أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلال سيف - لا جنة ولا نار














المزيد.....

لا جنة ولا نار


طلال سيف
كاتب و روائي. عضو اتحاد كتاب مصر.

(Talal Seif)


الحوار المتمدن-العدد: 4737 - 2015 / 3 / 3 - 08:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا جنة ولا نار
المسيحيون فى النار . المسلمون فى النار . البوذيون فى النار . الماركسيون أراحوا أنفسهم فلا جنة عندهم ولا نار . أما و بالله التوفيق و بعد بحث حثيث اتضح أن الكفر و الإيمان مسألة نسبية ، فما يعتبره أهل حارة الغُبْش كفرا ، تجده فى حارة الوسعاية المجاورة من صحيح الدين. لذا كان لزاما علينا أن نذكر قول الإمام محي الدين بن عربي ، حينما سئل من المؤمن و من الكافر يا إمام . فقال : لا يدرك المؤمن من الكافر حتى يموت و يغيب فى قبره . فى إشارة واضحة للحديث الشريف " إن أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوما ثم علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يبعث الله ملكا فيؤمر بأربع برزقه وأجله وشقي أو سعيد فوالله إن أحدكم أو الرجل يعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها غير باع أو ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها غير ذراع أو ذراعين فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها" فالجنة و النار من ممتلكات الإله حصريا ، ولا أحد يدخل أحدا أو يخرجه مما لا يملك . ففى المعتقد الإسلامي نجد المسيحيين كفارا من أهل النار ، لكنه أيضا فى المعتقد المسيحي نجد المسلمين كفارا من أهل النار و هكذا تسير حركة المعتقد فى كافة الأديان التى تؤمن بالبعث و الخلود و الجنة و النار . من ليس من ديني فهو كافر . لكن كيف يكون التعاطي مع هذه المسائل العقائدية ؟ هنا يظهر رقي المجتمعات أو عدم رقيها فى كيفية تسيير الحياة رغم وجود إختلافات جذرية فى المجتمع الواحد حيال العقيدة . فالكفر و الإيمان و الجنة و النار من المفترض أنها من القضايا التي سيحاسب الإله عليها مع نهاية الكون و المثول للحساب و الإثابة أو العذاب ، ولأننا مازلنا فى الحياة و لا يحاسبنا الإله حساب الآخرة ، فمن الضرورة أن نحترم بعضنا البعض . لا نسفه من معتقد الآخر ولا نقلل من قيمته جزاء لمعتقده ، وإلا دخلنا فى دائرة مفرغة من الصراعات الجدلية الخاوية على عروشها من الفكرة إلى المضمون. تلك الصراعات التى تدفع بالمجتمعات نحو التفكك و الإنهيار . قد يعترض البعض و يرى فى ذلك قصورا فى الدعوة لدينه . لكن الدعوة الذكية ليست فى إظهار سيئات غيرك بقدر ما هي التنوير بإيجابيات دينك . هل يفيد مثلا إذا خرجت داعيا إلى دينك فى مجتمع بلا عقيدة و راح الداعية المسلم يكيل للمسيحية أو يكيل المبشر المسيحي للإسلام ؟ هنا نكون بصدد " شرشحة " لا دعوة . أما الدعوة الحقيقية قائمة على التعريف بجماليات دينك لا بسلبيات الآخر . لن يفيدني كثيرا أن أقول للمسيحي أنت كافر . بل يجعلنى أكثر إقناعا حينما أذكر له نقاط إيجابية بمنطق عقلاني يدفعه إلى البحث فيما أطرح ، والعكس لا ننفيه عن المبشر . فربما يقول أحدهم أنه لا يجوز للمبشر أن يعمل فى بلاد المسلمين . بنفس المنطق لا يجوز للداعية أن يعمل فى بلاد المغايرين . لا أرى بمعتقدى تجاه هذه الرؤية . بل أذكر واقعا مفروضا وقناعات عقلية عند المختلفين عقائديا ، يفكرون فيها و يؤمنون بها . ببساطة شديدة سيقول لك : ما أفضليتك عنى حتى تدعو فى بلادي ولا أبشر فى بلادك ؟ فإذا ما أخذتك العنصرية تجاه دينك ، فستلجأ حتما إلى فكرة القهر لفرض رؤيتك ، و بهذه الفرضية سنكون قد بنينا جسرا للحروب لا السلام بين المجتمعات التى قال عنها الله تعالى " وجعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا " لا لتنافروا . و من المفترض أيضا أن الدين الأقوى و الأجدر بالإتباع هو الذي يفرض نفسه بما يقدمه من أفكار تقدمية . فلما يخاف المسلم من التبشير و لما يخاف المسيحي من الدعوة ؟ من يثق فى دينه لا يخشى ملايين الدعاة أو المبشرين . فقط نؤمن بأن الحياة تتسع للجميع و أن الكفر و الإيمان قناعات ذاتية عند البشر و بأن الجنة و النار من ممتلكات الإله حصريا . فلا تشاركوا الله فى ملكوته . لسنا مأمورين بإعمار الجنة ، لككنا مأمورون بإعمار الحياة ولا إعمار دون ترابط بين البشر ولا ترابط إلا باحترام المختلف معك عقائديا ، وفى النهاية كل إنسان ألزمناه طائره فى عنقه . هكذا قال القرآن العظيم . فكونوا دعاة سلام



#طلال_سيف (هاشتاغ)       Talal_Seif#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد عبد الله نصر - من التنوير إلى التلويش -
- محافظ الدقهلية - فس -
- محافظ الدقهلية . حمار جحا . مقدمات الكفر بالأوطان
- الدرر البهية فى الكشف عن ثروات مشايخ الوهابية
- العلاقة التوافقية بين حرية الإبداع و مؤخرة كيم كاردشيان - دا ...
- شاعر الرصيف يعود للحياة بحبر فاسد
- جامعة داعش لتفريخ الإرهاب مصطفى بن العدوي و شركاه
- السعودية و التطور النوعي
- الكلتنه
- الإخوان المسلمون من التمكين إلى التأبين
- انقاذ ليبيا من الصوملة
- - هاحبشك عليك الكلب -
- المجلس الوطني للإعلام - التشكيل والتمويل -
- عبد الرحيم على نموذجا للإعلام الوطني المصري
- من الآتيليه إلى الجريون - سرطان فى جسم الوطن - سلسلة - 1 -
- أحدث تعريفات الإعلام المصري
- أخلاق ماركس النبي
- جروب قطر وتميم يحذر الشعب من البلوك
- السيسي باطل .. البطلان ينتظر الإنتخابات الرئاسية
- المجلس الوطني للإعلام المصري - إستربتو دربندين -


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلال سيف - لا جنة ولا نار