتصادها كله مبني على الريع وعلى الاقتراض من الابناك الدولية . ان هذا المجتمع التقليدي الذي يقوي قبضته بموازاة مع استفحال التخلف ، يخضع لحكم منزل من السماء والى ظاهرة احتقار الشغل . ففي البلدان الرأسمالية التي اصبح فيها نظام الاجور معمما ، يسمح سلم الكفاءات بالارتفاع في سلم الدخل المحصّل من الشغل . اما في اللاّمنطق ( المنطق ) التقليدي فان طريق الاغتناء الاكثر سرعة وانتشارا هي المحسوبية والزبونية والقرابة والعائلة والرشوة وحتى القوادة والذيوتية كنتاج للولاء للحاكم وللحكم ، وكعرقلة في وجه الكفاءات والأطر التقنية والسياسية والإدارية والتسييرية العصرية . لهذا نجد مثلا ان تسيير الممتلكات والشركات الملكية كان ولا تزال يخوّل دائما للأجانب وللأطر المنتمية لحزب فرنسا ، لأنهم لا يمكنهم الاستحواذ عليها . كما ان الشركات المغربية الكبرى ، واغلبها قطاع عام ، او ملك للعائلة الملكية ، تدار من طرف عناصر غير كفئة ، يعينها الملك بناء على نسب اقليمية . ومهمة هؤلاء ليست هي اتخاذ المبادرات ، او تحقيق تصاميم التنمية ، فهذا الدور مخصص للمساعدين التقنيين الاجانب ، لكن فقط تنفيذ اوامر القصر كيفما كانت ، وتكوين صندوق اسود تستفيد منه عشيرتهم . وفي نفس الوقت ، نجد الاطر المغربية الشابة والمقتدرة والكفأة تشتغل في مشاريع لن تظهر للوجود ابدا ، او يخصّصون جل اوقاتهم القامة شركاتهم الخاصة خفية / وفي القطاعات التي تجلب الربح السريع ( الزاز ) . اضافة الى هذه الوضعية التي تجعل المساعدات عديمة الجدوى ، فإنها تهمنا بشكل مباشر ، لان الخوف من الحاضر والمستقبل ، يسرّع من ظاهرة الهجرة التي لا تزال مستمرة بشكل مرتفع ، حيث اكثر من عشرين الف مغربي يلتحقون بفرنسا رغم كل اجراءات المراقبة وبفضل التواطؤات المحلية ، ناهيك عن تهريب العملة الى الخارج كما كشفت صحيفة ( لوموند ) الفرنسية مؤخرا. وعلى غرار بلدان اخرى من العالم الثالث ، فان التوظيفات في الخارج التي يقوم بها الاثرياء المغاربة ، وعلى راسهم العائلة الملكية ، يعادل مجموع الديون الخارجية للمغرب التي وصلت الى ما يناهز 154 مليار يورو . وان القنوات المالية غير المشروعة واللاّمشروعة التي تقتضيها مثل هذه التوظيفات ، وكذا ضعف مردودية المساعدة ، يشكلان مصادر هامة للتضخم المالي بالنسبة للمغرب , وكذلك بالنسبة لفرنسا ماما . كما ان نسبة فوائد القروض التي ضمنها صندوق " كوفاس ّ تعتبر تبذيرا للتوفير على المدى البعيد . هكذا وبعد سنة من التردد ، ولأسباب تهدد مستقبل المخزن الفيودالي والاوليغارشي ، طار الملك في زيارة الى فرنسا ، ومن دون ان توجه له دعوة بذلك ، وليلتقي الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ، علّ هذا الاخير يستعمل جزءا من صلاحياته داخل مجلس الامن لتعطيل اي مقترح قد يوسع من صلاحيات المينورسو لتشمل حقوق الانسان ، وتعيين لجنة اممية تشرف على كيفية استغلال الموارد الطبيعية بالمنطقة ، لان الامم المتحدة تعتبر الاقاليم الجنوبية للمغرب داخلة في مناطق تصفية الاستعمار ، التي حلها لن يزيغ عن الاستفتاء