بسام الرياحي
الحوار المتمدن-العدد: 4735 - 2015 / 3 / 1 - 15:03
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تزداد وتيرة العمليات العسكرية في سوريا على مستوى الجبهة الجنوبية ، هي عملية تأمين لأمن العاصمة دمشق وتحرك ضمني بإتجاه سحب البساط من تحت أقدام الإستراتيجيين الإسرائيليين .إنطلقت هذه العمليات بعد سلسلة من الأحداث البارزة التي كان على الاوساط العسكرية والديبلوماسية السورية التعاطي معها . بدايتها كانت مع الغارة الإسرائيلية في القنيطرة والتي إستهدفت مجموعة من حزب الله وقائد في الحرس الثوري الإيراني ، ثم تحرك هذه المجموعات نحو البقاع لتهديد متكرر لمواقع حزب الله وكذلك هجمات صاروخية على ضواحي العاصمة . الخطر كان محدق لا فقط من ناحية تقدم ميداني محتمل جدا لهذه المجموعات التي لا تملك دفة قرارها الميداني واللوجيستس وحتى التكتيكي على الأرض ، وإنما هناك خطر حقيقي متمثل في فتح طريق العاصمة أمام الإسرائيليين بعد إزاحة مواقع الرادار والتنصت على مستوى القنيطرة وإرباك الدفاعات السورية المتقدمة على مستوى خط فصل القوات ، القدرة الدفاعية السورية على الجبهة الجنوبية أصبحت ضعيفة والتحرك كان أكثر من ضروري إستراتيجيا ...
يبدو أن التحضير كان بعد زيارة وزير الدفاع الهادئة لموقع الغارة في القنيطرة ، السوريون كانوا في حاجة لدعم أكيد من حلفائهم ، هذا ثابت فعلى مستوى الموارد البشرية هذه العمليات تحتاج لقوى بشرية تتحرك بطرق مختلفة في إتجاهات عديدة ومواقع المراقبة النارية في الريف الغربي لدمشق لا يمكن التخلي عنها لفائدة التحرك بإتجاه الجبهة الجنوبية . الثابث تحركات إيرانية لتأمين نقل المقاتلين والخبراء الإيضافيين بإتجاه سوريا ، ثم وحدات خاصة من حزب الله في العملية . هذا الزخم الكبير كان لا بد من أن يؤتي أكله ، نجحت القوات السورية مدعومة بحلفائها في التقدم بإتجاه مواقع النصرة بوتيرة نارية مرعبة وبتكتيك غير تقليدي يعتمد على التقدم الناعم ليلا وربح الأرض ، وجدت المجموعات الإرهابية نفسها محاصرة فاقدة لأسلحتها اللوجستية والدعم الإسرائيلي أصبح عقيما.
بالنسبة لخصوم السوريين التاريخيين ، تحريك جبهة الجولان ونجاح العمليات الحربية التي إقتربت أكثر من تل حارة وتل الزعتر أفشل الإسفنج العازل الذي راهنت عليه الأوساط العسكرية في إسرائيل .هناك الآن مقاتلون إيرانيون أو يقاتلون بالوكالة لإيران ومجموعات على مستوى عال من التدريب من حزب الله مع القوات السورية المجهزة بعتاد حربي ووحدات صواريخ ومواقع إسناد نارية متقدمة ... إسرائيل طلبت من الأمم المتحدة مجددا إرجاع قوات الإندوف لفض الإشتباك . هو سعى لإرجاع الوضع القديم في الجولان ، الأمور لن تعود كما كانت التصعيد الإسرائيلي في بداية الأزمة كان لا بد له من نقاط ضعف إستراتيجية منها مجموعات تقاتل بالفطرة العسكرية دون فكر عسكري وعدم قرأة عميقة لإمكانية تحريك الحدود .في المقابل زادت هذه العملية من إمكانية ربط رؤى محور طهران ودمشق وحزب الله ، الإيرانيون أصبحوا المدبرين الفعليين وقواد غرف العمليات من المتوسط نحو بحر العرب .
#بسام_الرياحي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