أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - علي عبد السادة - رد على الكاتب انيس منصور














المزيد.....

رد على الكاتب انيس منصور


علي عبد السادة

الحوار المتمدن-العدد: 1321 - 2005 / 9 / 18 - 07:04
المحور: الصحافة والاعلام
    


ما لا يدركه انيس منصور... هذا هو (ا ل ع ر ا ق)
اغلب العراقيين عزفوا، تماما، عن متابعة ما يكتبه بعض الصحفيين والاعلاميين في الصحف العربية وغيرها عندما يتناولون الشأن العراقي، سوى مجموعة نخب ما زالت تعتمد هذه المتابعة كتقليد قديم يمارسونه مع افطار الصباح.
السبب في هذا العزوف هو ذلك الاخفاق الكبير في مخاطبة العراقيين بلغة تبتعد كثيرا عن اللغة التي يفترض بها ان تتعاطى بموضوعية واخلاقية مع حقيقة معاناة اهل العراق. وربما يعود ذلك الى وجود نخب عربية تباينت بين غير عارفة بتفاصيل ما يجري، او انها لاتستطيع الاقتناع بالتغيير وزوال حكم شمولي ارتدى ثوب "العروبة" واساء اليها، او اخرين فقدو امتيازاتهم كما أظهرتها العديد من الوثائق التي نشرت مؤخرا.
فالسيد انيس منصور قلما يكتب في الشان السياسي- على الاقل ما ينشر له في جريدة الشرق الاوسط- فهو غالبا ما يلجا الى منهج اقرب الى مذكراته من أي شيء اخر، وفي عدد الشرق الاوسط الصادر يوم الثلاثاء المصادف 13/9/2005 وكالمعتاد في الزاوية اليسرى من الصفحة الاخيرة كتب مقالا يحمل عنوان ( ا ل ع ر ا ق- لم يعد دولة).
من الصعب ان نعتبر هذا المقال بانه يستهدف موضوعا واحدا اراد منصور قول شيء فيه، لذا اود تسجيل ملاحظات اتمنى ان تجد في صدر الكاتب مكانا جيدا لاستقبالها.
*حدد الكاتب انيس منصور صورة العراق بانه مقسم الى اجزاء لايربطها أي رابط وذلك واضح من طريقة كتابته للعنوان- استخدم الحروف المنفصلة في خط كلمة العراق- وهي لافتة للنظر تدل على ان منصور لايرى في العراق أي وحدة اطلاقا.
عموما.. لم اتذكر يوما ان اقرأ – الا ما ندر- مقالا يتحدث عن مصائب العراق في فترة حكم صدام حسين؛ هل كان الصحفيون في تلك الفترة ،ومنصور منهم، يرون في العراق دولة واحدة؟. في وقت شرد فيه الالاف وقتل مثلهم تحت مرأى ومسمع الجميع، عشرات القرى والقصبات ابيد اهلها وتحول الناجون منهم الى لاجئين احتفظوا بصور بلدهم وذويهم يتاملونها خلسة في بلدان المهجر مخافة ان يكون ضابط مخابرات عراقي يسكن في المنزل المجاور هناك.
السؤال.. هل كانت هذه الاساليب بنظر هؤلاء الكتبة صمام امان لوحدة العراق؟، ليروه الان مجزئا بعد سقوط نظام صدام حسين وقد فقد العراق صمام وحدته "الخاوي" .
*في العراق تخرج يوميا عشرات المظاهرات بشتى اشكالها وانواعها؛ مظاهرة في السماوة تطالب بتحسين الاوضاع المعيشية، في الرمادي خرجت مجموعة من العشائر العراقية تندد بالارهاب وتصب غضبها على الزرقاوي، في اربيل وبغداد اعتصمن نسوة عراقيات يطالبن بحقوقهن في الدستور.
