أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سهيل حداد - إعلام الفتنة والتحريض والذل، نهج أم عمالة















المزيد.....

إعلام الفتنة والتحريض والذل، نهج أم عمالة


سهيل حداد

الحوار المتمدن-العدد: 1321 - 2005 / 9 / 18 - 07:05
المحور: الصحافة والاعلام
    


بعد اطلاعي على عدد من المقالات التي تهتم بالشأن السوري الخارجي والداخلي، والتداعيات التي حصلت في لبنان والمنطقة منذ اغتيال الحريري، والتي تصدر عن بعض الصحف العربية والأجنبية التي لا تخفي عدائها لسورية وشعبها بدأت أتساءل بماذا يفكر المواطن السوري الذي يتعرض بلده نتيجة مواقفه الوطنية الثابتة من القضية الصراع العربي - الصهيوني، والاحتلال الأمريكي للعراق، لهجمة سياسية وإعلامية شرسة جداً لم يشهد مثلها في تاريخه المعاصر، تقودها الولايات المتحدة الأمريكية في كافة المحافل الدولية والإقليمية.
وكانت نتيجة الاستقصاء إن الإدارة الأمريكية فتحت حرباً شاملة ضد سورية عبر لبنان كما فعلت عبر الكويت ضد العراق. ومن الملفت للنظر بأن السوريين باتوا يتضرعون لله تعالى بصلواتهم ودعواتهم بأن لا يمس أي لبناني بسوء، وأن يحمي الله ويديم الصحة والعافية والحياة الأبدية على بعض الشخصيات السياسية والعامة في لبنان من الموالاة والمعارضة على حد سواء، وخاصة على سبيل المثال لا الحصر الشيخ سعد وأعوانه، ووليد بك وزلمه، وأمين الجميل وأتباعه، والسياسي المخضرم غطاس أفندي، والإعلامي الفذ والنائب بالتزكية في مجلس النواب جبران بك التويني وكتاب جريدته. لأنه لو أصاب أحدهم مكروه أو مات في هذه الفترة طبيعياً (لا سمح الله) أو قضاء الله وقدره (زلة قدم على درج مرتفع، إصابته بمرض عضال مفاجئ، عضة كلب مسعور.. الخ)، سيجعل من سورية المتهمة الأولى أو المحرضة على هذه الجريمة النكراء التي وقعت في حق لبنان وتاريخه النظيف الخالي منذ نشوئه عام 1925 من أية محاولة أو حادثة اغتيال أو صراعات داخلية ضروس أو حروب أهلية دموية، وستبدأ لجان التقصي والتحقيق الدولية التي سترسلها إدارة بوش وأعوانه عبر ضغطها على الأمم المتحدة ومجلس الأمن بالبحث والنبش ووضع قوائم وأدلة عن ضلوع مباشر أو غير مباشر لسورية في هذه الجريمة. وسيعود السيد تويني في جريدة النهار والجار الله في السياسة الكويتية وأمثالهم من كتاب ممن يكنون حقد أعمى على سورية لبنان وشعبيهما ومقاومتهما، إلى سلسلة مقالاتهم التي لا تنتهي في الكشف عن منفذي هذه الجريمة وأعوانهم ثم تحليل خفاياها وأسبابها وتداعياتها وهل لها علاقة في الدور الإقليمي لسورية في المنطقة أم هي خصوصية في قضية الصراع العربي الصهيوني، وهل لحزب البعث ومبادئه أي دور في حدوثها أو هي محصورة وسرية للغاية ومتخصصة فقد بالأجهزة الأمنية، أم هي عملية لإضعاف الموقف الأمريكي في العراق أكثر مما هو متداعي وفاشل، وبالتالي تدخل في نطاق تهديد المصالح الحيوية للولايات المتحدة في المنطقة ومشروعها في إنشاء شرق أوسط كبير وإجهاض محاولاتها في القضاء على الإرهاب الدولي...
وتستمر هاتين الصحيفتين ونظيراتها بتواتر وتسارع منقطع النظير بكتابة المقالات اليومية ونقل الأخبار والتحليلات والتوقعات والمقابلات من كل صوب وحدب عن الحادثة ومنعكساتها على الوضعين الخارجي والداخلي في سورية ولبنان والعلاقات المستقبلية بينهما، وضمن هذا الحشد يظهر بعد فترة شهود عيان كانوا في موقع الحدث يثبتون الواقعة بأدلة مرئية ومسموعة، مسجلة صوت وصورة. وتتعالى من هنا وهناك أصوات كلها تبحث عن الحقيقة!! وتطلب تدخل جهات معنية للكشف عنها ووضع حد لمن قام بها... وهكذا دواليك فكل السوريين يعلمون التتمة وإلى أية درجة وصل إليها هذا الإعلام المتداعي البعيد عن المنطق والدور المناط به. حتى وصل بالبعض منهم إلى القول بأن هذه المقالات وتوابعها إذا وجد منتج فذ يمكن أن تصلح فلماً أو مسلسلاً تلفيزيونياً. ولكنهم لم يتفقوا على سمته، هل سيكون دراما كوميدية هزلية أم تراجيديا مأساوية تصور الوضع العربي، وإلى أية درجة من التخاذل والانبطاح وصل إليها أمام أعداء هذه الأمة ؟.
وللحقيقة أن الجميع مقتنعون بان هذا الإعلام والقائمين عليه يدخل ضمن مخطط التأمر وحملة الضغوطات التي تشنها الإدارة الأمريكية على سورية بهدف تمرير أغراضها ومشاريعها في المنطقة. ولكنهم في هذه النقطة أيضاً لا يتفقون على رأي محدد فالبعض يقول بأن هذا الإعلام ممول ومأجور من جهات معينة أو متآمر بالمجان، والبعض الآخر يقول بأنه حقود ومتعامي ويستغل الظروف والأزمات مهما كان نوعها وضد أي كان سورية أو غيرها من الدول العربية ليحقق أكبر المكاسب، ويذهب أخريين إلى دمج الاثنين معاً ووصفه أيضاً بإعلام الفتنة والتحريض والترامي في أحضان الغرب بقصد أو بغير قصد، برؤية مسبقة ومبيتة أو عن غباء ناتج عن قصور في تفسيره للأمور وحقائقها. وتهدف هذه الحملة الإعلامية إلى زعزعة تفكير المواطن السوري ومبادئه وتخويفه وترهيبه عبر حملة من المعلومات المغرضة والمشوهة والتي يصوغها بأسلوب مشوق على شكل ألغاز بوليسية أو قصص مدغدغة للعقل تمرير رسائله المحرضة. و لم يعد المواطن السوري بكافة أطيافه يعير هذه الأخبار أو المقالات أي اهتمام لانكشاف حقيقة كاتبيها وماهيتهم وأهدافهم ومراميهم. وبالنسبة لكثير من السوريين فهذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها سورية لحملة إعلامية مغرضة تحمل في طياتها روح الفتنة الطائفية والعرقية من قبل بعض الصحف العربية ووسائل الإعلام الصهيونية بهدف بث وإثارة الانقسامات العرقية والطائفية لزعزعة الاستقرار والأمن فيها. وبعض هذه الحملات كان أشرس بكثير مما نراه اليوم، وجميعها باءت بالفشل، وفي كل مرة يزداد وعي السوريين وتقوى وحدتهم الوطنية ولحمتهم وصمودهم في وجه أعدائهم بكافة أشكالهم وصورهم.