لتقرير المصير ، وهو ما يعني ان قضية انفصال الصحراء عن المغرب هي قضية وقت فقط . هذا ناهيك اذا قرر مجلس الامن معالجة قضية الصحراء طبقا للبند السابع من الميثاق الأممي . ان من يعرف فرنسا جيدا ، ومثل جميع القرارات التي سبق وصوتت عليها كعضو دائم العضوية بمجلس الامن ، فانها هذه المرة ستدعم كل خطوة من مجلس الامن ، قد تسرع بحل قضية الصحراء طبقا للشرعية الدولية ، وليس طبقا للحكم الذاتي الذي طرحته العصابة المافيوزية ، معتقدة عن خطأ في الحساب ، ان الجماهير في الصحراء ستقبل به ، ومن ثم خلق وضع جديد يمكنها من الاستمرار في بسط قبضتها على الدولة والشعب ، حتى تستمر في بطشها ونهبها وإفقارها للشعب وشبابه المعطل . لكن هيهات وهيهات لقد تبخر كل شيء وفشل المخطط المزعوم ، وأصبحت الصحراء ، بل اصبح المغرب كله على فوهة بركان قابل للانفجار في كل وقت وحين . هكذا وبعد زيارة الملك لفرنسا الاستعطافية كمحاولة لفك عزلة النظام المخزني التي تسببت فيها العصابة المافيوزية ، قررت فرنسا ظاهريا ، ان كل شيء سيستمر على حالته السابقة ، سواء من حيث المساعدات ، او من حيث عدم تكرار اهانة المخزن من خلال اهانة بيادقه ، مثلما حصل لصلاح الدين مزوار حين اجبره الامن الفرنسي على خلع حذائه وجواربه ، وتم تفتيش كل اطراف سرواله ، رغم انه يحمل جواز سفر دبلوماسي مكتوب عليه " وزير الخارجية " . اما قضية عبداللطيف الحموشي والماجيدي فهي قضايا قضائية لا دخل لرئيس الجمهورية فيها ، فأحرى ان يتدخل فيها رئيس الحكومة امانويل فالس ، او وزير الداخلية كزانوف . ويمكن للمرء هنا ان يشك في فعالية هذه " الواقعية الميكيافيلية " في آخر لحظة ، وبعد سنة من القطيعة بين المخزن والاليزيه على المستوى الدبلوماسي ، اذا ما استمرت فرنسا في تزكية انظمة ستقبل على الانهيار عند فصل الصحراء عن المغرب وعند تقسيم شعبه الى شعب مغربي وشعب صحراوي سينخرط في الجمهورية ، كما هو الشأن بالنسبة لنظام مبارك وزين العبدين بن علي وعلي صالح وربما ملك البحرين . لكن لا اعتقد ان فرنسا التي اهانت المخزن من خلال مزورا والحموشي ، ومن خلال عدم استدعاءها المغرب لحضور مؤتمر بباريس يناقس الوضع الامني بمنطقة المغرب العربي ، انها ستكرر اخطاءها مع زيد العابدين بن علي . وفي جميع الحالات ، فانه من المؤكد على المستوى الاقتصادي ان هذه " الواقعية الجديدة " بتغطيتها مؤقتا لخطورة الوضع ، فإنها تساهم في استفحال هذه الخطورة وتساهم في تقريب وقت الانفجار العام والعارم . ان سياسة الهدايا الصغيرة هذه ليست فضيحة اخلاقية وحسب ، بل انها عاقرة اقتصاديا كذلك . امام خطورة الوضع بالمغرب ، لم يعد هناك مجال للمجاملة ، وأصبحت لغة الحقيقة ضرورية اكثر من اي وقت مضى . إذن الآن يمكن ان نطرح السؤال التعرية : ما هو عنوان المرحلة الحالية ؟ . بدون لف او دوران ، وحتى نسمي الاشياء بمسمياتها ، فان عنوان المرحلة هو الافلاس والفشل على جميع الاصعدة . وقد تعمق هذا الوضع المستفحل منذ العشرية الاولى من الالفية الثالثة ، وهو مرشح اكثر للتفاقم ، مما ينذر باحتمالات انفجار عارم وعام قد يصيب الدولة بالسكتة الدماغية ، اكثر من السكتة القلبية التي استعملت لتبرير دخول عبدالرحمان اليوسفي الى الحكومة ، وهو وضع خطير ستكون له تبعات سلبية على وضع و مستقبل القضية الوطنية ، مما يهدد بالانفصال في الصحراء ، ويهدد بضرب وحدة الشعب . وبالرجوع الى الحصيلة السلبية التي تسببت فيها العصابة المافيوزية ، يمكن ان نحدد مظاهر الفشل في اماكن مختلفة : --- ان اكبر فشل عرفه المخزن هو حين ركز على المقاربة الامنية والقمعية في التعاطي مع مشكلة الصحراء ، كما ركز على الاشخاص ، وأهمل العنصر الاساس في الصراع ، الذي هو القبيلة . إن الوضع بالصحراء المغربية على درجة كبيرة من الخطورة ، حيث محليا تتوسع يوميا قاعدة المطالبين بالاستفتاء وتقرير المصير . كما ان المواقف المتناقضة للمخزن بخصوص التعامل مع مغربية الصحراء ، اعطى ذريعة للسكان الصحراويين ، وللمنتظم الدولي في التركيز فقط على الاستفتاء ، دون الاخذ بعين الاعتبار ، اقتراح المخزن حول الحكم الذاتي الذي مات قبل ان يجف الحبر الذي كتب به . ان جميع قرارات مجلس الامن ، وقرارات الجمعية العامة التي تتبنى بالإجماع توصية اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار ، تنصص فقط على الاستفتاء وتقرير المصير . وهذا شيء خطير ستكون له كلمة الفصل عند انعقاد دورة مجلس الامن بخصوص الصحراء في ابريل القادم . إذا عدنا الى اوربة سنجد ان الاتحاد الاوربي الذي تعتبر فرنسا طرفا رئيسيا فيه ، يذكر بالاستفتاء وتقرير المصير . ان نفس الموقف تبناه البرلمان الاوربي مؤخرا حيث كوّن فريقا برلمانيا عدده 119 برلمانيا من جميع الفرق السياسية ، مهمته الانكباب على الوضع بالصحراء ، مع اعداد تقارير دورية ، ورفعها الى البرلمان . وهو مثل الاتحاد الاوربي ، إذ يجدد تدعيمه لجهود المبعوث الشخصي لبانكيمون ، يؤكد ان اي حل لا يأخذ رغبات الشعب الصحراوي في تمكينه من تقرير مصيره هو حل مرفوض . انه نفس الموقف يتخذه الاتحاد الافريقي الذي يعترف بالجمهورية الصحراوية ، وبلغ به الامر ان يعين مندوبا عنه مكلفا بقضية الصحراء بخصوص العلاقة مع مجلس الامن والأمم المتحدة . والسؤال : ماذا حين سيقاطع الاتحاد الاوربي وبريطانيا العظمى وواشنطن والاتحاد الافريقي ودول امريكا اللاتينية التي تعترف بالجمهورية الصحراوية ... منتدى كريس مونتانا بمدينة الداخلة باعتبارها في نظر هؤلاء مدينة محتلة ؟ --- منذ العشرية الاولى من الالفية الثالثة والى اليوم زادت مديونية المغرب بشكل غريب وملفت للنظر . وحسب المعهد الامريكي للدراسات الاستراتيجية " ماكينزي " يعتبر المغرب من بين البلدان الاكثر مديونية في افريقيا والعالم العربي وشمال افريقيا . فحسب تقرير المعهد حول المغرب ، فان حجم المديونية المغربية انتقل ، من نسبة 63 في المائة من الدخل القومي الخام سنة 2007 ، الى نسبة 163 في المائة في سنة 2013 ، وهو ما بوّأ المغرب المرتبة 29 عالميا ، والمرتبة الاولى افريقيا بمبلغ 154 مليار يورو ، امام كل من جنوب افريقيا ومصر . ان هذه الارقام تنطق بشيء