أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الشربيني عاشور - تقبيل أيادي المسئولين .. بين تواطؤ المشايخ وخرس المثقفين














المزيد.....

تقبيل أيادي المسئولين .. بين تواطؤ المشايخ وخرس المثقفين


الشربيني عاشور

الحوار المتمدن-العدد: 1321 - 2005 / 9 / 18 - 07:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



مشكور جدا الملك عبد الله بن عبد العزيز على قراره إلغاء تقبيل الأيادي والانحناء للمسئول باعتبار أن انحناء الإنسان لا يجب أن يكون إلا لله تعالى . لكن شكرنا للملك عبد الله بن عبد العزيز لا يعفينا من تأمل الخطأ الذي كان مستمرا لعقود طويلة والذي كان سيتمر لولا أن أصدر الملك عبد الله قراره .

إن تأمل هذه المسألة يطرح أولا ذلك التساؤل المشروع : لماذا لم تصدر هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية فيما سبق فتوى بتحريم تقبيل أيادي كبار المسئولين والانحناء لهم ، ولماذا لم يسع هؤلاء المشايخ الذين لم يتركوا شيئا إلا أوسعوه إفتاء إلى مطالبة المسئول بذلك مادام الأمر ينطوي على شيء من ( الحرمانية ) التي توجب عدم الانحناء إلا لله ؟ وهو المبرر الذي أطلقه الملك عبد الله بن عبد العزيز لإصدار قراره .

ثانيا : لماذا لم يجرؤ أحد من المثقفين والكتاب والإعلاميين وحملة مشاعل التنوير السعوديين على المطالبة بمنع تقبيل الأيادي والانحناء للمسئولين حتى ولو لم يكن بدافع ديني ؟ هل يمكن أن نقول إنها الغفلة أو استصغار المسألة وعدم رقيها للدرجة التي تصبح فيها مطلبا وطنيا واجتماعيا . أم أنه القهر والظلم الذي شربته وتنفسته الشعوب العربية حتى امتلأت بالخوف والرهبة من المطالبة بالتغيير والحفاظ على كرامتها بدءا من أبسط الأمور الشكلية وانتهاء بأعقد الأمور الجوهرية .


إن قرار الملك عبد الله بن عبد العزيز بكل تأكيد هو تعبير عن رغبة دفينة لدى الكثير من فئات الشعب السعودي ولكنها ظلت رغبة خرساء سجينة في الصدور والعقول لم يجرؤ أحد على النطق بها أو الإشارة إليها وهنا تكمن إشكالية التغيير في عالمنا العربي السعيد .. هذا التغيير الذي لا يأتي دائما إلا بما يشبه المنحة أو المكرمة من أعلى قمة الهرم في السلطة الحاكمة ولا ينبع إلا في حالات نادرة من القاعدة الشعبية. ومن ثم تظل هذه الجماهير في انتظار ما تجود به يد الحاكم من هبات ومنح ، وتظل أيضا رهينة وعيه الخاص والعام بمطالبها واحتياجاتها وهو جزء كبير من مآسي هذه الشعوب التي ترتهن لحكامها فتصبح هي ونصيبها إن أحسن الحاكم تلقفت إحسانه بالشكر والثناء وان أساء تلقت إساءته بابتلاع قهرها والانكفاء على جراحها وأبلغ ما يمكن أن تفعله في هذه الحالة هو التنفيس عن نفسها بالسخرية وإطلاق النكات أو ابتلاع حبات الصبر على المكتوب إلى أن يأذن الله بالفرج . . في حين أن العكس هو الصحيح أو ما يجب أن يكون أي أن تأتي قرارات القمة استجابة لإرادة الجماهير ومطالبها

إن قرار الملك عبد الله بقدر أهميته حتى وان كانت المسألة شكلية في الغالب ( يمكن تأويل الانحناء على أنه طوعي ويقصد به التقدير والاحترام وليس الشرك بالله أو اعتباره إرثا ثقافيا كما في اليابان ) إلا أنه يفضح تواطؤ المؤسسات الدينية لا في المملكة العربية السعودية وحدها ولكن في كافة البلدان العربية والإسلامية التي تنطوي على كثير من الأخطاء المشابهة والمتعلقة بالحرمانية أو بكرامة الشعوب وعزتها دون أن تحرك ساكنا أو تعلي صوتا للمطالبة بالتغيير كما أنه يدين خرس اللسان الثقافي لطلائع هذه الشعوب من المثقفين ونومهم الشديد في العسل إلى أن يأذن الله بالفرج ، ويرسل حاكما يجيء بما تشتهي وهنا تصبح مهمتها هي التهليل والتنظير والتطبيل لعبقرية القرار وبطولة صاحبه !

الإشكالية الكبرى إزاء تواطؤ المؤسسات الدينية وخرس اللسان الثقافي للطليعة وغياب الصوت الجماهيري أمام هكذا أخطاء ومطالب هي ما يمكن أن يترسخ في ذهنية بعض الحكام بأن ما يفعلونه إنما هو من باب المنح والعطاء والإكرامية وليس حقا من حقوق الشعوب التي يحكمونها بموجب العقد الموقع بين هؤلاء الحكام ومحكوميهم سواء أخذ هذا العقد شكل البيعة أو الاستفتاء أو الانتخابات الحرة المباشرة . وهي مسألة لا نعدم أمثلتها الحية في تاريخنا العربي إذ يمكن تمثلها في مقولة الخديوي إسماعيل لأحمد عرابي ( ما أنتم إلا عبيد احساناتنا ) أو صراخ جمال عبد الناصر في وجه الجماهير المحتشدة ( لقد علمتكم العزة والكرامة ) على ما ينطوي عليه المثالان من إحساس بالفضل والتفضل وما يفضحانه من ذهنية المنح والإكرامية !





#الشربيني_عاشور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنفي والشيخ زفت
- الله الغاضب على المصريين
- حوار مع الشاعر عبد الرحمن الأبنودي : هزيمة الحلم هي خبرة الأ ...
- من دفتر العشق والذاكرة 1
- لعنتة B.B أو ما يشبه السعادة
- مشكلة المنابر والخطاب التنويري
- وهل اعتنقنا الأسلام أولا .. حتى نرتد عنه ؟
- رئيس تحرير وهابي ارهابي متعجرف


المزيد.....




- “فرحة أطفالنا مضمونة” ثبت الآن أحدث تردد لقناة الأطفال طيور ...
- المقاومة الإسلامية تواصل ضرب تجمعات العدو ومستوطناته
- القائد العام لحرس الثورة الاسلامية: قطعا سننتقم من -إسرائيل- ...
- مقتل 42 شخصا في أحد أعنف الاعتداءات الطائفية في باكستان
- ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الشربيني عاشور - تقبيل أيادي المسئولين .. بين تواطؤ المشايخ وخرس المثقفين