وكوني مواطن عربي سوري وحريص مثل غيري من السوريين على دور الإعلام العربي ومصداقيته في نقل الحقيقة وتوعية الناس وتنويرهم أتوجه بنصيحة إلى السيدين جبران تويني وأحمد جار الله اللذين يتشدقان بحرصهم على استقلالية بلديهما وشعبيهما، وتمسكهما الشديد بعدم التدخل في شؤونهما الداخلية والخارجية، أن يفعلوا ما ينهوا الآخرين عنه، ولا يقحموا أنفسهم بأمور لا تعنيهم ولا تعني شعوبهم ويتدخلوا بشكل مباشر أو غير مباشر بالشأن الداخلي للمجتمع والمواطن السوري ويأخذوا دوره ويحاولوا فرض أرائهم عليه، لأن ذلك مناف لكل المبادئ التي من خلالها تريدون مصادرة رأيه وخاصة شعاراتكم في الحرية الفردية، وحق التعبير، وممارسة الديمقراطية، فهو أعلم وأحرص من حضرتكم على شأنه وحقه وحياته ومصيره، وطرق ممارسته لهذه الحقوق.
وأتمنى أن يكف السيدين المذكورين عن بث روح العداوة والكراهية والفتنة والطائفية وإثارة النعرات العرقية والإقليمية بين شعوب المنطقة التي تعتبر شعب واحد بغض النظر عن انتماءاتها الطائفية. لأن نتائج مثل هذا النوع من التحريض والفتن لا تؤدي إلى الدمار والتخريب فقط بل إلى زيادة تخلف الشعوب العربية وفقرها وتفتيتها وتقسيمها وتهميشها والقضاء على حضاراتها ونهب ما تبقى من ثرواتها. وما جرى في لبنان في الأمس القريب، ويجري في العراق حالياً من تأجيج فتنة طائفية وعرقية ما هو في الحقيقة إلا تحصيل حاصل لإعلام الفتنة والتحريض الذي يتصدر بعض الصحف العربية وبعض وسائل الإعلام المرئية والمسموعة.
فإذا كان هنالك ما لا يعجب هذين السيدين في طبيعة الحكم وطريقة مزاولة السوريين له، وللمبادئ والآراء التي يحملها السوريين بمختلف أطيافهم السياسية، فهنالك أيضاً الكثير من السوريين الذين لديهم أراء غير إيجابية في طبيعة الحكم وكيفية ممارسته في كثير من الدول. ولا يعني ذلك بالضرورة أن يتدخلوا بوقاحة وعدوانية في شؤون هذه الدول وشعوبها، وأن يقحموها بأية شاردة واردة تخطر على بالهم في نزوة من نزواتهم أو بتحريض من طرف أخر. فإذا كانت مبادئ البعث لا تعجب السيد تويني فهذه مشكلته وليست مشكلة من يعتنق هذه المبادئ. وللعلم فالسيد تويني بعد خروج الجيش السوري من لبنان والذي كان الشغل الشاغل، بدأ حملة جديدة ضد سورية في مقالاته الأخيرة متهماً مبادئ البعث في وأطلق عليها تسمية جديدة "مبادئ البعث السوري" فهو يقول في مقالته الأخيرة والتي عنوانها" ليت لحود يعتذر" إننا لنتساءل عما سيتكلم الرئيس لحود في نيويورك وأمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة؟ فهل سيتكلم على مفهومه للديمقراطية المبني على قهر المواطنين، وإلغاء المعارضة، وقمع التظاهرات، و"فبركة" الملفات، وسجن الطلاب، وتسليم رعاياه إلى المخابرات الأجنبية؟ أم سيخبرهم عن مثله العليا في الحرية والديمقراطية المستوحاة من مبادئ حزب البعث السوري؟ أم عن فنّ إقفال وسائل الإعلام الحرة وتهديد الصحافيين حتى اغتيالهم؟.
فهل عرفتم الآن لماذا يتضرع السوريون إلى الله تعالى لحماية اللبنانيين !!!! وهل عرفتم كيف يقحم تويني سورية إقحاماً في كتاباته !!!.
أما الجار الله فينعت بعض قادة المقاومة الفلسطينية التي أجبرت "اسرائيل" على الانسحاب من غزة برؤساء المنظمات المأجورة وأن الاجتماع بهم خطأ فادح يخرج عن طاعة ونصائح أسياده في واشنطن وتل أبيب. فمن هو المأجور ومن هو العميل، ومن الذي يسوق لسياسة التطبيع مع "إسرائيل" ويمهد لها ولسياسة الاحتلال في فلسطين والعراق وبث روح الفتنة بين صفوف شعبيهما؟ وهذا بعض من الأمثلة عن أعلام الفتنة والتحريض الذي يتصدر صفحات جريدتي النهار والسياسة الكويتية كل يوم منذ احتلال العراق.
في النهاية، فقد أثبت الأحداث والظروف التي تمر بها المنطقة عموماً وسورية خصوصاً أن المجتمع السوري والمواطن السوري يمتلكان قدراً كبيراً من الوعي السياسي والحس والشعور بالمسؤولية الوطنية تجاه ما يجري. وهناك تأكيد قوي من كافة أطياف المجتمع السوري والتيارات السياسية الوطنية على صون وحماية الوحدة واللحمة الوطنيتين، والتكاتف يد بيد في وجه جميع الضغوطات، وبان هذه الوحدة تشكل ثروة لسورية وللسوريين لا يمكن التفريط بها مهما كان الثمن. فإذا كان هذا ما يقض مضاجع تويني والجار الله ويزيد من سعيرهما وحقدهما وكراهيتهما على سورية وشعبها، فمن الأجدى لهما بأن يمتهنوا مهنة أخرى تفيد أسيادهم أو يتعلموا الرقص على الحبال فقد تنفعهم في تمثيل دور البهلوانات عندما يكونوا في حضرة معلميهم في واشنطن والغرب. فبالرغم من الخدمة المأجورة أو المجانية التي يؤديها بعض الإعلاميين العرب لسادتهم في واشنطن وتل أبيب فلن يحصلوا منهم إلا على الذل والمهانة واحتقار النفس ولعنة التاريخ.
دمشق، في 17 أيلول 2005.