واحد ،هو ان المغرب يأتي في قائمة الدول الاكثر مديونية في العالم ، والأكثر تهريبا للأموال . --- إذا عدنا الى ارقام ترتيب المغرب دوليا من قبل المنظمات الدولية في العديد من القطاعات ، فإننا لن ’نصْدم بهذه الحقيقة التي تفقأ الاعين ، لأنها معروفة عند كل متتبع للشأن العام الوطني . هكذا سنجد مثلا ان المغرب يحتل الرتبة : 129 عالميا من بين 187 دولة في مؤشر التنمية البشرية لعام 2014 متخلفا عن دول اخرى مثل تونس ، الجزائر ، فلسطين ، العراق ، موريتانيا . 155 في نسبة الامية المرتبة الاخيرة في التعليم 120 في مجال الديمقراطية 91 في تراجع الفساد الاقتصادي 93 في مؤشر الدولة الفاشلة 106 عالميا في حرية الاعلام 116 في مستوى العيش عالميا 02 عالميا في المخدرات بعد كلومبيا 02 في الدعارة بعد تايلاند 91 في الفساد الاقتصادي والاجتماعي اما عن بطالة خريجي الجامعات وبطالة الاطر العليا من مستوى الماستر والدكتوراه فحدث ولا حرج . ناهيك عن نشر طلبات مواطنين عبر الفايسبوك او اليوتوب او عبر الجرائد مصابون بالسرطان وبمختلف الامراض المزمنة وهم يطالبون المحسنين بالتدخل لحالهم . إذن من يتحمل المسؤولية الاخلاقية والمدنية والسياسية عن هذا الفشل الذي جعل المغاربة لا يعرفون في حياتهم غير المعاناة . وهل قدر المغاربة ان يكون هكذا حالهم وثروة بلادهم يسأل ملك البلاد عنها ؟ ان الفشل ليس فشل الشعب الذي تحمل ولا يزال يتحمل . انه فشل المخزن الاوليغارشي والفيودالي والمنتمي الى الزمن الميّت . وبكل صراحة انه فشل الملك محمد السادس الذي لم يستوعب الفترة والفرصة التي كانت مواتية لإصلاح الدولة وتنقيتها من الجراثيم والميكروبات ، ومن ثم يكون قد اخلف الموعد مع التاريخ الذي كان سيدخله من بابه الواسع لا من باب الطبّالين والبرّاحين والمنافقين . لقد فشل محمد السادس كملك ، لأنه عوض اصلاح وتحديث وعصرنة الدولة سياسيا بتحويلها الى دولة مؤسسات ، تقوقع مع الرثل المخزني الاوليغارشي القروسطوي الذي يعيد انتاج مجتمع العبيد بشكل مقزز و’مقرف . ان الطقوس البالية التي تتم على اكثر من مجال وصعيد ، وخاصة عند تقديم البيعة بشكل مهين عن حلول عيد العرش ، او عند افتتاح الدورة التشريعية في الجمعة الثانية من كل اكتوبر ، تجعل النظام المخزني نظاما فريدا في العالم الذي يرفض هذا الطقوس المذلة بالكرامة الانسانية . . هكذا فبقدر ما ابتعد الملك عن الشعب بفعل فوبيا الشعب التي خلقها المربع الامني الضيق بعد تفجيرات الدارالبيضاء في 16 مايو 2003 ، بقدر ما تخندق وانحاز الى جماعة الفساد والمفسدين . فهل لا يزال احد يسمع بملك ( الفقراء ) الذي يبحث عن الثروة ولا يزال يبحث عنها ويبحث عن مكان وجودها ؟ كل شيء تعرى وانكشف . والشعب الذي خرج في مسيرات 20 فبراير يطالب بالإصلاح ، فطن للمقلب الذي ساهم فيه احزاب ونقابات . واليوم لا شيء يوحي بالاستثناء المغربي الذي سيصبح استثنائيا فعلا عند فصل الصحراء عن المغرب . ومثلما فشل محمد السادس كملك في اصلاح الدولة سياسيا ، وفشل في اخراج البلاد من الازمة الاقتصادية والاجتماعية المستفحلة ، حيث الزيادات المهولة في الاسعار التي اضرت بالقدرة الشرائية للشعب ، وحيث ثقل حجم الديون الخارجية التي اصبح النظام يعول عليها لتمويل ( المشاريع ) المعطلة والمتوقفة . يقول الشاعر اللبناني جبران خليل جبران " ويل لأمة تأكل ممّا لا تزرع ، وتلبس ممّا لا تنسج ، وتشرب ممّا لا تعصر " . والمثل الشعبي الدارجي يقول " حين تبدأ تأكل من برْدعةْ لَحْمارْ " ، فانه فشل كذلك كأمير للمؤمنين ، لأن لهذه الامارة شروط معروفة ، يعرفها ويحقها فقهاء الشعب ، في حين يتنكر لها فقهاء البلاط والقصور . ان من بين هذه الشروط لاعتبار الامير اميرا ، واعتبار الامارة حقا امارة للمؤمنين ، وأهمها ، هو العدل ومحاربة الظلم . ففرق كبير بين الدولة الظالمة والدولة العادلة . وفرق كذلك بين الامير العادل والأمير الظالم . ان سبب هذا الفشل ، هو ان الملك الذي سلم الدولة لأعدائها ، لا يقرأ . وحين لا يقرأ الملك رغم اننا نحن امة اقرأ التي نزلت عليها هذه الآية كأول آية في القرآن بصيغة الجبر والآمر ، معنا هذا ان الملك غائب يجهل ما يجري ويحصل بالدولة من مفاصيل دقيقة يعترضها صديقه ( المستشار ) فؤاد الهمة لإبقاء الوضع على ما هو عليه ، وبما يمكنه مع مجموعته من الاستحواذ على السلطة والحكم . فما يوصله هؤلاء اليه لا يعدو ان يكون خضر طعام لا غير ، اي الاشياء التي لا تغضبه . اما الاشياء التي تفقأ العين فيحجبونها عليه . ان هذا الضعف في عدم القراءة وفي الغياب الشبه التام ( الملك الغائب )عن قضايا الشعب و الدولة ، جعل العصابة الظالمة تزيد في تغييبه ، وهذا الغياب والتغييب ، واستئثار العصابة بمقاليد الدولة ، خول لها استعمال اجهزة الدولة ( المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني ، المديرية العامة للأمن الوطني ) ، ونزولا عند اوامر الخسيس والرديء والجبان الشرقي ضريس الوزير المنتدب في الداخلية ، في الاعتداء على الناس ظلما . وهنا اكاد اجزم امام هذا الغياب والتغييب ، او الغائب والمغيب ، ان الملك الذي ترك الدولة لهؤلاء ، يوافق ويبارك ، ويبصم بأصبعه العشرة على مظالم هؤلاء المجرمين على الناس العاديين . وحتى لا اقول ، ادعوه ، لأنني دعوته مثلما دعاه غيري لكنه لم يستجيب ولم يجيب ، فان كان حقا اميرا للمؤمنين ، ينشر العدل ويحارب الظلم ، هل يستطيع ان يصدر الامر الى الفرقة القضائية للدرك الملكي ذات الكفاءة العالية ، لإجراء بحث دقيق عن الجرائم الاعتداء التي تعرضت لها ولا ازال اتعرض لها من قبل الرديء فؤاد الهمة ، والخسيس الرديء والجبان المدعو الشرقي ضريس ، والجلاد المعتدي والآثم المدعو عبداللطيف الحموشي ، والمجرم نور الدين بن ابراهيم . وان فعلها ، فإنني مستعد ان اسهل عليهم اجراء البحث ، وتحرير المحضر الذي سيقدم الى القضاء في نصف يوم ، وحبّذا ان نكون مرفوقين بمحام تابع للجمعية المغربية لحقوق الانسان ، او للعصبة المغربية لحقوق الانسان ، او للمركز المغربي لحقوق الانسان ، حتى تكون المسطرة سليمة وقانونية . لكن لا اعتقد ان هذا سيحصل لان السؤال : هل يجهل الملك الظلم الذي تعرض له الضابط مصطفى اديب الذي عاصر قضيته وهو امير ؟ هل يجهل الملك الظلم الذي تعرض القاضي عنبر وقضيته ساطعة لا غبار عليها ، فتم توقيفه ظلما بعدما سجن مصطفى اديب ظلما كذلك ؟ هل يجهل الملك الظلم الذي تعرض له زكرياء المومني على يد الجلاد الظالم والمعتد الآثم المدعو عبداللطيف الحموشي ، بأوامر من رئيس كتابته الخاصة للملك منير الماجيدي ؟ هل يجهل الملك الظلم الذي تعرض له القاضي قنديل بالمحكمة الابتدائية بالعيون ؟ هل يجهل الملك الظلم الذي تعرض له كاتب هذا البحث سعيد الوجاني ولا يزال الى اليوم يتعرض للاعتداء الظالم من قبل الجبناء وهم : --- الجبان الخسيس والحقود المدعو الشرقي ضريس الوزير المنتدب في الداخلية --- الرديء والفاشل المدعو فؤاد الهمة ( مستشار الملك في الشؤون السياسية والأمنية ) --- الجلاد المدعو عبداللطيف الحموشي المدير العام للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني --- المجرم الوالي نورالدين بن ابراهيم مستشار الشرقي ضريس في الشؤون الخسيسة والدنيئة . ان من يقول بان الملك لا يعرف ، وليس بباله ما تعرض له هؤلاء وغيرهم كثيرون من ظلم ، اما انه منافق ، وإما انه ربما يعيش في كوكب آخر لا فوق الارض المغربية . ان في عدم انصاف مصطفى اديب من الظلم الذي لحقه ، يكون الملك قد انتصر وانحاز لفاشية جنرالات العسكر . ان في عدم انصاف القاضي عنبر من الظلم الذي لحقه ، يكون الملك قد انتصر الى الفاشية الاسلاموية والبوليسية ان في عدم انصاف زكرياء المومني من الظلم الذي لحقه ، يكون الملك قد انتصر الى فاشية المال والبوليس ان في عدم انصاف سعيد الوجاني من الظلم الذي تعرض له ، ولا يزال يتعرض له ، يكون الملك قد انتصر للرداءة ( المدعو الهمة و المدعو الضريس) وللفاشية البوليسية ( المدعوان عبداللطيف الحموشي ونور الدين بن ابراهيم . إذن لا نغالي حين نقول ان عنوان المرحلة هو الفشل التام ، بل الافلاس التام على جميع الاصعدة . وان المغرب الدولة المتخلفة العالم ثالثية ، قد انزلقت منذ العشرية الثانية من الالفية الثالثة الى دولة من دول ربع العالم الاكثر تخلفا . واحصائيات المنظمات الدولية ، والواقع اليومي المعاش شاهد على ما نكتب . تحذير : ان قضية الصحراء المغربية تتعرض اليوم لمؤامرة دولية خطيرة تستهدف وحدة الارض والتراب ووحدة الشعب . وما يخبئه شهر ابريل القادم سيكون أمميا صادما للحقوق التاريخية والترابية والجغرافية والبشرية للصحراء المغربية . لذا على الشعب المغرب من لكويرة التي تحتلها موريتانيا الى طنجة ، ان يقف وقفة رجل واحد ، وفي صف واحد للدفاع عن وحدة الارض ووحدة الشعب . وبالموازاة مع هذا النفير الذي يجب التحضير له ، على الشعب المغربي ان يخرج كرجل واحد ، وفي مسيرات حاشدة للمطالبة بإسقاط نظام الظلم المخزني ، ومحاكمة المفسدين والظالمين والمعتدين ، وان يصل اندماج الدفاع عن مغربية الصحراء مع النضال السياسي للشعب المغربي الى تنظيم اعتصامات بالساحات العمومية الى حين اسقاط النظام المخزني سبب كل بلاء وبيلة . ان التشبث ببناء الدولة