اعتقد ان مثل هذه الاجواء- رغم صعوبة الوضع في العراق- تفتقر اليها العديد من الدول العربية. كل هذه المظاهرات تجاهلها الاستاذ منصور وراح يركز على مظاهرة قام بها مجموعة لايتجاوز عددها اقل من ربع المتظاهرين الذين طالبوا بعراق ديمقراطي متعدد خالي من" الارهاب الاجنبي" والقوات المحتلة على حد سواء.0 هؤلاء( القلة) خرجوا يحملون صور صدام حسين وفي اذهانهم حلم لن يتحقق في عودة الظلم والطغيان، ورغم ذلك لم يقمعهم احد في العراق. واشارة الكاتب منصور في هذا الجانب قد توحي للقارئ بأمور أخرى لا يتقبلها الغالبية المطلقة من العراقيين. وهنا لا يمكن ان نعذر الكاتب الا في حال ان تكون حدود معرفته تنحصر في هؤلاء القلة الذين تابع مظاهراتهم. او قد يكون يعرفهم .
* وصف منصور العراق بأنه بلد رافض للعروبة، وهنا لاداعي لتذكيره بالمواقف العربية الصامتة تجاه ما يجري في العراق الا انني ساذكره بملاحظات معروفة لدى الجميع:
دون استخدام تسميات، فهناك انظمة عربية تعلم جيدا ان في بلدانها (دعاة ارهاب) يحثون الشباب على الذهاب الى العراق لغرض الالتحاق بما يسمونه "المقاومة" والتي لم نجني ثمارا منها سوى مجازر في الحلة وبغداد الجديدة وحي العامل واربيل والكاظمية، وقائمة الضحايا الابرياء في العراق تطول. هذه الانظمة لم تحرك ساكنا في اتخاذ أي اجراء يدل على انها تريد للعراق حياة امنة ومستقرة.
العروبة التي تحدث عنها الاستاذ منصور,التي اثارت حفيظة امنائها والمحافظين عليها منذ لم يرد في الدستور العراقي اي كلمة تدل على عروبة هوية العراق،و بعد ايام قليلة من تصريحات عمر موسى في هذا الشان سقط 1005 شهيد ضحايا كارثة جسر الائمة في بغداد، فسكت الجميع دون ان تحركهم عروبتهم في الاستنكار والمواساة مثلما دفعتهم للاعتراض على جملة لاياكل العراقيون منها ولايشربون.. ربما لايعرف الاستاذ انيس منصور ان الالاف من العراقيين من غير العرب قتلوا وشردوا باسم "العروبة".رغم ان مسودة الدستور قد اشارت الى تمسك العراق بالجامعة العربية والتزامه بميثاقها ، هذه العبارة تخلو منها العديد من الدساتير العربية نفسها.
* كل الشعوب التي تنشد التحرر والسلام تجدها في الغالب رافضة لسياسةا الولايات المتحدة الامريكية في الهيمنة والاستغلال. وهذا الرفض يتخذ اشكالا عديدة تباينت بين العنف والصراع السلمي من اجل انتزاع الحقوق. هذا لايعني ابدا ان مصائب الامريكيين جراء كارثة طبيعية كاعصار كاترينا، يمكن استخدامها وتدويلها للتعبير عن ازدراء لسياسة امريكا. لكي نستحق ان نعيش في مجتمعات متحضرة لابد من ادراك قيمة الانسان وعدم الاستهانة بحياته، وهذا لايفهم على انه توافق مع السياسة الامريكية بل انه تعاطي انساني مع كارثة بشر مهما اختلفنا عنهم في الجنس او اللون أو حتى اختلفنا مع سياسة حكوماتهم ، ونحن- بالتأكيد- مختلفون مع سياسة امريكا في مواقف ومواقع متعددة.
اخاطب السيد انيس منصور، اخيرا، واقول له : ان كنت ترى في العراق اعصارا لن ينتهي حتى بعد عشرات السنين.فنحن نرى على الرغم من صعوبة المخاض وشكل الصراع ومدياته في العراق فأن هذا الصراع سيخلق دولة ديمقراطية يحكمها العراقيون انفسهم بعيدا عن الظلم، وستشكل للعالم العربي نموذجما يحتذى به في التحضر والسلام .



#علي_عبد_السادة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاتحاد العام لنقابات العمال في العراق الاول من أيار... تعزي ...


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - علي عبد السادة - رد على الكاتب انيس منصور