#سهيل_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما وراء قتل الرموز الوطنية في لبنان !!
- الحقيقة الواضحة لمن يريد معرفتها
- الدين لله والوطن للجميع
- رسائل الإخوان المسلمين الأخيرة وشعاراتها الخداعة .. مناورة أ ...
- سوق هال الفضائيات العربية، والمزايدات السياسية
- التخوف الأمريكي وأبعاده
- -سورية في قلب الهدف الأمريكي-
- رسالة ديموقراطية إلى ما يسمى العالم الحر


المزيد.....




- مدفيديف: الناتو منخرط بشكل كامل في الصراع الأوكراني
- السعودية.. إحباط 5 محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب -الكبتاغون- ...
- مصر.. الداخلية تكشف تفاصيل واقعة مصرع عامل دليفري بعد تداوله ...
- اليونيفيل: إصابة 4 جنود إيطاليين من قوات حفظ السلام في جنوب ...
- محمود الهباش: وجود إسرائيل في غزة لن يكتسب شرعية مهما طال
- مشاركة عزاء للرفيق رؤوف الحباشنة بوفاة جدته
- من هو الكاتب بوعلام صنصال وما مصيره منذ وصوله للجزائر؟
- خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته ال ...
- هل اكتشفت أم محمد هوية الواشي بنصر الله؟
- قوات الاحتلال تقتحم جنين ونابلس واعتداءات للمستوطنين في الخل ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سهيل حداد - إعلام الفتنة والتحريض والذل، نهج أم عمالة