الديمقراطية المدنية ، سيكون اللحمة التي ستمزج نضال الجماهير المغربية بالصحراء بنضال اخوانهم المغاربة لمواجهة المؤامرات الخارجية والخيانات ومكائد الغدر والضرب من تحت الطاولات لفصل الصحراء عن المغرب ولشق وحدة وأخوة الشعب المغربي التي يشهد عليها نضال الثائر احمد الهيبة ماء العينين ، ويشهد عليها جيش التحرير المغربي ، كما يشهد عليها ثوار الريف بقيادة المجاهد عبدالكريم الخطابي ، وثوار الاطلس بقيادة موح اوحمو الزياني . ان الدولة الديمقراطية هي وحدها ستضمن استيعاب كل مكونات الشعب المغربي ، وهي وحدها الكفيلة والمؤهلة لضمان وحدة الشعب ووحدة الارض . اما إذا استمر النظام المخزني الخارج عن الاعراف الديمقراطية والمنتمي الى العصور الحجرية ، فلا مناص من انفصال الصحراء عن المغرب ، ولا مفر من تقسيم وحدة الشعب . فأيهما اهم : الصحراء والشعب ام المخزن ؟ . والى متى سيظل المغاربة رعيا لا مواطنين ؟
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حين تصبح الدواعيش التكفيرية اوصياء على الاسلام
-
إلغاء ام تأجيل لوقفة الائتلاف من اجل التنديد بالدكتاتورية ام
...
-
على هامش الوقفة الاحتجاجية التي نظمها الائتلاف من اجل التندي
...
-
الازمة العامة الحليف الاستراتيجي للمعارضة الحقيقية -- انتفاض
...
-
البوليساريو يقبل بالحكم الذاتي بشروط
-
هل يحيل الامير هشام العلوي نزاع الصحراء الى اتفاق الاطار؟
-
حين يتم جعل السلطة الشخصية المسيطرة سلطة مقدسة -- وظيفة العن
...
-
فرنسا هي كريس كولمان
-
بين التركيز على شخص الشخص والتركيز على النظام
-
بيان اخباري الى الرأي العام الوطني والحقوقي المغربي
-
افضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر -- عملاء لا ( علماء )
-
التردي والافول بالعالم العربي والاسلامي
-
من الخائن ؟
-
بين خطاب الرفض ورفض خطاب الرفض تنزلق القضية الوطنية نحو المج
...
-
الى المدعو عبداللطيف الشنتوفي ( المدير العام ) للمديرية العا
...
-
وهم وهراء انفتاح المخزن : حصيلة الانفتاح من 1974 الى 2014 قم
...
-
الواقع السياسي الراهن : محدداته المرحلية واحتمالاته المقبلة
...
-
لا يا جلالة الملك ما كان ان تميز بين الناس هذا مغربي وطني وه
...
-
بين خطاب الملك في 10 اكتوبر 2013 وخطاب 10 اكتوبر 2014 المنتظ
...
-
فاشية -- مخزن
المزيد.....
-
-لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د
...
-
كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
-
بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه
...
-
هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
-
أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال
...
-
السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا
...
-
-يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على
...
-
نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
-
مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
-
نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|