أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - لغز وزير الثقافة وأنصاره














المزيد.....

لغز وزير الثقافة وأنصاره


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1321 - 2005 / 9 / 18 - 12:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أفسد وزير الثقافة، فاروق حسني، المبادرة التي اقدم عليها بتقديم استقالته علي خلفية محرقة قصر ثقافة بني سويف المروعة حيث شفع تقديمه لهذه الاستقالة بهجوم عنيف علي كل منتقديه واصفا اياهم بانهم مرضي نفسيون، وبالتحديد »مصابون بنوع من السادية«.
ثم شاء ان يرتدي قبعة المحلل السياسي - بعد ان اعطي لنفسه صفة المحلل والطبيب النفساني - فزعم ان هدف الذين انتقدوا سيادته لم يكن التعاطف مع ضحايا هذه الكارثة بل »الانتقام من النظام الحاكم بسبب نتائـج الانتخابات الرئاسية«.
وسبق الوزير هذا الهجوم - ثم اعقبه - بتنظيم حملة واسعة النطاق لتأييده والدفاع عنه رغم اعترافه بمسئولية الوزارة عن مصيبة بني سويف.. فقبيل اقدامه علي الاستقالة حشد عددا من كبار المثقفين في البرنامج التليفزيوني »حالة حوار« الذي يعده ويقدمه الدكتور عمرو عبدالسميع، وكان الواضح أن استراتيجية الوزير في هذا البرنامج كانت محاولة امتصاص الغضب المتصاعد في اوساط المثقفين المصريين، عن طريق الاعتراف بمسئولية الوزارة عن الحادث من ناحية ووضع هذه الكارثة كمجرد »حادث« عابر داخل قائمة طويلة من النشاطات والانجازات التي تمت أثناء توليه لمنصبه، أي خلال 18 عاما.
وبعد تقديمه لاستقالته قام مجموعة من الكتاب والفنانين (125 كاتبا وفنانا) بصياغة بيان يناشدون فيه الرئيس حسني مبارك عدم قبول استقالة الوزير والتأكيد علي انجازاته.
واثناء التحركين - السابق لتقديم الاستقالة واللاحق لها - تطوع عدد من انصار الوزير بالهجوم علي منتقديه.. وربما كان اكثر هؤلاء فجاجة هو الفنان مصطفي حسين رسام الكاريكاتور الاشهر ونقيب الفنانين التشكيليين.. فقد اعطي لنفسه حق القذف والسب في زملائه الصحفيين الذين شبههم بـ»المعددة« التي يستأجرها اهل الميت للقيام بطقوس الحزن من لطم وندب وخلافه، وهذا تشبيه بذئ فوق انه ابعد ما يكون عن الموضوعية والصدق.
ويكفي ان نوجه سؤالا واحدا للفنان الكبير مصطفي حسين - ومن يشاركونه في هذا التشبيه السخيف - هو: ماذا يكون موقفك لو انك او ابنك او ابنتك قد وجدت نفسك في قلب هذه المحرقة او حتي علي هامشها لا قدر الله؟!
ثم.. لماذا نحاول التهرب من مواجهة صلب الموضوع بالدخول في مثل هذه المهاترات؟
وصلب الموضوع هو ان ما حدث كارثة حقيقية، وهذه الكارثة ليست مسئولية الشمعة والموظفين الثمانية الغلابة الذين تم تحويلهم الي النيابة فقط، بل هي باعتراف الوزير نفسه اكبر من ذلك بكثير. والي جانب المسئولية الجنائية هناك مسئولية سياسية وبالتالي فان »العادي« ان يقدم الوزير استقالته بعد ان يرفت رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، فلماذا كل هذا اللف والدوران؟ ولماذا استدعاء »انجازات« الوزير الفنان الآن؟ وما علاقتها بالموضوع؟ وهل يغفر ــ مثلا ــ لشخص ارتكب جريمة قتل في خمس ثواني انه كان طول حياته طيبا ورقيق القلب؟! وهل يصل النفاق والتزلف الي حد تغليب المشاعر والمصالح والولاءات الشخصية علي مصالح الوطن وعلي مقتضيات العدالة.
من المخجل ان يحدث ذلك بعد ان فتحت الانتخابات الرئاسية التعددية ثغرة في جدار حائط الاستبداد، واطلقت الآمال في دخول عصر جديد تسوده المحاسبة والشفافية وعدم التستر علي اهمال او فساد ومن المخجل اكثر ان يحدث ذلك من كتاب وفنانين يتشدقون بشعارات رنانة وبراقة لكنهم يتخلون عنها ويدوسونها باحذيتهم من اجل علاقات ومصالح شخصية.
لكن اذا كان هناك مائة او حتي مائتين من المثقفين قد ناشدوا الرئيس مبارك عدم قبول استقالة الوزير فان المئات بل وربما الآلاف قد قالوا كلمتهم المعاكسة ولايزالون متمسكين بها ليس كرها في شخص فاروق حسني وانما دفاعا عن مبدأ ديمقراطي ووطن يجب ان نحميه من ان يحترق لا سمح الله.






#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا حصل -الاستبداد- على تأشيرة -إقامة- في أرض الكنانة؟
- محرقة بنى سويف: الجريمة والعقاب
- الدين والسياسة: سؤال قديم وإجابات معاصرة
- من هنا نبدأ
- بعد انقشاع غبار الانتخابات : صورتنا بدون رتوش
- محور الشر.. كاترينا وبوش
- بناء الثقة .. اليوم وليس غداً
- -الجمهورية- تستعيد ذاكرتها.. ودورها التنويرى
- قطار الديمقراطية الذي تلكأ كثيرًا قبل دخول محطة مصر
- الدين لله والوطن للجميع.. أمس واليوم وغدًا
- المبادرة الغائبة
- المنافقون.. اخطر أعداء مبارك
- استنساخ الكهنة!
- تراجيديا الكولونيل والشيخ
- دموع في عيون استعمارية
- (1-2) الدين.. والسياسة : سؤال وقديم إجابات معاصرة
- واقع الحال في مصر.. دون مساحيق تجميل
- الأسلحة الفاسدة
- الصحافة القومية .. سقطت فى أول امتحان
- مبارك يطبق شعارات المعارضة .. برجال الحزب الوطنى


المزيد.....




- رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز ...
- أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم ...
- البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح ...
- اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
- وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات - ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال ...
- أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع ...
- شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل ...
- -التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله ...
- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - لغز وزير الثقافة وأنصاره